« لا تزال الفرقة الوطنية (للشرطة القضائية) تواصل التحقيق، ووضعنا لم يتحسن إن لم نقل أنه تدهور، فبعضنا لم يفقد بصره فقط بل فقد مصدر رزقه أيضا »، تضيف بنبرة حزينة، « بل إن بعضنا أصبح يعتمد على مساعدات المحسنين »، هكذا تحكي فاطمة الزهراء، شقيقة أحد المرضى الذين عانوا من مضاعفات خطيرة جراء حقنة تلقوها في مستشفى 20 غشت بالدار البيضاء، المعروفة إعلاميا بـ « حقنة العمى ».

تسترسل فاطمة الزهراء في حديثها مع « اليوم24″، قائلة إن حياة 15 شخصا قد انقلبت رأسا على عقب بعد تلقيهم حقنة داخل مصلحة العيون بمستشفى 20 غشت بالدار البيضاء. هؤلاء الأشخاص كانوا معتادين على أخذ هذه الحقنة، ولكن حدثا غير متوقع وقع في 19 شتنبر 2023، بعد أن تلقى 15 شخصا حقنة داخل الجسم الزجاجي المعروفة اختصارا بـ”IVT”، غير أنه بعد مرور ساعات، ظهرت على بعضهم أعراض احمرار وألم في العين مع نقص حاد في البصر.

فكر ضحايا « حقنة العمى »، كما يصفون أنفسهم، في تذكير الرأي العام بمعاناتهم بهذه الوقفة الاحتجاجية، وقد تحدثوا أيضا إلى وسائل الإعلام. تقول فاطمة الزهراء، في هذا السياق، المتحدثة باسم هؤلاء المرضى: « شقيقي واحد من الضحايا، وجميع المرضى يثقون بي، لذلك أتحدث بكل صراحة لوسائل الإعلام ».

تؤكد فاطمة أنه لا يوجد جديد يذكر في ملف قضيتهم، حيث يتردد الضحايا بشكل دوري على مكتب الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، الذي يؤكد لهم أن الفرقة الوطنية ما زالت تحقق في القضية.

أما بالنسبة للمستشفى، فتؤكد إدارته أن الملف قضائي، وأنهم لا يستطيعون تقديم أي معلومات إضافية خارج إطار الفحوصات الروتينية.

يتساءل الضحايا عن جدوى هذه الفحوصات، خاصة وأن بعضهم فقد بالفعل بصره في إحدى العينين نتيجة الحقنة المذكورة.

أصبح بعض الضحايا يلجأون الآن إلى طلب المساعدة من المحسنين. تقول المتحدثة: « للأسف، أصبح بعض الضحايا مضطرين لطلب المساعدة من المحسنين لتأمين لقمة عيشهم. فقدان البصر تسبب في فقدان بعض منا عملهم ومصدر رزقهم الوحيد. نحن نشعر بالقلق من طول أمد هذه القضية ».

وكانت إدارة المستشفى أوضحت، في بلاغ صحافي سنة 2023 توصل “اليوم 24” به، أن « الأمر يتعلق بـ16 مريضا يعانون من أمراض شبكية العين مع ضعف البصر تتم متابعتهم على مستوى مصلحة طب العيون بالمستشفى، تلقوا حقنة داخل الجسم الزجاجي المعروفة اختصارا بـ”IVT”، بتاريخ 19 شتنبر المنصرم، وفقا للمعايير المتبعة في مثل هذه العلاجات ».

وأضافت « أن أعراض احمرار وألم في العين مع نقص في البصر، ظهرت في اليوم الموالي على اثنين من هؤلاء المرضى، وقام الفريق الطبي باستدعاء جميع المرضى الذين تلقوا الحقنة في الـ19 من شتنبر، وتم إدخالهم إلى المستشفى، ووضعهم تحت المراقبة الطبية، ومنحهم العلاجات اللازمة ».

كلمات دلالية النيابة العامة ضحايا حقنة 20 غشت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: النيابة العامة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية

إقرأ أيضاً:

فصل فى «التناكة» و«التواضع»

 

كثيراً ما يضطرنى حظى التعس إلى أن أتعامل مع نوعية من الأشخاص سواء فى العمل أو الحياة الشخصية ممن يطلق عليهم لفظة «تِنِك»، حيث يتصف تعامله معك بالصلف والغرور المتناهيين، الذى إن بحثت وراء تفسير له فلن تجد له سوى «العدم».

نعم، «العدم» أو الفراغ هو بالتأكيد ما بداخل نفوس هؤلاء ممن يعتقدون أنهم بسبب «كرم ربنا لهم» بالمال أو المنصب أو حتى «العلم»، «يا ما هنا يا ما هناك»، فيمشى الواحد منهم فى الأرض «مرحاً» متبختراً نافخاً أوداجه كالبالون الذى يوشك على الانفجار ويكتسب صوته نبرة غريبة دلالة على الاعتزاز المغالى فيه بالنفس، بل وينظر لك نظرة ملؤها الاستخفاف أو لا ينظر لك من الأساس، فتمتلئ عجباً وتسأل نفسك: ماذا أصاب هؤلاء؟!!

وإزاء الحيرة والفضول اللذين ملآنى فى تفسير تلك الظاهرة، «التناكة»، وجدت نفسى أسعى لمعرفة أصل هذه الكلمة، لأعرف من أين جاءت وكيف غدت وصفاً لهؤلاء الأشخاص ممن يعتقدون أنهم سوف يخرقون الأرض ويمتلئون خيلاء وصلفاً فى التعامل مع الآخرين، فوجدت أن كلمة «تَنْك» تعنى «وعاء من الصّفيح يُحفظ فيه البنزين أو الزيت ونحوهما»، و«تَنَك» هو مَعْدِنٌ أبْيَضُ يُسْتَخْرَجُ مِنَ الحَدِيدِ الْمَمْزُوجِ بِالقَصْدِيرِ، ولا أدرى ما علاقة هذا بتلك الصفات التى يوصف بها مثل هؤلاء وقد يكون تشبيهاً لهم بأنهم مثل الوعاء الفارغ الجعجاع الذى يمتلئ بالهواء لا غير.

هذا على المستوى اللفظى المباشر للكلمة، أما بالنسبة للمستوى الأعمق لتفسير ظاهرة «التناكة»، فثمة مبرر ذو بعد نفسى أجده مقنعاً إلى حد كبير بأن تصرفات الشخص «التنك» بسبب شعوره بالنقص إزاء شىء ما داخل أعماقه سواء فى الشخصية أو النشأة وذلك الشعور بالنقص يلح عليه، فيحاول أن يعوضه بسلوكه هذا المفرط فى الصلف، وقد يكون هذا النقص بسبب فشله التعليمى مثلاً أو نشأته فى بيئة منحلة أخلاقياً أو فى أسرة غير مستقرة أو يكون شعوراً بالنقص صاحبه فى الطفولة بأن حُرم من شىء ما يتمثل فى الحنان الأسرى.. إلخ فيحاول تعويض هذا النقص بسلوكه هذا.

وصور «التناكة» عديدة لا تشمل الصلف فقط فى التعامل وإنما هناك ثمة أشخاص يصح أن نطلق عليهم «تنك» فى أمور «العلم» أيضاً أو حتى «الدين»، فتراه يحدثك بخيلاء ليست لها حدود فى أمر ما سواء فى اللغة أو السياسة أو الفلسفة فى قضية ما وما إن تدلى برأيك فى هذا الأمر حتى يسارع بشجب رأيك بل ويسفهه معتقداً أنه حاز من العلم ما لا يدركه أمثالك ولا يعترف بخطأ رأيه وإن كان الاعتراف بالحق فضيلة، ومثل هؤلاء موجودون أيضاً فى شتى المجالات، حتى فيما يختص بالأمور الدينية، فيعتقد هذا أو ذلك أن فهم الدين مقصور على أمثالهم فقط لمجرد أنه أطلق لحيته و«قراله حديثين» أو حفظ بضع سور من القرآن، فأصبح الدين وفهمه حكرًا عليه وكل من حوله لايفقهون شيئاً وغدا هو حامى الدين الأول!!

وعلى النقيض من هؤلاء الذين أصيبوا بمرض «التناكة»، أجد صنفاً آخر تعاملت معهم على المستوى الشخصى وضربوا أروع الأمثلة فى التواضع، رغم ما بلغوه من علم غزير أو مال وافر أو منصب ووجاهة، وأذكر أحد هؤلاء ممن أعطاه الله الكثير من المال والجاه فلم يزده ذلك إلا تواضعاً، فصوته خفيض راق محترم رغم كل ما بلغه من نِعَم إلا أن خلقه التواضع الجم وأذكر واقعة خلال تعاملى الشخصى معه أنه فى إحدى المرات تغيب ساعى الشركة التى يملكها هذا الشخص، ففوجئت به بين موظفيه يصنع بيده كوب الشاى رافضاً أن يساعده أحد الزملاء ضارباً لنا جميعاً مثالاً عظيماً فى التواضع، فهكذا يكون العظماء الناجحون، فمن تواضع لله رفعه، والأمثلة على ذلك كثيرة تجدها فى سِيَر الأنبياء والصالحين من كل حدب وصوب.. وعلى النقيض من هؤلاء تجد هؤلاء ممن أصابهم داء «التناكة» مصيرهم الفشل واللعنات إلى مزبلة التاريخ إلى حيث ألقت، والآن ماذا ستشعر به إن قابلت شخصاً «تِنك»، أعتقد أنك بالتأكيد ستشعر بالشفقة تجاهه لا أكثر!!

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الضحايا أم وبناتها.. الصور الأولى لانهيار منزل في سوهاج وإصابة 7 أشخاص
  • بعد فوات الأوان
  • فصل فى «التناكة» و«التواضع»
  • تقوية البصر.. ماذا يحدث لجسمك عند تناول التوت الأزرق؟
  • مؤسسة كلمات تحتفي بـ «يوم برايل العالمي» 2025
  • مضاد حيوي.. تفاصيل سحب مستحضر لعلاج ضغط الدم من الصيدليات
  • في لبنان.. هؤلاء من دون رواتب وتعويضات
  • الحوثي يكشف حصيلة الغارات الأمريكية والبريطانية خلال عام وأعداد الضحايا في صفوفه
  • ضحايا "حقنة العمى" في مستشفى الدار البيضاء يلجؤون إلى الملك ردا على "مراوحة الملف مكانه"
  • غرق قاربين قبالة تونس.. أرقام الضحايا تعكس حجم المأساة