إعداد مدربي الطفولة المبكرة.. ضمان لتنمية صحيحة وشاملة
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أكد مختصون أهمية إعداد مدربي الطفولة وإكسابهم المهارات اللازمة للعمل كمحترفين في مجالات الطفولة والتربية الإيجابية
لتحفيز التعليم المبكر، والتغذية السليمة، والتأديب الإيجابي، ودمج الأطفال ذوي الإعاقة، مؤكدين أهمية هذه الخطوة في بناء جيل متوازن وتحقيق مستقبل صحي وآمن.
وكانت وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» قد أطلقت يوم الاثنين الفائت برنامج إعداد المدربين في مجال تنمية الطفولة المبكرة والتربية الإيجابية، استهدف لمثقفين والعاملين الصحيين في مراكز الرعاية الصحية الأولية من مختلف المؤسسات الصحية، وشهد البرنامج حلقات عمل، بالإضافة إلى مقدمة شاملة عن تدريب المدربين، تناولت المناهج والأساليب الفعالة المستخدمة في التدريب، وركز المشاركون على استراتيجيات فعالة في إجراء جلسات تدريبية، بما في ذلك كيفية مواجهة المواقف الصعبة التي قد تطرأ أثناء التدريب.
تعزيز السلوكيات الإيجابية
وأكدت «خديجة الكندي»، مسؤولة الاتصال ودائرة الإعلام بمنظمة اليونيسف، على أهمية هذا البرنامج قائلة: «يعد برنامج إعداد المدربين في مجال تنمية الطفولة المبكرة والتربية الإيجابية أحد الأدوات والتطبيقات العملية لبرنامج التواصل الاستراتيجي من أجل التغيير السلوكي والمجتمعي، ويُعد التواصل الاستراتيجي من أجل التغيير السلوكي والاجتماعي أحد المنهجيات والاستراتيجيات المعمول بها عالميًا؛ لتعزيز السلوكيات الإيجابية بما يتناسب والخلفية الاجتماعية والثقافية لكل مجتمع، وذلك من خلال فهم الدوافع المعرفية والاجتماعية ومحركات السلوك والأعراف والتقاليد بناءً على الممارسات المجتمعية التي يتم استخدامها كأدلة علمية لبناء استراتيجيات التغيير وتوجيه السلوك ضمن أطر منهجية دقيقة قابلة للقياس».
خط الدفاع الأول
وأكدت الدكتورة بدرية بنت محسن الراشدية، المديرة العامة للرعاية الصحية الأولية، أن البرنامج يسعى لإكساب المتدربين المهارات اللازمة ليكونوا خط الدفاع الأول في تقديم المشورة لأولياء الأمور، حيث أشارت إلى أن البرنامج يأتي في إطار جهود الوزارة لتعزيز دور الآباء في تربية الأطفال وتوجيههم نحو سلوكيات إيجابية. وأضافت: «المدربون هم الأداة الأساسية في هذا المجال، وبالتالي فإن تدريبهم بشكل جيد ينعكس مباشرة على جودة الخدمة المقدمة للأطفال».
من جانبه أشار الدكتور بلال الكسواني، مدير البرامج في مكتب اليونيسف، إلى أهمية اللحظات الأولى من حياة الطفل، مشددًا على ضرورة تثقيف أولياء الأمور بشكل دوري حول كيفية التعامل مع الأطفال من النواحي الصحية والنفسية، وأوضح أن «الاستثمار في تنمية الطفولة المبكرة هو استثمار في المستقبل، حيث إن الفهم الصحيح لكيفية دعم نمو الأطفال في هذه المرحلة الحاسمة يؤثر بشكل إيجابي على صحتهم وسعادتهم وقدرتهم على التعلم في المستقبل».
تأثير إيجابي
وقال الدكتور طارق عبد الرحمن، طبيب سابق في اليونيسف وبمنظمة الصحة العالمية: إن أهمية تدريب المدربين تتجاوز مجرد نقل للمعرفة، حيث إنها تمثل دعامة أساسية لتطوير الأداء داخل أي مؤسسة، وذكر: «أن إعداد مدربين مؤهلين يضمن تعزيز فعالية البرامج التعليمية وتحسين نتائج العمل، مما يؤدي في النهاية إلى تأثير إيجابي على المجتمعات التي نعمل فيها».
وأعربت مروة كامل، مستشارة للاتصال وتغير السلوك بمنظمة اليونيسف، عن فخرها بالمشاركة في البرنامج، مشيرةً إلى أهمية إنشاء كوادر مؤهلة من وزارة الصحة والأخصائيين الاجتماعيين، ليكونوا قادرين على تدريب الآخرين في هذا المجال المهم.
موسى بن سعيد الحسني، أحد المشاركين بالبرنامج، أكد على أهمية البرنامج في التعرف على أساليب التربية والتفاعل الإيجابي مع الأطفال. وذكر: «لقد كانت الدورة فرصة كبيرة للتعرف على المهارات والقدرات التي يجب أن تدركها الأسر، سواء من جانب الأب أو الأم، لضمان تنشئة صحية وسليمة، وإن وجود مثل هذه البرامج يُعد خطوة مهمة نحو تعزيز المفاهيم المتعلقة بمرحلة الطفولة وأنماط السلوك والمعرفة اللازمة لضمان تنمية صحيحة وشاملة».
من جانبها أعربت نوال المعولية، مشاركة في البرنامج، عن امتنانها الكبير للجهود المبذولة من وزارة الصحة ومنظمة اليونيسف في تنظيم الدورة التدريبية، وأكدت أن مثل هذه الفعاليات تعتبر خطوة مهمة نحو زيادة الوعي والمعرفة حول الصحة الإنجابية ومكوناتها. وأضافت: إنها اكتسبت مجموعة قيمة من المهارات في تقديم المشورة والدعم للأفراد بشأن قضايا الصحة الإنجابية، مشيرة إلى أهمية تبادل الخبرات مع المشاركين الآخرين، حيث ساعدت النقاشات والمناقشات المفتوحة في تعزيز فهم الجميع للموضوعات المطروحة.
استفادة كبيرة
أكدت الدكتورة آمنة العجمية، من دائرة التغذية، على أهمية تغذية الأطفال في الألف يوم من عمر الطفل الأولى وتأثيرها على صحتهم، مبينة أن «التغذية السليمة تبدأ من فترة الحمل، حيث يجب على الأمهات أن يتلقين العناية الغذائية المناسبة لضمان نمو أطفالهن بشكل صحي. ولقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية تكون لديهم قدرات عقلية وذهنية أقل مقارنة بأقرانهم».
وأشار راشد بن سعيد الحجري، أخصائي اجتماعي، إلى أن البرنامج يركز على إعداد مدربين مؤهلين لتعزيز فعالية البرامج التعليمية قائلا: «لقد كان البرنامج رائعًا، وقد استفدنا منه بشكل كبير، ونتطلع إلى تكراره في مجالات أخرى. وأضاف أن اليونيسف تتمتع بخبرة كبيرة في مجال رعاية الطفولة، والاستفادة منها يمكن أن تحدث تأثيرًا كبيرًا على مستوى الخدمات التي نقدمها».
وعلقت الدكتورة آسيا بنت محمد النعمانية، طبيبة اختصاصية بقسم صحة الطفل بوزارة الصحة بالقول: إن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا بالأطفال، الذين هم عماد المستقبل. وذكرت أن «نسبة الأطفال دون سن الخامسة تصل إلى 12.5% وفقًا للتقرير السنوي لوزارة الصحة لعام 2023، وإن هذا التركيز على صحة الطفل ورعايته في مرحلة الطفولة المبكرة يعكس التزامنا الجماعي بتحقيق مستقبل صحي وآمن لأطفالنا».
من جانبها أشارت، عذراء بنت حميد المنعية، أخصائية اجتماعية بالمستشفى السلطاني إلى أن الأخصائي الاجتماعي يعمل كحلقة وصل بين الأسرة والمجتمع، مما يعزز بيئة أسرية صحية، واعتبرت مشاركتهم في البرنامج خطوة مهمة لتزويدهم بالمهارات اللازمة لدعم مقدمي الرعاية ويمكن الأخصائيين من تقديم استشارات عملية وحلول تربوية تعزز استقرار الأسرة، خصوصًا في حالات الضغط النفسي. ولفتت إلى أن تطبيق التربية الإيجابية سيساعد في بناء جيل متوازن نفسيًا، مما يقلل من المشكلات الاجتماعية مثل العنف والانحراف، واعتبرت الشراكة مع اليونيسف فرصة للاستفادة من برامج تدريبية مبنية على أبحاث علمية حديثة، مما يمكن الأخصائيين من الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.
ويُعتبر برنامج إعداد المدربين خطوة مهمة نحو تعزيز تنمية الطفولة المبكرة في سلطنة عُمان، من خلال تحسين مهارات المدربين وتوفير المعرفة اللازمة، ويسعى البرنامج إلى إيجاد بيئة إيجابية تدعم الأطفال وتُعزز من قدراتهم. إن الاستثمار في الطفولة المبكرة هو استثمار في مستقبل عُمان، ويعكس الالتزام بتحقيق التنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: تنمیة الطفولة المبکرة خطوة مهمة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصحة تطلق البرنامج التدريبي لتنفيذ “المشروع القومي للسجل السرطاني”
أطلقت وزارة الصحة والسكان، البرنامج التدريبي لمديري مراكز الأورام على مستوى الجمهورية، وذلك في إطار الاستعدادات الجارية للبدء في تنفيذ "المشروع القومي للسجل السرطاني"، الذي يهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية عبر جمع وتحليل البيانات المتعلقة بأورام السرطان.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن المشروع القومي للسجل السرطاني يمثل محورًا أساسيًا في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السرطان، حيث يهدف إلى جمع وتحليل البيانات لفهم أسباب انتشار المرض، مما يمكن صانعي القرار من تطوير سياسات واستراتيجيات أكثر كفاءة للوقاية من السرطان وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، في خطوة تعكس التزام الدولة المصرية بتعزيز جهود مكافحة السرطان.
التخطيط المستقبلي للخدمات الصحيةمن جانبه، أكد الدكتور محمد حساني، مساعد وزير الصحة والسكان لشؤون مشروعات مبادرات الصحة العامة، خلال فعاليات البرنامج التدريبي، أن هذا السجل يعد خطوة ضرورية نحو التخطيط المستقبلي للخدمات الصحية، إذ يسهم في حوكمة الموارد الصحية وضمان استدامتها لدعم المرضى وتخفيف الضغوط المتزايدة على منظومة الرعاية الصحية في مواجهة التحديات المستمرة لمكافحة الأورام السرطانية.
وأشار "حساني" إلى أن البرنامج التدريبي يمثل النواة الأساسية للمشروع القومي الجديد، حيث يوفر منصة تفاعلية لتبادل الأفكار والمقترحات، بما يسهم في وضع الأسس العلمية والخطط التنفيذية اللازمة لإنجاح هذا المشروع الطموح، لافتًا أن المشروع سيجعل مصر نموذجًا رائدًا في توظيف البيانات الطبية لتعزيز الصحة العامة ومكافحة السرطان، مما ينعكس إيجابيًا على مستقبل الأجيال القادمة.
بدورها، أوضحت الدكتورة مها إبراهيم، رئيس أمانة المراكز الطبية المتخصصة، أن البرنامج التدريبي استهدف مديري مراكز الأورام في 12 محافظة، إلى جانب مشاركة المدير الطبي ومدير نظم المعلومات ومسؤولي السجل السرطاني بمراكز الأورام في دمنهور، دمياط، المنيا، سوهاج، السلام، ميت غمر، كفر الشيخ، قنا، طنطا، القباري التخصصي، زايد التخصصي، ومعهد ناصر.
وأكدت "إبراهيم" أهمية البحث والتطوير المستمر للفرق الطبية العاملة بمراكز الأورام، لضمان إنشاء سجل سرطاني دقيق ومستدام، يعزز من كفاءة المنظومة الصحية، ويساعد في تحقيق استجابة أسرع وأكثر فاعلية للتعامل مع مرضى السرطان في مصر.