بعد مرور عام على ما قد يكون أسوأ كارثة عسكرية واستخباراتية في تاريخ إسرائيل، استعادت قواتها المسلحة زخمها، ويتساءل البعض: إلى أي غاية؟

تقرير إيزابيل كيرشنر، في صحيفة "نيويورك تايمز"؛ يسلط الضوء على وضع الجيش الإسرائيلي على مدار الفترة الأخيرة، في ظل الصراعات العسكرية المستمرة في غزة ولبنان.

وفق التقرير، عندما اخترق آلاف المسلحين بقيادة حماس حدود غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي واستولوا على بلدات إسرائيلية وقواعد عسكرية ومهرجان موسيقي، أرسل ضحايا الهجوم المفاجئ رسائل يائسة إلى أحبائهم من مخابئهم وغرفهم الآمنة.


"أين الجيش؟" سألوا وهم ينتظرون ساعات طويلة لإنقاذهم، وبالنسبة للمئات من القتلى، فقد جاء الجيش متأخراً للغاية، إن جاء أصلاً. إسرائيل تُعيد صورتها بعد مرور عام على ما قد يكون أسوأ كارثة عسكرية واستخباراتية في تاريخ إسرائيل، تعمل المؤسسة العسكرية على إعادة تأهيل صورتها كقوة إقليمية هائلة.
فقد تمكنت من اختراق أكثر معاقل أعدائها اللدودين سرية وأمناً بضربات دقيقة تستند إلى معلومات استخباراتية، وقضت على زعماء رئيسيين، وقصفت أصولهم، وأحبطت إلى حد كبير جهودهم لشن رد.
في قصف يوم الجمعة، قتلت إسرائيل  أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، بضربة على مخبأ تحت الأرض في منطقة حضرية كثيفة بالقرب من بيروت حيث تسيطر الجماعة المسلحة.
كان الاسم العسكري للعملية هو النظام الجديد، مما يشير إلى أهداف إسرائيل الطموحة لتغيير الواقع عبر حدودها وتقويض استخدام إيران للوكلاء لتطويقها بما يسمى بحلقة النار.
جبهات متعددة وتقاتل إسرائيل الآن على جبهات متعددة، حيث نجحت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، بمساعدة حلفاء بقيادة الولايات المتحدة، في صد هجوم انتقامي ضخم يوم الثلاثاء عندما أطلقت إيران وابلًا من نحو 200 صاروخ على إسرائيل.
ويشير تعهد إسرائيل بجعل إيران تدفع ثمناً باهظاً لهذا الهجوم إلى أن الجيش الإسرائيلي أصبح أقل تردداً في الانخراط في حرب إقليمية أوسع نطاقاً.

Asked if he would support or oppose a preemptive strike by Israel on Iran, JD Vance says, "It's up to Israel what they think they need to do to keep their country safe, and we should support our allies wherever they are where they're fighting the bad guys."

Tim Walz, in… pic.twitter.com/GjbmsKvZi4

— CBS News (@CBSNews) October 2, 2024 وبحسب أساف أوريون، العميد الإسرائيلي المتقاعد الذي يعمل الآن زميلاً بارزاً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فإن "إسرائيل القوية والذكية التي كانت عليها قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عادت".
وأضاف أوريون أن مقتل نصر الله أرسل رسالة خاصة إلى أعداء إسرائيل: "أنتم تدركون أن إسرائيل قادرة على الوصول إليكم".
لقد أعطى مقتل نصر الله دفعة معنوية فورية لإسرائيل وسمعة الجيش قبل الذكرى القاتمة لـ"كارثة أكتوبر".
وبعد أن أكد الجيش مقتل نصر الله يوم السبت، تم تداول مقاطع فيديو لرجال الإنقاذ وهم يعلنون الخبر والمصطافين وهم يهتفون على الشواطئ الإسرائيلية. "لعبة طويلة" أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب هذا الأسبوع أن 87% من سكان إسرائيل اليهود لديهم ثقة عالية أو عالية جدًا في الجيش.
ولم يعبر سوى 37% عن مثل هذه المستويات من الثقة في رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

Live Updates: Iran Launches About 180 Ballistic Missiles at Israel https://t.co/Jfyr0CFTNQ

— Bo Snerdley (@BoSnerdley) October 2, 2024 وبصرف النظر عن النشوة الإسرائيلية الأولية، قال أوريون إن العمليات العسكرية كانت "لعبة طويلة" بلا نتيجة واضحة.
وبعد سلسلة من النجاحات التي حققتها إسرائيل في لبنان في الأيام الأخيرة، قال: "ثم ماذا؟". مخاوف من التكلفة على مدى العام الماضي، وبعد التعافي من الصدمة الأولية التي أحدثها الهجوم الذي قادته حماس، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً مضاداً قاسياً وقاتلاً في غزة.
وقالت إسرائيل مؤخراً إنها نجحت في تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس إلى حد كبير، مما أدى إلى تقليص قدرات المسلحين إلى مستوى قوة حرب العصابات.

ولقد جاء ذلك بتكلفة باهظة، فقد قُتل أكثر من 41 ألف شخص من سكان غزة، وفقاً للسلطات الصحية المحلية، التي لا تميز بين المقاتلين والمدنيين.
جلبت هذه الخسائر استهجاناً دولياً لإسرائيل، وعلى الرغم من إصرار نتانياهو على "النصر المطلق"، فإن حتى المتحدث الرئيسي باسم الجيش، الأدميرال البحري دانييل هاغاري، يقول إنه من غير الممكن القضاء على حماس كأيديولوجية وحركة.
وشمل القصف الإسرائيلي حملات في لبنان المجاور، حيث بدأ حزب الله في إطلاق النار على مواقع إسرائيلية في 8 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي تضامناً مع حماس، وفي اليمن، على بعد أكثر من 1000 ميل، بعد أن أطلق الحوثيون المدعومون من إيران صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل.
في أبريل (نيسان)، أدت ضربة على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق بسوريا إلى مقتل كبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإيرانيين ودفعت إيران إلى مهاجمة إسرائيل مباشرة لأول مرة في أبريل (نيسان) بمئات الصواريخ والطائرات بدون طيار.
ثم اعترضت إسرائيل معظمها بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

Israel has not fully eliminated the threat from Hezbollah, and the possibility of a higher-intensity war in Lebanon remains, with questions as to whether the organization can regroup and if Tehran will get more involved.@LahavHarkov reports:https://t.co/FFFdlWXe9S

— Jewish Insider (@J_Insider) September 30, 2024 وفي يوليو (تموز)، قتلت إسرائيل قائداً عسكرياً بارزاً لحزب الله في لبنان وزعيمًا سياسيًا لحماس أثناء زيارته لطهران.
وفي سبتمبر (أيلول)، قُتل أو أصيب آلاف من عناصر حزب الله عندما انفجرت أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة بهم في وقت واحد، وقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية آلاف الأهداف في لبنان. عمليات برية منذ الهجوم الذي أدى إلى مقتل نصر الله، واصلت إسرائيل الضربات في محاولة لتدمير أكبر عدد ممكن من أصول حزب الله، إلى جانب بعض الأهداف الأخرى في لبنان حيث بدأت عمليات برية هذا الأسبوع.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، لشبكة "إيه بي سي" هذا الأسبوع إن إسرائيل نجحت تقريبا في القضاء على هيكل قيادة حزب الله ودمرت آلاف الصواريخ والطائرات بدون طيار التابعة له.
وأضاف: "لا شك أن حزب الله اليوم ليس حزب الله" الذي كان عليه قبل أسبوع واحد فقط.

"The war has come to central Beirut. No where in this country is safe."@sparkomat witnesses the aftermath of an Israeli strike in Beirut, Lebanon. At least nine people have been killed in the overnight strike, according to the Lebanese health ministry.https://t.co/UJrOc2JBFf pic.twitter.com/7HwnBygRl0

— Sky News (@SkyNews) October 3, 2024 ومن المرجح أيضاً أن يكون عرض إسرائيل للقوة العسكرية والتكنولوجية قد ساعد في إعادة تأسيسها باعتبارها "مرساة قوة" في المنطقة وكوسيلة للتوازن ضد إيران ووكلائها، وفقًا ليعقوب أميدرور، وهو لواء إسرائيلي سابق ومستشار سابق للأمن القومي.
في حين فاجأت حماس إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، كانت قوات البلاد مستعدة للحملة في لبنان.
فقبل ما يقرب من عقد من الزمان، حذر الجيش من قيام حزب الله بتأسيس بنية تحتية عسكرية في قرى جنوب لبنان القريبة من الحدود مع إسرائيل. هدف متواضع وعلى النقيض من الهدف المعلن الذي أعلنته إسرائيل بتدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس في غزة، حددت الحكومة هدفاً أكثر تواضعاً لحملتها في لبنان: السماح لنحو 60 ألفاً من سكان المناطق الحدودية الإسرائيلية الذين تم إجلاؤهم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالعودة إلى ديارهم.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الحرب ضد حزب الله ستتم على مراحل، مما يمنح الجماعة فرصة للتراجع عند كل نقطة ونقل قواتها بعيدًا عن الحدود.
وفي يوم الثلاثاء، قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ عشرات الغارات السرية في الأراضي اللبنانية بالقرب من الحدود في الأشهر الأخيرة وشرع في العملية البرية في جنوب لبنان.
وبعد ذلك، قال الخبراء إن الهدف النهائي لإسرائيل أصبح غير واضح.
وفي غزة، لا يزال أكثر من مائة شخص تم اعتقالهم خلال الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) قيد الاحتجاز، بعضهم على قيد الحياة وبعضهم الآخر ميت، ولا تلوح في الأفق نهاية وشيكة للحرب.

BREAKING: The Israeli military said it killed a senior Hamas leader, Rawhi Mushtaha, in an airstrike on an underground compound in northern Gaza around three months ago. https://t.co/fyjqbado3v

— The Associated Press (@AP) October 3, 2024 وتقول إسرائيل إن نحو 350 جندياً قتلوا في غزة منذ بدء الغزو البري في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تورط جديد وإذا ما وضعنا في الحسبان التاريخ، فإن إسرائيل قد تتورط في لبنان بنفس القدر، فبعد غزو إسرائيل للبنان في عام 1982، استغرق الأمر 18 عاماً قبل أن تتمكن من سحب قواتها من الجانب اللبناني من الحدود.
وبعد ست سنوات، في عام 2006، أدت غارة عبر الحدود شنتها حزب الله إلى اندلاع حرب مدمرة استمرت شهرا مع إسرائيل.
وكان قرار الأمم المتحدة الذي أنهى تلك الحرب وعزز وقف إطلاق النار يهدف إلى إبعاد قوات حزب الله عن الحدود، لكن لم يتم تنفيذه بشكل صحيح على الإطلاق.

وتسعى الولايات المتحدة ودول أخرى إلى إحياء هذا القرار، ولكن مع عدم فعالية الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على مر السنين، قال السيد أميدرور إن إسرائيل سوف تضطر هذه المرة إلى فرض هذا القرار.
ولكن المحللين، قالوا إن النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل قد تمنحها أيضاً بعض النفوذ للمطالبة بشروط أفضل.
يقول ديفيد وود، وهو محلل بارز في شؤون لبنان يعمل لدى مجموعة الأزمات الدولية، إن التفوق الجوي الإسرائيلي على لبنان معروف منذ فترة طويلة.
ويضيف: "لقد أصبح من الواضح الآن استعداد إسرائيل لاستخدام هذا التفوق".
ومع ذلك، قال وود ومحللون آخرون إن حزب الله، بترسانته الضخمة المتبقية، لا يزال يشكل تحديا كبيرا لإسرائيل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة لبنان حماس عام على حرب غزة غزة وإسرائيل إسرائيل وحزب الله حماس الجیش الإسرائیلی مقتل نصر الله تشرین الأول حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

جنود الجيش الإسرائيلي أمام حدث صعب... هذا ما حدث في مارون الراس

أشارت قناة "الميادين" إلى أن إصابات عديدة سجّلت في صفوف جنود الجيش الإسرائيلي مقابل مارون الراس، مشيرة إلى أنهم قد يكونون أمام "حدث صعب" مشابه لما ما حصل في بلدة العديسة صباحاً.

وكان "لبنان 24" قد علم أنّ جنود العدوّ حاولوا الدخول مُجدّداً إلى البلدة، لكنّ عناصر "حزب الله" نصبوا كميناً لهم.
 
وكانت وسائل إعلام إسرائيليّة أفادت عن "مقتل جنديين وجرح 18 خلال إشتباكات مع مقاتلي "حزب الله" على الحدود مع لبنان".
 

مقالات مشابهة

  • الجيش اللبناني: استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي
  • تقرير: إسرائيل دمرت 50 في المائة من ترسانة حزب الله
  • جنود الجيش الإسرائيلي أمام حدث صعب... هذا ما حدث في مارون الراس
  • تقرير لـThe Hill يتحدث عن 5 نتائج لاغتيال إسرائيل لنصرالله.. ما هي؟
  • قبل التوغل البري.. تقرير يكشف ما فعلته إسرائيل في لبنان
  • مخاوف أمريكية من تكرار سيناريو غزة بعد توغل إسرائيل في لبنان|تقرير
  • صافرات إنذار الجيش الإسرائيلي تدوي بوسط إسرائيل بعد إطلاق قذائف من لبنان
  • التوغل الإسرائيلي لا يهدف لاحتلال جنوب لبنان... تقرير يكشف آخر المعلومات
  • تقرير: هكذا ألغت إسرائيل غارة على نصر الله بعد هجوم 7 أكتوبر