فلاي دبي تستأنف غدا رحلاتها إلى إيران والعراق وإسرائيل والأردن
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
ذكر بيان صادر عن شركة فلاي دبي للطيران -اليوم الخميس- أنها ستستأنف رحلاتها إلى كل من إيران والعراق وإسرائيل والأردن بدءا من غد الجمعة الرابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وكانت الشركة الإماراتية قد أعلنت الاثنين الماضي تمديد تعليق رحلاتها الجوية من مطار رفيق الحريري الدولي في عاصمة لبنان بيروت وإليه حتى 3 أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بالتزامن مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي علقت فلاي دبي رحلاتها إلى بيروت بسبب التوترات القائمة، قبل أن تمدد قرارها حتى 30 من الشهر نفسه، ومن ثم حتى 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، غير أنها لم تعلن عن استئناف رحلاتها إلى بيروت.
وعلقت أغلب شركات الطيران العالمية رحلاتها من بيروت وإليها منذ الاثنين الماضي، بينما حافظت شركة طيران الشرق الأوسط (الناقل الوطني اللبناني) على رحلاتها القائمة، وأضافت رحلات جديدة لمواجهة الطلب المرتفع على السفر من لبنان.
ومنذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر إجمالا عما لا يقل عن 1800 شهيد بينهم أطفال ونساء، ونحو 9 آلاف جريح.
التوترات في الشرق الأوسط أجبرت شركات الطيران على تغيير مساراتها (الفرنسية) شركات عالميةوتبدو الأجواء فوق العراق والأردن وفلسطين إسرائيل ولبنان وإيران شبه خالية من الرحلات العابرة من الشرق إلى الغرب والعكس، وفق ما أظهر موقع "فلايت رادار 24" المتتبع لحركة الطيران العالمية.
وفي المقابل، اتخذت أغلب شركات الطيران العالمية خطوطا ملاحية بعيدة بعض الشيء لتجنب توترات الشرق الأوسط الذي تشهد سماؤه تحليقا مستمرا للطيران الحربي الإسرائيلي، وصواريخ بين أطراف الصراع.
وأمام التوترات الناجمة عن الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ عام، أُجبرت شركات الطيران التي تربط أوروبا بالشرق الأوسط وجنوب آسيا على الطيران في مسار أكثر التفافا باستخدام المجال الجوي المصري والسعودي.
ولطالما كان الشرق الأوسط مفترق طرق عالميا للسفر الجوي، حيث تقطع مئات الطائرات المنطقة كل يوم في رحلات طويلة المسافة تربط بين الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.
لكن السفر عبر هذه المسارات أصبح أكثر تحديا، إذ أجبرت التوترات المتزايدة شركات الطيران على تقليص الخدمات في إجراء احترازي للسلامة، في وقت أضافت فيه الحرب الإسرائيلية بغزة ولبنان مزيدا من تعقيدات الطيران بين الشرق والغرب.
والأسبوع الجاري كان الأكثر تجنبا للمجالات الجوية الإيرانية واللبنانية والإسرائيلية على وجه الخصوص، وتزامن تجنب الخطوط الملاحية فوق المنطقة مع تعليق عشرات شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى كل من إسرائيل ولبنان وإيران، وبدرجة أقل إلى الأردن والعراق، بفعل تصاعد المواجهات.
تغيير مساراتوحسب موقع "فلايت رادار 24″، بدأت الخطوط البريطانية وخطوط الإمارات ولوفتهانزا وشركات طيران أخرى في تحويل الخدمات بعيدا عن المجال الجوي العراقي، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وجاء هذا التغيير في الخطوط الملاحية بعد إعلان إسرائيل أن صواريخ من إيران أطلقت عليها، إذ تحولت العديد من الشركات إلى الطيران عبر السعودية وفوق شبه جزيرة سيناء.
وقالت شركة الطيران الهولندية "كيه إل إم" -في بيان- إنها أعادت توجيه بعض رحلاتها وتجنبت المجال الجوي لإيران والعراق والأردن.
ويعدّ الطيران في خطوط ملاحية بعيدا عن الخطوط المباشرة مكلفا لشركات الطيران، من حيث استهلاك الوقود ومدة الرحلة، إلى جانب إحداث فوضى في مواعيد الإقلاع والهبوط للعديد من الرحلات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أکتوبر تشرین الأول الطیران العالمیة شرکات الطیران الشرق الأوسط رحلاتها إلى
إقرأ أيضاً:
الحرب في الشرق الأوسط تستفزّ البابا فرنسيس
استقبلَ البابا فرنسيس العام الجديد مُوجِّهاً انتقادات لاذعة للحرب الدائرة في الشرق الأوسط، ففي خطابه السنويّ بعنوان "حالة العالم" الذي ألقاه الأسبوع الماضي على الدبلوماسيين، دانَ الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ 15 شهراً في غزة.
استهداف المسيحيين اليوم أمر مروع
وقال البابا: "لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نقبل قصف المدنيين. ولا يمكننا أن نقبل أن يتجمد الأطفال من البرد حتى الموت لأن المستشفيات إما نالها الدمار أو تضررت شبكة الطاقة في بلدٍ ما".
وأعلن البابا فرنسيس عن رأيه هذا في أعقاب أنباء مفادها أن إسرائيل واصَلت قصف المستشفيات في غزة والضفة الغربية، في حين تواجه مستشفيات أخرى الإغلاق الوشيك بسبب الحرب، فضلاُ عن وفاة أكثر من رضيع بسبب البرد فيما تُفاقِم درجات الحرارة الباردة جداً الكارثة الإنسانية التي لا يَقوى ضحايا الحرب على تحملها أصلاً.
وفي هذا الإطار، قالت راكيل روزاريو سانشيز كاتبة وباحثة وناشطة من جمهورية الدومينيكان، في مقالها بموقع مجلة "نيوزويك" الأمريكية إن الرسائل المناهضة للحرب ليست غريبة على البابا. ففي عيد الميلاد الماضي، وضعت في الفاتيكان منحوتة ليسوع مغطاة بالكوفية التي تُعدُّ رمزاً للنضالِ الفلسطيني.
Wrote for @Newsweek: "Religious & non-religious people should call for an end to the obliteration of holy sites & the unbearable killing of Palestinians. The protection of innocent people, both to live & to believe in peace, should be a nonpartisan issue."https://t.co/xFAYtJLIFu
— RaquelRosarioSánchez (@8RosarioSanchez) January 16, 2025وصمَّم هذه المنحوتة من أخشاب أشجار الزيتون الفنانان الفلسطينيان جوني أندونيتا وفاتن نسطاس متوّسي، وكلاهما من سكان بيت لحم.
وفي سياق الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة في المنطقة، كانت هذه الصورة بمنزلة أقوى إدانة للأحداث.
ودعا رئيس الكنيسة الكاثوليكية الـ 266 إلى نشر السلام في الشرق الأوسط، وهو طلب روتيني درجَ أسلافه على التصريح به. غير أن البابا فرنسيس خطا خطوة إضافية، مؤكداً أن رسالته كانت واضحة وضوح الشمس، إذ قال: "دعونا نتذكر معاً الإخوة والأخوات... الذي يعانون ويلات الحرب. ولنرفع أكف الضراعة إلى الرب من أجل السلام وأعيننا مغرورقة بالدموع. إخوتي وأخواتي، كفى حرباً وكفى عنفاً! هل تعلمون أن أحد أعلى الاستثمارات ربحاً في أثناء الحروب هو إنتاج الأسلحة؟".
تحقيق في الحرب الإسرائيليةوأعقبَ خطاب "حالة العالم" مداخلة غير مسبوقة في ديسمبر (كانون الأول) دعا فيها البابا إلى إجراء تحقيق في الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، قائلاً: "إن ما يحدث في غزة، بحسب بعض الخبراء، أشبه ما يكون بإبادة جماعية. وعلينا أن نُجري تحقيقات وافية لتحديد ما إذا كانت الأحداث تتناسب مع التوصيف الفني الذي صاغة الخبراء والهيئات الدولية".
وأضافت الكاتبة: من بين الأسباب التي تجعل البابا فرنسيس يتبنى هذا الموقف الجريء والمثير للجدل تعرُّض المسيحيين للخطر في خضم هذا الصراع المستمر.
???? VIDEO | Pope Francis during today's Angelus invited us to pray so "that those who have power over these conflicts reflect on the fact that war is not the way to resolve them" and recalled that "people need peace." pic.twitter.com/KWi8yYYCFB
— EWTN Vatican (@EWTNVatican) January 14, 2024ويستمر انتشار أشكال التمييز والاضطهاد والعنف الموجه ضد المسيحيين – بدايةً من مظاهر العداء وانتهاءً بأعمال العنف الصريحة – بمعدلاتٍ مثيرة للقلق على الصعيد العالمي.
وتتفاقم هذه المشكلة تحديداً في فلسطين التي تُعدُّ موطناً لأحد أقدم المجتمعات المسيحية في العالم، حيث تُدمَّر إسرائيل أماكن مسيحية بشكلٍ روتيني.
تدمير الكنائسعلى سبيل المثال، قصفَ الجيش الإسرائيلي في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، وهي أقدم معلم ديني في غزة، إذ يعود تاريخ تكريسها إلى عام 1150. وكان هناك أكثر من 200 مسيحي ومسلم يحتمون من الحرب ويبحثون عن ملاذٍ في الكنيسة.
وأسفرت الغارة الجوية الإسرائيلية عن مقتل 18 مدنياً وإصابة كثير من المدنيين الآخرين. هذا إلى جانب الاضطهاد غير القانوني للمسيحيين. واليوم، تشير بعض التقديرات إلى أنه لم يتبقَ في فلسطين سوى 800 مسيحي فقط، مما ينذر بانقراضهم.
وقالت الكاتبة "البابا فرنسيس على حق. فكيف يمكن لأي كاثوليكي أن يفخر بإيمانه إذا تجاهل تدمير الكنائس العتيقة واضطهاد إخواننا في غزة؟"
وتابعت أن استهداف المسيحيين اليوم أمر مروع. ومن الأمثلة المخزية على ذلك اضطهاد طالبة الدراسات العليا الفلسطينية والمسيحية الأنجليكانية ليان ناصر، التي أُطلق سراحها من الحجز الإداري في إسرائيل في أوائل ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
واقتيدت ليان من منزل والديها تحت تهديد السلاح في أبريل (نيسان) الماضي. ولم تكن هناك حتى مذكرات اعتقال بحقها أو أي اتهامات مُوجَّهَة إليها.
وشأنها شأن آلاف غيرها من مواطني بلدها، سُجِنت ليان لثمانية أشهر دون تهمة ودون محاكمة ودون أن تتمكن من الاتصال بأحبائها ودون أمل في تحقيق العدالة.
واستقطبت قضيتها اهتماماً دولياً، إذ أعلن أسقف كانتربري آنذاك، جاستن ويلبي، أنَّ "الطريقة العشوائية والروتينية التي تستخدم بها إسرائيل الحجز الإداري للفلسطينيين أداةً للاحتلال هي طريقة تمييزية للغاية. ولا يمكن تبريرها قانوناً أو أخلاقيّاً".
فضلاً عن ذلك، فقد أبْدَت الكنائس المسيحية من الطوائف الأخرى دعمها لليان ودعت إلى إطلاق سراحها.
وفي الشهر الماضي، طرح الدكتور منذر إسحاق، وهو كاتب فلسطيني وقسيس لوثري في بيت لحم، سؤالًا شائكاً على وسائل التواصل الاجتماعي إذ قال: "عندما ينشد الأمريكيون في عيد الميلاد [يا بلدة بيت لحم الصغيرة]، هل يدركون أن أموال ضرائبهم ومسؤوليهم المنتخبين يساهمون في طرد المسيحيين من [بلدة بيت لحم الصغيرة]؟
دعوات لحماية الجميعومضت الكاتبة تقول: "كان ينبغي أن توحِّد دعوات البابا فرنسيس المتكررة من أجل السلام ومشهد الميلاد الذي عُرِضَ في الفاتيكان الناس على اختلاف انتماءاتهم السياسية حول الأهمية القصوى لحماية الجميع من الاضطهاد الديني".
وأكدت الكاتبة أنه يتعين على كلٍ من المتدينين وغير المتدينين الذين يدعمون حرية التعبير وحرية المعتقد الدفاع عن حماية المسيحيين في فلسطين، والدعوة إلى وضع حدٍ للطمس العبثيّ للأماكن المقدسة والقتل الذي لا يُطاق للفلسطينيين.
واختتمت الكاتبة مقالها بالقول: "يجب أن تكون حماية الأبرياء، وحقهم في عيش حياة آمنة وفي مُمارسة معتقداتِهم بحريةٍ، مسألة بعيدة كل البعد عن الانتماءات الحزبية".