رويترز: إنتاج أوبك انخفض في سبتمبر لتراجع الإنتاج الليبي
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أظهر مسح لرويترز اليوم الخميس أن إنتاج أوبك النفطي في سبتمبر انخفض لأقل مستوى في العام مع تعطيل الاضطرابات في ليبيا إمداداتها من الخام وتحقيق العراق تقدما في الالتزام بتعهدات الخفض في إطار تحالف أوبك+.
وضخت أوبك 26.14 مليون برميل يوميا الشهر الماضي بانخفاض 390 ألف برميل يوميا عن الإجمالي المعدل في أغسطس.
وشكل تراجع الإنتاج الليبي أكبر نسبة من الانخفاض.
وساهم تراجع صادرات الخام الليبية، بسبب أزمة سياسية تتعلق بقيادة البنك المركزي، في دعم أسعار النفط التي تعرضت لضغوط جراء مخاوف تراجع الطلب وزيادة الإنتاج من دول خارج أوبك+.
وخلص المسح إلى أن ليبيا مثلت أكبر خفض في الإمدادات بواقع 300 ألف برميل يوميا.
ومن المقرر أن يتعافى الإنتاج بعد حل خلاف بشأن قيادة المركزي الليبي ورفعت المؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة التي أعلنتها في عدد من الحقول.
وبخلاف ليبيا، المعفاة من اتفاقات أوبك+ بالحد من الإنتاج، جاء أكبر تراجع من العراق الذي يسعى لزيادة درجة التزامه بمستهدف الإنتاج الذي حدده التحالف.
وخلص المسح إلى أن العراق لا يزال يضخ 90 ألف برميل يوميا أكثر من حصته المقررة.
وتقلص إنتاج نيجيريا 40 ألف برميل يوميا مع تراجع صادراتها وفقا لبيانات من شركات تتبع ناقلات الخام.
وجاءت الزيادة الوحيدة في الإنتاج من إيران المعفاة أيضا من المستهدف الذي حددته أوبك.
وتزيد إيران من صادراتها على مدى السنوات القليلة الماضية على الرغم من عقوبات أميركية لا تزال مطبقة عليها وتضخ حاليا قرب أعلى مستوياتها منذ 2018.
وخلص المسح إلى أن أوبك ضخت 130 ألف برميل يوميا أكثر من المستهدف المفترض للدول الأعضاء المشمولة باتفاقات الخفض مع استمرار وقوف العراق وراء النسبة الأكبر من تلك الزيادة.
ويهدف مسح رويترز لرصد الإمدادات للسوق بناء على بيانات شحن تقدمها مصادر خارجية وبيانات من مجموعة بورصات لندن ومعلومات من شركات تتابع التدفقات مثل كبلر وبيترو-لوجيستكس وأخرى من مصادر في شركات نفطية واستشارية وفي أوبك.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النفط ليبيا العراق إيران نفط ليبيا الطاقة طاقة أوبك أوبك النفط ليبيا العراق إيران نفط ألف برمیل یومیا
إقرأ أيضاً:
من قرارات ترامب إلى أوبك وجلسة السوداني.. شبح الانهيار المالي يخيّم على العراق
بغداد اليوم - بغداد
في منعطف اقتصادي حاد، بدأ العراق يترنّح تحت تأثير قرارات مفاجئة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمثّلت برفع التعريفات الجمركية على مجموعة من الدول، كان بينها العراق بنسبة صادمة بلغت 39%. وبينما تترنّح الأسواق العالمية تحت ضغط هذه الحرب التجارية المستعرة، تتحرك منظمة أوبك بدفع أمريكي لزيادة الإنتاج، في توقيت يُهدد بانهيار أسعار النفط إلى ما دون 45 دولارًا للبرميل.
وسط هذا المشهد القاتم، وجدت الحكومة العراقية نفسها أمام خطر مزدوج: ضرب مباشر للميزان التجاري، وتدهور محتمل في عائدات النفط التي بُنيت عليها موازنة الدولة بسعر 70 دولارًا للبرميل. هذا التهديد العميق دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عقد جلسة طارئة مع وزرائه المعنيين، في محاولة لاحتواء الصدمة قبل أن تتحوّل إلى أزمة مفتوحة.
لكن السؤال الأعمق الذي يُخيّم على الشارع العراقي هو: هل تكفي هذه التحركات لتجنب الانهيار؟ أم أن العراق مقبل على تكرار سيناريو 2020، حين سُحقت البلاد تحت ثقل انهيار النفط، وارتبك فيها حتى دفع الرواتب؟
تحذيرات جادة
حذّر خبراء اقتصاديون، بينهم مختصون عراقيون، من أن قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بفرض تعريفات جمركية مرتفعة قد تقود إلى انهيار كبير في أسعار النفط العالمية، مع احتمال وصول سعر البرميل إلى 45 دولاراً خلال الأشهر المقبلة، ما يُنذر بخطر مباشر على اقتصاد العراق المعتمد أساسًا على العوائد النفطية.
وكشف تقرير نشرته شبكة ذا نيو أراب، اليوم الأحد (6 نيسان 2025)، وترجمته بغداد اليوم، أن التصعيد في الحرب التجارية التي أطلقها ترامب ضد عدد من الدول، سيتسبب بتراجع ملحوظ في حركة التبادل التجاري العالمي، وانكماش اقتصادي واسع يُؤدي إلى انخفاض حاد في الطلب على النفط.
وقال التقرير إن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على عدد من الدول، شملت العراق بنسبة 39%، في خطوة وصفها الخبير الاقتصادي قمران قدير بأنها "تتحدى المنطق الاقتصادي"، وتؤدي إلى سلسلة من التداعيات السلبية من بينها: تباطؤ النمو، ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة التضخم، خصوصًا في الاقتصادات الكبرى كأمريكا، الصين، أوروبا، اليابان، وكوريا الجنوبية.
وأضاف قدير أن هذه الاضطرابات ستنعكس على مستوى الطلب العالمي على الطاقة، في وقت يُتوقع أن تواصل دول "أوبك"، وعلى رأسها السعودية، رفع مستويات الإنتاج تحت ضغط أمريكي، مما سيُفاقم اختلال التوازن بين العرض والطلب، ويدفع الأسعار إلى الانهيار نحو حاجز 45 دولارًا للبرميل.
العراق في قلب الأزمة.. موازنة مبنية على 70 دولارًا للبرميل
في سياق متصل، أشار التقرير إلى أن الموازنة العراقية لعام 2025 اعتمدت سعر 70 دولارًا لبرميل النفط، وهو ما يضع الاقتصاد العراقي في موقع حرج في حال تحقق سيناريو انخفاض الأسعار، خاصة وأن أكثر من 90% من إيرادات الدولة تعتمد على الصادرات النفطية.
وبحسب التقرير، فإن "الخطر المزدوج" يتمثل في كون العراق متضررًا مباشرًا من التعريفات الأمريكية المفروضة عليه من جهة، ومعرّضًا لانهيار الأسعار العالمية من جهة أخرى، ما قد يسبب أزمة مالية داخلية تهدد قدرة الدولة على تغطية نفقاتها الأساسية.
وأفاد التقرير بأن هذا التطور دفع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عقد جلسة طارئة مع عدد من الوزراء المعنيين، تم خلالها الاتفاق على خطوات لتقوية التعاون مع الولايات المتحدة في محاولة لتخفيف التأثيرات المباشرة، لا سيما على التبادل التجاري الثنائي.
لكن ذا نيو أراب أكدت، نقلاً عن مصادر اقتصادية، أن هذه الإجراءات "لن تكون كافية لاحتواء التأثيرات غير المباشرة"، خاصة تلك المتعلقة بانخفاض أسعار النفط الناتج عن ركود اقتصادي عالمي مرتقب.
تداعيات أكبر على دولة ريعية
ويُعد الاقتصاد العراقي من أكثر الاقتصادات هشاشةً في المنطقة، نظرًا لاعتماده شبه الكامل على إيرادات النفط، دون وجود بدائل إنتاجية أو صناعية كافية. وبالتالي، فإن أي تراجع في أسعار النفط ينعكس مباشرة على قدرة الحكومة على دفع الرواتب، تمويل المشاريع، وتقديم الخدمات الأساسية.
ويحذّر مراقبون من أن استمرار السياسة الاقتصادية الأمريكية على هذا النحو، سيُجبر العراق إما على الاقتراض مجددًا، أو خفض الإنفاق العام، في وقت تُعاني فيه البلاد أصلًا من أزمات مزمنة في الكهرباء والبنى التحتية وارتفاع البطالة.
مقارنة بتجربة 2020.. هل يتكرر الانهيار؟
يُذكر أن العراق واجه وضعًا مشابهًا في عام 2020، عندما انهارت أسعار النفط إلى ما دون 30 دولارًا للبرميل نتيجة جائحة كورونا وانهيار الطلب العالمي، مما تسبب بعجز مالي كبير وتأخر في دفع رواتب الموظفين لعدة أشهر. ويرى محللون أن تكرار هذا السيناريو سيكون كارثيًا في ظل غياب إصلاح اقتصادي حقيقي، ويزيد من هشاشة الدولة أمام الضغوط الخارجية والداخلية.
وبينما تسعى الحكومة العراقية إلى تقليل الاعتماد على النفط في خطاباتها الاستراتيجية، إلا أن الواقع المالي يؤكد أن أي انهيار في الأسعار سيبقى الخطر الأكبر الذي يهدد استقرار البلاد في المستقبل القريب.