وكالة الصحافة المستقلة:
2024-10-03@18:25:39 GMT

الإعلام الصهيوني وتشويه الحقائق:

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

أكتوبر 3, 2024آخر تحديث: أكتوبر 3, 2024

ميثم تركي

منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، يعتمد الطغاة على وسائل الإعلام لتزوير الحقيقة وقلب الوقائع لصالحهم، ومن الأمثلة القرآنية البارزة على هذا الأسلوب، حادثة موسى (عليه السلام) مع فرعون. التي تعد من أكثر الأمثلة وضوحا على كيفية استغلال الطغاة للحوادث الفردية من أجل تشويه الحقائق وتضليل الجماهير، فرعون، الذي قتل الآلاف من بني إسرائيل عمدًا، واجه موسى بقوله “وفعلت فعلتك التي فعلت” محاولًا تحويل الأنظار عن جرائمه الكبرى والتركيز على خطأ موسى (عليه السلام)، هذا النوع من الاستغفال الإعلامي لم يتوقف عند فرعون، بل يستمر حتى يومنا هذا، خاصة في الإعلام الصهيوني.

وهو الأسلوب نفسه الذي يستخدمه الإعلام العبري الصهيوني اليوم لتبرير جرائمه بحق الفلسطينيين، على الرغم من تقدم الزمن وتمكن اليهود من السيطرة على وسائل الاعلام العالمية.

يقول الله تعالى في سورة الشعراء: وَقَالَ فِرْعَوْنُ لِمَلَإِهِ إِنَّ هَٰذَا لَسَٰحِرٌ عَلِيمٌ [الآية: 34]، ويُظهر هذا الأسلوب الفرعوني محاولة التلاعب بالعقول واستغلال القوة الإعلامية لتوجيه الجماهير ضد موسى (عليه السلام)، وهو ما يعكسه الإعلام الصهيوني الذي يسعى لإظهار المقاومة الفلسطينية كإرهابية، متجاهلاً أفعاله العدوانية.

وتتولى الأمثلة عبر التاريخ لاسيما اثناء الحروب الصليبية، اذ استخدم الإعلام والدعاية في أوروبا لتحريف الحقائق حول المسلمين. وقد صُورت الحروب على أنها صراع ديني نبيل، في حين أنها كانت قائمة على الطمع والمصالح السياسية. كما استخدم النازيون الدعاية الكاذبة كأداة للتضليل والتحكم في الرأي العام عبر ما اشتهر عن وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز من مقولة ذائعة مفادها (كذب كذب حتى يصدقك الناس)، ولا ننسى ما يدعيه الصهاينة من ارتكاب النازيين للمحرقة، مما يدعم فكرة ترسيخ عقدة الاضطهاد في الأجيال اللاحقة التي آمنت بالمحرقة. واستخدمت الولايات المتحدة ابان حرب فييتنام الاعلام لتبرير الفظائع التي ارتكبتها هناك واستخدامها الاسلحة المحرمة دوليا، ولا غرابة ان يكون الكيان الصهيوني متأثرا بكبيرتهم -الولايات المتحدة- في استخدام الأساليب نفسها.

لا يختلف الإعلام الصهيوني كثيرًا عن أسلوب فرعون. فهو يعتمد على قلب الحقائق وتصوير جاني ضحية. على سبيل المثال، يُقدم الإعلام الغربي والغالبية العظمى من الوسائل الإعلامية الصهيونية المقاومة الفلسطينية على أنها إرهابية، في حين يتم التغاضي عن الجرائم التي يرتكبها الجيش الصهيوني بحق المدنيين واغتصاب أراضيهم، والفظائع التي يرتكبها المستوطنون الغاصبون التي لفتت انتباه الدول الغربية وعمدت الى فرض العقوبات عليهم. هذا الأسلوب يُشبه تمامًا ما فعله فرعون عندما حاول إلقاء اللوم على موسى، متجاهلاً جرائمه الكبرى.

يقول الله تعالى في سورة غافر: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر: 26]. هنا نجد النهج نفسه في تبرير القتل والتضليل من خلال الخوف المصطنع.

ومنذ انطلاق عمليات طوفان الأقصى في فلسطين المحتلة لم تنفك ماكنة التضليل الصهيوني تدعم الرواية الصهيونية بفعل شبكة واسعة من الصحفيين والمحللين ممن يتجاهلون الحقائق التاريخية الثابتة ويجانبون الموضوعية ، ليشككوا في الصور الحية التي تعرض الإبادة الجماعية الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الجنود الصهاينة، لتبرز حرب شعواء تمارسها أجهزة الدعاية الصهيونية ضد الحقيقة، تقودها جهات حكومية وإعلامية تروج الروايات الرسمية الإسرائيلية وتشكك بالروايات الفلسطينية، مستهدفين المواطنين الاسرائيليين وعموم المجتمع الغربي لكسب التعاطف والانتباه، في أوروبا وامريكا الشمالية، وتبرير جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش، وشيطنة الفلسطينيين، وإقناع الجمهور ان المقاومة الفلسطينية تستخدم المدنيين دروعا بشرية، والمستشفيات والمدارس ودور العبادة بوصفها مقرات عسكرية، فبعد عشرين يوما من انطلاق طوفان الأقصى نشر حساب الجيش على منصة اكس (تويتر) معلومات مضللة مفادها ان حماس تستخدم مستشفى الشفاء التي تعد اهم مستشفيات قطاع غزة واكبرها مقرا لقيادة عملياتها واحتجاز الاسرى عبر شبكة معقدة من الانفاق، وبعد حوالي ثلاثة أسابيع اقتحمت المستشفى من دون ان تقدم دليلا واحدا يدعم روايتها. وبالمثل استخدمت هذه الدعاية لتبرير مئات الهجمات على المؤسسات الصحية والعاملين فيها.

ولكن بالرغم من سيطرة الإعلام الصهيوني والغربي، إلا أن الإعلام المقاوم يحاول كشف الحقائق وتوضيح الصورة الحقيقية للصراع. على الرغم من الموارد المحدودة، إلا أن الإعلام البديل والتكنولوجيات الحديثة مثل منصات التواصل الاجتماعي تسهم في إيصال الحقيقة إلى جماهير أوسع. لكن التحديات تبقى كبيرة، إذ إن التحكم الإعلامي ما زال في يد القوى التي تدعم الكيان الصهيوني.

من جهة أخرى، فإن في العالم اليوم ميلاً أكبر للبحث عن الحقيقة، والافلات من قبضة الهيمنة الإعلامية الصهيونية ومؤسساتها، اذ يظهر ذلك بوضوح من خلال المزيد من التشكيك بالروايات الصهيونية، وتمرد بعض الصحفيين من شبكتي فوكس نيوز ABC في تغطية الاخبار من داخل غزة والافلات من رقابة الجيش الإسرائيلي عند مرافقة الصحفيين له.

مع ذلك تستمر قبضة الهيمنة الإعلامية الصهيونية قوية ومدعومة بالتحيز الأمريكي ومستخدمة لتقنيات الاتصال والتواصل الاجتماعي. لذا إن قراءة الإعلام الصهيوني في ضوء القرآن والتاريخ تظهر بوضوح كيف يتم استخدام الإعلام كسلاح لتزييف الحقائق وقلب الوقائع. لكن كما نرى في القرآن الكريم، فإن الحقائق ستظهر في النهاية، ويبقى الرهان على وعي الجماهير وقدرتها على التمييز بين الحقيقة والباطل.

 

 

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: الإعلام الصهیونی التی یرتکبها

إقرأ أيضاً:

فرعون اجتمع مع محافظ بيروت وعبدالله درويش: لا للانهيار والفتنة

عقد الوزير السابق ميشال فرعون إجتماعا مع محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت عبدالله درويش، بحضور عضو بلدية بيروت طوني سرياني، وعدد من مخاتير وفعاليات بيروت الأولى، للبحث في آخر التطورات جراء الاعتداءات والتدهور في جنوب لبنان، والبقاع وضاحية بيروت الجنوبية والانعكاسات على مختلف الاصعدة.

وأشار فرعون إلى مخاطر المرحلة، وقال: "هذه الظروف تذكرنا بسنة 2006، إلا أن البلد كان حينها موحدا وراء مؤسساته الدستورية على الرغم من الخلافات الكبيرة. وخولتنا هذه الوحدة الوصول إلى قرار مجلس الأمن 1701 الذي أنجز بالدم والحكمة. أما اليوم، فالبلد والمؤسسات في حالة من التعطيل والشلل واخذ البلد رهينة، والناس تتساءل كيف سمح بالوقوع بالفخ وانجرينا الى هذا الوضع الذي يدفع ثمنه الجميع وفي طليعتهم من تحكم بالقرار".

وتابع فرعون: "الرحمة للشهداء والرحمة للسيد حسن نصرالله والشفاء للجرحى والتضامن مع النازحين، فبيروت هي رمز لبنان الرسالة وعاصمة الرحمة والحضارة والترفع عن الجروح ومحاولات التضليل، وأكثرية النازحين مدنيين غير حزبيين يدفعون هذا الثمن الباهظ، فواجبنا أن نحافظ على التضامن الكافي لإعادة بناء وطن ودولة بعد الحرب".

أضاف: "يجب ألا ننسى نتائج ضياع البوصلة منذ العام 2006 بدل أن نتفق على استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وقدرات مقاومة لبنانية مرجعيتها الدولة، وعلى حياد لبنان لانقاذه كما تفعل مختلف دول المنطقة من دون استثناء".

وتابع : "الحمل على المحافظ وعلى رئيس المجلس البلدي والبلدية والمؤسسات جراء النزوح الكبير، وواجبنا الوقوف الى جانبهم وتباحثنا بهذه التحديات في بيروت وكيفية ادارتها بما فيها توسيع دور الجيش كما حصل بعد انفجار المرفأ، لأن هذه الجرائم الحربية والعملية البرية ستضع لبنان على فوهة بركان مع انعكاسات على المنطقة كلها، ويجب أن نتجنب الوقوع في الاحتكاكات والاستفزازات وأن نحمي الجيش ليحمينا، وننتخب رأسا للدولة ليقود العودة الى احترام الدستور والقرارات الدولية لأن الانهيار يهدد لبنان كله".

وشكر فرعون "فرنسا والسعودية وقطر ومصر، والدول التي تقود اليوم معركة دبلوماسية دولية للحفاظ على الحد الادنى من مكونات سيادة لبنان من أجل الحفاظ على إعادة النهوض به".

مقالات مشابهة

  • ما هي مواصفات الصواريخ الإيرانية التي استهدفت الكيان الصهيوني؟
  • قيادي بـ«الإصلاح والنهضة»: إطلاق قناة «Qnews» يعزز الريادة الإعلامية المصرية
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا
  • فرعون اجتمع مع محافظ بيروت وعبدالله درويش: لا للانهيار والفتنة
  • إسرائيل تدعو سكان صنعاء للمغادرة ..إليك الحقيقة
  • الإعلام الصهيوني بين التضليل والتزوير
  • وزارة الإعلام تدين استهداف العدو الصهيوني لمبنى قناة الصراط في الضاحية الجنوبية
  • من هي صفاء أحمد المذيعة السورية التي اغتالتها إسرائيل؟
  • وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة