الوزير السقطري يبحث مع البرنامج الإنمائي التدخلات في القطاع السمكي
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
شمسان بوست / عدن:
بحث وزير الزراعة والري والثروة السمكية، اللواء سالم السقطري، اليوم، بالعاصمة المؤقتة عدن، مع الممثل المقيم للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة (UNDP) في اليمن زينة علي، التدخلات المنفذة في القطاع السمكي وخصوصاً مشروع إعادة تأهيل ميناء الاصطياد السمكي.
وتطرق الاجتماع، الذي ضم رئيس الهيئة العامة للمصائد السمكية خليج عدن الدكتور عبدالسلام علي، ومدير عام الوحدة التنفيذية للمشاريع الممولة خارجياً الدكتور مساعد القطيبي، ومدير مشروع إعادة تأهيل ميناء الاصطياد السمكي في البرنامج الإنمائي توم ترود، الى مستوى الإنجاز للأعمال الإنشائية الجاري تنفيذها في إعادة تأهيل ميناء الاصطياد الممول من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، من خلال البنك الإلماني للتنمية بمبلغ وقدره (35) مليون دولار.
كما استعرض الاجتماع، سير العمل بمشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر، والبحر العربي، وخليج عدن الجاري تنفيذه من قبل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة عبر شركائه المحليين والذي يتضمن إعادة تأهيل تسعة مراكز إنزال سمكي بمحافظات عدن وحضرموت والمهرة وتعز، بتمويل من البنك الدولي، والوقوف أمام عدد من القضايا الهادفة إلى تذليل الصعوبات، لتنفيذ الأعمال وفق البرامج المعدة، بالتعاون والتنسيق مع قيادة الوزارة، والجهات ذات العلاقة.
وشدد وزير الزراعة والري والثروة السمكية، على ضرورة استكمال أعمال الترميم والتأهيل لميناء الإصطياد السمكي ومراكز الإنزال السمكي التي تم الرفع بها من قبل الوزارة وهيئاتها السمكية، والالتزام بالفترة الزمنية المعدة..مؤكداً حرص الوزارة على تذليل الصعوبات التي تواجه تنفيذ المشاريع الجاري تنفيذها من قبل البرنامج الانمائي في القطاع السمكي.. مثمناً أوجه الدعم المقدم من جمهورية ألمانيا الاتحادية، والبنك الدولي لليمن.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: إعادة تأهیل
إقرأ أيضاً:
سكان غزة بين اليأس والتمسك بالأرض
بعد 15 شهرا من الحرب التي لم تُبقِ شيئا على حاله، عاد سكان غزة إلى أرضهم وبيوتهم التي تحولت إلى ركام. لم تكن عودتهم مفروشةً بالورود، بل كانت رحلة إلى أطلال تحمل في طياتها قصصا لم تكتمل وأحلامًا تبعثرت مع الغبار. فالعودة لم تكن كما تخيلها النازحون الفلسطينيون، فبدلا من استقبالهم بالورود، صُدموا بحجم الدمار الذي لحق بمنازلهم وبنيتهم التحتية. عادوا من خيام النزوح إلى عراء من نوع آخر، حيث لم يجدوا بيوتا تؤويهم، بل حتى مساحات خالية لنصب خيامهم.
وفي كل زاوية من زوايا غزة، حكاية تروي حجم المعاناة. أطفال فقدوا أحباءهم تحت الأنقاض، وشباب رأوا مستقبلا ينهار أمام أعينهم، وأمهات يبحثن عن بقايا أثاث بيوتهن، وآباء يحاولون جاهدين ترميم ما تبقى من جدران متهالكة. اليأس يخيم على النفوس، فما رأوه يفوق قدرتهم على التصديق؛ بيوت كانت بالأمس عامرة بالضحكات، أصبحت اليوم خاوية إلا من صدى الذكريات، وشوارع كانت تعج بالحياة، تحولت إلى ساحات حرب مدمرة.
لكن، وسط هذا اليأس، تظهر جذور عميقة من الأمل، أمل يتشبث به سكان غزة رغم كل الصعاب، أمل في غد أفضل، في حياة تستحق أن تُعاش. ومع تصاعد الغضب من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تهجيرهم إلى مصر والأردن، أصرّ الغزيون على العودة إلى أرضهم والتمسك بها، وكأنهم يبعثون رسالة للعالم مفادها “نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”، كما قال محمود درويش، ومصرون على إعادة تعمير القطاع.
ربما يكون إصرار النازحين الفلسطينيين على العودة إلى شمال قطاع غزة رغم المعاناة ودمار منازلهم، وسط مشاهد الخراب التي خلفتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، واستمرار التدفق لحوالي 300 ألف فلسطيني، هو البداية لإعادة إعمار القطاع، الذي دُمِّرَت أكثر من 90 في المئة من المنازل والوحدات السكنية فيه، خاصة في منطقة الشمال. ونزح نحو 90 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم أكثر من مليوني شخص. ورغم هذه الأرقام الصادمة، فإن العائلات تستمر في العودة إلى مناطقها المدمرة والعيش بها، وتحتاج إلى بعض الموارد، كالمساعدات والتمويلات الدولية التي ستمكنهم من إعادة بناء بيوتهم للاستقرار فيها، وكذلك شراء أثاث ومستلزمات ضرورية أخرى للحياة.
وبحسب بلدية غزة، فإن شح الخدمات سيزيد من معاناتهم، مبينة أن ما يصل من مياه للسكان يغطي 40 في المئة من إجمالي مساحة المدينة، وهي شحيحة في الأساس ولا تلبي احتياجاتهم في ظل الأضرار الكبيرة في شبكات المياه، وتضرر أكثر من 75 في المئة من إجمالي آبار المياه المركزية. كما أنه لا يمكن تقديم الحد الأدنى من الخدمات لهم دون دخول الآليات الثقيلة، مشيرةً إلى أنها بحاجة إلى معدات خاصة بصيانة الآبار وشبكات الصرف الصحي. ورغم ذلك، تعمل بأقل الإمكانيات لمواصلة جهودها في فتح شوارع المدينة وإزالة الركام، لتسهيل عودة النازحين وتحرك الأهالي، خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية تمنع دخول أي معدات ثقيلة لإزالة الركام، كما تمنع إدخال الخيام والكرفانات.
ويبقى سكان غزة في حالة من الصدمة، متسائلين عن مستقبلهم ومستقبل بيوتهم في ظل هذا الدمار الكبير الذي لحق بمناطقهم. ومع مرور الوقت، تبقى التحديات الإنسانية والإعمارية هائلة، وتتطلب استجابة سريعة وفعالة من المجتمع الدولي لمساعدتهم على بناء حياة جديدة بعد هذا الكابوس الذي عاشوه، وأصبحوا يعتمدون بشكل كامل على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة. ولكن مع دخول حوالي ألف شاحنة مساعدات إلى القطاع في الأيام الماضية، فربما تكون هذه بداية الأمل لإعادة الحياة إليهم، ومن ثم يأتي بعد ذلك مخطط إعادة الإعمار والبناء.
حقا، أهالي غزة يعيشون وسط معاناة وتحد في نفس الوقت، ولكنهم ما زالوا متشبثين بالأمل في إعمار الديار، رغم الدمار والركام، ورغم ما مروا به من حرب إبادة. ولكن ستستمر الحياة رغم كل هذا، ويبقى التمسك بالأرض حلما واقعيا للأهالي. ورغم التقديرات بأن إزالة الركام الناتج عن الحرب في غزة – والذي يصل إلى 50 مليون طن – قد تستغرق 21 عاما، وتكلفة تصل إلى 1.2 مليار دولار، كما أن إعادة الإعمار تحتاج إلى نحو 80 مليار دولار، وقد تمتد حتى عام 2040 على الأقل، إلا أن الأهالي يحرصون على الإعمار مهما كلفهم الأمر، ومهما اشتد طغيان الاحتلال، ومهما واجهوا من صعوبات ضخمة.
غزة اليوم ليست كما كانت بالأمس، ولكنها لا تزال تنبض بالحياة، وتشهد على قوة الإرادة والصمود. سكانها، رغم كل الجراح، يصرون على البقاء فيها، متمسكين بأرضهم، متمسكين بحقهم في الحياة، وبحاجة إلى الدعم والمساعدة، ولكنهم أيضا بحاجة إلى الأمل. الأمل في غد أفضل، والأمل في السلام، والأمل في أن يعود الأطفال إلى مدارسهم، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها. غزة تستحق الحياة، وسكانها يستحقون أن يعيشوا بكرامة وأمان.