تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يُعتبر اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا أحد أبرز الكيانات التى تمثل الجالية المصرية فى الخارج، حيث تأسس هذا الاتحاد بهدف تقديم الدعم والمساندة للعمال المصريين الذين يعملون فى إيطاليا، يُعد هذا الاتحاد مرجعية مهمة للمصريين العاملين فى المهجر، حيث يسعى جاهدًا لحماية حقوقهم وتحسين أوضاعهم فى سوق العمل الإيطالي.

 منذ تأسيسه، تحت قيادة الدكتور عيسى إسكندر، قام الاتحاد بعدة مبادرات تهدف إلى تأهيل الشباب المصريين وزيادة فرصهم فى العمل بشكل قانونى وفعال.

التقته «البوابة نيوز» وكان الحوار التالي.

■ ماذا عن نشأة اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا؟ 

 تأسس اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا فى عام ٢٠١٧، فى وقت كان فيه عدد المهاجرين المصريين فى إيطاليا فى تزايد مستمر. وكان الهدف الأساسى من إنشاء الاتحاد هو تجميع المصريين تحت مظلة واحدة توفر لهم الدعم والمشورة، وتعكس قضاياهم وتحدياتهم. وتم تعيينى رئيسًا للاتحاد.

■ وماذا عن البرامج التدريبية وورش العمل؟ 

 أحد الإنجازات الرئيسية للاتحاد هو التركيز على التدريب المهنى وورش العمل. يسعى الاتحاد إلى رفع مستوى الكفاءات بين العمال المصريين من خلال تنظيم دورات تدريبية تتناول مجالات متعددة مثل البناء، الزراعة، والخدمات. هذه البرامج تهدف إلى تعزيز المهارات الفنية والعملية للعمال، مما يمكنهم من المنافسة فى سوق العمل الإيطالي. 

وفى السنوات الأخيرة، أطلق الاتحاد عدة ورش عمل تناولت مهارات محددة، مثل التوجهات الحديثة فى مجال البناء والزراعة المستدامة.

 تُعتبر هذه الدورات فرصة للعاملين المصريين لتطوير مهاراتهم والتواصل مع خبراء فى مجالاتهم. وقد أظهرت نتائج هذه الدورات أن العديد من المشاركين تمكنوا من الحصول على وظائف جديدة أو تحسين ظروف عملهم. وقام اتحاد العمال المصريين بتعزيز العلاقات مع الشركات الإيطالية، من خلال إنشاء شراكات استراتيجية تهدف إلى توفير فرص عمل للعمال المصريين. فقد تم التفاوض مع عدة شركات كبيرة لتوظيف العمال المصريين المؤهلين، مما يتيح لهم الفرصة للعمل فى بيئات مهنية محترمة.

وتعتبر هذه الشراكات جزءًا أساسيًا من استراتيجية الاتحاد، حيث تتضمن تقديم برامج تدريبية مباشرة داخل الشركات، مما يعزز من فرصة العمال فى اكتساب الخبرة والمهارات الضرورية. وقد أبدت العديد من الشركات الإيطالية استعدادها لتوظيف العمال المصريين نظرًا لجديتهم وكفاءتهم فى العمل.

■ أطلق الاتحاد حملات توعوية لمكافحة الهجرة غير الشرعية ماذا عنها؟ 

- فى إطار جهوده لمكافحة الهجرة غير الشرعية، أطلق الاتحاد عدة حملات توعية تستهدف الشباب المصري. تُركز هذه الحملات على توضيح المخاطر المرتبطة بالهجرة غير الشرعية، وتقديم بدائل قانونية للحصول على فرص عمل فى إيطاليا.

■ ما رؤيتكم للاتفاقيات مع الكونفدرالية الأوروبية للعمال؟

- تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حقوق العمال المصريين فى إيطاليا، حيث سيساهم ذلك فى فتح آفاق جديدة لتأهيلهم وتوفير فرص عمل تتناسب مع مهاراتهم. ونحن ملتزمون بالعمل على توفير التدريب المجانى للشباب المصري، وتأتى شراكتنا مع الكونفدرالية كدليل على جديتنا فى مكافحة الهجرة غير الشرعية وتوفير بدائل قانونية." 

وأكد:"هذه الاتفاقيات ليست مجرد وثائق، بل هى تعبير عن رؤيتنا لمستقبل مشرق للعمال المصريين، ونسعى من خلالها لتقديم الدعم اللازم لهم وتعزيز مكانتهم فى سوق العمل الإيطالي. ونتطلع إلى تعزيز التعاون مع الكونفدرالية من أجل تطوير برامج تدريبية متكاملة، تركز على المهارات المطلوبة فى سوق العمل، مما يساهم فى رفع مستوى المعيشة للعمال المصريين." 

كما أن: "توقيع هذه الاتفاقيات يأتى فى إطار استراتيجيتنا لتمكين الشباب المصرى من الاستفادة من الفرص المتاحة فى إيطاليا، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة فى الجالية المصرية".

■ ماذا عن الدعم الاجتماعى والنفسى للعمال وعائلاتهم؟ 

- يقدم اتحاد العمال المصريين الدعم الاجتماعى والنفسى للعمال وعائلاتهم. تم تنظيم لقاءات دورية تجمع العمال مع أسرهم، مما يُعزز الروابط الاجتماعية ويساعد على تخفيف الضغوط النفسية التى قد يواجهها العمال.

 وهذه الأنشطة الاجتماعية ساعدت فى تحسين حالتهم النفسية، حيث يشعرون بأنهم ليسوا وحدهم فى مواجهة التحديات. توفر هذه اللقاءات منصة للتبادل الثقافى والاجتماعي، مما يُعزز من شعور الانتماء لدى العمال المصريين فى إيطاليا.

■ هل توجد فعاليات ثقافية لتعزيز الهوية المصرية؟ 

تعتبر الفعاليات الثقافية جزءًا أساسيًا من أنشطة الاتحاد، حيث تم تنظيم العديد من الفعاليات التى تعكس التراث والثقافة المصرية.

 من خلال هذه الفعاليات، يسعى الاتحاد إلى تعزيز الهوية الثقافية للمصريين فى إيطاليا، وتحسين فهم المجتمع الإيطالى للثقافة المصرية.

 تُعقد الفعاليات الثقافية فى مناسبات مختلفة، مثل الاحتفال بالعيد الوطنى أو المناسبات الدينية، حيث يتم تقديم عروض فنية وموسيقية تعكس التراث المصري. تُعتبر هذه الفعاليات فرصة للمصريين فى إيطاليا للتواصل مع بعضهم البعض وتعزيز الروابط الاجتماعية.

■ كيف ترى التحديات المستقبلية وسبل التغلب عليها؟ 

 رغم الإنجازات التى حققها اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا، إلا أنه لا يزال يواجه تحديات عدة. من بين هذه التحديات، المنافسة فى سوق العمل، حيث يحتاج العمال المصريون إلى تحسين مستمر لمهاراتهم لمواكبة احتياجات السوق.

 كما أن التغيرات المستمرة فى السياسات القانونية قد تؤثر على أوضاع العمال، مما يتطلب من الاتحاد أن يكون دائمًا فى حالة تأهب لمواجهة هذه التحديات.إن اتحاد العمال المصريين فى إيطاليا يمثل كيانًا حيويًا يسعى لتحسين أوضاع المصريين فى

 المهجر. من خلال البرامج التدريبية، والشراكات مع الشركات، والدعم الاجتماعي، أثبت الاتحاد أنه مصدر دعم كبير للجالية المصرية.

 ومع استمرار التحديات، يبقى الاتحاد ملتزمًا بمواصلة جهوده لتحقيق الأهداف المرسومة وتحسين حياة العمال المصريين فى إيطاليا. إن العمل المستمر والتعاون بين العمال والاتحاد يمكن أن يُحدث تأثيرًا إيجابيًا على مستقبل المصريين العاملين فى إيطاليا، مما يعكس أهمية هذه المبادرات فى تعزيز حقوقهم وكرامتهم.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتحاد العمال المصريين في ايطاليا الهجرة غير الشرعية العمال المصريين المصريين في إيطاليا فرص العمل للشباب الكونفدرالية الايطالية

إقرأ أيضاً:

«البوابة نيوز» تفتح الملف| سر الحنين إلى الماضى وزمن الفن الجميل.. خبراء: الجمهور المصري يحن إلى زمن المثاليات.. ويبحث عن الجمال والقدوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

_ عزة هيكل: نعاني من فراغ قيمي وفني وموضوعي.. وعلى الدولة دعم العقول 

_ محمد شوقي: الأفلام المقدمة حاليًا لا تشبع ولا ترضى الذوق العام 

_عزة فتحي: نعيش عصر ثقافة الازدحام.. والناس تحن لأخلاقيات الفنانين الراقية ووطنيتهم

_ حسن يوسف: الفن تولى معالجة القضايا الهادفة في الخمسينيات والستينيات.. والآن يسود التفكير السطحي و«الهيافة»

انتشرت العديد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعرض وتُمجد زمن الفن الجميل، ويدخلها المتابعون؛ بحثًا عن أغنية أو فيلم قديم، يسترجع معه ذكرياته، ويعيد إليه روحا افتقدها، وأحاسيس أصبحت كالخيال، فيما يُسمى بـ«النوستالجيا». ولكن الغريب، أن الأجيال الشابة أيضا تنفعل وتتحمس لما ينشر من أعمال فنية من العصور القديمة، فهل ذلك يعود إلى قيمة وتفرد تلك الأعمال، أم السبب هو حالة الفراغ الفني والقيمي التي يعيشها المجتمع.

«البوابة نيوز» تفتح ملف الحنين إلى الماضي، وسبب غياب قيم الجمال والفراغ الفني الذي يشهده المجتمع، عبر استطلاع آراء نقاد الفن وأساتذة الفلسفة وعلم الجمال وعلم الاجتماع ومؤرخي الفنون.

تقول الكاتبة والناقدة الدكتورة عزة هيكل، أستاذ الأدب المقارن، مستشار رئيس الأكاديمية العربية للإعلام، إن هناك فراغا قيميا وفنى وموضوعيا، لذلك يلجأ الناس الى المرحلة التى يوجد بها الفترة الزمنية الخصبة، المليئة بالإنتاج الفني الحقيقي والدرامي والسينمائي، والمسرحي، والاستعراضي. 

وأضافت أستاذ الأدب المقارن، إنه فى هذه المرحلة، يصبح لدى الناس حنين للزمن الجميل المليء بالثقافة والفن الحقيقى، والذى يوجد به بعض المثاليات، لا نستطيع ان نقول إن كل ما كان يعرض مثاليا، ولكن كان هناك زخم وحالة فنية كبيرة، على سبيل المثال مصر كانت تعرض ٢٠٠ مسلسل فى العام الواحد، نجد منها ٢٠ مثلا بجودة عالية، لكن الآن يُعرض ٤٠ عملا دراميا، منها عملا أو اثنين جيدين وأحيانا لا يوجد.

وتابعت: نفس الأمر تشهده السينما، وكان لدينا إنتاج سينمائى يتخطى الـ ٥٠ او ٦٠ عملًا فى العام الواحد، أما الآن الأعمال تُعد على أصابع اليد الواحدة، وكان هناك مسرح متنوع به تعريب وترجمات وإعادة لأعمال قديمة، لكن الآن المسرح "بعافية كبيرة"، ولدينا قصور ثقافة جماهيرية كان من الممكن أن نعمل من خلالها، وهذه قضية كبيرة أتمنى أن نلتفت إليها وأن يصبح هناك قياسات للرأى العام.

كما انتقدت الدكتورة عزة هيكل، الصفحات التى تتحدث عن ثروات هؤلاء الفنانين والفنانات، أو تتحدث عن أحدث ظهور لهم فى إطلالاتهم، وما يرتدون، وما يمتلكون، من ملابس، وساعات ثمينة، وإكسسوارت، وسيارات فاخرة، وغيرها من الصفحات التى تتحدث عن زواج وطلاق الفنانين والفنانات والعلاقات غير السوية مثل المساكنة، أو نشر صور فاضحة لهم، كل ذلك استهلاك واستدعاء للشهرة. 

وأكدت "هيكل" أن المجتمع المصرى أو المتلقى المصرى لديه فهم ووعى عن ما يحدث على شبكات التواصل الاجتماعي، من أخبار المشاهير التى باتت للأسف الشديد جميعها مستفزة، اخبار تستفز المشاهد والمتلقي والمتابع اقتصاديا واجتماعيًا ونفسيًا.

وأوضحت أن من الطبيعي أن المتلقي والجمهور المصري، يحن الى زمن المثاليات، للبحث عن جمال طبيعى، والبحث عن مواقف إنسانية نبيلة، وعن قدوة ومثل، لأن الفنانين حاليا ليس لديهم إنتاج فنى حقيقى، فهم يعملون بالإعلانات ويحضرون مهرجانات ويقومون بعمل جلسات للتصوير، لكن ما هو الإنتاج الثقافى والفنى لهم وما هو الدور الذى يقدموه فى المجتمع لا يوجد.

وتساءلت "هيكل" أين هي الدراما التى تُناقش قضايا المجتمع وما يعيشه المواطن؟ جميعها أعمال مقتبسة وأعمال ورش ومفبركة لا تعبر عن الواقع ولا تمسه، فكثير من الفنانين أصبحوا غير مرتبطين بالواقع، ولكنهم مرتبطين بكل من يدفع، يهرولون وراء من يدفع لهم، يقومون بحضور مهرجانات لكل من يدفع لهم، ولم نر فنانًا متعاطفًا مع ما يجري من حولنا لما يحدث فى سوريا وغزة والسودان واليمن وليبيا، كل ما يهم أن يظهروا بشكل مبالغ فيه من أناقة، مع جنوح إلى كل ما هو استهلاكي.

وتؤكد أستاذ الأدب المقارن أن هناك أصواتا مصرية رائعة، وفنانين كان لديهم دور والحان جميعها ذات معنى وقيمة وكل مرة تتلقاها بأسلوب مختلف فن حقيقى، لذلك نقوم بسماعه أكثر من مرة، لكن ما يسمى بالمهرجانات هى موجة من موجات الغضب والرفض تأتى بسبب انقلابات فى السلم الاجتماعى وهزات شديدة، كما حدثت فى أمريكا خلال حرب فيتنام، وحدثت فى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، يحدث موجات وواقع جديد من الفن يحاول أن يعبر عن الطبقة العشوائية الكادحة التى لم تتلق القدر الكافي من التعليم والثقافة، وتعبر عن مرحلة ربما تتلاشى أو تتطور أو تتغير أن تصبح أفضل، ونختار منها الأنسب، أعتقد أننا قادرون على حسم الأمر.

وأضافت: "الفنان لا بد وأن يكون لديه رسالة ودور، وقيمة فى المجتمع لا بد وأن يقدم للمجتمع ما يرضيه ليس ليخاطب غرائزهم ولكن ما يتماشى ويعبر عنهم، والطبيعى أن الجمهور يلفظ هذا النوع من الفن وهؤلاء الفنانين".

وقدمت الدكتورة عزة هيكل روشتة للخروج من الأزمة، وطالبت بإفراد مساحة للنقاد الحقيقيين، وليس فقط نقاد الموقف أو النقاد الشخصيين، ولكن النقد العلمى الفنى المدروس، والذى يتميز بالموضوعية وليس مجرد الرفض والهجوم أو التقليل من الشأن. 

وتابعت: "النقد هو إبراز الجوانب السيئة والجوانب المضيئة هو نوع من تنمية الذائقة الفنية عند الجمهور وعند المتلقى، ويجب أن يصبح هناك برامج ثقافية وفنية أكثر لتتنافس فيها الفنون المختلفة وليس الدراما والمسرح والسينما فقط، نتمنى أن يصبح أن هناك برامج فنية وموضوعية حقيقية، وليس تلك التى تستضيف فنانين أو أشباه فنانين، وتتحدث عن زواجهم وطلاقهم وفساتينهم". 

وأردفت: "وعلى الدولة دور فى ذلك، مثلما تنفق الدولة على دعم الغذاء، لا بد وأن يصبح هناك دعم للعقول، مثل الثقافة والتعليم ولا بد أن يصبح هناك مهرجانات للأغاني والدراما والمسرح والسينما ليس للتكريم والحفلات فقط، وأن يصبح هناك عرض لأعمال مصرية مسرحية وسينمائية ودرامية. 

كما طالبت "هيكل" بضرورة أن يصبح لدينا مهرجانات تجوب المحافظات وأن يصبح لدينا إنتاج لجميع أنواع الفنون "فن تشكيلي وإيقاعي واستعراضي ومسرح في كل المحافظات بفعاليات وعروض على مدار شهر أو أسبوع وأن يعمل فيها العاملون الحقيقيون، ويعرض فيه أفلام قصيرة وروائية وتسجيلية.

الزمن الجميل

وقال الأستاذ الدكتور حسن يوسف، أستاذ الفلسفة وعلم الجمال بأكاديمية الفنون، إن ما يدفعنا إلى وصف الفن في الماضي بأنه كان الأفضل، يعود إلى أن الزمن الجميل وخاصة القرن الماضي، كان لديه فكرة وله قيمة يقدمها.

والفنون تسقط داخل المجتمعات عندما نفتقد الهوية، ونفتقد الاتجاه، وبالتالي في الخمسينات والستينيات كان هناك قضية يتولاها الفن، وكان له قيمة لأنه يعبر عن فكرة وقضية ما، وهو ما كان يعبر عنه الفن في السينما والغناء..

وأضاف أستاذ الفلسفة والجمال، أننا في زمن الفقر الفني لأنه لا يوجد توجه ولا رؤية وبالتالي نحن نعاني، ومثال على ذلك أيام الستينيات، ثروت عكاشة كان وزيرًا للثقافة، وهو من اقترح على الرئيس جمال عبد الناصر، إنشاء أكاديمية الفنون نظًرًا لأهميتها للمجتمع وللفنون، وكان الفن في بؤرة اهتمامه، فكان الجيل المعاصر يجد قيما وأفكارا وجمالا وقضية، أما الآن فنجد جيل فاقد للتوجه والاتجاه.

وعن نشر السوشيال ميديا للسلبيات فقط دون الإيجابيات، أرجع الدكتور حسن يوسف السبب الأساسي إلى سيادة التفكير السطحي والهيافة، ولم تعد لديك قضية، ناهيك عن تدمير التعليم منذ الثمانينيات، وطالب بعودة حصة الموسيقى في المدارس مرة أخر، لأنها أحد العلاجات لهذا المجتمع مع الاسرة في المنزل.

ويرى أن السبب الرئيسي والأساسي فى انتشار الأغاني الهابطة هو إنهاء واختفاء الطبقة الوسطى وهي تعد أهم طبقة في المجتمع، والطبقة السائدة الآن هي الطبقة الشعبية أو الشعبوية، وهي التي تتحكم في المشهد الفني ولذلك البيئة الاجتماعية بها خلل كبير.

بينما تؤكد الأستاذة الدكتورة عزة فتحى، أستاذ مناهج علم الاجتماع بجامعة عين شمس، خبيرة الأمن الفكرى، أن السوشيال ميديا تحولت للحنين للفن الجميل والزمن الماضى، لأننا الآن نعيش عصر ثقافة الازدحام، فكل شىء سريع.

وأوضحت أن الناس أصبحت تحن لأخلاقيات الفنانين الراقية ووطنيتهم وكيف وقفوا بجانب الوطن فى حرب ٦٧ وحرب ٧٣ وضحوا بالمال والجهد، لصالح المجهود الحربي، ونذكر على سبيل المثال أم كلثوم، وعبد الحليم وكيف شاركوا الناس همومهم وأحزانهم وأفراحهم، واختيارهم لمعانى الكلمات، ومستوى الإتقان، لكل شىء من كلمة ولحن وملابس، وفرق موسيقية، حتى الأفلام حسن اختيار النص، وضروري أن يعبر عن مشكلات المجتمع وآماله وأهدافه.

وعن العشوائية فى الغناء أو الموسيقى، أكدت الدكتورة عزة فتحي، أن ما يحدث الآن من انتشار لأغان هابطة، ومزعجة، تجذب جيل الشباب لا تعد فنا شعبيا بل هى نوع من الكلمات الغريبة مع موسيقي صاخبة، أو راقصة بهدف استهلاك وقتى لفئة معينه منها، سائقو التوكتوك، أو الميكروباص، والشباب ينجرفون بفعل حب المغامرة والتغيير، و"الروشنة" كما يطلقون.

الحنين إلى الماضى

وفيما يتعلق بالحنين إلى الماضي، رأى المؤرخ الفني محمد شوقي، أن الفن يعبر عن المجتمع بكل طوائفه، وبكل أحداثه وسلوكياته، وبكل تغييراته، وهذا ما شاهدناه في أفلام الزمن الجميل، من سلوكيات الناس في الشارع، وهذا كان يعبر عن هذه الحقبة الزمنية، بالإضافة إلى أن الأفلام كانت تُعالج قضايا، وسلوكيات المجتمع بشكل يحترم الُمشاهد، وهناك أفلام كثيرة عبرت عن ذلك، مثل "جعلوني مجرما" و"أولاد الشوارع"، و"رصيف نمرة خمسة"، وكانت تُحاكي الواقع ولها رسالة من مضمون محتواها.

وأشار المؤرخ الفنى الى أن مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالحديث عن نجوم الزمن الجميل "نوستالجيا"، وعندما نشاهد الأفلام القديمة على موقع "يوتيوب"، نرى تعليقات من شباب في مرحلة العشرينيات، ونفاجأ باتجاهات الشباب نحو هذه الأفلام التي مر عليها سنوات عديدة، وهذا يدل على أن الأفلام التي تقدم حاليا لا تشبع ولا ترضي الذوق العام، ومثال على ذلك أنك تشاهد أفضل الأفلام الحالية مرة واحدة فقط، ولا تريد أن تشاهده ثانية، بخلاف ما يحدث لأفلام الزمن الجميل، لأن في زمن الفن الجميل كانت الأعمال السينمائية او الدرامية لها حضور، ولا يزال يشاهده جيل بعد الآخر.

ولفت إلى أن الأجانب حتى الآن يستمعون الي كوكب الشرق أم كلثوم، وفي العام الماضي جرى استفتاء على أهم ٢٠٠ فنان في العالم، وكوكب الشرق كانت من ضمنهم، وهذا فخر لنا وشرف كبير، لأن الفن المصري في عصر زمن الفن الجميل ملا زال موجودا خارج مصر بشكل كبير.

وعن المهرجانات الفنية، أشار "شوقي" إلى أن الأحداث الفنية من مهرجانات فنية تختلف كليا عن المعنى الحقيقي لها، حيث لا نري حاليا سوى الريد كاربت، والأزياء، ولا نعرف ما يقدمه هذا المهرجان، وطوال أوقات المهرجانات، التي حدثت مؤخرا كانت السوشيال ميديا لا تتحدث إلا على زمن الفن الجميل.

وتابع: " وجميعنا لاحظنا هذا وتعجبنا من هذا التصرف، وعلي سبيل المثال تحدث السوشيال ميديا عن مهرجان كان السينمائي ومشاركة نجمات ونجوم مصريين، وكم كانوا وجهة مشرفة لمصر بحضورهم المميز والراقي، وحتي المناسبات الأسرية لفناني الجيل القديم كانوا حريصين علي الظهور أمام الكاميرا بشكل يحترم المشاهد ويقدره وهذا يعكس ما نحن فيه".

ويرى "شوقي" أننا نعود لنشاهد أفلام الزمن الجميل، ومشاهدة هذه الأفلام تأتي بعلاج نفسي ورحلة جميلة للخروج من مشاكلنا، وأزماتنا، لأن الزمن الجميل به جماليات كثيرة، بدليل أنه يعيش حتى الآن.

وقال "شوقى": "لدينا إمكانيات ضخمة جدا ومهمة ونحتاج أن نقدمها بشكل يواكب الذوق العام، ونحتاج أن نقدم فن أكثر منه صناعة أو تجارة، فالأعمال السينمائية بعضها يحقق نجاحا كبيرا، لكنها لم تعيش وللأسف نحتاج الموهبة تصبح أقوى في الكتابة والخراج والتأليف، ونحن الآن لا يوجد بيننا إحسان عبدالقدوس، ولا يوسف السباعى، لكننا لدينا العديد من المواهب ولو بحثنا عنهم لوجدناهم بيننا لكن يحتاجون الى أن نرعاهم". 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • اتحاد شباب العمال يشهد حفل تكريم رواد التحول الرقمي بالفيوم
  • تأكيدا لانفراد "البوابة نيوز".. الغرف السياحية تشكل لجنة لمكافحة "حرق الأسعار"
  • سعد : أكثر من مليار و350 ألف شيكل خسائر العمال
  • مدرب مسار لـ"البوابة نيوز": لا نسعى لضم أو انتقال أي لاعبات في يناير
  • المؤرخ محمد شوقي لـ«البوابة نيوز»: الأفلام المقدمة حاليًا لا تُشبع ولا تُرضي الذوق العام
  • عزة فتحي لـ«البوابة نيوز»: نعيش عصر ثقافة الازدحام.. والناس تحن لأخلاقيات الفنانين الراقية ووطنيتهم
  • الناقدة عزة هيكل لـ«البوابة نيوز»: نعاني من فراغ قيمي وفني وموضوعي.. وعلى الدولة دعم العقول
  • حسن يوسف لـ«البوابة نيوز»: الفن تولى معالجة القضايا الهادفة في الخمسينيات والستينيات.. والآن يسود التفكير السطحي و«الهيافة»
  • «البوابة نيوز» تفتح الملف| سر الحنين إلى الماضى وزمن الفن الجميل.. خبراء: الجمهور المصري يحن إلى زمن المثاليات.. ويبحث عن الجمال والقدوة
  • الكاتبة وداد معروف لـ “البوابة نيوز”: “الأستاذ” تعرضت لفترة ما بعد ثورة يوليو ونكسة 67.. تتويجى بجائزة طه حسين من بلدى لا يُقدر بثمن