لجريدة عمان:
2024-12-18@12:02:02 GMT

قلب صناعي لمحمد الباشا: استعادة الوجود

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

«على الجانب الأيمن من خشبة المسرح، أم وأب ينتظران ابنهما الذي لا يأتي إلا مجازا، باعتبار ما يتمنيان أن يكون، ورجل وامرأتان على الجانب الأيسر من الخشبة، فـي حالة واقعية وافتراضية، فكأنه يهرب من الواقعية إلى الافتراضية بحثا عن الوهم؛ فالمرتبط بها لها رأي فـي العلاقة الإنسانية ناقدة لعدم التفاعل العاطفـي والاجتماعي، لذلك يجد نفسه يميل للافتراضية التي صممت كروبوت آلي، كي تقدم للرجل ما يريد، دون مساءلة.

أما على الخشبة جميعها، فثمة قصة الأخ والأخت اللذين يتفرقان بسبب حرب ما، ويلتقيان بشكل مفاجئ؛ فهو العامل فـي مجال التقنيات الاتصالية المعاصرة لدى المنظومة الحاكمة، بينما تكون هي قد كبرت وقادتها الصدفة لتتزوج الرئيس، وتستعيد ما كان من أحداث فـي الماضي عند رؤية أخيها، فتحاول استعادة وعيه المفقود.

ترى ما الناظم هنا خاصة فـي ظل سيطرة المرئيات الاتصالية صوتا وإضاءة؟

فكرة انتظار الابن الذي يبدو أنه مشكوك بوجوده، وفكرة العلاقات العاطفـية الحقيقية والافتراضية الوهمية، وفكرة استلاب الذاكرة.

جذبنا عرض «قلب صناعي» لفرقة جسد المقدسية الشابة فـي مسرح القصبة، لنفكر به أولا خلال العرض وبعده، وصولا لتقدير فكرة هندسة العقول وبرمجة البشر، والتي لو تم التركيز عليها لخف تشتت القصص التي لم تعمق الفكرة الإنسانية المهمة فـي الكشف الناقد لعلاقة الحكام بالمحكومين.

وعلى ذلك، فعند قراءة أدبيات التعريف بالمسرحية، أجد أنها لم تقدم العرض بشكل عميق، ذلك أنها لم توضح فعلا ما يحدث فـي العرض، ذلك أن الاعتماد على الآلة فـي حياتنا يختلف عن تطويع الآلة من أجل السيطرة:

«إلى أي مدى تسهم الآلة فـي تغذية إنسانيتنا أو تجريدنا منها؟ قلب صناعي، عرض مسرحي يعكس التصور البشري للمستقبل من الناحية الاجتماعية والإنسانية والسياسية».

قام الشابان محمد باشا، وفراس فراح (ممثل)، بتأليف العرض، بتأثيرات نظم الحكم اليوم، وتحولات الحياة التقنية، من أجل بلورة فكرة إنسانية.

مسار العاطفة والحب، والزواج، المسار النفسي الاجتماعي، والمسار السياسي، كأن العرض قصد نقد المنظومة. لقد رمز العرض للكشف عن تجريد المجموع من الذاكرة، ليسهل السيطرة عليهم وحكمهم ويفعلون بهم ما يشاؤون. وتصبح استعادة الذاكرة أمرا صعبا، مشبها ذلك باستخدام المفتاح السري للدخول. يكون، تقنيا، استخدام وجه الرئيس بمثابة كلمة الدخول.

وهنا، ينجح العرض فـي إظهار الماضي، حيث يستعيد الأخ ما حدث فـي الماضي، ويرى الأمور على حقيقتها بعد طول تخدر. يستعيد الذاكرة فـيرى الحب واللجوء.

هذا على مستوى المحكومين، أما على مستوى الحاكم (المنظومة)، فلم يعد الحاكم يكتفـي ببقائه مسيطرا خلال فترة حياته، بل راح يعمل على إطالة عمره، فإذا بحث الحكام من قبل عن إكسير الحياة، فإن الحاكم المعاصر يبحث عن إيجاد بديل تقني يذكرنا بظاهرة الاستنساخ. لم يتغير فـي عالم الحكام شيء، هم هم ومن حولهم.

نعود إلى الجانب الأيمن من خشبة المسرح، إلى الأم والأب اللذين ينتظران ابنهما الذي لا يأتي، فهل كان ذلك مثلا لتعميق اليأس من تغير المنظومة، وأنه لا بد من فعل لتحقيق الهدف، بدلا من مجرد الانتظار؟

ولربما جاء النقد السياسي مرتبطا بالنقد الاجتماعي فـي علاقة الرجل والمرأة، فكما أن هناك ديكتاتورية سياسية، فهناك ذكورية تريد المرأة على مقاس حاجته لا حاجتهما معا.

لذلك ثمة أمل حين يعود الرجل إلى صوابه، فلعل التغيير الاجتماعي مؤسسا لتغيير فـي بنية المجتمع خاصة بما دخل من وهم قادم من عالم السوشال ميديا وتقنيات صناعة الروبوتات.

إن هدف عرض «قلب صناعي» النبيل هو ألا تصبح قلوبنا صناعية.

أما الرؤية الإخراجية فقد جعلت الشكل والمضمون متداخلين، كما اندمج التمثيل الواقعي مع محاكاة تمثيل الروبوتات. بصريات الحواسيب والأجهزة فـي عمق المسرح، أدخلت المشاهد نفسيا وفكريا فـي عالم التقنية. لقد وفقت كل من حياة لبان مصممة الجوانب البصرية، ورمزي الشيخ قاسم مصمم الإضاءة مع المخرج فـي توظيف هذه الجوانب نفسيا. كذلك انسجمت الموسيقى التي أعدتها ايفان ازازيان مع روح العرض.

ولعل تقسيم جوانب الخشبة لمشاهد منفصلة كمشهد الزوجين المنتظرين لابنهما، هو نوع من عرض قصص جانبية تفـيد المسار العام للمسرحية. كما كان لحيوية الممثلين (ريم تلحمي، فراس فراح، نضال الجعبة، فاطمة أبو علول) دور جاذب للمتابعة، خاصة القدرة على تمثيل أكثر من دور.

جميل هذا الإبداع لفرقة شابة، ومثير هو عمق التفكير فـي نقد المنظومة، بل وفـي التصريح بما تتعرض له الذاكرة من تشويه وحصار وتزوير. جميل هذا الوعي لفرقة شابة تمتلك التفكير النقدي، والاهتمام السياسي والوطني والإنساني. جميل هو فعلا هذا الحماس الشاب المؤمن بقضية الحكم وحق الشعوب فـي التحرر.

ثمة دلالة هنا فـي اتجاهات الشباب الفلسطيني اليوم فـي التفكير فنيا وثقافـيا وفكريا، وبخاصة الفنانين، على خشبة المسرح، الذي سيظل دوما حاضنا للتغيير والارتقاء.

وهنا لعلنا نتفاءل حين شاهدنا «قلب صناعي»، حيث إننا نطمئن بأن الجيل الجديد على وعي فكري وتقني، بما يؤهله للدخول إلى عالم المسرح الفلسطيني والعربي بقوة، وسيكون للاستمرار سواء كفرقة أو من خلال مسارح أخرى دور مهم فـي زيادة درجة الإبداع. إن استمرار المسرح الفلسطيني بشكل خاص هو تجل لاستمرار الثقافة الفلسطينية المستندة إلى الوعي وفهم الحاضر واستشراف المستقبل.

هي تجربة أولى لفرقة الجسد المقدسية التي شكل المسرح الوطني الحكواتي حاضنة لها، والتي كما يبدو تستكشف عالم المسرح المعاصر. لعله تجريب معاصر، يحتاج إلى اختبار الأشكال الفنية التقليدية والحديثة، والانتباه إلى هذا النوع من المسرح يحتاج إلى التركيز فـي المضمون من خلال سردية ما، عبر شكل مسرحي سيتقنه الجيل الجديد بالطبع.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قلب صناعی

إقرأ أيضاً:

مش عايز يجيلك زهايمر.. طعام خارق يعالج الذاكرة وضعف التركيز

يعاني عدد كبير منا من النسيان المتكرر وضعف الذاكرة ويخشي كثيرون الإصابة بالزهايمر.

ووفقا لما جاء في موقع" دكتور أكس" يعمل البندق على تعزيز الدماغ وعلاج مشاكل عديدة في المخ والأعصاب.
يجب اعتبار البندق من الأطعمة التي تعزز من قوة الدماغ، فهو يحتوي على عناصر تساعد على تحسين وظائف الدماغ والإدراك، كما يساعد على منع الأمراض التنكسية في وقت لاحق من الحياة.

بسبب المستويات العالية من فيتامين E، والمنجنيز، والثيامين، وحمض الفوليك، والأحماض الدهنية، فإن اتباع نظام غذائي مكمل بالبندق يمكن أن يساعد في الحفاظ على عقلك حادًا ويعمل في أفضل حالاته، مما يجعل البندق أطعمة ممتازة للدماغ .

تتزامن المستويات العالية من فيتامين E مع انخفاض التدهور الإدراكي مع تقدم الأفراد في السن ويمكن أن يكون له دور رئيسي في الوقاية من أمراض العقل وعلاجها مثل الزهايمر والخرف ومرض باركنسون وقد ثبت أن المنجنيز يلعب دورًا رئيسيًا في نشاط الدماغ المرتبط بالوظيفة الإدراكية.

يشار إلى الثيامين عادة باسم "فيتامين الأعصاب" ويلعب دورًا في وظائف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في الوظيفة الإدراكية وهذا هو السب في أن نقص الثيامين يمكن أن يكون ضارًا بالدماغ .

تساعد المستويات العالية من الأحماض الدهنية والبروتينات الجهاز العصبي وتساعد أيضًا في مكافحة الاكتئاب.

في دراسة نشرت في مجلة Nutritional Neuroscience ، تم اختبار البندق لمعرفة خصائصه الوقائية للأعصاب وعند تناوله كمكمل غذائي، كان البندق قادرًا على تحسين الشيخوخة الصحية والذاكرة ومنع القلق .

بالإضافة إلى ذلك، قامت مراجعة منهجية نُشرت في عام 2021 بفحص تأثيرات تناول المكسرات على الأداء الإدراكي. وفي حين كانت النتائج غير حاسمة في النهاية فيما يتعلق بمدى قدرة تناول المكسرات على حماية الإدراك طوال الحياة، فإن النتائج تشير إلى أن المكسرات تفيد الإدراك لدى "الأفراد الأكثر عرضة لخطر ضعف الإدراك".

الحوامل وكبار السن 

البندق  من  الأطعمة الغنية بحمض الفوليك ويُعرف حمض الفوليك بأهميته لنمو العمود الفقري والدماغ أثناء الحمل، كما يساعد في إبطاء الاضطرابات التنكسية المرتبطة بالدماغ لدى كبار السن.

 الوقاية من السرطان 

بفضل العدد العالي من مضادات الأكسدة الموجودة في البندق، فهي من الأطعمة المهمة لمكافحة السرطان وقد أظهرت الدراسات قدرة فيتامين (هـ) على المساعدة في تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا والثدي والقولون والرئة، مع منع نمو الطفرات والأورام. كما أظهر فيتامين (هـ) إمكانيات المساعدة في عكس مقاومة الأدوية المتعددة وعلاجات السرطان.

وفي دراسات أخرى، وجد أن مركبات المنجنيز تظهر نشاطًا محتملًا مضادًا للأورام. على سبيل المثال، وجدت الأبحاث التي أجرتها كلية الكيمياء والهندسة الكيميائية في جامعة جيانغسو في الصين ونشرت في مجلة الكيمياء الحيوية غير العضوية أن مركب المنجنيز يمكن أن يكون "مركبًا محتملًا مضادًا للأورام يستهدف الميتوكوندريا".

وفي الوقت نفسه، توصلت دراسة أجريت عام 2023 ونشرت في مجلة  Advanced Biomedical Research إلى أن "زيت البندق يبدو أنه يسبب موت الخلايا السرطانية من خلال آلية موت الخلية المبرمج".

مقالات مشابهة

  • باريس ترحّب بعودة الليبيين للمشاركة الديمقراطية وتدعو لإنهاء الوجود الأجنبي
  • عشبة غير متوقعة تعالج السكري ومشاكل الذاكرة والاجهاد العصبي
  • الثور والسادات يشعلان فتيل أزمة جديدة لمحمد رمضان.. وبلاغ للنائب العام| تفاصيل
  • مش عايز يجيلك زهايمر.. طعام خارق يعالج الذاكرة وضعف التركيز
  • رئيس أساقفة الموصل يستقبل القنصل المجري ويؤكد أهمية دعم الوجود المسيحي بالمنطقة
  • تأثير الموسيقى على تحسين الذاكرة والتركيز
  • أشرف زكي وأبطال مسرحية الصالون يتحدثون عن كواليس العرض في "واحد من الناس"
  • عائلة السادات لمحمد رمضان: من أنت؟ وما تاريخك؟
  • سامر المصري يفجّر مفاجأة.. هذه الفنانة فقدت الذاكرة بسبب اعتداء ضابط
  • أستاذ علاقات دولية: الوجود الروسي في سوريا من أهم الملفات