مئات المقتحمين للأقصى وتغييب للمقدسيين برأس السنة العبرية
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
القدس المحتلة- أغلق الاحتلال باب المغاربة، اليوم الخميس، بعد اقتحام 460 مستوطنا متطرفا ساحات المسجد الأقصى المبارك احتفالا برأس السنة العبرية التي ينطلق معها موسم الأعياد اليهودية الأطول، وهو أحد أقسى المواسم التي تمر على أولى القبلتين كل عام.
وينطلق الموسم بعيد رأس السنة العبرية، الذي يُعتبر عيدا دينيا يحل في اليومين الأول والثاني من شهر "تشري" من التقويم العبري، وتبدأ به هذا اليوم السنة 5785 العبرية.
وقد يكون أكبر مكسب تمكنت جماعات الهيكل المتطرفة من تحقيقه هو نجاحها في تمرير اقتحامات هادئة؛ بسبب ضعف وجود المصلين في ساحات الأقصى، بعد أن منعت شرطة الاحتلال المتمركزة على الأبواب أعدادا كبيرة من الدخول، أو فرض عقوبة الإبعاد عن الأقصى بأمر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي.
عشرات المستوطنين برفقة أطفالهم يؤدون طقوس السجود الملحمي في المنطقة الشرقية بالمسجد الأقصى بمناسبة رأس السنة العبرية.
يذكر أن جماعات الهيكل كانت قد أعلنت عن توفير حافلات مجانية لنقل المستوطنين لاقتحام الأقصى خلال فترة الأعياد. pic.twitter.com/YuuXPcoIkk
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) October 3, 2024
دلالات خطيرةوبالإضافة لذلك فإن كل من حاول من المبعدين الوصول إلى محيط المسجد الأقصى أُبعد بالقوة من خلال ملاحقة جنود الاحتلال له في أزقة البلدة القديمة من القدس، ليتسنى للمستوطنين التجول فيها بهدوء بعد الاقتحام، وشوهد البعض منهم يتجول بسلاحه، وسمع مقدسيون أصوات "النفخ في البوق" أثناء تجولهم في القدس العتيقة.
ورغم أن هذا ليس العام الأول الذي يتمكن فيه المتطرفون من أداء طقس النفخ في البوق داخل الساحات، فإنه الأول الذي يُنفّذ فيه هذا الطقس في ظل الحرب التي شهد المسجد الأقصى خلالها أكبر تضييق منذ احتلاله عام 1967.
وعن دلالة أداء طقس النفخ في البوق ("شوفار" بالعبرية) داخل المسجد الأقصى للعام الرابع على التوالي، أوضح الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص -في حديث سابق للجزيرة نت- أن هذا الطقس يرمز للتفوق والسيادة "لذلك نفخ حاخام جيش الاحتلال شلومو غوريون بالبوق على جبال سيناء عند احتلالها عام 1956، وعند تلة المغاربة عند احتلال شرقي القدس عام 1967، ولذلك ينفخ المستوطنون بالبوق في "عيد الاستقلال" (النكبة) سنويا".
والأخطر من ذلك بنظر الباحث ابحيص، هو أن النفخ في البوق علامة بدء مرحلة جديدة من الزمن، فهو يفصل بين السنوات العبرية، وهو بداية يوم القيامة وبهذا يكون نفخ البوق في الأقصى بنظر جماعات الهيكل يفصل بين زمانين "زمان هويته الإسلامية الذي يتوهمون أنه انتهى وزمان تهويده الذي يظنون أنه بدأ".
وبالإضافة لهذا الانتهاك فإن عشرات المقتحمين رقصوا وصفّقوا وغنّوا وأدوا طقس السجود الملحمي (الانبطاح أرضا) بشكل جماعي في الساحات الشرقية للمسجد بحماية شرطة الاحتلال، وحرص بعضهم على ارتداء ثياب الكهنة التوراتية البيضاء خلال الاقتحام، وذلك تمهيدا لإحياء طبقة الكهنة ولقيادتهم صلوات اليهود في الأقصى باعتباره "مقدسا يهوديا".
يعتبره مراقبون أكثر مواسم العدوان على الأقصى شراسة.. تعرف إلى عيد رأس السنة العبري (روش هشناه)، والذي يبدأ اليوم وفقا للتقويم العبري. pic.twitter.com/w46os5NMyB
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) October 3, 2024
احتقان وتوتروفي تعقيبه على الانتهاكات التي سُجلت في ساحات المسجد الأقصى ومحيطه منذ صباح اليوم، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي إن سلطات الاحتلال كعادتها تستغل كل مناسبة من أجل تدنيس المسجد والاعتداء عليه وعلى المصلين.
وأضاف للجزيرة نت، أنه في هذا العام يزداد الوضع سوءا وخطورة لأن انتهاكات سلطات الاحتلال والمتطرفين المقتحمين للأقصى ازدادت جرأة استغلالا للحرب.
وقال "نرى أمورا ما كنا نتوقع أن نراها في السابق وتطور شكل الاقتحامات والاعتداءات بشكل لافت بالتزامن مع منع المصلين المسلمين من الوصول لمسجدهم والصلاة فيه وإعماره، وهذا اعتداء صارخ".
كل ذلك، يؤكد الهدمي، أنه يصب الزيت على النار ويزيد من حالة التوتر والاحتقان في القدس وفي كل فلسطين. وفي الوقت ذاته يشير إلى أن مسار التهويد الإستراتيجي لدى سلطات الاحتلال فيما يخص المسجد الأقصى -الذي يعتبر بؤرة الصرع وعنوان السيادة في القدس وفلسطين- مستمر رغم كل الظروف والتحديات والخطورة التي تؤدي إليها هذه الاقتحامات والاعتداءات.
وختم الهدمي بالقول إن الواقع صعب والاحتلال يدفع بالمنطقة نحو الهاوية والمواجهة الشاملة في كل مكان، ويضيّق بشكل غير مسبوق على الفلسطينيين الذين لا يملكون إلا أجسادهم للدفاع عن مقدساتهم وحقهم الأصيل في حرية العبادة والحضور في مسجدهم وعلى أرضهم "أرض فلسطين".
وبانتهاء العدوان على الأقصى في رأس السنة العبرية، فإن المسجد على موعد في الأسابيع القادمة مع انتهاكات قادمة ستسجل في كل من يوم الغفران، وعيد العُرش، وما تسمى "ختمة التوراة". ويتطلع المتطرفون لإدخال قرابين العُرش النباتية وتقديمها في ساحاته، وهو الانتهاك الذي سُجّل 3 مرات في عيد العُرش العام المنصرم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رأس السنة العبریة المسجد الأقصى
إقرأ أيضاً:
أبو حمزة في كلمة سجلها قبل استشهاده: طوفان الأقصى ضرب الاحتلال في مقتل (شاهد)
شدد الشهيد أبو حمزة، الناطق باسم "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، في كلمة سجلها قبل استشهاده في قطاع غزة، على أن عملية طوفان الأقصى ضربت الاحتلال "في مقتل"، داعيا إلى الالتحاق بمحور المقاومة.
وقال أبو حمزة وهو ناجي أبو سيف في الكلمة التي سجلها قبل استشهاده وعرضت لأول مرة في يوم القدس العالمي في اليمن، الجمعة، إن "الكيان الصهيوني عمل على محاربة أي فكرة للتحرر" في العالم العربي والإسلامي.
???? كلمة الناطق باسم سرايا القدس الشهيد أبو حمزة سجلت قبل استشهاده وتعرض لأول مرة في مسيرة يوم القدس العالمي#على_العهد_يا_قدس#Qudsday #يوم_القدس_العالمي pic.twitter.com/ZqBQ7gZHTX — قناة المسيرة (@TvAlmasirah) March 28, 2025 كلمة خاصة استهلها الشهيد ابو حمزة بذكر اليمن وبرفع الصرخة في وجه أمريكا وإسرائيل
تعرض الآن في يوم القدس العالمي
ميدان السبعين
عليك السلام يا أبا حمزة pic.twitter.com/rb3upj5IBQ — ???????? Osama alfarran - اسامة الفران (@osamaalfarran1) March 28, 2025
وأضاف أن "فكرة تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التي تتوسط مركزا هاما من الناحية الجغرافية والدينية في قلب العالم العربي جاءت امتدادا واضحا للاستعمار الظالم ولمنع أي وحدة في عالمنا العربي والإسلامي".
وشدد أبو حمزة على "ضرورة أن يلتحق كل الأحرار في العالم بمحور المقاومة الصادق الواضح الشريف"، مردفا بالقول "نحن أمام إنجاز كبير وصمود قل نظيره في معركة طوفان الأقصى التي ضربت البرنامج الصهيوني في مقتل”.
وأشار إلى أن معركة طوفان الأقصى جعلت الاحتلال "عاريا مكشوف النوايا والتوجه أمام العالم بأسره"، موضحا أن "سلوك العدو الإجرامي في غزة والبلدان العربية والإسلامية جعل العديد من الأنظمة والشعب تدرك الخطر الحقيقي لوجوده في قلب الأمة العربية والإسلامية".
وبحسب الكلمة التي عرضت للناطق باسم "سرايا القدس" أمام حشود في العاصمة اليمنية صنعاء، فإن "هذا الإدراك سينعكس آجلا أم عاجلا على بقاء الصهاينة على أرض فلسطين".
وأشار إلى أن "المسار العسكري والحربي في طوفان الأقصى سيؤسس حتما لزوال الكيان الصهيوني تحقيقا لوعد الله العظيم والفتح المبين"، مشددا على أن "معركة طوفان الأقصى نقطة تحول استراتيجي كبير ما يحتم على الجميع أخذ العبر والبناء على هذا الإنجاز لتحرير فلسطين".
وقال إن "الحضور العربي الإسلامي اليمني علامة فارقة في طوفان الأقصى يعلن الحرب على الكيان ويفرض عليه حصارا بحريا"، مشددا على أن "الخروج الجماهيري في ميدان السبعين بصنعاء شكل دافعا قويا للقوات المسلحة اليمنية بالاستمرار والمواصلة بكل عزيمة وإصرار".
والأسبوع الماضي، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استشهاد الناطق الرسمي باسمها، ناجي أبو سيف والملقب بـ "أبو حمزة"، وذلك خلال قصف للاحتلال استهدفه مع عائلته.
وجاء الإعلان عقب استئناف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة فجر 18 آذار /مارس الجاري، بعد توقف دام أكثر من شهرين، حيث شنت الطائرات الحربية غارات جوية مكثفة استهدفت عدة مناطق في القطاع، وسط تصاعد القصف المدفعي والضربات الجوية.