تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية، أن الهجوم الصاروخى الباليستى الإيراني على إسرائيل الثلاثاء الماضي، كان تصعيدًا كبيرًا فى الصراع بين الدولتين، ووعدت إسرائيل بالرد، والذى قد يشمل ضربات مباشرة على طهران، مشيرة إلى أن المناوشات المروعة بين إسرائيل وإيران ووكلائها لن تجلب إلا المزيد من الموت والكوارث.

الصراع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية
وقالت «الجارديان»: «إن الجبهة الأكثر نشاطًا فى الصراع بالمنطقة لا تزال على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث تغزو القوات الإسرائيلية جنوب لبنان». وجاء الهجوم الإيرانى فى أعقاب اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؛ والواقع أن الارتباط الوثيق بين إيران وحزب الله يعنى أنها منخرطة بشكل عميق فى نتائج الصراع فى لبنان.

فى الوقت نفسه؛ وبينما تقدم إسرائيل الغزو باعتباره عملية برية محدودة وقصيرة الأمد، فإنه يمثل تصعيدًا كبيرًا لصراعها مع حزب الله، فضلًا عن التزامها الضخم بالموارد العسكرية. وسوف يؤثر التشابك بين الجبهتين اللبنانية والإقليمية على أمن لبنان فى الأمد البعيد، ولكن أيضًا على أمن إسرائيل.

حزب الله يتعرض لحرب هجينة
ونوهت «الجارديان» إلى أن حزب الله لم يتعرض منذ تأسيسه لهجوم على مستويات متعددة فى مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن وبمثل هذه الخسائر الفادحة؛ ففى غضون أسبوعين، أخضعت إسرائيل المجموعة لحرب هجينة، ودمرت مواقعها العسكرية الرئيسية واغتالت كبار قادتها ونصر الله.

وتعهد حزب الله طوال الوقت بالبقاء متحديًا حتى مع تقليص قدراته الأمنية والتواصلية والعسكرية بشكل كبير. وقد أصرت إسرائيل فى تصريحاتها العامة على أنها ليست فى حالة حرب مع الشعب اللبناني؛ بل مع حزب الله فقط، إلا أن تصرفات إسرائيل تهدد بجر لبنان نحو حالة من عدم الاستقرار.

التوتر يسيطر على لبنان 
وأشارت «الجارديان» إلى أن لبنان يعيش حالة من التوتر الشديد؛ إذ يشعر بالقلق من أن اغتيال نصر الله قد يكون شرارة جديدة للصراع. وكانت التصريحات المدروسة التى أدلى بها خصومه السياسيون اللبنانيون بشأن نصر الله فى أعقاب اغتياله بمثابة محاولة لمنع الصدامات التى قد تتخذ طابعًا طائفيًا.

ولكن بعد ذلك جاء الغزو البرى الإسرائيلي، والذى يعمل فى الأمد القريب على حشد الشعب اللبنانى ضد إسرائيل. وذلك لأن الغزو بالقوات البرية يختلف تمام الاختلاف عن أشد الحملات الجوية كثافة. فهناك شيء غريزى فى هذا الغزو.

فبالنسبة للشعب اللبناني، فإن رؤية إسرائيل تتسلل إلى أرضه مرة أخرى جلبت معه الغضب واليأس اللذين كانا يأملان أن يكونا جزءًا من الماضى غير البعيد، عندما خاضت إسرائيل وحزب الله آخر حرب شاملة بينهما فى عام ٢٠٠٦.

إسرائيل تسعى لكسر روح حزب الله
إن إسرائيل ربما تهدف من خلال غزوها البرى إلى كسر روح حزب الله، لكنها فى واقع الأمر تكسر الروح اللبنانية؛ فحتى أشد معارضى حزب الله عنادًا فى لبنان يرفضون فكرة «التحرر» من حزب الله، كما تزعم إسرائيل على أيدى الغزاة. والواقع أن الإذلال والغضب بين سكان لبنان لا يشكلان طريقًا للسلام مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنه فى الأمد المتوسط والبعيد، هناك خطر أن يلقى التاريخ بظلاله القاتمة، لقد أدت غزوات إسرائيل السابقة، وخاصة فى عامى ١٩٨٢ و٢٠٠٦، إلى إحداث شرخ بين الطوائف اللبنانية؛ ما أدى إلى تأجيج التوترات الطائفية والسياسية.

ونوهت «الجارديان» إلى أن زعماء لبنان، الذين كانوا يحاولون إخماد الحرائق بعد مقتل نصر الله، يواجهون الآن احتمال اندلاع موجة أخرى من الصراع الأهلى مع نزوح مليون شخص، معظمهم من الطائفة الشيعية الجنوبية، إلى مناطق يسكنها مجتمعات أخرى.

وأضافت «الجارديان» أنه رغم أن الناس العاديين والمجتمع المدنى يكثفون جهود الإغاثة، فإن حجم الأزمة الإنسانية غير مسبوق، فى حين عجزت الدولة اللبنانية عن تقديم حتى الخدمات الأساسية للنازحين.

وكلما طال أمد الحملة العسكرية الإسرائيلية، تزايدت احتمالات تفاقم التوتر الطائفى مع اقتراب فصل الشتاء، ونضوب الموارد، وتزايد غضب الناس ويأسهم.

كما يجد لبنان نفسه مرة أخرى ساحة لعب للجهات الفاعلة الإقليمية. وهذا يجلب معه سببًا محتملًا آخر لعدم الاستقرار، ومع تصعيد إسرائيل وإيران لمواجهتهما العسكرية المباشرة، يصبح خطر الحرب الإقليمية أعظم من أى وقت مضى.

ومع اعتبار إيران لحزب الله خط المواجهة الأول فى دفاعها عن نفسها، فقد ينتهى الأمر بلبنان إلى القتال من أجل نفسه ومن أجل إيران.

لقد تأثر لبنان دومًا بالتطورات الإقليمية فى الشرق الأوسط. ولكن فى ظل هذا المزيج المعقد من التحديات، أصبح استقرار البلاد مهددًا بشدة. فالعقبات الاقتصادية تتداخل مع التوترات الطائفية المحتملة، ويتشابك الأمن الوطنى مع الأمن الإقليمي، ومع رفض إسرائيل وحزب الله التراجع، يتم صب المزيد من الزيت على النار كل يوم.

الفقر والغضب الكارثة الأكبر
وقالت الصحيفة البريطانية: «قد تتصور إسرائيل أن سحق حزب الله عسكريًا هو السبيل لضمان الأمن فى منطقتها الشمالية، ولكن الأزمة فى لبنان تثير مخاوف بشأن الاستقرار هناك على المدى الطويل؛ فالفقر والغضب يشكلان دومًا وصفة للكارثة فى أى دولة».

وأكدت «الجاديان»، بأن عدم الاستقرار الداخلى فى لبنان لن يبشر بالخير بالنسبة للأمن القومى الإسرائيلي، خاصة أن حزب الله لن يختفى حتى لو تغلبت عليه إسرائيل عسكريًا.

وإذا وضعنا فى الاعتبار أن حزب الله استخدم باستمرار إطار «المقاومة» ضد إسرائيل كواحدة من أدوات تأكيد القوة داخل لبنان. وإذا كان هذا الصراع قد أظهر أى شيء، فهو أن الأمن الداخلى والأمن الإقليمى متشابكان.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إسرائيل طهران إيران لبنان حسن نصر الله حزب الله نصر الله فى لبنان إلى أن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف «الدائرة المروعة» للتصعيد في الشرق الأوسط

أمين عام الأمم المتحدة قال إن الوقت ينفد، وأكد أنه لا ينبغي إغفال الخسائر الهائلة التي يلحقها الصراع المتنامي في الشرق الأوسط بالمدنيين.

التغيير: وكالات

في اجتماع مجلس الأمن الدولي حول الأوضاع في الشرق الأوسط، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الحرائق المشتعلة في الشرق الأوسط تتحول بسرعة إلى جحيم، مؤكدا على ضرورة وقف هذه الدائرة القاتلة من العنف المتبادل.

وفي إحاطته لمجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء، قال الأمين العام “قبل أسبوع واحد بالضبط، أطلعتُ مجلس الأمن على الوضع المقلق في لبنان. ومنذ ذلك الحين، ساءت الأمور كثيرا”. ونبه إلى أن الأيام القليلة الماضية شهدت تصعيدا دراماتيكيا “إلى الحد الذي يجعلني أتساءل عما تبقى من الإطار الذي أنشأه هذا المجلس بالقرار 1701”.

وشدد غوتيريش على أن “المدنيين يدفعون ثمنا باهظا. وأنا أدين ذلك بشدة”.

وأشار إلى أنه منذ أكتوبر الماضي، قُتِل أكثر من 1700 شخص في لبنان، بما في ذلك أكثر من 100 طفل و194 امرأة، وتأكد نزوح أكثر من 346 ألف شخص من منازلهم، وتشير تقديرات الحكومة إلى أن هذا العدد يصل إلى مليون شخص.

وأضاف أنه منذ الثامن من أكتوبر، أسفرت هجمات حزب الله على إسرائيل عن مقتل 49 شخصا، مع نزوح أكثر من 60 ألف شخص من منازلهم.

وشدد غوتيريش على أن حفظة السلام التابعين لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (الـيونيفيل) يظلون في مواقعهم، ولا يزال علم الأمم المتحدة يرفرف على الرغم من طلب إسرائيل نقل قواتها.

إدانة الهجوم الصاروخي

وتحدث أمين عام الأمم المتحدة عن إطلاق إيران أمس الثلاثاء نحو مائتي صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل.

وقال غوتيريش: “كما فعلت فيما يتصل بالهجوم الإيراني في أبريل، وكما كان من الواضح أمس في سياق الإدانة التي عبرت عنها، فإنني أدين بشدة مرة أخرى الهجوم الصاروخي الضخم الذي شنته إيران أمس على إسرائيل”.

وأوضح أنه من المفارقة أن هذه الهجمات لا تفعل شيئا لدعم قضية الشعب الفلسطيني أو الحد من معاناته.

معاناة تتجاوز التصور

وقال الأمين العام إنه مر ما يقرب من عام منذ الأعمال المروعة التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر واحتجاز رهائن. وأضاف منذ أكتوبر الماضي، شنت إسرائيل في غزة “الحملة العسكرية الأكثر دموية وتدميرا في سنواتي كأمين عام. إن المعاناة التي يتحملها الشعب الفلسطيني في غزة تتجاوز التصور”.

وأشار كذلك إلى استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مع العمليات العسكرية الإسرائيلية، وبناء المستوطنات، وعمليات الإخلاء، والاستيلاء على الأراضي، وتكثيف هجمات المستوطنين، الأمر الذي يقوض تدريجيا أي احتمال لحل الدولتين، مضيفا أنه في الوقت نفسه استخدمت الجماعات الفلسطينية المسلحة العنف أيضا.

الوقت ينفد

وشدد غوتيريش على أن أحداث الأسبوع الماضي، والشهر الماضي، بل وحتى العام الماضي تقريبا، توضح أنه حان الوقت للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وتسليم المساعدات الإنسانية بشكل فعال إلى الفلسطينيين في غزة، وإحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين.

وأضاف أنه حان الوقت لوقف الأعمال العدائية في لبنان، والعمل الحقيقي نحو التنفيذ الكامل لقراري مجلس الأمن 1559 و1701، وتمهيد الطريق للجهود الدبلوماسية من أجل السلام المستدام.

وقال غوتيريش: “حان الوقت لوقف هذه الدائرة المروعة من التصعيد تلو التصعيد والتي تقود شعوب الشرق الأوسط إلى الهاوية. لقد كان كل تصعيد بمثابة ذريعة للتصعيد التالي”. وشدد على أن “الوقت ينفد”، مؤكدا أنه “لا ينبغي لنا أبدا أن نغفل عن الخسائر الهائلة التي يلحقها هذا الصراع المتنامي بالمدنيين”.

إلى جانب أعضاء المجلس الخمسة عشر، من المقرر أن يتحدث أمام مجلس الأمن: لبنان، إسرائيل، إيران، سوريا والعراق.

الولايات المتحدة

قالت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد إن إيران “فشلت في تحقيق أهدافها” من الهجوم الذي شنه الحرس الثوري، لكنها أكدت أن هذه النتيجة لا تقلل “من حقيقة أنها كانت تنوي التسبب في موت ودمار كبيرين وتمثل تصعيدا كبيرا من جانب إيران”.

وقالت السيدة توماس غرينفيلد إن إيران “متواطئة” في هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل “بسبب تمويلها لحماس”، مؤكدة أنه لا شك في أن الدعم الإيراني “للوكلاء الإقليميين ساهم بشكل مباشر في الأزمة في غزة ولبنان”.

وشددت على أن الهجوم الإيراني على إسرائيل “لم يكن دفاعيا بأي حال من الأحوال”، وقالت إنها لا تستطيع أن تفكر في مثال أكثر وضوحا على “دعم الدولة للإرهاب من إطلاق الصواريخ الباليستية للانتقام لمقتل زعيم إرهابي. إنه أمر لا يمكن الدفاع عنه وغير مقبول”.

ودعت مجلس الأمن إلى فرض عقوبات إضافية على الحرس الثوري الإيراني “لدعمه للإرهاب”، وأعربت عن مخاوفها من أن “الصمت والتقاعس لن يؤدي إلا إلى دعوة الحرس الثوري الإيراني إلى تكرار مثل هذه الهجمات مرة تلو الأخرى”.

وقالت ليندا توماس غرينفيلد إن أحداث الأسبوع الماضي يجب أن ترسل رسالة “لا لبس فيها” إلى قيادة حماس، “التي تواصل الاختباء في الأنفاق تحت غزة. لن ينقذكم حزب الله وإيران. الطريق الوحيد للمضي قدما هو اتفاق وقف إطلاق النار”.

وقالت السفيرة الأمريكية إن سكان إسرائيل وغزة والضفة الغربية ولبنان وجميع أنحاء المنطقة يستحقون السلام الدائم، “وقد حان الوقت لهذا المجلس لمحاسبة إيران على تأجيج نيران الحرب”.

الجزائر

الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع أعرب عن تضامن بلاده التام “وإعجابها ودعمها” للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أعقاب ما وصفه بـ”القرار المدهش” الذي اتخذته السلطات الإسرائيلية “بإعلانه شخصية غير مرغوب فيها”. وقال السفير بن جامع “إن هذا القرار يعكس ازدراء واضحا” للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره. وقال إن إسرائيل لا تقبل “أي رواية ولا حقيقة سوى روايتها وحقيقتها”.

وأضاف بن جامع أن هذا الاجتماع يمثل المرة الثالثة التي يتحدث فيها الأمين العام بشأن الوضع في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ذلك يعد “شهادة على خطورة الوضع”. وقال إن الوضع تدهور أكثر بسبب “العدوان الإسرائيلي على لبنان” بدءا باستهداف الأجهزة الإلكترونية المدنية ثم “القصف العشوائي والغزو البري” الذي قال إنه “يُظهر تجاهلا صارخا للحياة البشرية وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني”.

وقال السفير الجزائري إن مجلس الأمن عقد اجتماعا بطلب من بلاده في أعقاب الهجمات باستخدام الأجهزة الإلكترونية المدنية. وأضاف: “سعينا جاهدين لجعل المجلس يرسل رسالة بسيطة واضحة: نداء من أجل وقف فوري لهذا التصعيد. وقد فشل المجلس في هذه المحاولة”.

ثم تابع قائلا: “لقد منح تقاعسنا إسرائيل تفويضا مطلقا لمواصلة هجومها في غزة، وتصعيد الموقف ضد لبنان ومواصلة أجندتها الدموية المتمثلة في الموت والدمار”.

ونبه السفير الجزائري إلى أن البعض أصبح، على ما يبدو، غير مبال بمحنة شعب غزة، مشددا على أن أي جهد لمعالجة التصعيد الأوسع في المنطقة يجب أن يبدأ بوقف “الهجوم الوحشي في غزة”. وأكد الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

واختتم السفير عمار بن جامع حديثه بالقول: “الوضع في الشرق الأوسط يتطلب بشكل عاجل إجراءات متضافرة منا جميعا لإيجاد حل مستدام، وتتطلب هذه الحلول إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في لبنان وفي سوريا وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف”.

إسرائيل

قال السفير الإسرائيلي داني دانون إن العواقب التي ستواجهها إيران بسبب أفعالها “ستكون أعظم بكثير مما يمكن أن تتخيلها”.

وأضاف أن ملايين الإسرائيليين أجبروا على دخول الملاجئ نتيجة “أكبر هجوم صاروخي باليستي في التاريخ”، مضيفا أن هذه المشاهد لم يشهدها العالم “منذ الغارات الجوية على لندن”.

وقال دانون إن الدفاع الجوي الإسرائيلي “حقق شبه معجزات الليلة الماضية، وأنقذ أرواحا لا حصر لها”، إلا أن ذلك لا يقلل من “الشر المطلق الجامح” وراء تصرفات إيران. وأضاف: “الآن يجب على العالم أن يتدخل. يجب أن تدفع إيران ثمنا باهظا لهذا الهجوم. أي شيء أقل من ذلك هو تواطؤ”.

وقال دانون إن إيران ليست عدوة إسرائيل فحسب، “إنها عدوة كل الدول المتحضرة”. وأكد أنها كانت حتى الآن “تعمل إلى حد كبير في الظل، باستخدام كل وكلائها”، ولكن الليلة الماضية “تم نزع القناع الذي يرتديه قادتها في هذه القاعات” وخرجت “بفخر إلى العلن باعتبارها مهندس الفوضى والدمار”.

وأضاف: “تخلى النظام الإيراني عن كل أشكال الإنكار. لم يعد الإيرانيون مجرد أسياد دمى صامتين. إنهم معتدون متعطشون للدماء، يتلذذون بعنفهم وتدميرهم. لا يستطيع العالم أن يتجاهل هذا الواقع بعد الآن. نطالب بفرض عقوبات فورية معوقة على إيران. يجب تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية كما هو عليه”.

وقال السيد دانون إن وقت “الدعوات الفارغة لخفض التصعيد قد انتهى”، مضيفا أن إسرائيل ستدافع عن شعبها وأن ردها “سيكون سريعا وحاسما”. وأضاف: “أولئك الذين يهاجموننا سيواجهون عواقب وخيمة. لكل صاروخ تم إطلاقه، سنرد بقوة”.

لبنان

القائم بأعمال المندوب الدائم للبنان لدى الأمم المتحدة، هادي هاشم قال إن بلده “عالق بين مطرقة آلة التدمير الإسرائيلية، وبين طموحات البعض في المنطقة، واللبنانيون يرفضون هذه المعادلة القاتلة”.

وأشار هاشم إلى أن منطقة الشرق الأوسط مشتعلة من كل حدب وصوب، مضيفا “فلا لبنان بخير، ولا غزة بخير، والحشود الإسرائيلية العسكرية، وأرتال الدبابات والمصفحات على طول الحدود الجنوبية للبنان”.

وأشار إلى إقرار الحكومة الإسرائيلية “اجتياحا بريا للبنان”، مضيفا أن “كل ما تقوله إسرائيل عن عمليات عسكرية جراحية ومحدودة هو غير صحيح. فالأضرار هائلة في صفوف المدنيين وفي البنى التحتية”.

وقال إن الاجتياح اليوم ستكون نتيجته “هزيمة أخرى تضاف إلى سجل إسرائيل في لبنان”. وأضاف: “لم يعد للكلام من معنى ولا للشكاوى من فائدة، فكم من مرة جئناكم إلى هذا المجلس وحذرنا من الوضع الكارثي على طول الحدود الجنوبية؟”

وقال هاشم: “ها نحن اليوم نتجه أكثر وأكثر إلى حرب إقليمية مفتوحة وبلا ضوابط. والحل يبقى بالعودة إلى الحلول السياسية المبنية على قرارات الشرعية الدولية ذات صلة”.

وكرر الموقف الرسمي لرئيس الحكومة اللبنانية بما في ذلك الموافقة على الالتزام بالنداء الذي صدر عن الرئيسين الأمريكي والفرنسي، والتعهد بتطبيق كل النقاط التي وردت فيه ومنها وقف إطلاق النار فورا من أجل بداية البحث في تطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل.

ونبه إلى أن لبنان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة، وهو بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشددا على أن لبنان واللبنانيين “يستحقون الحياة”.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومأنطونيو غوتيريش إسرائيل الأمم المتحدة الجزائر الولايات المتحدة غزة فلسطين لبنان ليندا توماس غرينفيلد مجلس الأمن الدولي

مقالات مشابهة

  • جيش لبنان: عناصر المركز العسكري في بنت جبيل- الجنوب ردوا على مصادر نيران إسرائيل
  • الضربات الإيرانية على إسرائيل تشعل مخاطر حرب عالمية
  • الأمم المتحدة تدعو إلى وقف «الدائرة المروعة» للتصعيد في الشرق الأوسط
  • حزب الله يكشف عن خسائر قوات الاحتلال جراء الهجمات الأخيرة على الأراضي اللبنانية
  • هل ستتلقى إسرائيل المزيد من الضربات من إيران؟
  • الجارديان: هجوم إيران على إسرائيل يشير إلى اشتعال الصراع الإقليمي
  • الجارديان: التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل أشعل الموقف في الشرق الأوسط
  • تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران بعد هجوم صاروخي من لبنان: سيناريوهات متوقعة
  • عاجل- إسرائيل تبدأ عملية برية ضد حزب الله.. تصعيد جديد في الصراع الحدودي