غطرسة الاحتلال الإسرائيلي تهدد المنطقة.. ونداءات عاجلة من الجامعة العربية لإنقاذ لبنان
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
في وقت تتصاعد فيه التوترات في منطقة الشرق الأوسط، انعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة سبل الدعم العاجل للجمهورية اللبنانية. تشير الأحداث الأخيرة إلى أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث تواصل إسرائيل توسيع عدوانها. في هذا السياق، جاءت كلمات سعادة علي الحلبي، مندوب لبنان الدائم، والأمين العام المساعد للجامعة حسام زكي، لتكون بمثابة صرخة استغاثة وحث على الوحدة العربية، موجهةً الأنظار إلى ضرورة التحرك الفوري لإنقاذ لبنان من تبعات العدوان الإسرائيلي.
أكد الأمين العام المساعد على ضرورة التضامن مع لبنان، داعيًا كل الدول الأعضاء إلى تقديم الدعم العاجل والمساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين. ولفت إلى أهمية الحفاظ على السلم الأهلي، مشددًا على أن لبنان يحتاج إلى تآزر جميع مكوناته لمواجهة هذه الأزمة.
تطرق زكي إلى الوضع الإنساني المتدهور، مشيرًا إلى أن أكثر من مليون نازح يواجهون تحديات متزايدة، مما يتطلب تكاتف الجهود الدولية. وأكد على أهمية أن تمتد يد العون من جميع أنحاء العالم إلى لبنان في هذه المحنة.
من جانبه، حذر السفير حسام زكي من "غطرسة الاحتلال" التي تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي، مشددًا على أن ما يحدث في لبنان يعكس سلوكًا إجراميًا متكررًا من قبل إسرائيل. وأكد زكي أن هذه الاعتداءات لن تؤدي إلى تحقيق الأمن، بل ستزرع بذور صراعات جديدة.
التحرك الدوليسلط الحلبي الضوء على موقف المجتمع الدولي، حيث أصدرت وزراء الخارجية العرب بيانًا يدعم لبنان ويحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد الخطير. كما رحب لبنان ببيان مشترك من الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، الذي دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار. محذرة من تداعيات استمرار العدوان. وقد رحب لبنان بهذه التصريحات ودعا إلى الضغط على إسرائيل لتنفيذ بنودها ، لافتا إن لبنان، رغم الأزمات العديدة التي مر بها، يبقى قويًا بفضل تاريخه ودعم أشقائه العرب.
خلال الاجتماع، أشار علي الحلبي مندوب لبنان إلى أن العدوان الإسرائيلي شهد تصعيدًا غير مسبوق، حيث استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية المدنيين، مما أسفر عن مقتل أكثر من ألفي شخص ونزوح أكثر من مليون ومئتي ألف لبناني، أي ما يعادل ربع عدد السكان. في ظل هذه الظروف، يعاني الكثيرون من فقدان المأوى، ويتعرضون لتهديدات يومية من آلة الحرب الإسرائيلية، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعصف بالبلاد. وأكد أن الاعتداءات تُعتبر جرائم ضد الإنسانية، وتحديًا صارخًا للقوانين الدولية.
ومن جانبه أكد السفير أمجد العضايلة مندوب المملكة الأردنية الهاشمية على موقف الأردن الثابت في دعم الجمهورية اللبنانية الشقيقة، وحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن "التبعات الكارثية" لعدوانها، الذي يستهدف لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية. ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
دعم الأردن للبنانكما أكد دعم المملكة لموقف رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي، الذي أبدى استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701. وأشار العضايلة إلى أهمية دعوة مجلس النواب اللبناني للانعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية.
وحذر العضايلة من "خطورة التصعيد الإقليمي" ودعا إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان. وأكد أن الفشل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى "توسيع الصراع إقليمياً".
أعلن العضايلة عن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بتقديم المساعدات للبنان، حيث أرسلت المملكة منذ 18 سبتمبر 2024 أربع طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والطبية، شملت 240 طناً من الأدوية والمواد الإغاثية.
في ختام الاجتماع، اتفقت الدول الأعضاء على ضرورة تقديم الدعم العاجل للبنان وتوحيد الجهود لمواجهة العدوان الإسرائيلي. إن هذه اللحظة التاريخية تدعو إلى تضافر الجهود العربية والدولية لحماية لبنان وشعبه، مع التأكيد على حقوقه المشروعة في مقاومة العدوان واستعادة الأمن والاستقرار.
في ظل هذه الظروف العصيبة، يتجلى الأمل في أن يخرج لبنان من هذه المحنة كطائر الفينيق، معتمدًا على دعم أشقائه العرب ومساندة المجتمع الدولي، وهذا ما أشار اليه مندوب لبنان بالجامعة العربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لبنان التوترات الشرق الأوسط اجتماع طارئ أخطر المحطات العدوان الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
الوضع الإنساني والأمني في غزة وجنوب لبنان في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي
تتواصل تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان وسط تصاعد القصف البري والجوي، وتدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وكشفت تقارير صادرة عن مؤسسات دولية وأممية عن أرقام صادمة وحالة إنسانية كارثية في القطاع، بالتوازي مع تصعيد عسكري لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كل من غزة ولبنان.
نزوح جماعي وانهيار إنسانيأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن نحو 69% من قطاع غزة خاضع حاليًا لأوامر تهجير، مقدّرة عدد النازحين الجدد منذ استئناف العمليات العسكرية بـ420 ألف شخص.
كما حذرت الوكالة من أن المساعدات الإنسانية لم تدخل إلى غزة منذ الثاني من مارس الماضي، في أطول فترة انقطاع للمساعدات منذ اندلاع الحرب، ما يزيد من تعقيد مهمة المنظمات الإنسانية في تلبية احتياجات السكان.
إغلاق المعابر وتصعيد العمليات العسكريةيستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق معبر كرم أبو سالم، المعبر التجاري الحيوي جنوبي القطاع، لليوم الخمسين على التوالي، في حين تتواصل العملية البرية في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة لليوم السابع عشر، وسط دمار واسع ونزوح جماعي.
في المقابل، قال موقع "واللا" العبري إن الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ "مناورة كبرى" في قطاع غزة قد تؤدي إلى تقسيم مدينة غزة إلى قسمين وإضعاف قبضة حركة حماس على أكثر من نصف القطاع، ضمن خطة تتضمن إنشاء مراكز توزيع غذاء مباشرة من قبل شركات مدنية أميركية.
خسائر بشرية فادحةأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 44 شهيدًا و145 إصابة وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى وجود ضحايا لا تزال جثثهم تحت الأنقاض. وبحسب الوزارة، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 51،201 شهيد و116،869 مصابًا، بينهم 1،827 شهيدًا و4،828 مصابًا منذ 18 مارس 2025 فقط.
استهداف جنوب لبنانوفي سياق التصعيد الإقليمي، أفادت مصادر لبنانية بمقتل شخص إثر غارة إسرائيلية استهدفت مركبة في منطقة كوثرية السياد جنوب لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقًا أنه استهدف حسين نصر، نائب قائد الوحدة 4400 في حزب الله، ضمن عمليات وصفت بأنها جزء من الردع الإقليمي.
أعياد مسيحية بلا فرحفي الضفة الغربية وقطاع غزة، أحيت الكنائس المسيحية في بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور وغزة عيد الفصح المجيد وسط أجواء حزينة، خلت من مظاهر الفرح المعتادة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي. وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الاعتداءات على المسيحيين خلال الأعياد تمثل "إبادة جماعية وعقوبات جماعية وانتهاكًا صارخًا لحرية العبادة".
مواقف دولية وتحذيرات إنسانيةقال برنامج الأغذية العالمي إن "العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها القادمة"، مطالبًا جميع الأطراف بالسماح الفوري بدخول المساعدات إلى القطاع. كما أشار الطبيب الأميركي كلايتون دالتون، بعد عودته من غزة، إلى أن مشاهد الدمار هناك تشبه ما حدث في "هيروشيما بعد القنبلة الذرية".
تحضيرات سياسية في فلسطينفي سياق آخر، أعلن عضو المجلس الثوري لحركة فتح، تيسير نصرالله، أن الأسبوع الحالي سيشهد اجتماعات مكثفة استعدادًا لانعقاد دورة المجلس المركزي الفلسطيني يومي 23 و24 أبريل الجاري، وسط ظروف سياسية وأمنية دقيقة تمر بها القضية الفلسطينية.
سياسات وتحولات دوليةوفي تطور دولي لافت، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تسعى لإجراء تغيير جذري في وزارة الخارجية الأميركية، يتضمن تقليص أنشطتها في إفريقيا وإغلاق عدد من السفارات، وهو ما قد يؤثر مستقبلًا على سياسة واشنطن الخارجية في المنطقة.
في النهاية تُظهر الوقائع الميدانية والبيانات الصادرة عن جهات متعددة أن الأوضاع في غزة تسير نحو مزيد من التعقيد، في ظل غياب أي أفق حقيقي للحل السياسي واستمرار التصعيد العسكري، ما ينذر بكارثة إنسانية أكبر في حال استمر الحصار والإغلاق ومنع دخول المساعدات، وسط تصعيد إقليمي متزايد قد يمتد إلى جبهات أخرى.