علماء يكتشفون قاع البحر المفقود تحت المحيط الهادئ
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
اكتشف الباحثون أدلة على قاع البحر المفقود تحت المحيط الهادئ، ما قد يعيد كتابة تاريخ كوكب الأرض. تم العثور على بقايا قاع بحري قديم يُعتقد أنه جزء من لوحة تكتونية أكبر انفصلت وغاصت في الأعماق قبل 250 مليون سنة.
أظهرت الأبحاث أن هذا القاع كان أكثر سمكًا وبرودة من المناطق المحيطة به، مما يتحدى النظريات السائدة حول بنية الأرض الداخلية.
ووجد الباحثون منطقة سمكها 12 ميلًا وطولها 1200 ميل في "منطقة انتقال الوشاح"، وهي المنطقة الفاصلة بين الوشاح العلوي والسفلي. تم اكتشاف القاع القديم عند الارتفاع الشرقي للمحيط الهادئ، وهو حدود تكتونية في قاع المحيط.
وأشار وانغ إلى أن "هذه المنطقة السميكة تشبه بصمة متحجرة لقاع بحر قديم غاص في الأرض قبل 250 مليون سنة". على الرغم من أن الانغماس عادةً ما يترك خلفه أدلة واضحة مثل البراكين والزلازل، إلا أن الصفائح المحيطية تُستهلك عادة دون أن تترك أثرًا واضحًا، وهو ما يتحدى هذا البحث.
كما وجد فريق الباحثين أن المواد تتحرك عبر أعماق الأرض ببطء أكثر مما كان يُعتقد سابقًا، مما يشير إلى أن منطقة انتقال الوشاح يمكن أن تعمل كحاجز يبطئ حركة المواد في الداخل. ويظهر البحث أن الصفائح القديمة المنغَمسة يمكن أن تُحفظ في عمق الأرض، مؤثرةً في بنية الوشاح لمئات الملايين من السنين.
يُعتقد أن هذا القاع المفقود قد ينتمي إلى لوحة "فينكس"، التي كانت تهيمن على جزء كبير من المحيط الهادئ قبل أن تنغمس تحت لوحة محيطية أخرى. يحمل هذا القاع توقيعًا حراريًا باردًا، تم اكتشافه من خلال تقنيات التصوير الزلزالي، التي سمحت للباحثين برسم خريطة مفصلة للبنية غير المعروفة في عمق الأرض.
يخطط الفريق لتوسيع أبحاثه لتشمل مناطق أخرى في المحيط الهادئ، بهدف إنشاء خريطة شاملة لمناطق الانغماس والارتفاع القديمة. ويؤمن الباحثون بوجود المزيد من الهياكل القديمة في عمق الأرض تنتظر الاكتشاف، مما قد يوفر رؤى جديدة حول تاريخ كوكبنا المعقد.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: المحیط الهادئ
إقرأ أيضاً:
مارسيل بروست.. ماذا تعرف عن ملحمته الأدبية البحث عن الزمن المفقود؟
مارسيل بروست، أحد أعظم الروائيين في القرن العشرين، وُلد في 10 يوليو 1871 ورحل عن عالمنا في مثل ذلك اليوم 18 نوفمبر 1922، تاركًا وراءه إرثًا أدبيًا خالدًا أبرز ما فيه رائعته “البحث عن الزمن المفقود”. بروست لم يكن مجرد كاتب، بل كان فيلسوفًا أدبيًا استثنائيًا استعرض أفكاره بأسلوب سردي فريد، حيث استبدل الحبكة الروائية التقليدية برحلة استبطانية عميقة في النفس البشرية.
نشأة مشروع “البحث عن الزمن المفقود”بدأت رحلة كتابة هذه الملحمة الأدبية عام 1909، عندما استطاع بروست رسم الخطوط العريضة لأفكاره. ومع ذلك، شعر بالعجز عن تحويل هذه الأفكار إلى رواية مكتملة. نقطة التحول جاءت ذات يوم من يناير 1909، عندما كان يتناول الشاي مع الخبز المحمص، فاستعاد ذكريات طفولته في حديقة جده. هذه اللحظة كشفت له عن جوهر مشروعه الأدبي، حيث أدرك أن الانبعاث الفني والذكريات يشكلان العمود الفقري لروايته.
في “البحث عن الزمن المفقود”، ركّز بروست على مراحل نضوجه الشخصي عبر سلسلة من التجارب الذاتية التي عكست أعماق روحه. أراد بروست أن يشارك نظرته الفريدة للحياة، بعيدًا عن تقديم وصف تقليدي للواقع. الرواية لم تكن مجرد أحداث، بل مرآة لذاته الداخلية، تتسم بالتحليل العميق للمشاعر والذكريات.
وزارة الثقافة تحتفل بتخريج الدفعة الثانية لمدرسة "خضير البورسعيدي" بالسحيمي مصطفى خليل رئيس الوزراء الذي غير الحياة السياسية بمصر.. لماذا رفض كتابة مذكراته؟ رحلة نشر الروايةبدأ بروست كتابة الرواية عام 1909 واستمر في العمل عليها حتى وفاته. في عام 1913، نشر المجلد الأول منها على نفقته الخاصة بعد أن رفضتها العديد من دور النشر. لاحقًا، تبنّت دار نشر أخرى المشروع، حيث نُشر المجلد الثاني عام 1918، ونال جائزة غونكور عام 1919، مما أكسب الرواية شهرة واسعة.
ظل بروست مخلصًا لمشروعه الأدبي حتى لحظاته الأخيرة. كان يضيف أقسامًا جديدة وينقح النصوص باستمرار. وعندما شعر باقتراب أجله، أكمل الرواية، وبدأ تصحيح النسخ النهائية.
“البحث عن الزمن المفقود” ليست مجرد رواية، بل رحلة تأملية في طبيعة الزمن والذكريات والمعنى الأعمق للحياة. بأسلوبه المتفرد، نجح مارسيل بروست في ترك أثر عميق في الأدب العالمي، وجعل من حياته وكتاباته نموذجًا للغوص في أعماق الذات البشرية، في محاولة لاكتشاف جوهرها ومعانيها الخفية.