«الثقافة» تناقش توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي بمهرجان الإسماعيلية
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
شهد قصر ثقافة الإسماعيلية، اليوم الخميس، أولى الندوات العلمية المتخصصة لمهرجان الإسماعيلية الدُولي للفنون الشعبية في دورته الرابعة والعشرين، المنعقد برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، واللواء أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية، وتقيمه الوزارة ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، والعلاقات الثقافية الخارجية، بالتعاون مع محافظة الإسماعيلية.
عقدت الندوة بعنوان "توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي" وأدارها الشاعر الدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وشارك بها الدكتور سمر سعيد عميد المعهد العالي للفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، الدكتور حسام محسب أستاذ الرقص الشعبي بأكاديمية الفنون ومستشار رئيس الأكاديمية، الفنان عمرو عجمي مخرج ومصمم ومدرب الفنون الحركية.
أعرب "شومان" عن سعادته بإقامة الندوات العلمية بالمهرجان، موضحا أن الندوات تتناول عدة قضايا علمية للفن الشعبي من خلال مناقشة بعض مفاهيم التوظيف، الاستلهام والاقتباس، حتى يتم التعامل السليم مع أدوات الفن الشعبي من إكسسوارات وملابس وغيرها.
وأشار إلى أن الندوات يشارك بها نخبة من المتخصصين في مجال الفن الشعبي، لمناقشة "توظيف العادات والتقاليد والمعتقدات في فرق الفنون الشعبية"، و"توظيف فنون القول والموسيقى في فرق الفنون الشعبية".
تعيين باحث لكل فرقةوأكد رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية أهمية تعيين باحث لكل فرقة يلجأ إليه مصمم الفنون الشعبية قبل أن يبدأ تصميم استعراض جديد حتى يعبر الاستعراض بصدق عن البيئة والمجتمع الذى ينتمي إليه، كما أوضح أن هناك عددا من الفرق هي نسخة تكرارية من بعضها، فنجد "الحصان الشرقاوي" قفز إلى عدد من فرق الفنون الشعبية، كما نجد "العصا" موجودة في كل الفرق.
وطرح "شومان" عدة تساؤلات منها كيف نطور الفرق، وكيف يستلهم المبدع الشعبي مصادره سواء كانت موسيقية أو حركية أو تشكيلية، وطالب الفرق الفنية أن تكون على علم بأعلام الرقص الشعبي في مصر وأنواع الرقصات، كما تحدث عن آليات الاستلهام وآليات التوظيف في رقصات الفن الشعبي.
من جهته، أوضح الدكتور حسام محسب أن قصور الثقافة أتاحت له الفرصة للتعرف على فرق الفنون الشعبية، مشيرًا إلى أنه بدأ حياته الفنية كراقص فنون شعبية ثم مدرب، موضحا أن أول إشكالية يواجهها الفن الشعبي هي الخلط بين دور المصمم والمخرج والمدرب.
تحدث عن الأجور الهزيلة التى يتقاضاها أعضاء وراقصي فرق الفنون الشعبية التي تؤثر بالسلب على أداء الفرقة، منوها لأهمية إثراء وتشكيل عقل راقص الفنون الشعبية بتعلم تاريخ الفن الشعبي، والموسيقى، والرقص الذي له أشكال متعددة، وأكد أن مصمم الفرق عليه أن يدرك أوجه الاختلاف بين الرقصات، لأن معظم الفرق أصبحت الآن متشابهة في رقصاتها، حيث نجد "التنورة"، "الحصان" "التحطيب" داخل معظم الفرق التي ليس لها موروث ثقافي يتعلق بذلك.
رقصة التنورة مرتبطة بفرقة المولويةوأوضح "محسب" أن رقصة التنورة مرتبطة بفرقة المولوية وطريقة الصوفية وهي رقصة ليست لها علاقة بالرقص الشعبي؛ فالرقصات عليها أن تعبر عن البيئة والمجتمع بشكل كبير. كما تطرق إلى فكرة عمل بنك المعلومات كأطلس الفلكلور لتسجيل الرقصات الخاصة بكل محافظة من محافظات مصر.
وتحدث عن فرقة رومانيا التي شاركت بالأمس في افتتاح المهرجان بفقراتها التي قدمت من خلال نموذجا للفن الشعبي بدولة رومانيا، وأضاف أن معظم فرق الفنون الشعبية تعتمد على شغل فرقة رضا للفنون الشعبية.
وبدورها أوضحت الدكتورة سمر سعيد أن مهرجان الإسماعيلية يعتبر المهرجان الوحيد الذى يهتم بالفنون الشعبية، و أوضحت أن موضوع الندوة شائك وكبير، ومن المهم إدراك أن الشعب المصري يرقص في الاحتفالات والمناسبات الاجتماعية مثل السبوع والزواج، ولا يرقص لمجرد الرقص، مثل الشعب اليوناني الذى يرقص للرقص ومن أشهر الرقصات رقصة "زوربا".
وطالبت "سعيد" من المصمم أو المخرج أو المدرب بعدم الاكتفاء برقص واحدة، والاستعانة بأكثر من رقصة لكي تعبر عن البيئة الثقافية سواء كانت صحراوية أو ساحلية أو زراعية؛ فكل ما يؤدي على خشبة المسرح هو استلهام لعناصر درجات المنتج الثقافي، وأشارت أن الاستلهام يأتي من استلهام مفردات من البيئة نفسها التى تميزها عن غيرها من البيئات المصرية المختلفة وليس من الفرق الفنية.
وتحدثت عن دور مصمم الاستعراضات للفرقة الفنية الذي يختلف حينما تكون الفرقة تابعة لقصور الثقافة عن الفرقة التي تكون تابعة للشباب والرياضة.
وعن الأداء الحركي لكل رقصة، أكدت أن رقصة الحجالة جاءت فكرتها معبرة عن البيئة الصحراوية في خطوة البنت وهي ترقص على الرمال الصحراوية الساخنة، وأن الهدف الأساسي لإنشاء فرقة فنية هو التعبير عن المجتمع الذي تنتمي إليه وهويته، موضحة أن الفنان محمود رضا استلهم حركات الفلاحة من الحقول، واستخدمها على خشبة المسرح بحرفية عالية.
وأكد عمرو عجمي أن فرق الفنون الشعبية بقصور الثقافة هي حائط الصد الأكبر للفن الشعبي بمصر، كما تناول الإشكاليات الفنية الموجودة داخل فرق الفنون الشعبية.
وأشار "عجمي" إلى أهمية تقدير وتقديم الدعم المعنوى والمادي لراقص الفنون الشعبية حتى يستطيع إخراج أجمل ما لديه من فن ويبدع بشكل حرفي فني عالمي. وطالب بإعادة النظر في فرق الفنون الشعبية في مصر والاهتمام بهم حتى لا يندثر الفن الشعبي، ويبقى الفن الشعبي الأصيل داخل دائرة الضوء والاهتمام داخل مصر وخارجها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قصور الثقافة وزارة الثقافة مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية مهرجان الإسماعيلية الدولي فرق الفنون الشعبیة الرقص الشعبی الفن الشعبی عن البیئة فی فرق
إقرأ أيضاً:
«الرزفة».. فن الحربية والفروسية
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أخبار ذات صلة«الرزفة».. فن تقليدي أصيل يجمع بين الأداء والشعر، ويمتد عميقاً في تراث دولة الإمارات وثقافتها منذ سنوات طويلة، وهو عبارة عن لوحة فنية تعبيرية تتميز بنغماتها وإيقاعاتها، ويشارك في أدائها الرجال من مختلف الأعمار، وتمارس غالباً في المناسبات الوطنية والاجتماعية، والمهرجانات التراثية والثقافية.
«فن الرزفة» الذي أُدرج ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في «اليونسكو» عام 2015، ويُعرف بأنه «فن الحربية» باستعراض الشجاعة بالسيوف والبنادق والعصي، حيث يعد من الفنون الشعبية الأصيلة التي تنتمي للمدرسة العسكرية، وتعبر عن فنون الحرب المتمثلة عادة في حب الفروسية وانتزاع النصر، والقوة والعزيمة، إلى جانب القيم الطيبة النبيلة مثل مكارم الأخلاق، الشهامة، البطولة، والإقدام.
صون الشعر
وحول ما يميز «الرزفة» عن فنون الأداء التقليدية الأخرى، قال مبارك العتيبة، عضو جمعية أبوظبي للفنون الشعبية: يتميز «فن الرزفة» عن غيره من الفنون الأخرى، بأنه يشجع على المشاركة المجتمعية، والشعور بالانتماء، إضافة إلى أنه وسيلة مهمة للحفاظ على حيوية الشعر التقليدي، حيث إنه يُعتبر شكلاً من أشكال الاحتفال وتعبيراً أدائياً عن مشاعر الامتنان والبطولة، حيث تقوم الرزفة بدور محوري في إثراء الشعر وصونه، لأن شعراء الرزفة يكتبون أبياتاً شعرية مخصصة لكل عرض من عروض الرزفة على حدة.
تناغم حركي
وأوضح العتيبة أن «فن الرزفة» يؤدى عن طريق اصطفاف الرجال في صفين متقابلين بينهما مسافة من 10 وحتى 20 متراً، بينما يجتمع قارعو الطبول وغيرهم من الموسيقيين في الجوار، حيث يمارس مؤدو «فن الرزفة» استعراضاتهم حاملين عِصي الخيزران الرفيعة، ويؤدونها في تناغم حركي ينسجم مع إيقاعات الطبول.
وأكد أن أداء «فن الرزفة» الذي أدرجته اليونسكو ضمن قائمة التراث، يبدأ بمجموعة صغيرة من الأفراد وسرعان ما يزداد عددها، ويتحرك الصفان في تراص جميل ويتناوبان في إنشاد شطر من الشعر بينهما بالتبادل، حيث يخلق «الرزفة» جواً من التلاحم المجتمعي وشعوراً بالانتماء والهوية المشتركة بين من يؤدونه، خصوصاً في الفعاليات الاجتماعية، والمناسبات الوطنية، والمهرجانات التراثية والثقافية.
استعراض مميز
لفت العتيبة إلى أن «فن الرزفة» استعراض مميز يقدمه عدد من المؤدين، وينقسمون إلى: قائد الفرقة الذي يتولى القيادة والتوجيه، وشاعر الفرقة، وهو الشخص الذي يلقن الفرقة الأشعار، والرزيفة وهم المشاركون في أداء الرزفة والذين يتوزعون في صفين متقابلين حاملين عصي الخيزران، واليويلة وهم مجموعة من الأشخاص يتوزعون بين صفوف المؤدين، حاملين العصي والبنادق.
حضور بارز
وأوضح العتيبة أن لـ «فن الرزفة» حضوراً بارزاً في المهرجانات التراثية والثقافية، ويتفاعل معه الكبار والصغار على حد سواء، ويشجع الآباء أبناءهم على المشاركة في أداء الرزفة أثناء الفعاليات، وهذا التشجيع واحد من أسباب جذب هذا الفن للعديد من المشاركين لكونه أداءً يعتمد على المشاركة الجماعية.
وأشاد بالدور المهم الذي تلعبه دولة الإمارات في التعريف بفنون الأداء الإماراتية التقليدية الأصيلة، ومنها «فن الرزفة» بين مختلف الفئات العمرية، إلى جانب حرص الجهات المعنية بالفن على مشاركة فرق الفنون الشعبية في مهرجانات الدولة لتقديم فقرات فنية، واستعراضات شعبية لهذه الفنون، الأمر الذي أثمر زيادة عدد فرق «فن الرزفة».
«رزفة مطورة»
صرح مبارك العتيبة، بأن «فن الرزفة» أو فن الحربية كما يطلق عليه، شهد عدة تطورات في السنوات الأخيرة، حيث أصبح يؤدى حالياً برفقة آلات موسيقية متنوعة، مثل العود والأورج والأدوات الإيقاعية الأخرى، ويطلق عليها اسم «الرزفة المطورة».