(حزب الله): قتلنا 17 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً خلال المواجهات الخميس
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
رام الله - دنيا الوطن
أعلن (حزب الله) اللبناني أن عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي في المواجهات التي خاضها مقاتلوه اليوم الخميس، قد بلغ 17 ضابطا وجنديا.
وقال الحزب في بيان له: "تؤكد غرفة عمليات المقاومة الإسلامية من مصادرها الميدانية والأمنية الموثوقة أنّ عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الصهيوني في المواجهات البطولية التي خاضها مجاهدو المقاومة اليوم الخميس 03-10-2024 قد بلغ 17 ضابطا وجنديا".
في حين كشف الجيش الإسرائيلي عن اسم ضابط آخر قتل في معارك جنوب لبنان أمس الأربعاء، مبيّنا أنه نقيب في الكتيبة 202 بلواء المظليين.
وكان الجيش قد اعترف أمس بمقتل ثمانية عسكريين في معارك جنوب لبنان بينهم ثلاثة ضباط، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، وجميعهم من وجميعهم من الوحدة الخاصة (إيغوز).
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، اغتيال قائد منطقة مزارع شبعا في (حزب الله) خضر الشهابية.
(حزب الله) يعلن سلسلة عملية ضد قوات إسرائيلية
وفي سلسلة بيانات منفصلة، أعلن (حزب الله) تنفيذه عديد العمليات ضد جنود ومواقع الجيش الإسرائيلي، حيث قال إنه قصف قاعدة سخنين الإسرائيلية للصناعات العسكرية في خليج عكا برشقة صاروخية، كما أعلن تفجير عبوة سجيل لدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية التسلل باتجاه بلدة يارون، وقال إنه أوقع أفرادها بين قتيل وجريح.
وذكر أيضا أنه استهدف بصاروخ موجه دبابة ميركافا إسرائيلية بمستوطنة نطوعة، واستهدف بالصواريخ تجمعا لجنود إسرائيليين في منطقة الثغرة بمحيط بلدة العديسة.
كذلك، قال (حزب الله) إنه قصف تجمعا لقوات إسرائيلية غربي مستوطنة سعسع برشقة صاروخية، وقصف تجمعا آخر في مستوطنة شوميرا بصاروخ فلق، كما استهدف تجمعا ثالثا في مستوطنة البصة برشقة صاروخية.
وكان الحزب أعلن في وقت سابق اليوم قصف تجمع للقوات الإسرائيلية في مستوطنة كفر جلعادي برشقة من صواريخ فلق، كما قال إنه قصف تجمعا آخر في ثكنة راميم وفي حرش مسغاف برشقات صاروخية.
وذكر أيضا أنه رصد تحركا لقوات إسرائيلية في موقع الراهب الإسرائيلي وقصفه بقذائف مدفعية محققا إصابة مباشرة، كما قال إنه فجر عبوات ناسفة بقوة من لواء غولاني كانت تحاول الالتفاف غربي مارون الراس بجنوب لبنان، مما أوقع قتلى وجرحى بينهم.
حدث صعب وخطير
من ناحيتها، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جنودا من لواء غولاني تعرضوا لتفجير عبوة ناسفة في لبنان وأن مروحيات بدأت بنقل مصابين.
وقالت إن طائرات مروحية هرعت إلى مناطق الاشتباكات على الحدود مع لبنان لتنقل جنودا قتلى وجرحى بعد حدث أمني صعب وخطير وغير عادي في الشمال، مضيفة أن هذا الحدث الأمني قد يكون مرتبطا بوحدة غولاني.
غارات إسرائيلية
في المقابل، صرح الجيش الإسرائيلي بأن قوات اللواء السادس بدأت، أمس الأربعاء، القتال في جنوب لبنان بعد عام من "الدفاع عن البلدات الشمالية"، مشيرا إلى أن تلك القوات بدأت بشن غارات محددة الهدف لتدمير البنية التحتية لـ(حزب الله)، وفق زعمه.
في حين أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض استشهاد 1974 شخصا، بينهم 127 طفلا و261 امرأة، إلى جانب إصابة 9384 شخصا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
المصدر: دنيا الوطن
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی حزب الله قال إنه
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
لا خلاف في أن ما يمر بالمنطقة العربية من تطورات خلال العام الأخير، ومنذ انطلاق طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023، جد خطير وغير مسبوق، وإذا قلنا إنه خريف عربي مفعم بالمآسي والأزمات فلن نبتعد كثيرا عن واقع الحال.
والحاصل، أن طوفان الأقصى الذي انطلق لتوجيه لطمة لإسرائيل على ما أتصور، ومقايضتها بآلاف الأسرى الفلسطينيين الموجودين في السجون الإسرائيلية، وإحداث "تحريك" في الملف الفلسطيني بعد أكثر من 17 عاما من الجمود التام وعقب سيطرة حركة حماس على القطاع، قد انقلب إلى كارثة كبرى أو سيل يجرف أمامه البلدان العربية، وأول ضحاياها قطاع غزة نفسه، الذي يشهد حتى اللحظة، أكبر مهزلة إنسانية في التاريخ، بعشرات الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المصابين ودمار ليس له نظير ووضع على حافة المجاعة.
لكن قضيتنا اليوم، ليست فيما حدث في غزة وهو وضع بالغ الصعوبة وكارثة يراها العالم بأجمعه، ولا يمكن استمراره أكثر من هذا، وإنما المقصود بمقال اليوم هو تداعيات هذا "الطوفان"، والأطراف التي استغلت هذه اللحظة على الأمن القومي العربي والتداخلات الغريبة في المنطقة، والتي من المنتظر أن تشهد تدخلات أكبر وأكثر شراسة مع قرب بدء ولاية ترامب واستلام مهام منصبه رسميا في يناير.
ويمكن إجمال ما حدث من هزّة شديدة في الأمن القومي العربي انطلاقا من دراما غزة في نقاط شديدة الوضوح كالتالي:-
-قطاع غزة تعرض لدمار شديد، ولم ينجح الطوفان في إحداث اللطمة التي كانت مطلوبة لمقايضة الأسرى والتحريك، ولكنه ساعد إسرائيل على مد يدها الطويلة لتمزيق القطاع إربا إربا والتصريح علانية باستمرار القوات الإسرائيلية فيه، يعني إعادة احتلاله بشكل كامل، ونسف كل ما سبق من تفاهمات بعد قيام إسرائيل باغتيال صف كامل من قيادات حماس بدأت بإسماعيل هنية وحتى يحيى السنوار، فالطوفان أطلق يد إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وأصبح حلم الدولة الفلسطينية نفسه على المحك، ومع وصول ترامب وتأييده الشديد لخطوات إسرائيل فإن هذا الحلم قد أصبح بعيدا جدا.
-جاءت تداعيات الطوفان على لبنان، بعدما تدخل حزب الله في المعادلة، وقال إنه يدافع عن غزة أو يقوم بعملية إسناد جبهة غزة، وكانت النتيجة كارثية أيضا، فلم ينجح حزب الله بانتماءاته الإيرانية المعروفة في وقف الحرب على غزة، بل لم ينجح في الدفاع عن نفسه، وتعرض للتدمير شبه التام واغتيال كامل قيادة التنظيم وأولهم حسن نصر الله، والأسوأ أن تدخل حزب الله في الحرب، أطلق يد إسرائيل في لبنان، ما أدى لسقوط 4 آلاف عنصر ودمار شديد في جنوب لبنان ودمار مروع في بيروت، واستمر ذلك حتى وقف اطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، مع ضمان حق اسرائيل في القصف والضرب حال مخالفة حزب الله أو حكومة لبنان ما تم الاتفاق عليه.
-تداعيات الطوفان، لم تقف عند حدود لبنان ولكنها انتقلت لسوريا، فبعد الضربات العنيفة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في لبنان وطرق الإمداد السورية لأسلحته وتواصل هذه الضربات ضد معسكراته في ضواحي دمشق وغيرها من المدن السورية، ما أدى لانهيار منظومته في دمشق، فإن هيئة تحرير الشام مدعومة بقوة إقليمية، رأت أن ذلك مناسب للهجوم المضاد في أضعف حالات النظام السابق وترنح حليفه حزب الله، ما أدى لسقوط النظام في دمشق خلال 12 يوما فقط لا غير، ولم تكن هذه المشكلة، ولكن استغلال إسرائيل للوضع الذي تمر بها سوريا كان فادحا، بعدما قامت اسرائيل وبتوجيهات مباشرة من نتنياهو، باقتحام المنطقة العازلة في هضبة الجولان السوري المحتل وأعلن نتنياهو سقوط الاتفاقية والسيطرة على قمة جبل الشيخ الاستراتيجية، وقام سلاح الجو الإسرائيلي بمسح الأسطول البحري السوري من الوجود، وتدمير كافة مواقع وثكنات الجيش السوري تدميرا ممنهجًا وكافة المراكز البحثية، وأصبحت إسرائيل على بعد عدة كيلو مترات من العاصمة دمشق.
نتنياهو، لم يترك الفرصة وإنما اعترف علانية وفي ظل غياب تحرك عربي قوي وموحد أمامه، أن تل أبيب تغير منطقة الشرق الأوسط، وأن لبنان لم يعد لبنان الذي نعرفه، يقصد وقت وجود حزب الله، ولا سوريا التي نعرفها، يقصد وقت وجود الجيش السوري الذي جرى تفكيكه وتدمير أسلحته وطائراته، ولا كذلك قطاع غزة.
المثير للدهشة، أن جماعة الحوثي في اليمن، لم تتعظ من كل ما حدث وكذلك المجموعات الإيرانية المسلحة في العراق، فاشتعلت الصواريخ والمسّيرات القادمة من البلدين نحو إسرائيل، ما ينذر بحملات جوية عنيفة على البلدين انطلقت منها واحدة اسرائيلية بالفعل نحو اليمن، لتكسير مقدرات الحوثي و"الأشياء الضئيلة" التي يمتلكه الشعب اليمني الذي يعيش خارج العصر، منذ الربيع العربي الأسود في عام 2011.
وهو ما يدفع للسؤال مجددا عما تسبب فيه طوفان حماس؟ وعما إذا كان ذلك قد جرنا بالفعل للعصر الإسرائيلي وهيمنة تل أبيب على مقدرات عدة دول عربية وتغيير أوضاعها، وضربها لتحقيق مصالحها المباشرة، وهو ما دفع رئيس وزراءها للقول علانية أن بلاده تقوم بتغيير الشرق الأوسط وستستمر في ذلك؟!!
فهل هذا معقول أو مقبول او يمكن الاستمرار فيه؟! أعتقد أن الدول العربية عبر مؤسساتها الجامعة وفي مقدمتها الجامعة العربية، مطالبة بالتحرك لمواجهة العصر الإسرائيلي وإيقاف نزيف الخسائر والتفتيت والتقسيم عند هذا الحد.