الجيش السوداني يتقدم وسط الخرطوم وقوات متحالفة معه تحقق انتصارات بدارفور
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
قالت مصادر صحفية سودانية إن منطقة المقرن وسط الخرطوم تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع تمكن خلالها الجيش من السيطرة على مقر البنك المركزي وبعض المؤسسات الحكومية المحيطة بعد أن عزز وجوده في دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات.
وأكدت تلك المصادر أن المعارك لا تزال مستمرة مع تراجع الدعم السريع إلى منطقة السوق العربي، وأصبح الجيش قريبا من الوصول إلى القصر الجمهوري.
على الصعيد نفسه، قال مصدر عسكري في الجيش السوداني للجزيرة إن قتالا عنيفا اندلع صباح اليوم بين قوات من الجيش السوداني وما سماها مليشيا الدعم السريع في ولاية سنار قرب جبل موية. وأضاف المصدر أن قوات الجيش حققت تقدما ملحوظا في معارك اليوم دون أن يقدم تفاصيل إضافية.
في غضون ذلك، أعلنت القوة المشتركة المساندة للجيش السوداني، الأربعاء، السيطرة على قاعدة عسكرية تتبع لقوات الدعم السريع في ولاية شمال دارفور، وتكبيدها خسائر في الأرواح والآليات العسكرية، بالإضافة إلى أسر العشرات من الجنود.
وقال بيان أصدره المتحدث باسم القوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى إن "القوات المشتركة تمكنت من تحرير قاعدة بئر مزة، التي تبعد نحو 28 كيلومترًا شمال مدينة كتم بولاية شمال دارفور".
ونوه البيان إلى أن القاعدة التي تم الاستيلاء عليها كانت مركزًا لتجميع وتدريب المقاتلين القادمين من خارج السودان، إضافة إلى أنها كانت مركزًا رئيسيًّا لإيصال الوقود والأسلحة من الحدود الشمالية الغربية للسودان مع دولتي ليبيا وتشاد.
وأشار إلى أن قواتهم فرضت سيطرتها الكاملة على الحدود الثلاثية التي تجمع السودان وليبيا وتشاد، ودمرت كل القواعد والارتكازات الرئيسية لقوات الدعم السريع في مناطق الصحراء الكبرى مثل "وادي هور، وادي أمبار، بئر مرقي" وغيرها.
تحركات سياسيةسياسيا، أكد سفير مصر لدى إثيوبيا ومندوبها الدائم لدى الاتحاد الأفريقي محمد جاد في تصريحات نقلتها صحيفة الشروق المصرية رفض مصر بشكل قاطع إرسال قوات أفريقية للسودان.
وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، قد أعلن عن فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئته لإعداد وتجهيز قوات للتدخل، بهدف حماية المدنيين في السودان.
وأكد السفير المصري رفض بلاده القاطع لهذا الطرح الذي سبق أن نوقش في اجتماع على هامش فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي، وقد رفضته مصر والدول الأفريقية الأخرى التي شاركت فيه.
وتساءل السفير المصري "كيف يمكن إرسال قوات وما زال القتال دائرا في عدة مناطق في البلاد؟"، في حين أن الأولوية يجب أن تكون لوقف إطلاق النار.
وكان وفد رفيع من مجلس السلم والأمن الأفريقي بدأ، اليوم الخميس، اجتماعات مكثفة مع مسؤولين سودانيين لبحث سبل وقف الحرب المستمرة في البلاد منذ نحو 18 شهرا.
وقد أبلغ النائب العام السوداني الفاتح طيفور أعضاء الوفد بأن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان خالفت اختصاصاتها وتفويضها، ولم تلتزم بالمعايير المتبعة في منهجية عمل لجان التحقيق.
مساعدات تركية كويتيةعلى الصعيد الإنساني، وصلت سفينة المساعدات الإنسانية الثالثة المقدمة بشكل مشترك من تركيا والكويت إلى بورتسودان يوم الأربعاء، وعلى متنها 2500 طن من المساعدات للدولة التي مزقتها الحرب. وكانت سفن مساعدات مشتركة من البلدين قد وصلت إلى بورتسودان في 19 يوليو/تموز و23 سبتمبر/أيلول الماضيين.
وقد أشادت مفوضة المساعدات الإنسانية السودانية سلوى آدم بالجهود التركية والكويتية لتقديم المساعدات للشعب السوداني، بينما أكد السفير التركي فاتح يلدز دعم بلاده المستمر للسودان شعبا وحكومة.
وأوضح يلدز أن السفينة لم تكن تهدف فقط إلى إيصال المساعدات إلى الشعب السوداني الذي في أمسّ الحاجة إليها، ولكن أيضًا للفت انتباه العالم إلى المأساة الإنسانية في السودان.
وأشار القائم بالأعمال الكويتي إلى أن المساعدات قدمت من الجمعية الكويتية للإغاثة تنفيذا لأمر أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح.
وتدور حرب أهلية في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقُتل نحو 21 ألف شخص، وشُرد 10 ملايين، بحسب الأمم المتحدة.
علاوة على ذلك، أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات شديدة في جميع أنحاء البلاد. وتتزايد الدعوات الدولية والأممية لإنهاء الحرب لتجنيب السودان كارثة إنسانية دفعت الملايين بالفعل نحو المجاعة والموت بسبب نقص الغذاء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش السودانی الدعم السریع إلى أن
إقرأ أيضاً:
تطور مفاجئ في الخرطوم.. الجيش السوداني يسيطر على القصر الجمهوري وفرار قوات الدعم السريع
شمسان بوست / متابعات:
في تطور ميداني مفاجئ، سيطر الجيش السوداني صباح اليوم الجمعة على القصر الجمهوري في وسط العاصمة الخرطوم، بعد معارك ضارية مع قوات الدعم السريع التي كانت تتحصن داخل المبنى. وأكدت مصادر ميدانية أن القوات المسلحة السودانية نفذت عملية نوعية استمرت لساعات، مستخدمة الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، أسفرت عن استعادة السيطرة الكاملة على واحد من أهم رموز السيادة في البلاد.
شهود عيان تحدثوا عن دوي انفجارات ضخمة واشتباكات متواصلة منذ الفجر وحتى ساعات الصباح الأولى، تخللها تقدم آليات الجيش السوداني من عدة محاور نحو محيط القصر، قبل أن تتمكن وحدات الاقتحام من دخوله وتطهيره بالكامل. وبحسب المصادر، فقد انسحبت قوات الدعم السريع بشكل مفاجئ من الموقع، بينما تم القبض على عدد من أفرادها، بعضهم في حالة إصابة بالغة.
القصر الجمهوري، الذي ظل خلال الأشهر الماضية تحت سيطرة قوات الدعم السريع، يمثل نقطة استراتيجية وسيادية بالغة الأهمية، لكونه مقر الحكم ورمز الدولة السودانية، ويقع في موقع حساس وسط العاصمة وعلى مقربة من مؤسسات ومقار دبلوماسية بارزة. استعادة هذا الموقع من قِبل الجيش تعتبر ضربة موجعة لقوات الدعم السريع التي تراجعت ميدانيًا في أكثر من جبهة خلال الأسابيع الماضية.
وتأتي هذه التطورات بعد قرابة عامين من اندلاع الصراع المسلح بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والذي خلّف آلاف القتلى والجرحى، وتسبب في نزوح ملايين السودانيين داخليًا وخارجيًا، وسط انهيار شبه تام في مؤسسات الدولة والخدمات الأساسية.
ردود الفعل على السيطرة الجديدة تنوعت ما بين الترحيب الحذر من القوى السياسية والمدنية، والقلق الشعبي من اتساع رقعة المواجهات في الخرطوم، خاصة مع استمرار الاشتباكات في بعض المناطق الجنوبية والغربية للمدينة. المواطنون، رغم شعور بعضهم بالأمل جراء هذا التقدم، ما زالوا يعيشون تحت وقع القصف والانفلات الأمني، في ظل غياب أفق واضح لحل سياسي شامل.
وفي الوقت الذي لم تصدر فيه قوات الدعم السريع أي بيان رسمي بشأن انسحابها من القصر، تحدثت حسابات تابعة لها عن “إعادة تموضع تكتيكي” دون الخوض في تفاصيل، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالات لهجمات مضادة في الساعات أو الأيام المقبلة.
السيطرة على القصر الجمهوري تمثل من الناحية العسكرية والمعنوية تقدمًا كبيرًا لصالح الجيش، وقد تعيد رسم خارطة السيطرة داخل العاصمة، إلا أن المشهد العام لا يزال هشًا، في ظل غياب تسوية سياسية حقيقية، واستمرار حالة الاحتراب التي تعصف بالبلاد منذ ربيع عام 2023.