على الرغم من مساعدته في الوصول للحكم.. لماذا نفى محمد علي عمر مكرم
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
يصادف في مثل ذلك اليوم 12 أغسطس 1809، نفى محمد علي باشا الزعيم الوطني عمر مكرم إلى دمياط، وكان هذا الحدث خطوة هامة لتوطيد حكم محمد علي على مصر، وبداية نهاية الزعامة الشعبية.
دخول محمد علي لمصردخل محمد علي مصر كقائد للفيلق الألباني الذي أرسلته الدولة العثمانية لمحاربة الفرنسيين، سرعان ما أصبح شخصية مؤثرة في مصر، وساعد في عزل الوالي العثماني خورشيد باشا، في عام 1805، تم تنصيب محمد علي واليا على مصر من قبل السلطان العثماني.
مناقشة رواية تغريبة القافر للكاتب زهران القاسمي في مكتبة ديوان.. تفاصيل أول خط بـ أفريقيا والشرق الأوسط.. ماذا حدث في بداية دخول الترام الكهربائي لمصر؟
كان محمد علي حاكمًا قويًا وطموحا، أراد تحويل مصر إلى دولة حديثة، وكان يعتقد أن ذلك يتطلب تركيز السلطة في يديه، رأى محمد علي في عمر مكرم تهديدًا لسلطته، لأن مكرم كان يتمتع بشعبية كبيرة بين الشعب المصري.
وعلى الرغم من المساعدات التي قدمتها الزعامة الشعبية بقيادة عمر مكرم لمحمد علي بدءً بالمناداة به واليًا ، ثم التشفع له عند السلطانلإبقائه واليًا على مصر ، وبالرغم من الوعود والمنهج الذي اتبعه محمد علي في بداية فترة حكمه مع الزعماء الشعبيين ، بوعده بالحكم بالعدلورضائه بأن تكون لهم سلطة رقابية عليه ، إلا أن ذلك لم يدم ، فبمجرد أن بدء الوضع في الاستقرار النسبي داخليًا بدأ بالتخلص من الألفي..
في عام 1809، فرض محمد علي ضرائب جديدة على الشعب المصري، أثار هذا الضرائب غضب الناس، ولجأوا إلى عمر مكرم للحصول على المساعدة، وقف مكرم إلى جانب الشعب ووعد بتحريكهم إلى ثورة ضد محمد علي.
نفي عمر مكرمسمع محمد علي بتهديدات مكرم، فقام بنفيه إلى دمياط، كان هذا الحدث بمثابة نهاية الزعامة الشعبية في مصر، وبداية حكم محمد علي المطلق.
كان نفى عمر مكرم حدثًا مهمًا في تاريخ مصر، كان بمثابة خطوة مهمة في توطيد حكم محمد علي على مصر، وبداية نهاية الزعامة الشعبية.
ساعد نفى مكرم محمد علي في تحويل مصر إلى دولة حديثة، ولكنه جاء على حساب الحريات التي كان يتمتع بها الشعب المصري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد علي محمد علي باشا محمد علی على مصر
إقرأ أيضاً:
إيران تنتظر عودة سياسة «الضغط الأقصى» مع وصول ترامب للحكم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية العديد من التساؤلات بشأن تأثير هذا الفوز على الأمن القومي الإيراني، وكيف يمكن للولايات المتحدة الأمريكية أن تتعامل مع إيران في ظل الإدارة الثانية لترامب، خاصة في ظل الإعلان إعلاميًا عن عدد من المرشحين المناهضين بشكل واضح لإيران؛ لتولي مناصب في هذه الإدارة، التي ستختلف قطعًا عن إدارة ترامب الأولى، بسبب عدد من المتغيرات أبرزها تصاعد القتال في الشرق الأوسط بين إسرائيل ووكلاء إيران من حزب الله والحوثيين والذي انتقل للصراع المباشر بين إسرائيل وإيران، وأضعف الأخيرة وأذرعها قليلًا عما كانت عليه في ٢٠٢٠ خاصة مع استخدام استراتيجية قطف الرؤوس، واستهداف قادة أذرع إيران، وتشير التوقعات لعودة سياسة "الضغط الأقصى".
عداء قديمكان لدى الولايات المتحدة علاقة مضطربة مع إيران منذ الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، في حين أن الصراع - الذي يتم إدارته عادة من خلال الوكلاء - قد تضاءل كثيرًا على مر السنين، فقد نظرت طهران إلى الولايات المتحدة على أنها "الشيطان الأكبر"، في المقابل ترى واشنطن أن إيران تشكل تهديدًا عامًا للاستقرار في المنطقة، باعتبارها راعيا للجماعات التي تصنفها أمريكا بـ"الإرهابية"، وأبرزها حزب الله وحركة حماس.
على مدى العقدين الماضيين، ربما كان الانتشار النووي المحرك الرئيسي للعداء بين الطرفين؛ باعتبار أن حصول إيران على السلاح النووي قد يدفع دولًا أخرى في المنطقة لامتلاكه أيضًا، مما يخلق سباق تسلح نووي مزعزع للاستقرار في منطقة الخليج، لذا أصبحت المسألة النووية محورية في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران.
كان توسيع النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط مقلقًا أيضًا لواضعي السياسات في المنطقة وفي واشنطن، ومن المفارقات أن قوة إيران ازدادت مع إطاحة الولايات المتحدة بالرئيس العراقي صدام حسين بعد الغزو الأمريكي للعراق في عام ٢٠٠٣، حيث كان نظامه يهيمن عليه السنة، ويحافظ على توازن القوى في المنطقة في مواجهة إيران الشيعية، حتى في ظل الضعف الذي أصاب النظام العراقي بعد هزيمته في حرب الخليج عام ١٩٩١.
ومع زوال هذا نظام صدام، شهدت إيران اختفاء خصم استراتيجي كبير؛ لتصبح الحكومة العراقية التي يهيمن عليها الشيعة الآن، منذ الغزو الأمريكي، تتمتع بعلاقة ودية بشكل عام مع طهران بمرور الوقت.
منذ عام ٢٠١١، خلقت الثورات في جميع أنحاء المنطقة تحديات وفرصًا استراتيجية لإيران. ففي سوريا، وهي حليف قديم، تدخلت إيران عسكريًا للمساعدة في إنقاذ نظام بشار الأسد، وعلى الرغم من نجاحها في تحقيق هذا الهدف إلا أن هذا الحليف لم يعد بالقوة التي كان عليها قبل الحرب، مما يخصم من النفوذ الإيراني في المنطقة.
وفي اليمن، قدمت إيران الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين الذين قاتلوا حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية، واستطاعت من خلالهم تهديد حركة الملاحة في البحر الأحمر. في العراق، زاد النفوذ العسكري الإيراني أيضًا بسبب تهديد داعش؛ حيث اعتمدت الحكومة العراقية بشكل كبير على "قوات الحشد الشعبي"المدعومة من إيران في كثير من الأحيان لمحاربة التنظيم.
ما يعني أن استراتيجية إيران اعتمدت على مغازلة الخصوم السابقين (العراق)، والدفاع عن الشركاء المحاصرين (سوريا)، أو إلحاق الأذى في المناطق الحدودية للخصم (اليمن). علاوة على ذلك، كانت إيران مستعدة لدعم الجماعات السنية - ولا سيما حماس - عندما ترى أن مثل هذه التدابير تصب في مصلحتها الوطنية.
لا تبالغ الولايات المتحدة الأمريكية في حجم التهديد الذي يشكله توسع النفوذ الإيراني. فهي ترى أن إيران بكل ما قدمته من دعم لحكومة الأسد في سوريا، والقتال نيابة عنها، فإن الحرب الأهلية هناك جعلت إيران في وضع استراتيجي أسوأ مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب الأهلية، عندما كان بإمكانها الاعتماد على دولة سورية قوية كشريك يمكن الاعتماد عليه.
سيكون تقييد النفوذ الإيراني من قبل إدارة ترامب صعبًا - ومحفوفًا بالمخاطر في ظل الحفاظ على نظام الأسد في سدة الحكم، في المقابل من الصعب تخيل تنازل إيران عن نفوذها التقليدي في سوريا دون قتال، خاصة أن لديها وكلاء مسلحين على الأرض لجعل المعركة سيئة.كما أن احتفاظ إيران بنفوذ كبير في سوريا - قد يوفر ذريعة للولايات المتحدة، للمضي قدمًا في إعادة الإعمار. وعلى الرغم من هزيمة نظام صدام "السني" وإدماج ميليشيات شيعية ضمن الحكومة والجيش، إلا أن المكاسب التي تحققت لإيران لا تجعل نفوذها كبيرًا إلى حد ما بسبب ضعف الدولة العراقية بشكل عام، وسيطرة الولايات المتحدة على الفواعل السياسيين هناك.
ويمكن لإدارة ترامب العمل على تشجيع الحكومة العراقية لاستيعاب المظالم السنية، وتقليل اعتماد العراق على إيران، من خلال تقديم مساعدات إعادة الإعمار بسخاء أكبر، لكن من غير المرجح أن تؤدي هذه السياسة إلى إنهاء النفوذ الإيراني في بغداد، ولكنها ستضعفه بلا شك.
كما أن المواجهة في اليمن لم تحسم بعد لصالح الحوثيين كذراع من الأذرع الإيرانية، ومن المرجع أنها لن تحسم لصالحهم بسبب توسع ترامب نطاق العمليات العسكرية في اليمن، باستهداف قادة الحوثيين والبنية التحتية العسكرية، مع احتمالية وجود بعض الترتيبات لتقاسم السلطة بين الحوثيين والحكومة اليمنية، وعلى افتراض إتمامها فإنه من المرجح أن يستمر النفوذ الإيراني مع الحوثيين، إلا أنه سيتخذ شكلًا أقل فتكًا.
خلال فترة ولايته الأولى، أعاد ترامب فرض العقوبات على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرم عام ٢٠١٥ مع القوى العالمية، والذي حد من أنشطة طهران النووية مقابل حوافز اقتصادية.
في اليوم الأول من ولايته الجديدة، وقع ترامب سلسلة من الأوامر التنفيذية التي تهدف إلى إعادة بدء "أقصى قدر من الضغط"على إيران. مما يشير لعودة سياسة "الضغط الأقصى" التي اتبعها الرئيس في ولايته الأولى بفرض العزلة السياسية، باعتبارها "الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب". وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية، مع الاستمرار في عمليات قطف الرؤوس لقادة الأذرع التي تدعمها إيران مثل حماس وحزب الله والحوثيين.
كما تتضمن العقوبات الاقتصادية وقف صادرات النفط الإيرانية، لتقليص الإيرادات الحكومية وإجبار البلاد على اتخاذ تدابير غير شعبية، مثل زيادة الضرائب وحوث عجز كبير في الميزانية، وزيادة معدل التضخم.
وتهدف هذه العقوبات لمواجهة البرنامج النووي الإيراني والحد منه ومنع إيران من الحصول على أسلحة نووية بشكل أساسي.
عندما سئل ترامب عما إذا كان سيعيد التفاوض على صفقة مع إيران إذا أعيد انتخابه، قال ترامب "بالتأكيد، سأفعل ذلك" على الرغم من اتهامه لإيران بالوقوف وراء محاولة اغتياله.
على الرغم من عودة سياسة "الضغط الأقصى" إلا أنه لن تحدث تغييرات جذرية في السياسة الخارجية الأمريكية في المنطقة. بسبب تحالفات الولايات المتحدة الأمريكية وشراكاتها والتزاماتها طويلة الأمد التي لن تنقلب عليها.
تدرك الولايات المتحدة أن إيران لديها جيش كبير، ولكن الكثير منه مسلح بمعدات قديمة. ولا شك أن إدارة ترامب ستواصل تفضيل ممارسة القوة العسكرية على الدبلوماسية في المنطقة، من خلال الاستمرار في دعم نتنياهو في معاركه في غزة ولبنان وربما في سوريا دون السماح له بالدخول في حرب شاملة ضد إيران.
في اليوم الأول لولايته الثانية، أعلن ترامب عن نيته عقد صفقة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأشار إلى أنه "يجب وقف هذه الحرب"، لأنها "كارثة تهدر أموالنا"، وأن "أوكرانيا ليست مسئولية أمريكا، ولدينا مشاكل أخرى"، وقال ترامب في تصريحات صحفية إن "بوتين كان حازمًا جدًا في أنه يريد القيام بذلك.. أعتقد أنه قد يرغب في القيام بذلك أكثر مني ".
ستؤثر هذه الصفقة أيضًا على الحد من النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، بسبب تضمينها إنهاء جهود التحديث العسكري الروسية مع إيران، مقابل حوافز اقتصادية، تضاف لجهود ترامب إنهاء التدخل في أوكرانيا.
إيران لن تتخلى بأي شكل من الأشكال عن حلفائها في المنطقة، وفعليًا لا ترغب الولايات المتحدة في أن تتخلى إيران عن دعم حلفائها، حيث تحتاج الولايات المتحدة إلى الصراعات القائمة بين دول المنطقة من أجل تبرير وجودها واستمراريتها في تلك المنطقة. ما يهدف إليه دونالد ترامب فعليًا هو إقامة علاقات تعاون مع إيران، بعد فرض عقوبات اقتصادية من خلال العودة لتطبيق سياسة الضغط الأقصى، خاصة فيما يتعلق بصادرات النفط الإيرانية التي بدأت تحقق عائدات جيدة، وتجديد القيود المفروضة على الصادرات النفطية، لدفع إيران نحو التوصل إلى اتفاق جديد، فيما يتعلق بالاتفاق النووي.
هناك رغبة متبادلة بين إيران والولايات المتحدة في تخفيف التوترات والخلافات والتوصل إلى صفقة، وتسعى الولايات المتحدة إلى منع إيران من الإضرار بمصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة.