‏⁧‫بقلم‬⁩ : د. سمير عبيد ..

‏⁧‫أولا‬⁩: شاهدنا وسمعنا مواقف وفعاليات بُعيد استشهاد الأسد والفارس والقائد والمبارز ووريث الأسياد والصادق بوعده مع الله والناس والمجاهدين والقضية التي آمن بها سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه – علما أنا من الذين لازالت لديهم شكوك كبيرة أنه سالم وسيعود ان شاء الله – أقل ما يقال عن تلك الفعاليات والمواقف انها ” نذالة ودونية” قام بها بعض الناس المرضى نفسيا ولديهم عقد طائفية ومرضية عندما قدموا الحلوى احتفالا باستشهاده مع الرقص والموسيقى ،وآخرين احتفلوا بالرقص والأناشيد والكلام النابي والشتائم .

وكأنهم كلاب ووحوش ترقص فوق جثث الموتى .. ( وكأن المشهد يتكرر عندما دخلت السيدة زينيب عليها السلام وابن اخيها علي ابن الحسين الشام سبايا قاصدين مجلس يزيد بن معاوية —-الذي أخزاه الله تاريخيا وفي الدنيا والآخرة — وخلفهم موكب النساء والاطفال وبمقدمة الركب رأس الامام الحسين عليه السلام واهله واصحابه وذويه مرفوعة على الرماح ،واذا بأهل الشام يرمونهم بالحجر ويسمعونهم الشتائم ويهللون ويرقصون ويحتفلون !) وما شاهدناه هذه الايام يشبه تلك الايام من انصار نتنياهو والصهاينة والحركات المنحرفة !
‏⁧‫ثانيا‬⁩:- فمهما كان الاختلاف الطائفي والعقائدي والديني والأيدولوجي لا يبيح الفرح والسعادة والشماتة بالموت على الإطلاق. وأي موت؟ هو الموت بأعلى درجاته السماوية والإيمانيّة والشجاعة والثبات وهو ( الشهادة على مذبح الحرية والدفاع عن دين الله ومقدساته، والشهادة من اجل الوطن ) درجة لا يصلها من هب ودب ان يستشهد وهو قائد يردد الله اكبر وهبات منا الذلة وعبارات الوطن والقدس وفلسطين والله والرسول واهل بيته …
‏⁧‫ثالثا‬⁩:-فلا علينا بانتماء السيد حسن نصر الله العقائدي والفقهي والفكري فهذا الأمر عائد لقناعاته هو رحمه الله ان كان يُقلد مدرسة وخط السيد الخامنئي كمرجع وفقيه ومدرسة فقهية أم يقلد غيره وغيرها. فيكفي هو مسلم ومجاهد وقائد ضد المحتل . فالرجل مسلم متدين ومجاهد صادق وثابت وقائد اجتمعت عليه وعلى اسمه مراراً الامة كلها بشيعتها وسنتها ومسلميها ومسيحييها ومن المحيط إلى الخليج ولم يصب بالغرور والكبرياء ابداً بل زاد تواضعاً!
‏⁧‫رابعاً‬⁩ : فمايميز الشهيد السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه وعلى الرغم من علاقته الروحية والفقهية والعقائدية بإيران ومرجعية السيد الخامنئي ولكنه حيّدها تماما عندما يتعلق الأمر بلبنان وشعب لبنان ومصالح لبنان والعروبة . فالسيد نصر الله لم ينسى لبنان ولم ينسى الشعب اللبناني ولم ينسى عروبته و يتكبر عليها ولم يجعل ايران اولا ولم يجعل مصالح ايران أولا أبدا. بل كان لديه لبنان اولا والشعب اللبناني اولا ومصلحتهما اولا واللحمة اللبنانية الشعبية والوطنية اولا… ولم يمارس قوته وقوة أنصاره ضد لبنان وضد اللبنانيين مثلما فعل الكثيرمن الذين رفعوا شعار المقاومة في ⁧‫العراق‬⁩ على سبيل المثال فصاروا ديكتاتوريين على الشعب وعلى الوطن ،وجعلوا ايران قبل العراق ،والمصالح الإيرانية قبل المصالح العراقية، وصار ولاءهم لايران وليس للعراق مع الاسف (فاي عراقي ينتقد ايران يحولونه إلى عدو ويسقطونه اجتماعياً واخلاقيا ودينيا واحتمال يقتل) و كل هذا لم يفعله نصر الله ورفاقه يوما على الاطلاق ( بل يقابلون الاساءة بالابتسامه والحوار والإقناع ) !
‏⁧‫خامسا‬⁩:- وحتى رفاقه وزملائه وعلى الرغم من ماحصل ضد رفاقهم وقيادتهم ولكنهم لم يتحولوا إلى اعداء ضد لبنان وضد اللبنانيين وضد المنتقدين ولم يتفاخروا ويتكبروا على اللبنانيين والامة. بل انتقلوا إلى الصفحة التالية وتجاوزوا المأساة ( إلا في العراق فالمزايدات والنعرات الطائفية والوعيد والتهديد ضد ابناء جلدتهم ومن ملتهم وصلت لعنان السماء ، والغوغاء وصل صداه لمستوى لا يمكن السكوت عليه ودون احترام الوطن والشعب ومصلحتهما مثلما فعل نصر الله وما فعله رفاقه بعد رحيله ) .. فعلا العراق يمر بنكبة اخلاقية وإيمانية وعقائدية وفي كل شيء !
‏⁧‫سادسا‬⁩ : فعلى المستوى الشخصي لدي علاقات إنسانية وأخوية عالية مع بعض قادة حزب الله وبعض الأصدقاء في قواعد الحزب ( وافتخر بها وبتلك العلاقة الانسانية ) وبيني وبين سماحة السيد نصر الله رضوان الله عليه تحيات وسلام وتهاني بالمناسبات عبر اقرب رفاقه حفظهم الله ( ولكني اعتبر ذلك شأن خاص بي لا أطبل له ولا اعتبره مغنم أتعالى به على الناس) ولهذا عندي ارشيف صور مع قادة وكبار في السياسة والادب والقيادة والعسكر والدين في المنطقة والعالم ولكني لم انشرها قط ولم أتفاخر بها لانها شأن خاص بي وحريص عليها ! .. ولهذا لا ارد على الجهلة والمسعورين لاني سأبقى حريص جدا على مقولة ( لو كل كلب عوى ألقمتهُ حجراً..لأصبحَ الحجر مثقالاً بدينارِ )

‏سمير عبيد
‏٣ اكتوبر ٢٠٢٤

سمير عبيد

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات نصر الله

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة

أكَّد الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الإنسان، في واقعه المعيش، يدرك تمامًا أنه مختار فيما يأتيه من أفعال، فهو حين يُقدِم على أي تصرف يُفكر ويخطط ويتروَّى، وهذا في حد ذاته دليل كافٍ على حرية الإنسان ومسؤوليته عن اختياراته.

مفتي الجمهورية: انتصار العاشر من رمضان حدث فريد وعظيممفتي الجمهورية: انتصارات العاشر من رمضان ملحمة خالدة تعكس بسالة الجيش المصري

وأضاف مفتي الجمهورية، في مستهل حديثه الرمضاني اليومي في برنامج "حديث المفتي" الذي يذاع يوميًّا على قناة dmc، وذلك في معرض إجابته عن سؤال يتردد كثيرًا في الأذهان، ويعكس إشكالية فلسفية عميقة وقديمة تتعلق بمسألة القضاء والقدر، والجبر والاختيار، وهو: إذا كان كل شيء قد قدَّره الله تعالى وكتبه على الإنسان، فلماذا العذاب؟

وأوضح مفتي الجمهورية، أن الإنسان يعيش في مجتمع تحكمه قوانين وقيم وضوابط، ومن يخرج عن هذه المنظومة يتعرض للعقاب، ولا يُقبل منه الاحتجاج بأنه كان مُجبَرًا على المخالفة. وكذلك الشأن مع الله تعالى؛ فقد خلق الإنسان وزوَّده بالعقل والبيان، وأرسل إليه الرسل، وأنزل عليه الكتب، وبيَّن له الطريق ثم ترك له حرية الاختيار.

وأشار إلى أن المغالطة في السؤال تنشأ من الخلط بين "العلم الإلهي الأزلي" وبين "الجبر الإنساني". فكون الله تعالى يعلم ما سيكون من الإنسان لا يعني أنه يُجبره على فعله، وإنما علم الله هو علم كاشف، لا مُؤثر. فالله يعلم ما يفعله الإنسان بإرادته، لكنه لا يُلزمه بذلك.

ولتقريب الفكرة، ضرب مثالًا بمدرِّس يعرف طلابه، ويدرك من واقع التجربة والاجتهاد من منهم سيتفوق ومن سيرسب. فهل هذا العلم بالحال هو الذي تسبب في الرسوب؟ أم أن النتائج هي ثمرة مقدمات واضحة؟ كذلك علم الله تبارك وتعالى لا يعني الإكراه، بل هو علم سابق بما يختاره الإنسان لنفسه، لذلك يُحاسب عليه.

وبيَّن المفتي أن الله سبحانه وتعالى وهب الإنسان العقل ليُميز بين الخير والشر، ثم أرسل الرسل وأيدهم بالكتب، لتقوم الحجة على الناس، فلا يكون لهم عذر. وإذا انقطعت الصلة بين النبي وأمته، بقيت الكتب السماوية حجَّة واضحة ناطقة.

واستشهد مفتي الجمهورية بالآيات التي تدلُّ على حرية الإنسان واختياره، كقوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، وقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، وقوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]. وهي نصوص تؤكد أن الإنسان حر في اختياراته، ومسؤول عن أفعاله.

وفي ختام حديثه، شدد المفتي على أن الإنسان ليس مُجبَرًا على إطلاقه، ولا حرًّا على إطلاقه، بل هو بين الأمرين، ولا يُحاسبه الله تعالى إلا على ما يدخل ضمن دائرته الاختيارية، رحمةً به وتخفيفًا عنه. كما أكد إمكانية التغيير من خلال حسن العمل والتأمل الرشيد في معاني القدر والاختيار، وضرورة التفكر في النصوص الشرعية لفهم طبيعة العلاقة بين الخالق وعباده.

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم 11 رمضان للرزق والفرج والتوفيق.. داوم عليه طوال اليوم
  • مفتي الجمهورية: الله منح الإنسان العقل وأنزل إليه الرسل حتى تقوم عليه الحجة
  • في الجنوب..الجيش اللبناني: الجيش الإسرائيلي خطف جندياً بعد إطلاق النار عليه
  • القوات الإسرائيلية تأسر جندياً لبنانياً عقب إطلاق النار عليه جنوب لبنان
  • السيد القائد.. زلزال الوعد وصاعقة الوعيد!
  • دعاء اليوم التاسع من شهر رمضان.. تعرفوا عليه
  • دعاء اليوم التاسع من شهر رمضان 2025.. تعرف عليه
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • دعاء يجلب الرزق ويمنع الفقر .. واظب عليه في قيام الليل
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم