يتزايد الاهتمام الدولي، بالحرب في السودان، خلال الفترة الماضية، وتتزايد المساعي والتحركات الدولية، لإنهاء الصراع الدامي في السودان، بين القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، الزخم الدولي الذى اكتسبته قضية السودان في الآونة الأخيرة، ظهر بقوة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نهاية سبتمبر المنصرم، وفى المناشدات الدولية من كافة المنظمات المعنية، لإنهاء الحرب، وضمان سلامة المدنيين ووصول المساعدات لمستحقيها.



مجلس السلم والأمن الإفريقي يزور بورتسودان
وفى هذا الصدد، يكثف الاتحاد الأفريقي جهوده لإنهاء الأزمة السودانية، إذ يخطط لعقد اجتماع للجنة الرئاسية المخصصة لمجلس السلم والأمن التابع له، أكتوبر الجاري وإجراء زيارة ميدانية إلى بورتسودان، الخميس.

ويزور مدينة بورتسودان الخميس، أعضاء مجلس السلم والأمن الأفريقي، في زيارة ليوم واحد، بقيادة مصر، إذ ستستلم رئاسته هذا الشهر.

وتهدف الزيارة إلى التواصل مع أصحاب المصلحة واستكشاف السبل المؤدية إلى السلام المستدام، ومن المنتظر أن يلتقي أعضاء المجلس بكبار المسئولين في الدولة على رأسهم رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في لقاء يتوقع أن يناقش قضية الحرب وعضوية السودان في الاتحاد الأفريقي التي تم تعليقها.

فيما يعقد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني، رئيس اللجنة الرئاسية المؤقتة المعنية بالسودان التابعة لمجلس السلم والأمن، اجتماعاً للجنة هذا الشهر، ودعت لجنة السلم والأمن أعضاء الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي إلى دعم جهود اللجنة لإنهاء الصراع بسرعة، وفقا لصحيفة المشهد السوداني.

وخلال اجتماع يوم 25 سبتمبر الماضى، أعرب مجلس السلم والأمن عن قلقه البالغ إزاء استمرار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وخاصة الاشتباكات الأخيرة في الفاشر، شمال دارفور، مدينا الهجمات على المدنيين، والعنف ضد النساء والأطفال، وتعطيل إيصال المساعدات.

ووقتها جدد مجلس السلم والأمن دعوته إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وأكد على الحاجة الملحة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات، كما طالب قوات الدعم السريع برفع حصارها للفاشر وحث الجانبين على ضمان المرور الآمن لعمال الإغاثة، وفقا لصحيفة سودان تربيون.

وأكد مجلس السلم والأمن التزامه بالحل السلمي، وحث جميع الجهات الفاعلة الخارجية على تجنب تأجيج الصراع، ودعا إلى مزيد من التنسيق بين الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) والدول المجاورة.

منسقية النازحين واللاجئين تحذر من تدهور الوضع في دارفور
ومن جهتها، أعربت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين عن قلقها العميق إزاء التدهور الذى وصفته بالكارثي في دارفور وجميع أنحاء السودان، حيث أضحت الأوضاع الإنسانية مأساوية بشكل غير مسبوق نتيجة استمرار الحرب.

وذكرت المنسقية أن الضحايا يعانون من القصف الجوي والمدفعي العشوائي، إضافة إلى سوء التغذية وانتشار الأمراض في ظل غياب الأدوية والرعاية الصحية. وأكدت أن مستقبل الأطفال بات مظلماً مع انهيار النظام التعليمي بالكامل، وفقا لما نقلته وسائل إعلام سودانية.

ومن جهته قال آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية، في بيان إن معدلات سوء التغذية وصلت إلى مستويات خطيرة نتيجة نقص الغذاء والدواء، مما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا، خاصة بين الأطفال والنساء والمسنين في مخيمات النزوح المنتشرة في دارفور وأجزاء أخرى من السودان.

وسلط البيان الضوء على تدهور الأوضاع في مخيمات النزوح مثل أبو شوك، زمزم، وأبو جا، إلى جانب تزايد الأزمات في مراكز الإيواء.

وتفاقمت المأساة الإنسانية مع استمرار الاشتباكات والعنف في مناطق أخرى من دارفور، مثل مخيمات شنقل طوباي، فتابرنو، كساب، كلمة، وعطاش، حيث تعاني هذه المخيمات من نقص حاد في الموارد الأساسية، مثل الغذاء والدواء، إضافة إلى تفشي الأمراض وخطر المجاعة.

وأشار البيان أيضاً إلى أن الظروف الطبيعية مثل السيول والأمطار الغزيرة التي أدت إلى انهيار المنازل زادت من حجم المعاناة الإنسانية، وسط فشل دولي في وقف إطلاق النار ووضع حد للحرب المستمرة.

ودعت المنسقية الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار، وإنهاء الحرب التي ألحقت أضرار جسيمة بالشعب السودانى، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية وفعالة للضغط على طرفي النزاع لوقف القتال، وتفعيل القرارات الدولية لحماية المدنيين، خاصة الأطفال الذين حُرموا من التعليم.

وناشدت المجتمع الدولي، وكافة السودانيين، للتحرك فوراً لإنهاء الحرب المدمرة التي مزقت النسيج الاجتماعي ودمرت التراث الثقافي للسودان، محذرة من أن البلاد قد تنزلق نحو حرب شاملة بين كافة الأطراف.

الأمم المتحدة: 3.4 مليون طفل معرضون لخطر الأمراض الوبائية
ومن جهة أخرى، دقت الأمم المتحدة جرس إنذار فيما يخص الأطفال في السودان، وأشارت إلى أن 3.4 ملايين طفل سوداني معرضون لخطر الأمراض الوبائية، بينما تواصل الكوليرا انتشارها الكبير.

وقال مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "أوتشا" في بيان، إن السودان يعاني حاليًا من تفشي العديد من الأمراض، بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحصبة الألمانية.

وتابع البيان :"يُقدر أن 3.4 ملايين طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، وذكر المكتب الأممي أن الأزمات تنبع من الانخفاضات الكبيرة في معدلات التطعيم وتدمير البنية التحتية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة.

وجاء في بيان الأمم المتحدة: "بعد أكثر من 17 شهرًا من اندلاع الصراع في السودان، تشير سلسلة من المسوحات التغذوية الأخيرة في 18 ولاية إلى تدهور مثير للقلق في الوضع الغذائي، أصبح السودان الآن بين البلدان الأربعة الأولى في العالم التي تعاني من أعلى معدل انتشار لسوء التغذية الحاد الشامل بنحو 13.6 في المائة".

وأكد أن :"المسوحات المعتمدة للرصد والتقييم الموحد للإغاثة والانتقال، سجلت معدلات سوء التغذية الحاد الشامل بنسبة 30 بالمئة وما فوق عتبة المجاعة، في مناطق اللت والطويشة وأم كدادة في شمال دارفور غربي السودان".

وكشفت المنظمة الأممية، أن الصراع المستمر في بعض أجزاء السودان يجبر المزيد من الناس على الفرار من منازلهم ويؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بالفعل، وأشارت إلى أن حوالي 8.1 مليون شخص نزحوا داخليًا داخل البلاد منذ اندلاع النزاع.

وأكدت أن حوالي 2.2 مليون شخص عبروا الحدود إلى الدول المجاورة مصر وتشاد وإفريقيا الوسطى وإثيوبيا وليبيا وجنوب السودان وليبيا، هربا من نيران الحرب.

إصابات الكوليرا تتجاوز 18 ألف
وفيما يخص الوضع الوبائى أعلنت وزارة الصحة السودانية الثلاثاء، تسجيل 188 إصابة جديدة بوباء الكوليرا في ولايات كسلا والقضارف ونهر النيل، والنيل الأبيض.

وأوضحت الوزارة في بيان، أن عدد الإصابات بالوباء ارتفعت إلى 18 ألفا و382 إصابة بينها 545 وفاة، وفقا لصحيفة المشهد السودانى.

اليوم السابع:  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: مجلس السلم والأمن الاتحاد الأفریقی الأمم المتحدة فی السودان

إقرأ أيضاً:

العدل الدولية تبدأ نظر شكوى السودان ضد الإمارات

أدرجت محكمة العدل الدولية في أجندتها لليوم جلسة استماع علنية ثانية للسير في تلاوة حيثيات السودان.

بورتسودان: التغيير

انطلقت بمقر محكمة العدل الدولية في لاهاي اليوم، أولى جلسات الاستماع العلنية في دعوى السودان ضد دولة الإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بطلبه الإشارة إلى تدابير مؤقتة بموجب (تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في السودان).

وقدم السودان مطلع مارس الماضي، دعوى أمام المحكمة ضد الإمارات، متهمًا إياها بانتهاك اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية، عبر دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها، والتي ارتكبت أعمال عنف ضد جماعة المساليت في غرب دارفور.

واستمعت المحكمة اليوم، إلى الحيثيات المقدمة من السودان، والتي تضمنت جملة من البينات التي تثبت تورط الإمارات في حرب السودان، من خلال تزويدها لمليشيا الدعم السريع بالأسلحة والعتاد الحربي، الذي مكنها من ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غرب دارفور، وجرائم الحرب والكثير من الانتهاكات الجسيمة.

وتضمنت الحيثيات رصد أجهزة المخابرات السودانية لشحنات الأسلحة تأتي من الإمارات إلى مطارات تشاد، ومن ثم تشحن براً إلى دارفور تحت غطاء المساعدات الإنسانية، وأشارت إلى إنشاء الإمارات مستشفى ميداني في أم جرس لخدمة أغراض المليشيا.

وتطرقت الحيثيات إلى أن شركاتٍ للدعم السريع تعمل في مجال استخراج الذهب وتقوم بنقله إلى الإمارات مقابل تأمين إمدادات الأسلحة، فضلا عن أن مرتزقة كولمبيين ومن جنسيات أخرى قبض عليهم أثناء العمليات القتالية في الأراضي السودانية يحملون وثائق ترتبط بالإمارات، إضافة إلى العثور على كثير من المتعلقات تتصل بالإمارات في المواقع التي كانت تسيطر عليها المليشيا بولاية الخرطوم، وفي جبل موية بولاية سنار وغيرها من المناطق.

وبحسب ما نشرته وكالة السودان للأنباء (سونا) اليوم، فقد أوضحت المحكمة أن الحيثيات التي قدمتها حكومة السودان تحمل مؤشرات كافية للسير في عمليات النظر في الدعوى، فيما وصفت تحفظات الإمارات في سياق دفاعها بأنها عمومية تتطلب الكثير من التفصيل والتحديد.

وأدرجت المحكمة في أجندتها لليوم جلسة استماع علنية ثانية من الرابعة عصراً حتى السادسة مساءً للسير في تلاوة حيثيات السودان.

الوسومأم جرس الإمارات الدعم السريع السودان تشاد دارفور محكمة العدل الدولية

مقالات مشابهة

  • العدل الدولية تبدأ نظر شكوى السودان ضد الإمارات
  • تحذير أممي من التداعيات الإنسانية في دارفور
  • نسرين البغدادي: تمكين المرأة ضرورة لتحقيق السلم المجتمعي ومواجهة التطرف
  • "القومي للمرأة" يشارك في ورشة عمل "المرأة كركيزة أساسية في الوقاية من النزاعات"
  • من كل السودان لبورتسودان.. شكرا سعادة الفريق
  • تحركات الدولار الجمركي في السودان منذ اندلاع الحرب: زيادات متواصلة تُفاقم الأزمة المعيشية
  • (مدير المخابرات المصرية في بورتسودان).. ماذا هناك؟؟!!
  • محكمة العدل الدولية تنُظر في قضية تورط الإمارات في الحرب ودعمها الإبادة الجماعية في دارفور
  • المقالات التي تعمل على تعزيز السلام والأمن على أرض السودان
  • رئيسا المخابرات العامة المصرية ومجلس السيادة السوداني يبحثان استعادة الاستقرار وإنهاء الحرب في السودان