6 قتلى في جنوب دارفور والخارجية السودانية ترهن التفاوض بانسحاب “الدعم السريع” من منازل المدنيين
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
صعّد الجيش السوداني هجماته على مواقع لقوات الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان وولاية شمال كردفان، فيما قُتل 6 مدنيين على الأقل في ولاية جنوب دارفور بسبب تجدد القصف المدفعي بين الطرفين.
وأفادت مصادر عسكرية في الجيش السوداني للجزيرة بأن قواته أطلقت قذائف مدفعية من داخل قيادته صوب تجمعات “الدعم السريع” في أحياء بري والشاطئ والصفاء شرق الخرطوم.
كما قصف الطيران الحربي أهدافا لقوات الدعم السريع في ضاحية الرياض شرقي الخرطوم ومواقع في أم درمان.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تبادلا القصف بالأسلحة الثقيلة شمال وشرق وجنوب مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور.
وقالت المصادر إن 6 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب آخرون جراء تجدد القصف المدفعي لليوم الثالث على التوالي.
وقالت المديرة العامة لوزارة الصحة في جنوب دارفور للجزيرة إن اشتباكات قبلية منفصلة في الولاية أدت إلى أعداد كبيرة من القتلى.
كما أشار مراسل الجزيرة إلى أن سلاح الجو السوداني قصف أهدافا للدعم السريع بمنطقة الجريف شرقي الخرطوم.
اشتباكات
وأمس الجمعة، تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على عدة جبهات داخل الخرطوم وخارجها، في حين كشفت مصادر محلية للجزيرة أن اقتتالا قبليا بولاية جنوب دارفور أسفر عن مقتل 120 شخصا خلال يومين.
وذكرت الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش في مدينة الأبيض وسط البلاد أنها هاجمت ما وصفتها بمليشيا “الدعم السريع” على طريق بارا-الأبيض وقتلت 26 من أفرادها.
وفي شأن متعلق بالتطورات السياسية، قالت الخارجية السودانية إن الحديث في الساحة الداخلية حاليا ليس عن مفاوضات وإنما عن إنهاء التمرد، مؤكدة أن خروج قوات الدعم السريع من منازل المواطنين شرط أساسي وموقف عام في حال العودة للتفاوض.
وكانت قوات الدعم السريع قد رفضت أكثر من مرة اتهامه بدخول منازل المواطنين، وتقول إن عقدة النزاع تكمن في بقاء قيادة الجيش الراهنة وإن القتال لا ينتهي إلا بذهابها.
أزمة صحية
ومع استمرار القتال تدهور الوضع الصحي، حيث حذرت الجهات الإغاثية من اقتراب البلاد أكثر فأكثر من كارثة صحية شاملة، حيث يشكل فصل الأمطار الراهن تهديدا كبيرا لأغلبية المناطق المكتوية بجحيم النزاع.
وفي إطار متابعته للموقف الدوائي بالبلاد، أعلن المجلس القومي للأدوية والسموم عن إعداد قائمة بالأدوية غير المتوفرة أو التي بها نقص في الإمداد.
وناشد هذا المجلس -في تعميم صحفي له اليوم السبت- مستوردي الأدوية الاستجابة َ العاجلة لسد هذا النقص، مؤكدا التزامه بتذليل كافة الصعوبات لتسهيل عملية استيراد الدواء.
وكانت بعض المؤسسات الصحية أشارت إلى وجود نقص في بعض الأدوية “المنقذة للحياة” بسبب اندلاع القتال في السودان منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وكانت منظمة “أطباء بلا حدود” قد قالت إن القتال أدى إلى خروج 3 أرباع المؤسسات الصحية من الخدمة، مشيرة إلى أن صراع الجيش و”الدعم السريع” يعيق دخول عناصر الكوادر الصحية الأجنبية للبلاد ويعيق انتقالهم بالداخل في حال دخولهم.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد أدى القتال في السودان إلى أزمة جوع شديدة يعاني منها 20 مليونا و300 ألف شخص، وفقا لبيان من برنامج الأغذية العالمي أمس الجمعة.
ويعاني حوالي 6 ملايين و300 ألف شخص من سكان السودان البالغ تعدادهم 46 مليون نسمة من نقص في الغذاء يهدد الحياة، حسبما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي بالسودان إيدي رو.
صعوبات وأضرار
واتسع نطاق الصراع منذ اندلاعه في أبريل/نيسان الماضي، وزادت الصعوبات التي تحول دون توصيل المساعدات الإنسانية الضرورية للحياة، وفقا لما ذكر ممثل برنامج الأغذية العالمي في بث مصور من بورتسودان.
ودعا المسؤول الأممي طرفي الصراع إلى تسهيل توصيل المساعدات.
ونجح برنامج الأغذية العالمي الأسبوع الماضي لأول مرة في توصيل الغذاء إلى إقليم غرب دارفور الذي تضرر بشكل خاص.
ووصف رو الوضع في غرب ووسط دارفور بأنه “كارثي”، مشيرا إلى أن أغلب الرجال في القرى غرب دارفور لقوا حتفهم أو أصيبوا أو اختفوا، تاركين الأسر تلقى مصيرها.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، مما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل -أغلبهم مدنيون- ونحو 3 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، حسب الأمم المتحدة.
ويتبادل الجيش -بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان– و”الدعم السريع” -بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”– اتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب انتهاكات خلال الهدنات المتتالية.
الجزيرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: برنامج الأغذیة العالمی الجیش السودانی الدعم السریع جنوب دارفور
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يوجه ضربة حاسمة ضد ميليشيا الدعم شمال الفاشر
أكدت الفرقة الـ6 مشاة التابعة للجيش السوداني في الفاشر تنفيذ ضربة نوعية ناجحة شمال الفاشر، أسفرت عن تدمير منصة مدافع تابعة لـ"الميليشيا المتمردة" كانت تستهدف المدنيين داخل أحياء المدينة.
ووفق التصريحات التي نقلتها وسائل إعلام سودانية فتن القصف أسفر عن سقوط 47 ضحية وإصابة العشرات من المدنيين جراء قصف مدفعي مكثف من "الميليشيا" على المدينة.
ويشار إلي أن حدة المعارك بين الجيش السوداني وعناصر ميليشيا الدعم السريع المتمردة في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب السودان اشتدت، مما أدى لاستمرار عمليات النزوح من معسكري زمزم وأبوشوك للنازحين إلى مناطق الكورما و"طويلة" التي تحولت إلى أكبر مخيم يضم مئات الآلاف من النازحين، وذلك بحسب شبكة العربية.
وتقع مدينة طويلة على بعد نحو 65 كيلومتراً غربي مدينة الفاشر.
وقالت منسقة النازحين واللاجئين في دارفور اليوم الأحد إن ما يقارب 300 ألف نازح وصلوا إلى منطقة طويلة منذ بداية الشهر الحالي، فضلاً عن عمليات نزوح سابقة لم يتم حصرها، حيث يتجاوز العدد خمس مئة ألف نازح من المعسكرات حول الفاشر وحدها خلال الأسابيع الماضية.
كما أشار المتحدث باسم المنسقية آدم رُجال إلى أن هناك حالات نزوح أخرى من الفاشر ومعسكراتها نحو عدة مناطق من بينها فنقا وجبل مرة ونيرتتي.
ولفت إلى انعدام مقومات الحياة من المياه والطعام والخدمات الصحية، إضافة إلى انعدام المساعدات الإنسانية وتوقفها إلى شمال دارفور مع وجود نقص كبير في المساعدات التي تصل إلى المخيمات بولايتي وسط وجنوب دارفور حيث لا تكفي حاجة النازحين هناك.
وكانت الأمم المتحدة أعربت عن "مخاوفها بعد مقتل أكثر من 100 شخص، بينهم 20 طفلاً، في هجمات لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر "، وفق ما ورد من تقارير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال مكتب الأمم المتحدة (أوتشا) إن ميليشيا الدعم السريع شنّت "هجمات برية وجوية منسّقة" في وقت سابق من الشهر الجاري على الفاشر ومخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين.