تناولت جلسات اليوم الثاني من الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر مجموعة من الموضوعات المتعلقة بمجالات الاستدامة والاقتصاد الأخضر، مسلطة الضوء على أهم التطورات في الطاقة النظيفة والتمويل المناخي وجهود إزالة الكربون والاقتصاد الدائري.

وعُقدت القمة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ونظمها كل من المجلس الأعلى للطاقة في دبي، وهيئة كهرباء ومياه دبي، والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر.


وحملت القمة هذا العام شعار "تمكين الجهود العالمية: تهيئة الفرص ودفع عجلة التطور"، وشهدت مشاركة واسعةً من ممثِّلي الحكومات والخبراء والمتحدثين وقادة القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم.
وانطلقت أعمال اليوم الثاني من القمة بجلسة حوارية بعنوان "الحاجة إلى مضاعفة الإنتاج الزراعي بحلول عام 2050: كيف نلبي الحاجات الزراعية العالمية المتزايدة"، والتي تطرَّقت إلى الاستراتيجيات والتقنيات المبتكرة التي تضمن مواكبة الطلب العالمي المتزايد على الإنتاج الزراعي مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات البيئية الحالية.
وشدّد المتحدثون على ضرورة زيادة إنتاج الغذاء لمواكبة النمو السكاني، مؤكدين ضرورة التركيز على تعزيز التغذية والجودة والحد من الهدر.

الاقتصاد الدائري

وتلا هذه الجلسة حوارٌ حول المنهجيات الفعالة لتبني مبادئ الاقتصاد الدائري واستراتيجيات الحد من الهدر في القطاعات المختلفة خلال جلسة "تكامل الاقتصاد الدائري وتطبيق استراتيجية الحد من الهدر"، وأكَّد المتحدثون خلالها الحاجة إلى وضع سياسات تشجع ممارسات إعادة الاستخدام وإعادة التدوير بما يتواءم مع توافر الموارد والظروف الاجتماعية الخاصة بكل دولة، بهدف بناء اقتصاد عالمي يقلل من النفايات في جميع القطاعات، بما في ذلك البناء والزراعة والنقل، واعتماد النماذج الدائرية الجديدة عوضاً عن النماذج الخطية التي تعدُّ مكلفة وتنتج كميات كبيرة من الكربون.
وضمن جلسة "تداول أرصدة الكربون: حساب الانبعاثات الكربونية وبناء سوق لأرصدة الكربون"، أشار المتحدثون إلى الحاجة إلى تبسيط عمليات أرصدة الكربون، وتحقيق التوازن بين التحقق والمراقبة الدقيقة وتطوير المشاريع بشكل أسرع لدفع عجلة العمل المناخي العالمي، كما تطرقوا إلى التحديات والفرص المتاحة للأسواق التطوعية والمُنظَّمة، موضَّحين الحلول المبتكرة التي يتم تطبيقها في دول مجلس التعاون الخليجي وخارجها.
وسلط المتحدثون الضوء على الخطوات التي اتخذتها الإمارات مؤخراً، بما في ذلك قرار مجلس الوزراء رقم 67 بشأن السجل الوطني لأرصدة الكربون والمرسوم بقانون اتحادي رقم 11 بشأن الحد من تأثيرات التغير المناخي، والتي تحدد المبادئ التوجيهية للتعامل مع أرصدة الكربون وتعكس تزايد مشاركة دولة الإمارات في أسواق الكربون.
ودعا المتحدثون إلى تحقيق تقدم أسرع في الأطر التنظيمية وزيادة الاستثمار في مشاريع الحد من الكربون على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وخلال جلسة "تمويل التقنيات النظيفة" سلط الخبراء الضوء على ضرورة تعزيز التمويل الأخضر وتشجيع الاستثمارات لتسريع تطوير واعتماد التقنيات النظيفة.
وتناولت جلسة بعنوان "التشريعات الخاصة بتسعير الكربون وتداول الانبعاثات: دور الحكومات والإطار التنظيمي في دفع عجلة الاقتصاد منخفض الكربون" أهمية استراتيجيات إزالة الكربون الخاصة بكل قطاع والتي تراعي ظروف كل منطقة وتتواءم مع مصادر الانبعاثات وسلاسل القيمة.
وركَّزت جلسة حوارية بعنوان "فرص نمو تبني تطورات الطاقة النظيفة وزيادة دمج الطاقة النظيفة" على فرص تطوير حلول الطاقة النظيفة ودمجها في البنى التحتية الحالية لتسريع انتقال الطاقة العالمي.

الاقتصاد الأخضر

وأكد أحمد محمد الكعبي أن دولة الإمارات تقود جهود التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف أن الإمارات قامت بتحديث استراتيجية الطاقة 2050، لتشمل التزامها بمضاعفة قدرة الطاقة المتجددة ثلاث مرات وزيادة حصة الطاقة الخضراء إلى 30% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، ويشمل ذلك استثمار ما يصل إلى 54 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تصل قدرة الطاقة النظيفة إلى 19.8 جيجاوات بحلول عام 2030.
وأشار المتحدثون إلى أن زخم سياسات الطاقة المتجددة بلغ ذروته في مؤتمر الأطراف COP28 من خلال اتفاق الإمارات التاريخي وتعهد الدول بزيادة إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، حيث قدَّم الاتفاق نتائج وجدولاً زمنياً واضحين.
وأضاف المتحدثون أنه على الرغم من ارتفاع إنتاج الطاقة المتجددة بنسبة 14% سنوياً وحرص الحكومات على وضع السياسات الداعمة، فإن التحديات لا تزال قائمة، وتشمل تراجع أداء بعض القطاعات في هذا المجال، والحاجة إلى التقدم التقني القادر على مواكبة الصناعات التي يصعب التخفيف من انبعاثاتها.
وأشاروا إلى أهمية حشد المزيد من الاستثمارات في البنية التحتية للطاقة المتجددة، كبناء خطوط أنابيب الهيدروجين، وأوضحوا أن الحل الرئيسي لهذه التحديات يكمن في التعاون الدولي واسع النطاق الذي يضمن إشراك جميع القطاعات والمعنيين ويعزز العمل المشترك والمتزامن.
وتابعت القمة أعمال يومها الثاني بجلسة حوارية حملت عنوان "الحد من انبعاثات النظام الغذائي المسؤول عن أكثر من ثلث انبعاثات غازات الدفيئة في العالم"، حيث أكد المتحدثون خلال الجلسة مدى تأثير النظام الغذائي في الانبعاثات العالمية، إذ يمثل 33-34% من الانبعاثات، مشددين على الحاجة الملحة لاتخاذ الخطوات لإصلاح ذلك.

إشراك الشباب

ومنحت القمة الشباب منبراً خاصاً لإيصال أصواتهم ومشاركة آرائهم في مجال العمل المناخي والانتقال الأخضر من خلال جلسة "الدور المحوري للشباب في صنع المستقبل المستدام".
وأكد المتحدثون خلال الجلسة أن إشراك الشباب بطرق هادفة، خاصة في الأدوار القيادية ضمن الحكومات والقطاع الخاص، عامل أساسي للعمل المناخي الفعال، وسلَّطوا الضوء على النموذج الرائد الذي قدمته دولة الإمارات في تمكين الشباب.
وشارك في جلسة "دور تبريد المناطق وإعادة تأهيل المباني وغيرها من المنهجيات في تعزيز كفاءة الطاقة" كلٌّ من سعادة أحمد بطي المحيربي، الأمين العام للمجلس الأعلى للطاقة في دبي، وسعادة أحمد بن شعفار، الرئيس التنفيذي لـ"إمباور"، والدكتور وليد النعيمي، الرئيس التنفيذي، شركة الاتحاد لخدمات الطاقة “اتحاد إسكو”، وحسن يونس، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك، شركة “جريفين”، وديبثي كامنيري، المدير الإقليمي لتطوير السوق في "جي بي سي آي" الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية هيئة كهرباء ومياه دبي الإمارات هيئة كهرباء ومياه دبي الاقتصاد الدائری الطاقة المتجددة الطاقة النظیفة الحاجة إلى الضوء على بحلول عام الحد من

إقرأ أيضاً:

إعلان الفائزين بجوائز القمة العالمية لمستقبل الضيافة في دبي

أعلنت القمة العالمية لمستقبل الضيافة “FHS World ”، عن الفائزين في فئاتها المختلفة وتكريم أبرز الشخصيات القيادية في قطاع الضيافة خلال اليوم الختامي لنسختها لعام 2024 المقامة في مدينة جميرا بدبي والتي امتدت من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر الجاري.

تم منح جائزة “القائد المستقبلي” للقمة العالمية لمستقبل الضيافة، وهي فئة جديدة تم إطلاقها خلال الدورة الحالية للقمة، إلى إيريكو كريستودولو مدير عمليات الفنادق في ماربيلا كوليكشن باليونان، بينما تم تكريم رضوان قاسم المؤسس والشريك الإداري لمجموعة ريكاس هوسبيتاليت بجائزة “القيادة”، فيما حصل سليم الزير نائب رئيس مجلس الإدارة والمؤسس المشارك لشركة روتانا، على جائزة “الإنجاز مدى الحياة”.

وقال جوناثان وورسلي، رئيس مجلس إدارة شركة “ذا بينش” العالمية، الجهة المنظمة لجوائز القمة العالمية لمستقبل الضيافة، إن تلك الجوائز تهدف إلى تسليط الضوء على النجوم الصاعدة التي تساهم في رسم ملامح مستقبل قطاع السياحة والضيافة، والإنجازات التي تشكل ركيزة أساسية لاستدامة نمو القطاع ونجاحه المستمر.

من جهته أكد فيليب بارنز، الرئيس التنفيذي لروتانا، خلال جلسة بعنوان “القيادة الهادفة: الالتزام تجاه الناس والكوكب والربح”، أن قمة مستقبل الضيافة تُعد منصة هامة لعرض الخطط التوسعية الطموحة لأبرز العلامات العالمية بالمنطقة، مشيرا إلى الالتزام باستدامة نمو قطاعات السياحة والضيافة والسعي إلى تعريف المسافرين بمعايير الخدمة العالمية وتجارب الضيافة الأصيلة.

وعلى هامش فعاليات القمة، أعلن محمد عوض الله الرئيس التنفيذي لمجموعة “تايم” للفنادق، عن شراكة إستراتيجية مع مؤسسة إدارة صناديق المالديف “MFMC”، وهي شركة مملوكة بالكامل للحكومة، وإطلاق علامتين تجاريتين جديدتين وافتتاح فندقين في جزر المالديف.

بدوره أكد أحمد ناظم المدير التنفيذي لمؤسسة إدارة صناديق المالديف، أهمية القمة التي تستضيفها إمارة دبي والتي تعتبر فرصة لتبادل الحلول المبتكرة بالقطاع واستكشاف شراكات جديدة خاصة في دول مجلس التعاون الخليجي.

وناقشت جلسة “ثقافة الشركة وعلاقاتها كميزة تنافسية”، أهمية الثقافة المؤسسية لتأسيس أعمال ناجحة، فيما استعرضت جلسة “الخبرات العالمية والمواهب المحلية: قانون التوازن في قطاع الضيافة” تحديات وفرص التوظيف في القطاع.وام


مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في دبي بدورتها الـ 10
  • أحمد بن سعيد يفتتح القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2024
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تناقش تداعيات التغير المناخي
  • محمد الشرقي يشهد ختام النسخة الـ12 لمنتدى أسواق الطاقة ويؤكد المكانة الرائدة للفجيرة في أسواق الطاقة العالمية
  • إعلان الفائزين بجوائز القمة العالمية لمستقبل الضيافة في دبي
  • أحمد بن سعيد يفتتح القمة العالمية للاقتصاد الأخضر غداً
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر 2024 تستكمل جهود وإنجازات مؤتمر الأطراف (COP28)
  • سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم يفتتح غداً الدورة العاشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر بمشاركة قادة وخبراء من مختلف أنحاء العالم
  • القمة العالمية للاقتصاد الأخضر تعلن برنامج الدورة العاشرة