السيد عبدالملك الحوثي يحذر السعودية والإمارات من عواقب وخيمة لاستمرارهما في الحصار والحرب والمؤامرات على اليمن
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
الثورة نت|
حذر قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، السعودية والإمارات من عواقب وخيمة لاستمرارهما في الحصار والحرب والمؤامرات على الشعب اليمني.
وأوضح السيد القائد في كلمة له مساء اليوم، بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، أن العدوان على اليمن مستمر للعام التاسع بإشراف وتدخل مباشر أمريكي وبريطاني وتنفيذ عملائهم السعوديين والإماراتيين بدون أي مبرر.
وأشار السيد القائد إلى أهمية أن نعي مسؤوليتنا تجاه أهداف طغاة العصر الشيطانية من الاحتلال والسيطرة واستعباد شعوب أمتنا خصوصا أمام استمرار ظلمهم علينا.. مؤكدا على وجوب أن ندرك أهمية التوجه الجهادي والوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية للتصدي للظلم، وأن ندرك أن تحركنا يمثل ضرورة و حلًا لدفع شر الأعداء.
وشدد على وجوب أن ندرك أهمية الجهاد في سبيل الله على أساس الوعي والبصيرة، والتحرك الواعي في كل المجالات، وأن يكون تحركنا جهاديًا وثوريًا، وأن نتحرك في المجال الإعلامي والسياسي والاقتصادي والفكري وفي المقدمة المجال العسكري الذي يعتبر التحرك فيه ضرورة للتصدي لأعداء الله.
ولفت إلى أنه عندما نتبنى الموقف الحق على أساس انتمائنا للقرآن والإسلام ندرك أهمية الجهاد في سبيل الله وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. مؤكدا إلى أن المسؤولية الجهادية مسؤولية ملازمة للإيمان وهي ضرورة واقعية والطريق الصحيح لإنقاذ الأمة.
وأشار إلى أن جدوى التحرك رأيناه في واقعنا في صمود شعبنا وتضحياته وتحقيق الانتصارات والتماسك في واقع شعبنا، وفشل الأعداء هو ثمرة للانطلاقة الواعية.. كما نرى جدوى التحرك في فلسطين في غزة وما حققه مجاهدون حزب الله في لبنان وأحرار الأمة في مختلف الأوطان، وما يمكن تحقيقه هو أكبر بكثير.
وقال: عندما نقارن بين مستوى ما هو حاصل من ظلم وطغيان وإجرام بمستوى المسؤولية، نجد أن المسؤولية كبيرة والتفريط فيها يشكل خطورة بالغة.. مؤكدا على أن من الشرف لنا والمسؤولية علينا وسبيل نجاتنا أن نتصدى لطغيان الأعداء وألا نقبل بسيطرتهم علينا.
وجدد قائد الثورة التأكيد على وجوب أن لا يتمكن الأعداء من إخضاعنا والسيطرة علينا في أي ميدان لا إعلاميًا ولا ثقافيًا ولا عسكريًا ولا أمنيًا.. مشيرا إلى أن التحرر من هيمنة الأعداء شرف كبير ومسؤولية دينية وهذا التحرر هو الذي يحافظ لنا على إنسانيتنا وكرامتنا وشرفنا.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن تحالف العدوان يصر على الاستمرار في حصارنا واحتلال أجزاء واسعة من بلدنا وتفكيكه، وعلينا مواجهة ذلك من منطلق انتمائنا الإيماني وكضرورة واقعية.
وأوضح السيد القائد أن أمام المرحلة التي تشهد خفضًا للتصعيد وإفساحًا للمجال للوساطة العمانية إلا أننا لسنا في غفلة عن مساعي الأعداء لتحقيق أهدافهم الشيطانية.. مشيرا إلى أن مشكلة السعودي والإماراتي بالرغم مما كلفهم العدوان على شعبنا، أنهم خاضعون لأمريكا وبريطانيا.
وأضاف أن الأمريكي حريص على استمرار الاستهداف لبلدنا، وأنه إذا لم يتمكن من احتلال كل بلدنا أن يستقطع ما تم احتلاله منه.. مبينا أنهُ طالما بقي السعودي مرتهنا للأمريكيين ومتوجهًا ضمن إملاءاتهم فهذه مشكلة كبيرة عليه.
وشدد السيد القائد على أنهُ لا يمكن أن نسكت على استمرار هذا الوضع الذي يعاني فيه شعبنا معاناة كبيرة، ولا يمكن أن نسكت تجاه ما يريده السعودي والإماراتي من تنفيذ أجندات الأمريكي والبريطاني ضد بلدنا بالحرب والاحتلال والحرمان من الثروة الوطنية.
وأشار إلى أنهُ لا بمكن أن يتصور السعودي بعد فشله في الحرب العسكرية أن بإمكانه الانتقال إلى الخطة “ب” في استمرار الحصار والتجويع وحرمان شعبنا من ثروته، وأنه قادر على التهرب من إعادة الإعمار والانسحاب وإيقاف الحصار وأن ينسى شعبنا ما فعلوه به من قتل وتدمير.. مؤكدا أنهُ لا يمكن للحال الراهن أن يستمر بما هو عليه أبدًا، وعلى السعودي أن يعي هذه الحقيقة.
ودعا قائد الثورة السعودية إلى أن تدرك أن استمرارها في تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية ستكون عواقبها الوخيمة عليها.. حيث لا يمكن أن يعيش السعودي في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها ثم يتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أنهُ لا يمكن للسعودي أن يتصور أن بلدنا سيبقى مدمرًا ومحاصرًا وشعبنا سيجوع ويعاني، ويبقى هو ناءٍ بنفسه عن تبعات كل ما فعله ويفعله.. مبينا أن استمرار السعودي في السياسات العدائية والخاطئة والتدخل السافر في شؤون شعبنا لن يحقق له السلام.
وشدد السيد القائد أنهُ لا يمكن للسعودي أن ينأى بنفسه عن التبعات والالتزامات نتيجة عدوانه الظالم على شعبنا لـ8 سنوات من العدوان والحصار.
وبشأن استمرار الحصار الجائر على بلادنا.. أشار قائد الثورة إلى أن أي سفينة تصل إلى ميناء الحديدة تصل بعد سلسلة طويلة من الاتصالات والمتابعات والوساطات، والرحلات محدودة جدًا من مطار صنعاء بعد جهد جهيد.. مؤكدا أن الحصار مستمر والخراب مستمر والسعي لتفكيك البلد واستقطاع أجواء واسعة منه، لا يمكن أن تمر هذه الأمور.
وأكد السيد القائد مجداً على أنهُ لا يمكن أن نسكت عما هو حاصل طويلًا وقد أفسحنا المجال للوساطة بالقدر الكافي .. قائلا: إذا لم يحصل تطورات إيجابية ومعالجة للإجراءات الظالمة ولم يقلع السعودي عن استمراره في نهجه العدائي، فإن موقفنا سيكون حازمًا وصارمًا.. مضيفا: لسنا غافلين خلال هذه المدة نسعى لتطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع من أجل هدفنا المقدس في التصدي للأعداء ودفع الظلم عن شعبنا.
وحذر قائد الثورة قوى العدوان بأنهُ يمكن أن نسكت ولن نسكت تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته واحتلال بلدنا وحالة العدوان والحصار.. مشيرا إلى أن طريق السلام واضحة وليس هناك من جانبنا أي شروط تعجيزية.
وأعرب السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن أمله في أن يدرك الجميع أهمية العمل على الاستقرار الداخلي وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن في الداخل تحت مختلف العناوين.. مؤكدأ أن أولوياتنا واضحة ويجب أن يبقى اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهًا للتصدي للأعداء والوصول لتحقيق سلامٍ عادل بكل ما تعنيه الكلمة.
كما أعرب عن أمله في إحداث تغييرات جذرية في الواقع الرسمي الذي نخضعه للتقييم وتشخيص الإشكالات ولديه الآن الكثير من الخطط .. مؤكدا أن الواقع الرسمي يتطلب إجراء تغييرات جذرية ونحن الآن في حالة تمهيد لذلك.
الطغيان الأموي ونهضة الإمام زيد عليه السلام:
أوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن حركة وجهاد واستشهاد الإمام زيد عليه السلام كان له إسهامٌ كبير في استمرارية الإسلام المحمدي الأصيل فكرًا وثقافًة ومشروعًا عمليًا وثورة في وجه الطغيان.. مضيفا أن تحرك الإمام زيد كان امتدادًا لنهضة جده الإمام الحسين وأعطى للحق دفعًا وحضورًا كمشروعٍ عمليٍ وموقف.. مشيرا إلى أن ما تميزت به نهضة الإمام زيد عليه السلام أولًا به هو كرمزٍ عظيم من رموز الإسلام بإجماع الأمة الإسلامية على ذلك.
ولفت قائد الثورة إلى أن نهضة الإمام زيد كان لها تأثيرٌ كبير ممتد في أوساط الأمة جيلًا بعد جيل.. مبينا أن الإمام زيد عليه السلام تحرك بأهداف عظيمة ذات علاقةٍ بالأمة في كل زمان ومكان، فهو انطلق من منطلق غيرته على دين الله وأمة جده رسول الله.
وأشار إلى أن الإمام زيد سعى في نهضته لإعادة الأمة إلى مسارها الصحيح الذي انحرف بها عنه طغاة بني أمية الذين عملوا بكل ما يستطيعون لتحريف مفاهيم الدين الإسلامي للسيطرة على الأمة واستعبادها.. كما سعى لإنقاذ الأمة مما تعانيه من طغيان بني أمية الذي وصل إلى درجة رهيبة من انتهاك الحرمات والتعدي على المقدسات واستباحة الأمة.
وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أن بنو أمية انتهكوا حرمة المقدسات وفي مقدمتها الإساءة إلى رسول الله والتغاضي عن سبه في مجالسهم الرسمية التي كان يحضر فيها اليهود والكافرين الذين كانوا يسبون رسول الله.
وقال: إن بنو أمية عمدوا لتشويه رسول الله من خلال الافتراءات والمرويات المكذوبة التي تتعمد الانتقاص من رشده وحكمته وقيمه.. كما عملوا على تقليل مكانة رسول الله لصالح مكانة الملوك الجبابرة من طغاتهم، ووصل الحال بهم إلى المجاهرة بتكذيب النبي الأعظم.
وأضاف أن بنو أمية بذلوا جهدًا كبيرًا لإبعاد الأمة عن اتباع القرآن والعلاقة به، وحرصوا أن تكون علاقة الأمة بالقرآن هي التلاوة وعند الضرورة، وعملوا على إبعاد مسألة الاتباع والتمسك العملي بالقرآن، وتحريف المعاني والمفاهيم القرآنية عبر علماء السوء الذين اعتمدوا عليهم، وبذلك ارتكبوا جناية فظيعة على الأمة ومنعوها من الاستفادة من كتاب الله.. مبينا أن بني أمية وصل بهم الحال إلى أن يقوم أحد ملوكهم وهو الوليد بالاعتداء على المصحف الشريف ورميه بالسهام وتمزيقه.
وتابع: بنو أمية انتهكوا حرمة الكعبة المشرفة في حربين متتاليتين، وكانوا يتعمدون رميها بالمنجنيق بإحراقها وهدمها، حيث استباحوا مكة المكرمة بالاقتحام العسكري وقتل الناس في المسجد الحرام وكذلك قتل الناس في المدينة المنورة حتى على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقال: استباح بنو أمية الأمة بقتل الصالحين فيها من أخيارها وعملائها الربانيين وأهل الحق والثبات عليه، فكان المعروف بالخير والصلاح الذي لا ينسجم معهم مهدر الدم، كما قتلوا مئات الآلاف من أبناء الأمة حتى من عامة الناس ولأتفه الأسباب وحتى بدون سبب.
وأشار السيد القائد إلى أن جرائم التعذيب التي ارتكبها بنو أمية بحق أبناء الأمة كانت هائلة ووحشية كجرائم سمل الأعين وقطع الأيدي والأرجل وكل الجرائم المتنافية مع الإسلام والفطرة الإنسانية.. مؤكدا أن بنو أمية أصّلوا مدرسة الطغيان وورثها عنهم طغاة الأمة بعد ذلك، فحذوا حذوهم واتجهوا بنفس ما كانوا عليه من ممارسات ظالمة بحق الأمة.
ولفت إلى أن نهضة الإمام زيد عليه السلام في مقابل كل هذا الظلم والجور الأموي كانت ضرورة دينية ومصلحة حقيقية للأمة من أجل إنقاذها، حيث أن كانت هذه النهضة عنوانان مهمان جدًا هما البصيرة والجهاد، وهذا من أحوج ما تحتاج إليه الأمة في مواجهة الطغيان والعمل على تغيير واقعها.. مبينا أن الأمة تحتاج إلى الوعي والبصيرة تجاه الواقع والأعداء والمسؤولية والموقف فيما تحتاج إليه وما ينبغي أن تتحرك فيه.
وشدد السيد القائد على أن الأمة تحتاج الجهاد والوعي بالمسؤولية في التحرك في سبيل الله والجهاد في سبيله بفهم صحيح لهذه الفريضة المقدسة وما تعنيه للأمة.. مؤكدا أن التقصير والتفريط عواقبه خطيرة جدًا وفيه هلاك الأمة، فالتفريط فيه تمكينٌ للظالمين من الاستمرار في ممارساتهم الظالمة والإجرامية.
ولفت إلى أن تحرك الإمام زيد كان له أثرا كبيرا جدًا مع أنه عانى من تخاذل الكثير من الناس حتى الذين كانوا قد استعدوا لنصرته والتحرك معه، إلا أنه كان يرى ضرورة التحرك ولو تخاذل الناس.. موضحا أن الإمام زيد كسر حاجز الذل والخوف وأعطى للحق دفعًا وللإسلام المحمد الأصيل استمرارية، وبعد استشهاده كانت نهضة ابنه يحيى بن زيد وبدأت التغيرات الكبيرة في الساحة الإسلامية.
وأشار إلى أن من أهم الدروس التي نستفيدها من الإمام زيد عليه السلام أن ندرك مسؤوليتنا في مواجهة طغيان العصر وأنه ضرورة دينية ترتبط بانتمائنا للإسلام.. مبينا أن الكثير من الناس يجهل مدى أهمية مسألة مواجهة الطغاة وأنها ضرورة واقعية لدفع الشر عن أنفسنا وأمتنا وإنقاذها من الاستعباد.
الطغيان في العصر الحديث:
وأوضح قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن، حالة الطغيان في هذا العصر التي تستهدف الأمة الإسلامية والمجتمع البشري هي حالة واضحة، يتحرك على رأسها الأمريكي والإسرائيلي واللوبي اليهودي الصهيوني ومن يقف في صفهم.
وأضاف أن معالم الطغيان في عصرنا نجده في الإساءة المباشرة للقرآن الكريم وبشكل متكرر، حيث يقود الأمريكيون والإسرائيليون واللوبي اليهودي حملة شاملة ضد الإسلام والمسلمين.. مبينا أن طغاة عصرنا يعملون على تشويه القرآن والعمل على نشر صورة سلبية في العالم والتحريض ضد المسلمين ورموز الإسلام.
وأشار إلى أن نفوذ اللوبي اليهودي وأمريكا وإسرائيل في أوروبا نفوذٌ معروف، لذلك يجعلونها ميدانًا لترسيخ حالة العداء للإسلام ونبي الإسلام والقرآن والمسلمين.. لافتا إلى أن في المجتمعات الغربية لم يبق أي اعتبار أو حرمة لكل ما له صلة بالأنبياء والقيم العظيمة، وفتحوا المجال للإساءة إلى الله وجعلوه من المباحات.
وقال: إن المجتمعات الغربية فتحت المجال لكل أشكال الإساءة والتشويه تجاه الأنبياء وكتب الله سواء بالكلام أو الفعال، فالحالة في المجتمع الغربي هي انقلابٌ تام على المبادئ الإلهية وموقف سيء من رسل الله وأنبيائه.. مشيرا إلى أن المجال في المجتمعات الغربية مفتوح لسب الله والإساءة لكل أنبيائه ورسله، والممنوع الوحيد هو انتقاد اليهود حتى بالاستناد للحقائق التاريخية والمعاصرة.
وأضاف أن في الغرب يتصدون لأي انتقاد لليهود تحت شعار معاداة السامية، وهذا يبين أن من يمتلك النفوذ ويسيّرهم هو اللوبي الصهيوني اليهودي.. قائلا: أمام هذا التوجه في الغرب والذي يعبرون به عن عدائهم للحق والقيم والمبادئ، فهم يوجهون رسالة عداء إلينا في العالم الإسلامي.
وأكد السيد القائد أن على المسلمين أن يكون لهم موقف بحجم المسؤولية، خصوصا بعد أن وصلت المجتمعات الغربية إلى ذلك المستوى الدنيء من الخضوع لليهود ثم يحركونهم في استفزاز المسلمين.. مبينا أن الموقف الرسمي في البلدان العربية والإسلامية لم يرق أبداً إلى الحد الأدنى من الموقف المطلوب وهو قطع العلاقات الدبلوماسية مع من يحركهم اليهود.
وأوضح أن الموقف من اللوبي اليهودي الصهيوني في العالم وأمريكا وإسرائيل يجب أن يكون صارمًا وحازمًا وحاسماً، ثم ممن يتحرك معهم في العداء لرسل الله وأنبيائه.. مشيرا إلى أن الكثير من الأنظمة في العالم الإسلامي تهربت من قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية للدول المسيئة للإسلام، وهذا يكشف مدى الخلل الكبير في مصداقية الانتماء للإسلام.
وتساءل قائد الثورة قائلا: إذا وصل الحال بكثير من الأنظمة في عالمنا الإسلامي إلى هذا المستوى من التفريط تجاه أقدس المقدسات، فهل هناك شيء آخر سيغضبون من أجله؟!
وقال: إن هؤلاء الحكام يكشفون عن عدم أهليتهم وعدم جدارتهم بموقع المسؤولية، فهم ليسوا أمناء على أمتهم ولا يستشعرون المسؤولية تجاه أمتهم ومقدساتها.. مشددا على أهمية الوعي بمسؤوليتنا وأن ندرك خطورة التقصير وأن نتحرك في الموقف الصحيح لأننا لا نرهن مواقفنا الإيمانية بمواقف الآخرين من المتخاذلين.
نشر الفساد الأخلاقي:
لفت قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن نشر الفساد أصبح من ضمن أولويات المنظمات لاختراق المجتمعات لتقبل الفساد وكسر حاجز الحياء والسعي لتضييع القيم وتفكيك المجتمع البشري.
وأشار إلى أن الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي هو استهداف للأسرة والنسل البشري، ويعملون على تفكيك المجتمع بشكل تام وتمييعها للسيطرة عليها واستعبادها.
طغاة العصر ونهب الثروات:
وأوضح قائد الثورة في كلمته أن طغاة عصرنا استهدفوا الأمة الإسلامية بالحروب والفتن ونهب ثرواتها وخلق المشاكل والأزمات في العالم العربي ومختلف مناطق آسيا وأفريقيا.. مشيرا إلى أن في عالمنا العربي نرى الظلم في فلسطين على مدى عشرات السنين، وهو ظلم واضح لا خفاء فيه واغتصاب للأرض، ومع ذلك يقف الغرب مناصرًا وداعمًا للعدو الإسرائيلي.
وقال: الغرب يتحدث عن حقوق الإنسان والمرأة، لكن أين هي تلك الحقوق في الواقع الفلسطيني؟ أين هي تلك العناوين والغرب يدعم العدو الإسرائيلي لقتل الشعب الفلسطيني؟.
وأضاف أن المسلمين في مختلف بلدانهم يعانون لأنهم محرومون من ثرواتهم وخيراتهم، فما استخرج من ثرواتهم ينهب أكثره وتُحرم الشعوب منه.. لافتا إلى أن في أفريقيا نهب رهيب للثروات، وبؤس كبير ومعاناة كبيرة للشعوب.
وأشار قائد الثورة إلى أن فرنسا تنهب اليورانيوم من النيجر والتي هي ثروة ضخمة يفترض أن تنهي معاناة الشعب هناك.. مبينا أن شعب النيجر يعاني البؤس والفقر ولديه ثروة وطنية ضخمة جدًا تنهبها فرنسا وتأخذها لمفاعلاتها النووية وكذلك بريطانيا ومختلف البلدان.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الإمام زید علیه السلام المجتمعات الغربیة السید القائد لا یمکن أن فی العالم الکثیر من رسول الله وأضاف أن بنو أمیة على أن
إقرأ أيضاً:
الأمام الصادق المهدي: فالعنقاء أكبر أن تصادا
أثارت ردود فعل في أوساط حزب الأمة على الخطاب الذي ألقاه السيد عبد الرحمن الصادق المهدي في مسجد الأنصار بود نوباوي في يوم الجمعة الماضي سقمي القديم من حزب الأمة. فقد ساءني منذ حين، بفطرة المؤرخ، أن معادلة الحزب-الجماعة الدينية (الأنصار) قد اختلت، وغلب الحزب على الجماعة الدينية التي خرج من رحمها في العبارة الشائعة. فلست من حزب الأمة، ولكن جماعة الأنصار كيان انتمى له كسائر السودانيين بصورة أو أخرى. فاشتغالي بالتاريخ إلى يومنا بدأ بكتابة “الصراع بين المهدي والعلماء” (1968) التي استحسنها الناس وعلى رأسهم استاذي مكي شبيكة. وصرت مؤرخاً من يومها. لم احتج لحزب الأمة، بل وللمفارقة، كتبت كتابي نفسه عن حجة المهدي الثورية في وجه تنطع علماء النظام التركي من باب مقاومة الحزب الذي ضلع في حل حزبنا الشيوعي في 1956. وهذه كلمة قديمة علقت فيها على خطبة للأمام الصادق المهدي تجد فيها نازعي لإعلاء الانصارية على الحزب (بل حله) فيما سميته “المهدية الثالثة”.
كان خطاب السيد الصادق المهدي مساء السبت الماضي (ضاع مني التاريخ، ولكنه في نحو عام 2011)، كما أحسن وصفه فيصل محمد صالح، عودة إلى منصة التأسيس في المشروع المهدوي وهي الأنصار. كان عودة للإمام إل “قندهاره”. فكانت المناسبة أنصارية خاطبها إمامها واحتشدت لها الجماعة بسهر هيئة شؤون الأنصار وبآلية وكلاء الإمام. وكانت هداياها أنصارية مثل تذكيرها بشرعيتها الأولى في ثورة جده، وببشارتي البقعة والجزيرة أبا الجديدتين، ونجاحات مجلس حل الهيئة وعقدها ومكتبها التنفيذي. وكانت هذه العودة لمنصة التأسيس واجبة لأمرين. أولهما خروج بني عمومة الإمام من مثل نصر الدين الهادي ومبارك الفاضل مع الجبهة الثورية يبتغون سنداً من الأنصار في حقول المهدية التاريخية في جبال النوبة ودار البقارة. فزعم نصر الدين الهادي مثلاً أنه مهدي الجبهة الثورية بخروجه من جبل قدير الشهير في جبال النوبة. أما الأمر الثاني فقد كان اللقاء لماً لشعث حزب الأمة الذي طغت صورته على القندهار الأنصاري. فالحزب تفرق أيدي سبأ حتى أنه يعمل اليوم بدون أمانة عامة، أو بأمانة مشاكسة ناهيكم عن التيار العام والمادبوز والقيادة الجماعية وهلمجرا.
واضح خمول ذكر حزب الأمة في خطاب الأمام. فأقصى المطلوب منه، في قوله، أن يستعد لنظام جديد ويلتزم فيه برأي محدد. وبدا لي أن أعضاء مخالفين للإمام هتفوا حين عرض للحزب فألتمس منهم أن يستمعوا له لا أن يُسمِعوا. ونبه إلى أن الحزب لن تتخطفه الأجندة الطائشة. فظل الحزب “يشد ويلين” على مر الزمن انقلع الطغاة الذين أرادوا به شراً وظل كالطود بفضل قوة قيادته وحكمتها. واستهدى الإمام من لم يرغب بالعمل في إطار رشد القيادة أن يذهب “والباب يفوت جمل”.
لو كنت بين حشد البقعة والإمام خطيباً لتمثلت بالحلفاوي في الطرفة الشائعة. فقد منح الأزهري حلفاويين إجازة لغد زيارته لهم لحسن استقباله فطلب منه الحلفاوي أن لو ألغى رمضان . . . كمان. وكنت هتفت: “وحزب الأمة كمان يا ريس”. فقد ظللت لسنوات أدعوه لتنشئة الأنصارية الثالثة العاقبة لأنصارية جده الأكبر الأولى وجده المباشر الثانية. فالأنصارية عندي كيان أعظم خطراً من حزب الأمة. فهي استثمار تاريخي وتربوي سوداني جامع لغمار الناس من كل فج. وضمت أهل البادية بشكل خاص ممن لا وجيع لهم حتى تورطوا في “الجنجويدية” والمراحيل في الملابسات المعروفة. واستحق الأنصار من إمامهم عناية مستديرة بحيواتهم أفضل مما سمحت به أنصارية الإمام عبد الرحمن التي أحصتهم، سياساً عدداً، كمجرد أصوات لحزب الأمة. ولذا تساءلت يوماً، وأنا أعرض كتاباً قيما للإمام الصادق، إن كانت هناك جامعة للأنصار تسرب بالموالاة معانيه الحسان عن مسائل المسلمين إلى أفئدة غمار الأنصار مع الراتب العذب.
أما حزب الأمة فقد دخله الذي لا يتداوى. فقد ظل يستقوي به من لا قاعدة له بين الشعب منذ طلائع المتعلمين في مؤتمر الخريجين حتى صغار البرجوازيين المستفحلين على أيامنا هذه. وحوّل هؤلاء المتعلمون زعيم الأنصار إلى “مقاول أنفار”، في وصف دقيق للترابي، يجيش لهم الأصوات والساحات. وصغار البرجوازيين هذه طبقة وصفتها بأنها “كديسة أم خيط” سياسياً. وتقال العبارة في الذي يتغشى الأبواب. فهي جماعة مودراليها حزب. وتغشى أحزاب الجمهرة الدينية عن يأس من أحزابها الصغيرة الفاشلة حاملة مطلب “المؤسسية” كجرثومة لا منهجاً في العمل. ولم نر منها مع ذلك المؤسسية حيث أتفق له إنشاء حزب من أحزابها الصغيرة.
ومرحباً بالأنصارية الثالثة بعد خطاب الإمام.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب