الجزيرة:
2024-10-03@15:35:06 GMT

نازحو البقاع بلبنان يروون لحظات كابوسية تحت القصف

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

نازحو البقاع بلبنان يروون لحظات كابوسية تحت القصف

بيروت- "كانت لحظات كابوسية لا توصف، كل ما كنا نتمناه هو الهروب.. الهروب إلى مكان آمن" بهذه الكلمات تصف أم ياسر، النازحة من بلدة نحلة في البقاع اللبنانية، مأساتها بصوت يرتجف وتقول للجزيرة نت "عندما بدأ القصف، لم نفكر في شيء سوى النجاة".

وأوضحت أم ياسر أن "أصوات الغارات كانت تقترب أكثر فأكثر، ولم يعد هناك وقت للتفكير" مضيفة "أخذت أطفالي وتركنا كل ما نملك خلفنا: ذكرياتنا، بيتنا، حياتنا.

كيف يمكن للأطفال أن يتحملوا هذا الرعب؟".

وبحرقة لا تخلو من حسرة، تتابع أم ياسر قائلة "بعد مغادرتنا البلدة، كنا نسير على طريق بلا وجهة محددة، قررنا النزوح إلى بعبدا. نحن 3 عائلات نعيش الآن في بيت واحد استأجرناه. ننتظر هنا، نراقب ما يحدث من حولنا يوميا، ونعيش على أمل العودة.. عودة قد تكون قريبة أو ربما بعيدة".

نزوح متجدد

أم ياسر واحدة من آلاف أفراد العائلات اللبنانية التي نزحت مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، ودخولها مرحلة جديدة من الحرب المفتوحة بعدما تجاوزت خطوط المواجهة بالجنوب إلى ضاحية الجنوبية لبيروت، لتصل بنيرانها إلى منطقة البقاع، مما أدخلها في دوامة من الدمار والنزوح معا، وزاد من معاناة السكان وعمق من آثارها السلبية.

وبعد أكثر من أسبوع من التصعيد العسكري غير المسبوق، لم تعد هناك بلدة آمنة في محافظة بعلبك والهرمل كذلك، في ظل مزاعم إسرائيل أن غاراتها تستهدف مواقع وتجمعات وبنى تحتية تابعة لحزب الله.

وفي الوقت ذاته، يزيد مشهد المباني المدمرة حالة الذعر، مع أصوات الجرافات التي تكافح لفتح الطرقات، وركام السيارات المحترقة، وروائح البارود المنتشرة في الأجواء مع تصاعد أعمدة الدخان نتيجة للاعتداءات المتكررة.

ومع هذا التصعيد، شنت إسرائيل غارات عنيفة على البلدات البقاعية الشمالية والوسطى، وهي الأكبر منذ حرب يوليو/تموز 2006، طالت عددا كبيرا من البلدات، منها نحلة وسرعين وقوسايا وحزرتا والنبي أيلا والكرك وتمنين والحلانية ورياق وطريا.

كما قصفت أطراف بوداي وبريتال واليمونة وشمسطار وكفردبش وحوش الرافقة، فضلا عن المنطقة الواقعة بين حورتعلا والخضر والنبي شيت ودورس في قضاء بعلبك وسهل بعلبك.

ولم تسلم الهرمل من القصف، حيث شهدت هي الأخرى سلسلة من الغارات العنيفة. ووفقا لوزارة الصحة اللبنانية بلغ عدد الشهداء بالبقاع 262 شهيدا، إضافة إلى إصابة 731 آخرين منذ بدء التصعيد الأخير.

ونتيجة لذلك، اضطر العديد من سكان البقاع إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مناطق أكثر أمانا، وخاصة إلى زحلة وبيروت.

"نحن من حي العسيرة" بدأت أم حسن حديثها، وقد بدت على ملامح وجهها آثار الحزن، وتقول للجزيرة نت "نزحنا أولا إلى نحلة، كنا نعتقد أنها آمنة، لكن سرعان ما تبدد الوضع، ووصلتنا إنذارات بضرورة الإخلاء بسبب القصف المحتمل".

وتضيف "لم يكن أمامنا خيار سوى المغادرة، تجمعنا مع عائلات أخرى في البلدة، وانتقلنا إلى زحلة. نبحث عن مأوى يضمن لنا بعض الأمان. وفي النهاية، قررنا أن تكون بيروت هي وجهتنا الأخيرة والأكثر أمانا. لكن قلوبنا كانت مثقلة بالألم، ونحمل حسرة عميقة على بلدتنا وبيوتنا التي تركناها خلفنا".

تحديات النزوح

يقول محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة للجزيرة نت "وقعت مجزرة مروعة في منطقة الكرك بحق عائلة من آل شعيب، أسفرت عن استشهاد 19 شخصا، كما تعرض مركز الهيئة الصحية في البقاع الغربي للقصف، إلى جانب وقوع العديد من الاعتداءات الأخرى".

وأشار أبو جودة إلى أن هناك نحو 97 مركز إيواء مفتوحا في منطقة البقاع، موزعين على كافة أنحاء المحافظة، بما في ذلك أقضية زحلة والبقاع الغربي وراشيا، ويقيم في هذه المراكز الرسمية حوالي 13 ألف نازح مسجل، دون احتساب النازحين الذين يقطنون في المنازل أو الفنادق، مما يعني أن العدد الفعلي قد يكون أعلى من ذلك.

وأضاف "نحاول توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، مثل الطعام والماء والفُرُش والبطانيات ومواد التنظيف، كما نقدم مستلزمات النظافة الشخصية لضمان توافر الأساسيات اللازمة للاستحمام وغسل الأيدي، لكن الوضع صعب".

وتمتد منطقة البقاع، المعروفة بسهل البقاع، على طول الحدود اللبنانية السورية لمسافة تقارب 120 كيلومترا، وتبعد نحو 64 كيلومترا عن بيروت، وتبلغ مساحتها 4429 كيلومترا مربعا.

ويقسم سهل البقاع إلى شريطين شمالي وجنوبي، ويضم 5 مدن كبرى هي البقاع الغربي والهرمل وبعلبك وراشيا وزحلة التي تُعتبر المركز الإداري للمحافظة. بالإضافة إلى ذلك، تشمل المحافظة 251 بلدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أم یاسر

إقرأ أيضاً:

الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على وسط بيروت إلى 9 قتلى

ارتفعت حصيلة القتلى جراء الغارة الجوية الإسرائيلية على وسط بيروت في ساعة مبكرة من صباح الخميس إلى تسعة، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.

وفي وقت لاحق من يوم الخميس، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن عدد القتلى ارتفع إلى تسعة شهداء. بالإضافة إلى ذلك، أصيب 14 شخصًا. وتجري حاليًا اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية بعض الرفات.

وهذه هي المرة الأولى التي تضرب فيها إسرائيل المنطقة منذ عام 2006. وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من ألف شخص في لبنان ونزوح نحو مليون نسمة منذ تصعيدها حربها مع حزب الله.

اقرأ أيضاًبعد القصف الإسرائيلي.. ماذا فعلت الدول لإجلاء رعاياها من لبنان؟

جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن مقتل 7 جنود آخرين في لبنان ليرتفع الإجمالي إلى 8 قتلى

حزب الله يكشف عن خسائر قوات الاحتلال جراء الهجمات الأخيرة على الأراضي اللبنانية

مقالات مشابهة

  • الصحة اللبنانية: ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي على وسط بيروت إلى 9 قتلى
  • القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل مستمرة بلبنان (فيديو)
  • بالفيديو.. استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل بلبنان
  • الصحة اللبنانية: ارتفاع أعداد ضحايا القصف الإسرائيلي للباشورة لـ5 شهداء و8 مصابين
  • إعلام إسرائيلي: رصد إطلاق 20 صاروخًا من جنوب لبنان على الجليل الغربي والكرايوت
  • غارات إسرائيلية على البقاع وقطع طريق رئيس في الجنوب
  • ياسر صبحي نائب وزير المالية بالجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال: ملتزمون بمسار الانضباط المالي في إطار برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي
  • عاجل.. استشهاد أكثر من 250 شخصًا شرقي لبنان
  • "الكرملين": القصف الإسرائيلي العشوائي بلبنان يؤدي لكارثة إنسانية كما بغزة