كتب- محمد سامي:

ملحمة نصر أكتوبر وُصفت بالإعجاز العسكري على مستوى العالم، وذلك بسبب نجاح القوات المصرية في تخطي أحد أقوى وأعقد الحواجز الدفاعية، هذا المانع تضمن قناة مائية بعرض لا يقل عن 100 متر وعمق يتراوح بين 50 و60 قدمًا، إضافة إلى ساتر ترابي في الجانب الشرقي بارتفاع يصل إلى 20 مترًا وزاوية حادة، كما احتوت المنطقة على ألغام، موانع صناعية، دشم، ونقاط دفاعية محصنة مزودة بصواريخ ومدفعية متنوعة.

"معركة العبور"، كانت من أهم المعارك، حيث كان العدو الإسرائيلي يفتخر بخط دفاعه ويعتبر عبوره مستحيلًا، وسلاح المهندسين العسكريين كان له دورًا كبيرًا في تحقيق هذا الإنجاز، حيث تمكن من فتح ثغرات في الساتر الترابي، سد منافذ النابالم، وإنشاء الكباري التي عبرت عليها المشاة والمدرعات والمدفعية. من بين هؤلاء الأبطال كان اللواء أ.ح مهندس عصام عبد الحليم، الذي شارك في الحرب كقائد مهندس برتبة رائد في الجيش الثاني الميداني بالقطاع الجنوبي لقناة السويس.

وذكر اللواء عصام أن البدايات تعود إلى ما بعد النكسة مباشرة، حيث كان يخدم في كتيبة الكباري في ذلك الوقت، كان العدو الإسرائيلي ينفذ العديد من الغارات، مما أثر على حياة المواطنين الذين عاشوا في أجواء كئيبة، وبدأت القوات المصرية بعد النكسة في الاستعداد لاستعادة الأرض، ومن ضمن هذه الاستعدادات كان إنشاء حائط الصواريخ.

عمل اللواء عصام وجنوده على بناء قواعد خرسانية ورملية لقوات الدفاع الجوي من 1968 حتى 1973، بما في ذلك 600 ملجأ محصن للطائرات، وبدأت ملامح النصر تظهر عندما تمكنت قواتنا من إسقاط طائرات الفانتوم الإسرائيلية، مما كان أول صفعة قوية لإسرائيل بعد حرب الاستنزاف.

وأشار اللواء إلى أن العدو الإسرائيلي أقام خطًا دفاعيًا حصينًا يتضمن نقاطًا قوية وساترًا ترابيًا مرتفعًا يحتوي على دشم للأسلحة المضادة للدبابات، بالإضافة إلى أنابيب مملوءة بالنابالم لحرق أي شيء في القناة. غير أن سلاح المهندسين المصريين تمكن من سد منافذ هذه الأنابيب قبل بدء الحرب.

وقبل الحرب بعشرة أيام، تلقى اللواء عصام مهمة تتضمن إمداد كتيبته بـ15 قاربًا مطاطيًا، كما لاحظ زيادة في كميات الوقود والتغذية الممنوحة. هذه الإشارات جعلته يدرك أن ساعة الصفر اقتربت. وفي ليلة السادس من أكتوبر، صدرت الأوامر بفتح ثغرات في الساتر الترابي، وتمكن سلاح المهندسين من إنجاز المهمة في أقل من خمس ساعات، حيث تم إنشاء 15 كوبري ثقيل و10 كباري اقتحام خفيفة لعبور القوات.

أوضح اللواء أن فرقته كانت الوحيدة التي تمكنت من فتح الثغرات في الساتر الترابي أمام الكباري باستخدام المفرقعات، حيث كانت طبيعة الساتر مختلفة عن المواقع الأخرى التي استخدمت فيها خراطيم المياه. هذا الإنجاز ساعد في تدفق القوات المصرية بشكل سريع لعبور القناة، رغم التهديدات المستمرة من العدو.

واستذكر اللواء عصام أيضًا يوم النصر، حيث صدرت الأوامر بعدم تنظيم الطابور الصباحي، والبقاء في الخنادق استعدادًا لبدء الحرب. وفي الساعة الثانية ظهرًا، بدأت الحرب، وعندما حلقت الطائرات المصرية فوق رؤوسهم، ارتفعت صيحات التكبير من الجنود. في لحظات الحماس الشديدة، تسابقت المركبات المصرية للعبور فوق الكباري نحو الضفة الشرقية للقناة، رغم الأوامر بترك مسافات أمان بين كل مركبة وأخرى. ورغم القصف الإسرائيلي، عبرت القوات بسلام.

وأشار اللواء إلى لقائه بالشهيد اللواء أحمد حمدي، الذي استشهد لاحقًا أثناء وقوفه على أحد الكباري، حيث أصابته شظية جعلته ينال الشهادة في 14 أكتوبر.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني حكاية شعب حسن نصر الله السوبر الأفريقي سعر الدولار الطقس أسعار الذهب الانتخابات الرئاسية الأمريكية الدوري الإنجليزي محور فيلادلفيا التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي حكاية شعب ملحمة نصر أكتوبر القوات المسلحة المصرية الساتر الترابی اللواء عصام

إقرأ أيضاً:

البرهان: القوات المسلحة السودانية اقتربت من النصر الكامل

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان أن قواته "اقتربت من النصر الكامل" لا سيما في ولايتي الجزيرة والخرطوم.

جاء ذلك، خلال جولة قام بها البرهان في عدد من المناطق التي استردها الجيش من "قوات الدعم السريع".

وتعهد البرهان قائلا  "سنقاتل هؤلاء الناس إلى أن نطردهم من كل البلاد" في إشارة إلى "الدعم السريع.

وفي وقت سابق ، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 38 آخرين جراء قصف نفذته قوات الدعم السريع على أحد المستشفيات في العاصمة الخرطوم.

يأتي هذا الهجوم وسط استمرار المواجهات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، التي دخلت شهرها العاشر، متسببة في كارثة إنسانية غير مسبوقة.  

بحسب بيان صادر عن وزارة الصحة السودانية، تعرض أحد المستشفيات الكبرى في الخرطوم لقصف مباشر أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بينهم مرضى وطواقم طبية. ولم يتم الكشف بعد عن اسم المستشفى المستهدف، لكن تقارير محلية تشير إلى أنه كان لا يزال يقدم خدمات طبية محدودة رغم القتال الدائر في العاصمة.  


كارثة إنسانية متفاقمة 

الهجوم على المنشآت الصحية في السودان ليس الأول من نوعه، حيث سبق أن تعرضت العديد من المستشفيات للقصف أو الإغلاق القسري بسبب الاشتباكات.

وتؤكد منظمات حقوقية وإنسانية أن استهداف المستشفيات والبنية التحتية الطبية يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويزيد من تفاقم الأوضاع الصحية المتدهورة في البلاد.  

 
أثار الهجوم ردود فعل غاضبة على المستويين المحلي والدولي. فقد نددت نقابة الأطباء السودانية بالاعتداء على المنشآت الطبية، معتبرة أنه جريمة حرب تستوجب محاسبة المسؤولين عنها.

كما طالبت المنظمات الإنسانية الدولية بوقف استهداف المرافق الصحية وضمان وصول المساعدات الطبية إلى المدنيين المتضررين.  

الوضع الميداني المتدهور
 منذ اندلاع القتال في أبريل 2023، تشهد الخرطوم ومدن سودانية أخرى صراعًا دمويًا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل وإصابة الآلاف، إضافة إلى نزوح الملايين داخل وخارج البلاد.

ومع غياب أي حل سياسي في الأفق، تتواصل معاناة المدنيين وسط تصاعد الانتهاكات والهجمات العشوائية.  

ومع استمرار القتال، يحذر الخبراء من أن السودان يسير نحو كارثة إنسانية أكبر، حيث تنهار الخدمات الأساسية، بما فيها النظام الصحي. في ظل هذا الواقع، تتزايد المطالبات للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف العنف وحماية المدنيين.
 

مقالات مشابهة

  • ???????? يوميات ضابط بـ القوات المسلحة السودانية في القيادة العامة 22 شهراً .. بلا كلل ولا ملل
  • رئيس تنسيقية المحاميد: القوات المسلحة مؤسسة وطنية
  • قائد القوات الجوية يرعى ختام مناورات تمرين “رماح النصر 2025”
  • تقدم كبير لقوات المدرعات في محور وسط الخرطوم
  • جابر يزور القيادة العامة ويشيد بثبات القوات المسلحة
  • يبكي ويحلم بضحية الحادث.. قدورة يكشف مفاجآت عن حالة عصام صاصا
  • الدفاع الروسية تعلن إعادة 150 عسكريا من الأسر في أوكرانيا
  • البرهان: القوات المسلحة السودانية اقتربت من النصر الكامل
  • ماذا قال قائد سلاح المهندسين في تخريج الدفعة 112؟
  • تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)