سلطان القاسمي يشهد حفل تخريج الدفعة الأولى من طلبة أكاديمية الشارقة للنقل البحري
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رئيس أكاديمية الشارقة للنقل البحري، عن توفير وظائف لخريجي وخريجات الدفعة الأولى للأكاديمية والذين يعدون نواة الأكاديمية وستلحقهم دفعات قادمة، ستخدم باقي الجهات أو الموانئ التي تحتاج إلى كفاءتهم ومهارتهم والعلوم التي اكتسبوها للعمل لديهم.
جاء ذلك في كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم «الخميس» خلال حفل تخريج الدفعة الأولى من طلبة أكاديمية الشارقة للنقل البحري التي ضمت 31 خريجاً وخريجة، وذلك على مسرح الأكاديمية في مدينة خورفكان.
وقال سموه: اليوم نحن سعداء بهذا الإنجاز ثمرة الجهد والعناء، وهذه الثمرة لن نتركها تذهب إلى أماكن أخرى، فحضننا أدفى وأولى، وقبل الخروج من هذه القاعة الوظائف موجودة لهم، اليوم هم سيقودون بالدرجة الأولى موانئ الشارقة وموانئ الدولة، ونفتخر أن أبناءنا وبناتنا هم الآن على مستوى عالٍ من العلم والمعرفة والتدريب والكفاءة والحرص والانتماء لدولة الإمارات العربية المتحدة التي سيمثلونها بسيرتهم الحسنة.
وأضاف صاحب السمو رئيس أكاديمية الشارقة للنقل البحري: الطلاب والطالبات خلال تدريبهم العملي وصلوا إلى شواطئ البرازيل وأميركا وسنغافورة، ومعظمهم من البنات، والتقارير تشهد على كفاءتهم، والآن أنهوا دراستهم وجدير بنا منحهم الشهادة، مطمئنين أنهم سيكونون على ثقتنا بهم.
وقدم سموه الشكر للآباء والأمهات على تربيتهم ومثابرتهم وصبرهم خلال فترة دراسة أبنائهم وبناتهم والتحديات التي واجهتهم، مشيداً بالطلاب والطالبات الذين أثبتوا شجاعتهم في التدريب والعمل في أعالي البحار وسط المحيطات، مؤكداً سموه متابعته الدائمة لهم وتوجيهه بتوفير حُجر ومطابخ خاصة للبنات، مراعاةً لخصوصيتهن.
وقال سموه مخاطباً الخريجين والخريجات: هذا يوم الحصاد وبداية المسيرة العملية، ونقول لأبنائنا وبناتنا ثقوا بأنفسكم، فبهذا المستوى وبهذه الأخبار التي انتشرت عنكم أصبح الانتساب للأكاديمية مطلوباً من دول كثيرة، هنالك من انتسب ووصل للأكاديمية من الطلاب والطالبات، وهنالك من سينتسب في الفترة القادمة.
واستعرض سموه، في كلمته، مسيرة الأكاديمية التي انطلقت في منتصف شهر ديسمبر عام 2019 وبدأت الدراسة الفعلية فيها خلال شهر يناير من العام 2020 وكانت بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري التابعة لجامعة الدول العربية، ونظراً لعدم استيفاء كافة الاحتياجات العلمية والعملية للحصول على الاعتماد الأكاديمي قبل بدء التدريب العملي على ظهور السفن، وذلك خلال العام 2023م الذي صادف انتهاء فترة التعاقد مع الأكاديمية العربية، استقلت أكاديمية الشارقة للنقل البحري ليتم بعد ذلك بذل الجهود الكبيرة من قبل إدارة الأكاديمية والأساتذة والجهات الحكومية للارتقاء بالأكاديمية، وتحقيق كافة المتطلبات التي توفر العلم الكامل للطلبة وتوفير التدريب العملي لهم على السفن، وبما يراعي احتياجات الطلاب والطالبات، ليتحقق بعد هذه الجهود الحصول على الاعتماد وتدريب الطلبة على السفن والوصول إلى هذا التخريج الذي يفخر ويحتفي به الجميع.
وكان حفل التخريج قد بدأ بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ليدخل بعد ذلك الخريجون والخريجات لاعتلاء منصة التخريج.
وألقى الدكتور هاشم عبد الله بن سرحان الزعابي، مدير أكاديمية الشارقة للنقل البحري، كلمة قدم خلالها التهنئة إلى صاحب السمو حاكم الشارقة بمناسبة تخريج الدفعة الأولى من طلبة الأكاديمية، موضحاً أن هذا اليوم يمثل لحظة تاريخية في مسيرة الأكاديمية، فهو لا يمثل تتويجاً لجهود الطلبة والطالبات فقط، بلْ تجسيد لرؤية سموه التي ترتكز على أن التعليم هو حجر الزاوية في بناء المجتمعات.
أخبار ذات صلة سلطان القاسمي يترأس الاجتماع الثالث لمجلس أمناء أكاديمية الشارقة للنقل البحري اختتام الدورة الحادية عشرة من «مهرجان المسرحيات القصيرة»وقال الزعابي: لقد أدركتم يا صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية القطاع البحري كأحد المحاور الرئيسة في التنمية المستدامة، وكنتم أنتم الداعم الأول لإطلاق هذا الصرح التعليمي الفريد الذي يعزز مكانة إمارة الشارقة كمنارة للعلم والمعرفة على المستوى الإقليمي والدولي، ومنذ تأسيس الأكاديمية كانت توجيهاتكم تركز على أن النجاح لا يتحقق إلا بالتفاني والالتزام بتقديم الأفضل لأبنائنا وبناتنا طلبة وطالبات الأكاديمية، وبفضل دعمكم اللامحدود تمكنت الأكاديمية من توفير بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين أحدث التقنيات التعليمية والوسائل التدريبية المتطورة، ما جعلها مركزاً علمياً متطوراً قادراً على إعداد وتأهيل كوادر بحريةٍ متميزةٍ قادرة على المساهمة في تطوير القطاع البحري على المستويين الإقليمي والعالمي.
ووجه مدير أكاديمية الشارقة للنقل البحري كلمةً للخريجين والخريجات، قال فيها: إن اليوم هو يوم حصاد سنوات من الجد والاجتهاد، ولقد أثبتم أنكم قادرون على مواجهة التحديات والصعاب، فالنجاح لا يأتي مصادفة أو بغير رمية رامٍ، وأنتم اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من حياتكم، مزودون بالعلم والمعرفة والمهارات التي اكتسبتموها في أكاديمية الشارقة للنقل البحري.
وحث الزعابي الخريجين والخريجات على مواصلة التعليم والتدريب والتميز في خدمة الوطن، مثمناً جهود أولياء الأمور وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية.
وألقت الخريجة نورة عبدالله البلوشي كلمة بالنيابة عن الخريجين والخريجات، ثمنت فيها دعم واهتمام صاحب السمو حاكم الشارقة اللامحدود والذي سخر كل السبل لتحقيق أحلام وطموحات أبنائه وبناته وتزودهم بالعلوم في أفضل المؤسسات.
وقالت البلوشي: ها هي السنوات قد انطوت، وها نحن اليوم نقف هنا في هذه اللحظة الفارقة لنكلل جهودنا على مدار سنوات الدراسة في الأكاديمية بالاحتفال معكم بتخرجنا، فاليوم هو ليس مجرد احتفال بالحصول على درجة علمية فحسب، بل هو تكليل الجهد والمثابرة بالنجاح والتوفيق والتميز، لقد واجهنا صعوبات عديدة، فقد كانت رحلتنا مليئة بالتحديات، تعلمنا فيها القيم الأساسية مثل العمل الجماعي، الانضباط، والالتزام، لقد أثبتنا أننا قادرون على التكيف مع الظروف الصعبة، والعمل في بيئات متنوعة، وهذا ما نحتاجه كقادة المستقبل في المجال البحري.
واختتمت البلوشي كلمتها بتوجيه الشكر والعرفان إلى الآباء والأمهات الذين كانوا الداعمين والمساندين للطلبة خلال دراستهم، كما قدمت الشكر والعرفان إلى أعضاء الهيئة التدريسية الذين لم يبخلوا في تقديم العلم النافع والتوجيه الصحيح للطلاب والطالبات.
وتخلل الحفل عرض مادة فيلمية تناولت مراحل دراسة الطلبة في الأكاديمية واجتيازهم للبرامج التدريسية العلمية والعملية.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتسليم الشهادات إلى 31 خريجاً وخريجة والذين أنهوا متطلبات التخرج من برنامجي البكالوريوس في تكنولوجيا الهندسة البحرية، والنقل البحري، مهنئاً إياهم هذا الإنجاز ومتمنياً لهم التوفيق والسداد في حياتهم العملية.
حضر حفل التخريج بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كل من الشيخ خالد بن عبدالله القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للموانئ والجمارك والمناطق الحرة، والشيخ خالد بن عصام القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سعيد بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو الحاكم بمدينة خورفكان، ومعالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعدد من كبار المسؤولين رؤساء الدوائر الحكومية، وأعضاء مجلس أمناء الأكاديمية وجمع من أهالي الخريجين.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سلطان القاسمي أکادیمیة الشارقة للنقل البحری صاحب السمو حاکم الشارقة الدفعة الأولى
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكـتب: فطنة زعاب سكان الجزيرة الحمراء
تقع الجزيرة الحمراء على مبعدة 10 أميال في جهة الجنوب الغربي من رأس الخيمة، ويبلغ محيطها أكثر من ميل تقريباً، كما أن عمق القنال في اتجاه الشمال الغربي، يتراوح عرضه حوالي 75 ياردة بين الجزر، وهناك لسان من الأرض بنفس العرض يفصلها عن البحر، لا يتجاوز العمق 7 أقدام في ارتفاع الموج، ويبلغ العمق العادي لهذا الجزء من الساحل 5 أقدام.
أما في جهة الجنوب الشرقي، حيث يعمل القنال على فصلها عن البر الرئيس، فيقدر عرضه بحوالي ميل تقريباً، لكن هناك جزءاً ثانياً يبرز من الأخير عند الاقتراب لمسافة 72 ميلاً من الجانب الشمالي للمدينة.
في اليوم الثالث من شهر ديسمبر عام 1819م، هاجمت القوات البريطانية رأس الخيمة، ودمرتها بعد مقاومة استمرت 6 أيام، ثم انتقلت إلى الرمس، وبدأت بتحطيم حصونها وقلاعها وأبراجها، بعد ذلك انتقلت إلى ضاية التابعة للرمس.
في اليوم السادس عشر من شهر يناير عام 1820م، تم تكليف «توماس» «Thomas» ملازم، مهندس ميداني، بالذهاب إلى الجزيرة الحمراء على السفينة الحربية «سيجماوت» «sigma W/T» التابعة لشركة الهند الشرقية، ووصلت تلك السفينة إلى الجزيرة الحمراء في نفس اليوم.
تم إنزال الجنود على أرض الجزيرة من الناحيتين الشمالية والجنوبية، وحفر الجنود الخنادق، حتى إذا ما أعلن القائد الهجوم على البلدة، دخلها الجنود من الجهتين، وأخذوا طريقهم من خلال الطرقات الضيقة، وإذا بالكلاب الضالة تجري في تلك الطرقات فتلتقي مع الجنود، فيطلقون النار عليها فتهرب إلى الجهة الأخرى، فيطلق الجنود هناك عليها كذلك، وكل جهة من الجنود يظنون أن هناك مقاومة في المدينة، واستمروا حتى التقوا وجهاً لوجه، فتبين لهم أن المدينة خالية من البشر، كل ما فيها جدران خالية، وكلاب ضالة.
ضحك الجنود من تلك الهزالة التي وقعوا فيها.
ما الذي حدث ؟
عندما علمت قبيلة زعاب، سكان الجزيرة الحمراء، ما حدث لبلدة الرمس، من هدمٍ لقلاعهم وأبراجهم وبعض من بيوتهم، قالوا: إن الدور سيأتي علينا، فقرروا ما يلي:
أخرجوا نساءهم وأطفالهم من الجزيرة عبر المياه الفاصلة للجزيرة عن البر الأصلي، وكان ذلك عند الجزر، عبر ممر يسلكونه عند الحاجة للعبور إلى البر الأصلي.
اصطحبت نساء زعاب، أبقارهن وأغنامهن معهن، حتى وصلن إلى خور المزاحمي، وهو إلى الشمال من الجزيرة الحمراء ببضع كيلو مترات. كان ذلك المكان، وهو نهاية خور المزاحمي، يختفي خلف أشجار الغاف.
أما رجال قبيلة زعاب، فقد أحضروا زوارقهم، من نوع الشواحيف، وهي سهلة التجديف، ووضعوا فيها أثاثهم وحاجياتهم ودواجنهم، وعبروا بها إلى الشمال عند مدخل خور المزاحمي، واختفوا خلف أشجار الغاف، سالكين ذلك الخور لمسافة عدة أمتار، وأنزلوا حمولتها هناك.
أما من بقي من الرجال، فقد كانوا مشغولين بخلع أبواب، وأخشاب السقوف من كل بيت، وتركوا البيوت خالية من كل مظاهر الحياة.
عندما عادت تلك الزوارق من خور المزاحمي، شحن الرجال كل الأبواب والشبابيك، بالزوارق، ونقلوها على دفعات إلى خور المزاحمي، وبقيت الجزيرة الحمراء وكأنها بلدة مهجورة، ما بها سوى كلاب تجول في طرقات المدينة.
لم يعد زعاب إلى جزيرتهم «الجزيرة الحمراء»، إلّا بعد أن قامت القوات البريطانية المعتدية، بهدم الأبراج والحصون في كل من أم القيوين وعجمان والشارقة وأبو هيل.
عند ابتعاد القوات البريطانية عن الساحل العربي وانتقالها إلى الساحل الفارسي، عادت قبيلة زعاب إلى الجزيرة الحمراء، وعمروها ثانية.