حذر أستاذ كرسي روبرت ورينيه بيلفر للعلاقات الدولية بجامعة هارفارد، ستيفن والت، من ارتكاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخطأ الذي ارتكبه الرئيس الأمريكي الأسبق  جورج دبليو بوش حين قرر غزو العراق.

وذكّر والت في مقال نشره في مجلة "فورين بوليسي" تحت عنوان "لحظة إنجاز المهمة الإسرائيلية في الشرق الأوسط" وترجمته "عربي21"،  بإعلان بوش في الأول من أيار /مايو 2003 الذي ارتدى زيا قتاليا وهبطت مروحية أس-3 على ظهر حاملة الطائرات أبراهام لينكولن، حيث وقف وخلفه يافطة كتب عليها "المهمة أنجزت".



قال إن العمليات القتالية الكبرى في العراق قد انتهت "وقد انتصرت الولايات المتحدة مع حلفائنا"، حيث بدا سعيدا وزادت شعبيته في الاستطلاعات وهنأ المحافظون الجدد الذين هندسوا غزو العراق أنفسهم بسبب جرأتهم وحكمتهم. إلا أن الظروف في العراق تدهورت وأصبح ينظر إلى قرار غزو العراق بأنه فشل استراتيجي ذريع، وفقا للمقال.

وقال الكاتب "لقد تذكرت ذلك الحادث وأنا أشاهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأنصاره يحتفلون بدك لبنان الذي توج ( بدون نهاية) باغتيال زعيم حزب الله، حسن نصر الله إلى جانب عدد من القيادات العسكرية البارزة".


وأضاف أن "على مدى عام تحدى نتنياهو وزير دفاعه ومنافسيه المحليين وعائلات الأسرى لدى حماس وإدارة بايدن، حيث قام بمد وتوسيع الحرب التي بدأت بهجوم حماس على إسرائيل قبل عام تقريبا"، مشيرا إلى أن "البلد الذي تم تقديمه بدولة الشركات الناشئة أصبحت دولة تفجير الأشياء".
وأشار إلى أن "نتنياهو بادر بتذكير أعداء إسرائيل بأن لا شيء يمنعها من الوصول إليهم. وفي ضوء الضرر الذي أحدثته القوات والمخابرات الإسرائيلية على أعدائها (وقتل عشرات الألاف من المدنيين) فليس مفاجئا أن يقوم نتنياهو برقصة انتصار مثل بوش".

ورأى والت، أن "إسرائيل حققت، وبلا شك خلال الأسابيع الماضي إنجازات تكتيكية واستغلت أخطاء محيرة من قيادة حزب الله وفجرت أجهزة بيجر وتوكي ووكي وكما حدث في غزة فقد استخدمت القوات الإسرائيلية الأسلحة المتقدمة التي زودها بها العم سام والتي تسببت بأضرار كبيرة في لبنان وأضعفت قدرات حزب الله الصاروخية. وأتبع سلاح الجو الإسرائيلي هذا بغارات ضد الحوثيين في اليمن، ودخلت القوات الإسرائيلية جنوب لبنان، وستواجه إيران انتقاما من إسرائيل على الغارات الصاروخية الأخيرة".

وأضاف أن "نتنياهو وحكومته المتطرفة استخدموا الحرب والرد الأمريكي الضعيف لزيادة العنف وسرقة الأراضي في الضفة الغربية وكجزء من مخطط  إسرائيل الكبرى".

وتساءل الكاتب، "ما الذي سيوقف نتنياهو عن تحريك الطاولة ويعيد حرف الميزان الإقليمي لصالح إسرائيل وللأبد؟".

وأجاب، أن "الإنجازات التكتيكية لا تضمن النجاح الإستراتيجي، لكنك لو جمعت الكثير من الإنجازات هذه، فربما كنت قادرا على تغيير المناخ بطريقة مهمة ودائمة. وهذا في الحقيقة ما يهدف إليه نتنياهو، لكن هناك عدة أسباب تشكك في قدرته على تحقيق هذا".

وبداية، وفقا للمقال، "فالضرر الذي تسببت به إسرائيل ضد محور المقاومة لن يدفعه للتخلي عن القضية أو يرفع الراية البيضاء. وعانت حماس وحزب الله والحوثيين وإيران من ضربات في الماضي ونجت منها، وأحداث العام الماضي تظهر أن رغبتها بالرد ستزيدها تصميما على الرد".


وقال الكاتب إن "هناك أمر مضحك، فإسقاط أطنان من المتفجرات على السكان لن يزيد في حبهم لك بل وسيغرس في نفوس الكثيرين منهم الرغبة بالانتقام، أو على الأقل دفع جلادهم للتوقف. فلا يزال حزب الله يطلق الصواريخ على إسرائيل، بشكل يجعل من الاستحالة عودة 60,000 إسرائيلي فروا من الشمال".

وأضاف "الحزب سيعيد تشكيل نفسه من جديد مع مرور الوقت. ويحل محل القادة آخرون ويقوم الكادر بإعادة البناء والتسلح من جديد وبأساليب حربية جديدة والتعلم من الدروس".

وتحاول إسرائيل إرسال جنودها من جديد إلى جنوب لبنان، لكن توغلاتها السابقة لم تنته بشكل جيد، وفقا للمقال.

وتابع الكاتب بالقول "بالنسبة للفلسطينيين الذين تسببت سوء معاملة إسرائيل لهم بالمشكلة، فليس لديهم خيارات سوى مواصلة مقاومة مع تفعله إسرائيل بهم. وربما كانت الأمور مختلفة لو كانت إسرائيل تعرض عليهم بديلا جذابا، مثل دولة قابلة للحياة خاصة بهم أو حقوقا متساوية داخل إسرائيل الكبرى، ولكن نتنياهو أغلق الباب أمام هذه الاحتمالات. فقد عقد الرئيس المصري أنور السادات السلام مع إسرائيل، واستعادت مصر سيناء، وعقدت منظمة التحرير الفلسطينية السلام مع إسرائيل، وحصلت على المزيد من المستوطنات غير الشرعية".

وذكر أن "الخيارات الوحيدة التي تعرضها إسرائيل عليهم اليوم هي: الطرد، الإبادة أو قبول نظام التمييز العنصري، ولن يرضى أي شعب بهذه المصائر دون قتال"، مشيرا إلى أنه "ليس غريبا أن تتراجع شعبية السلطة الوطنية التي وقعت اتفاقية مع إسرائيل واعترفت بها وتعاونت معها في وقت زادت فيه شعبية حماس".

وأضاف أنه "بالمثل، فقد أحبطت إسرائيل وأنصارها في الولايات المتحدة جهود إيران في ظل رئيسيها، علي أكبر هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني لتحسين العلاقات مع واشنطن (وبالضرورة إسرائيل). وكان هذا واضحا عندما أقنعوا الرئيس السابق دونالد ترامب الساذج بالخروج من خطة العمل الشاملة المشتركة، وهي الصفقة التاريخية التي تحد بشدة من البرنامج النووي الإيراني، في عام 2018".

وأشار إلى أن "هذه التحركات، عززت  أيدي المتشددين الإيرانيين. وستفعل الأزمة الحالية في المنطقة الشيء نفسه، على الرغم من أن الرئيس الإيراني الجديد أشار أكثر من مرة إلى رغبته في خفض التوترات. وردت إيران على جهود إسرائيل لإضعاف أو القضاء على حلفائها الإقليميين (بما في ذلك اغتيال الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في تموز/يوليو) بإطلاق صواريخها على إسرائيل، وهي خطوة محفوفة بالمخاطر من شأنها أن تدفع إسرائيل إلى الرد، لكن طهران شعرت بلا شك أنها لا تستطيع البقاء على الهامش والاحتفاظ بمصداقيتها".

ولسوء الحظ، وفقا للكاتب، "فستدفع هذه الأحداث، على الأرجح، قادة إيران،  تجاوز وضعهم كدولة نووية كامنة وبناء ترسانة نووية خاصة بهم. ومن شأن مثل هذا القرار أن يزيد من احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة، ولكن إسرائيل تواصل منحهم حوافز إضافية تدفعهم إلى الرغبة في الحصول على الرادع النهائي. وإذا حدث هذا فإن النجاحات التي حققتها إسرائيل مؤخرا سوف تبدو قصيرة النظر إلى حد كبير".

وأوضحت والت، أن "تصرفات إسرائيل الأخيرة عززت من عزلتها الجيوسياسية وربما عرضت علاقاتها التاريخية مع الولايات المتحدة للخطر".

وقال إن "التعاطف الدولي الذي حصلت عليه إسرائيل بعد هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، تبخر بعدما راقبها العالم وهي  ترتكب المذبحة ضد السكان المدنيين في غزة ولبنان. وأعلنت محكمة العدل الدولية أن احتلال إسرائيل للضفة الغربية يشكل انتهاكا للقانون الدولي، وقد يواجه نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأضاف أنه "الآن، أصبح اعتراف المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى معلقا، وتحولت أغلب دول الجنوب العالمي ضدها، وأصبحت الحكومات الأوروبية منزعجة بشكل متزايد. كان الانسحاب الذي استقبل خطاب نتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي لفتة رمزية، لكنه انعكاس واضح عن الطريقة التي ينظر فيها الكثيرون له ولإسرائيل".

وربما وجد نتنياهو وأنصاره العزاء في الصك المفتوح الذي منحته  إدارة بايدن له وتدفق الأسلحة الأمريكية لقواته والتصفيق الحار الذي حظي به أمام الجلسة المشتركة في الكونغرس ونجاح اللوبي المؤيد لإسرائيل بإسكات كل الأصوات الناقدة له ولحكومته والحرب في الجامعات والكليات الأمريكية. وتظل هذه نجاحات تكتيكية قصيرة الأمد، وربما أدت لردة فعل عكسية وخطيرة. ولا يحب الكثير من الناس لغة التنمر عليهم أو فرض قيود على الخطاب والقيود الأخرى التي تهدف لإسكات النقد المشروع لإسرائيل  وأفعالها، حسب الكاتب.

وأشار المقال، إلى أن "كل هذا من شأنه أن يولد الكثير من الاستياء، خاصة عندما يتم ذلك بشكل صارخ ومفتوح لحماية بلد منخرط في حملة إبادة جماعية من العنف والتطهير العرقي. وأكثر من هذا، فقد تقود أفعال إسرائيل إلى حرب إقليمية تجر الولايات المتحدة إليها. وربما تساءل الأمريكيون عن قيمة "العلاقات الخاصة". فقد كانت حملة المحافظين الجدد للإطاحة بصدام حسين تدفعها رغباتهم بتأمين إسرائيل، ولهذا السبب عملت اللجنة الأمريكية- الإسرائيلية للشؤون العامة أو إيباك ونتنياهو على مساعدة بوش لتسويق حربه. لكن الدعم لم يكن السبب لاندلاع الحرب، حيث لم يتم تحميل إسرائيل أو إيباك المسؤولية. واليوم، فلو قتل جنود أمريكيون أو بحارة في الشرق الأوسط فسيكون الخطاب السائد هو أن الإدارة الأمريكية عرضت أرواح الأمريكيين للخطر دفاعا عن  عن دولة عميلة جاحدة إلى الأبد تأخذ المال والأسلحة من الولايات المتحدة ثم تفعل ما يحلو لها".


وقال الكاتب، إنه "علاوة على ذلك، إذا تسبب سوء إدارة الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن للموقف في خسارة كامالا هاريس للانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر، فسوف يبدأ كل من الديمقراطيين والجمهوريين في التساؤل عما إذا كان الدعم لإسرائيل والذي ارتد سلبا لا يزال الموقف السياسي الذكي. وإذا حدث أي من هذا، فإن خطر رد الفعل العنيف ضد مؤيدي إسرائيل في الولايات المتحدة سوف يزداد. وإذا كنت قلقا بشأن تصاعد معاداة السامية في الولايات المتحدة، فإن هذا الاحتمال يجب أن يخيفك أكثر بكثير من بعض المظاهرات غير الضارة عادة في الحرم الجامعي".

وفي النهاية، حسب المقال، "فسياسة نتنياهو وأنصاره في الولايات المتحدة لا تضر فقط بالعلاقات مع واشنطن ولا تتسبب بالعزلة العالمية، فهي ستترك أثرا على إسرائيل نفسها. ففي أعقاب هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان لدى إسرائيل فرصة للتخلص من نتنياهو التي عرضت قرارته الإسرائيليين لهجمات حماس، وبالتالي حرف وجهة البلاد نحو الحياة الطبيعية، ولم يحدث هذا".

وأشار إلى أن "النجاحات التكتيكية التي حققها نتنياهو في الأسابيع الأخيرة، ستعمل على تقوية موقفه السياسي مع المتطرفين اليمينيين الذين تستند سياساتهم إلى رؤية دينية ومسيانية متشددة لمستقبل إسرائيل. وسوف يستمر الإسرائيليون المعتدلون والعلمانيون، الذين يشكلون محور القطاعات التكنولوجية العالية التي غذت الاقتصاد في السنوات الأخيرة، في الرحيل، لتجنب العيش في إسرائيل التي يريد رجال مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلقها.

ويعيش بالفعل أكثر من 500 ألف إسرائيلي (أي نحو 5% من السكان) في الخارج؛ وتشير الاستطلاعات إلى أن 80% منهم لا ينوون العودة. وقد ارتفع عدد المهاجرين بشكل كبير في العام الماضي. وتشير تقارير صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن اقتصاد إسرائيل "في خطر شديد". وتفيد التقارير الصادرة عن الجامعات الإسرائيلية إلى انخفاض حاد في أعداد الطلاب الأجانب، وهو ما يشكل علامة أخرى على تآكل صورتها وضربة للتقدم العلمي في المستقبل. وباختصار، عززت إنجازات نتنياهو القصيرة الأجل الاتجاهات التي تعرض مستقبل البلاد للخطر في الأمد البعيد، وفقا للمقال.

واختتم الكاتب بالقول: وعلى العموم، فالحياة ليست مؤكدة وبخاصة في السياسة، وكل استشرافات الكاتب ليست محتومة، و "كما كتبت قبل بضعة أسابيع، فإن ما يبدو للوهلة الأولى وكأنه انتصار عسكري أو سياسي مذهل قد يحتوي في بعض الأحيان على بذور مشاكل أعمق تبرز مع مرور الوقت. والتحدي الذي يواجه الزعيم الناجح هو استخدام المزايا المؤقتة لتأمين فوائد طويلة الأجل. ولكن القيام بذلك يتطلب معرفة متى يتوقف ومتى يتحول من القتال إلى حل الصراع. ومن المؤسف أنه لا توجد أي علامة على أن نتنياهو يتمتع بهذه المهارات أو لديه أدنى اهتمام باكتسابها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الشرق الأوسط لبنان لبنان الشرق الأوسط نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة على إسرائیل غزو العراق حزب الله وأضاف أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟

"سوف نبقى هنا، كي يزول الألم، سوف نحيا هنا، سوف يحلو النغم.." هكذا أنشد الطاقم الطبي لمستشفى العودة، بقطاع غزة المحاصر، في ردّ صريح على صمودهم أمام العدوان المتفاقم الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، على كامل غزة، في انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان.

بعيون حزينة، وصوت يمسّه شجن، تابع أطباء مستشفى "العودة" إنشادهم الذي جاب مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، آنذاك: "رغم كيد العدا رغم كل النقم، سوف نسعى إلى أن تعم النعم"؛ فيما توالى عدوان الاحتلال عليهم، في أبشع الصور.

وحين عطّل الاحتلال الإسرائيلي، عبر الاستهداف المباشر وغير المباشر، كافة المستشفيات الحكومية والأهلية في قطاع غزة. ظل "مستشفى العودة" الوحيد الذي لا يزال يعمل في شمال القطاع، بالحد الأدنى.

ترصد "عربي21" خلال هذا التقرير، صمود مشفى العودة، لأكثر من عام، في قطاع غزة المحاصر، قبل أن يتعمّده الاحتلال بشكل يوصف بـ"المُمنهج"، مواصلا خلاله جرائمه التي لا تنتهي ضد الإنسان والإنسانية.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎القدس البوصلة‎‏ (@‏‎alqudsalbawsala‎‏)‎‏
ما نعرف عن المشفى؟ 
مستشفى العودة المتواجد في تل الزعتر، بمخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، الذي تأسس عام 1985، توالت عليه هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث قصف بالمدفعية الطوابق العلوية منه، خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

آنذاك، استُشهد، 33 فلسطينيا، بينهم 21 امرأة؛ فيما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن المستشفى، بـ"وصول الشهداء والمصابين، عقب قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي عددًا من المنازل قرب مفترق نصار بمخيم جباليا شمال قطاع غزة"، ليتواصل عليه العدوان، ويرتفع عبره عدد الشهداء.

وسبق أن أعلنت إدارة مستشفى العودة، في بداية السنة التي شارفت على الإنتهاء، عن خروج أقسام العمليات والمختبر والأشعة عن الخدمة، بينما باتت خدمات الاستقبال والطوارئ والعيادات التخصصية والولادة مهدّدة أيضا بالتوقف التام.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Mohammed Ahmed | محمّد أحمد‎‏ (@‏‎j_mohamed_ahmed‎‏)‎‏
وجرّاء "مجزرة الطحين" التي أودت بحياة 112 فلسطينيا ومئات الجرحى، الذين احتشدوا على شارع الرشيد جنوب غربي مدينة غزة، أملا في الحصول على كيس دقيق، من شاحنات مساعدات قليلة يسمح الاحتلال بوصولها من جنوب القطاع، قد استقبل مستشفى العودة 176 من الجرحى.

إثر ذلك، أجرى الأطباء في قلب المستشفى 7 عمليات جراحية، من بين 27 جريحا بحاجة إلى تدخلات جراحية عاجلة، وذلك عبر إمكانيات متواضعة وعلى كهرباء من بطاريات صغيرة وباستخدام كشافات يدوية.

وبداية الشهر الجاري، استشهد  أخصائي العظام "الوحيد" الموجود في شمال قطاع غزة، سعيد جودة, برصاص الاحتلال، عندما كان في طريقه لمزاولته عمله في مستشفى "العودة" شمال القطاع, وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎رام الله مكس | RamaLLah Mix‎‏ (@‏‎ramallah.mix‎‏)‎‏

صمود بوجه الحصار
خلال شباط/ فبراير الماضي، استهدف الاحتلال الإسرائيلي، أجزاء كبيرة من مستشفى العودة وحوصر لمدّة 18 يوما؛ غير أن المستشفى الفلسطيني، رغم ذلك، واصل تقديم الخدمات الطبية، بطاقة 50 في المئة للمرضى والمصابين، وسط نقص الإمكانات والمستلزمات الطبية الناتج عن الحرب.

وكان الطبيب بالمشفى، محمد صالحة، قد قال في تصريح صحافي: "بعد انتهاء الحصار الذي استمر لمدة 18 يوما منذ الخامس من ديسمبر/ كانون الأول وحتى 22 من الشهر نفسه الماضي، عاد المستشفى للعمل، وبدأنا في تقديم الرعاية الطبية للمرضى والمصابين بطاقة استيعاب بنسبة 50 في المئة".

وتابع الطبيب، لوكالة "الأناضول": "خلال فترة الحصار، كانت حركتنا داخل أروقة المستشفى مقيدة للغاية خشية من إطلاق الرصاص من قبل القنص الإسرائيلي، وأيضا لم تتمكن سيارات الإسعاف والمواطنين من نقل الجرحى والمرضى بسهولة للمستشفى".

وأكّد: "خلال فترة الحصار، قام الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على المستشفى، مما أسفر عن استشهاد 3 من العاملين داخل المبنى وتدمير الطابقين الثالث والرابع"، مردفا: "العديد من السيدات استشهدن لصعوبة وصولهن إلى المستشفى بشكل سريع، خاصة النساء الحوامل".

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Ķhàłèđ????????‎‏ (@‏‎khaled_rassem‎‏)‎‏
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، "لم تصل المستشفى أي قطرة سولار أو أدوية" بحسب تأكيد صالحة، مشيرا إلى أن المؤسسات الصحية تُحاول إدخال المساعدات الإنسانية والأدوية للمشفى، لكن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرفض دائما ذلك. 


وأردف: "تعاني المستشفى أيضا من عدم توفر الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وسيارات الإسعاف؛ الأمر الذي دفعها إلى الاعتماد على المولد الصغير".

"نحن نضطر إلى شراء الوقود له من الأسواق المحلية بصعوبة جدا نتيجة ندرته" تابع الطبيب، موجّها في الوقت نفسه، نداء إلى الهيئات الصحية الدولية، من بينها منظمة الصحة العالمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بـ"توفير الأدوية والمستلزمات الطبية على وجه السرعة لخدمة الجرحى والمرضى".


إلى متى؟
في خضمّ الظروف المُفجعة، التي يمر بها كامل القطاع المحاصر، لأكثر من عام كامل، رصدت "عربي21" تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب جباليا التي توصف بـ"منبع الأبطال"، جُملة من مقاطع الفيديو، توثّق ما وصفوه بـ"الجحيم على الأرض".

مقاطع، جابت حسابات عدّة على مواقع التواصل الاجتماعي، لأسابيع طِوال، تبرز بالصّوت والصورة ما يحصل من انتهاكات في القوانين المرتبطة بحقوق الإنسان، بحق مستشفى العودة الفلسطيني؛ غير أنّها لم تحرّك ساكنا، ولا تزال المأساة متواصلة، أمام مرأى العالم.

عرض هذا المنشور على Instagram ‏‎تمت مشاركة منشور بواسطة ‏‎Mohammed alghefari‎‏ (@‏‎mr.abuhakim‎‏)‎‏
أيضا، كشفت المقاطع نفسها، عن حجم الدّمار الذي يخلفه الاحتلال الإسرائيلي بالمشفى، من تدمير للبناية نفسها إلى سيارات الإسعاف، جرّاء كل قصف يمسّه به. يعدّ "العودة" أبرز المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدّم بعضا من خدماتها الصحّية، خاصة بالنسبة للنساء الحوامل.

في السياق نفسه، كان مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إسماعيل الثوابتة، قد أوضح: خلال الحرب، أخرج الاحتلال الإسرائيلي 30 مستشفى (من إجمالي 36) عن الخدمة، بالإضافة إلى 53 مركزا صحيا، واستهدف 150 مؤسسة صحية، وعوّقها عن العمل.

وأضاف "كما استهدف 122 سيارة إسعاف، دمرها بالكامل بهدف القضاء على القطاع الصحي في غزة".

مقالات مشابهة

  • رجل أعمال أمريكي بارز يحذر من انهيار النظام المالي ويطرح بدائل
  • لسببين.. فصيل عراقي بارز يعلن توقف العمليات ضد إسرائيل ويتمسك بوحدة الساحات
  • الولايات المتحدة تعقد صفقة مع الشركة المصنعة للطائرة التي رصدت السنوار
  • محلل سياسي إسرائيلي بارز: أمنية إسرائيل هي رؤية سوريا منقسمة
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • انتهاكات لا تنتهي.. ماذا نعرف عن مشفى العودة الذي يستهدفه الاحتلال؟
  • ماذا دار في أول لقاء رسمي بين الولايات المتحدة والشرع؟
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • واشنطن تعُارض تقريرا دوليا بشأن ارتكاب إسرائيل إبادة جماعية في غزة
  • نتنياهو يحذر الحوثيين: أنتم الذراع الأخيرة