حجار للمستفيدين من برنامج الأسر الأكثر فقراُ: تحويل مالي إضافي لأهل الجنوب
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
طمأن زير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار خلال مؤتمر صحافي "اللبنانيين وكل المستفيدين من برنامج "أمان" وبرنامج "العائلات الأكثر فقرا" بأن التحويل سيبدأ في 15 تشرين الأول"، وقال إنه "لمتابعة المظالم والمشاكل عليكم الاتصال على الرقم 714 1 فقط، وهذا الرقم يعمل ضمن الدوام اي من الساعة 9 حتى الساعة 3 ومن يوم الاثنين حتى يوم الجمعة".
اضاف: "أود القول لاخوتنا اللبنانيين المجروحين ان بعض العاملين في مركز المظالم يأتون من الضاحية الجنوبية، وجزء آخر فقدوا منازلهم، وجزء يبيت اهلهم في مراكز الإيواء. فالمطلوب اليوم الصبر. هؤلاء العاملين يتلقون فوق 10 آلاف اتصال يوميا وطبعا من الضروري الاتصال، فالجميع يتألم لكن هذا الوقت للتعاضد والتضامن".
وتابع: "اما عن الجنوب والحوالة المالية الإضافية، فالأسبوع الماضي تم تحويل مليون دولار بهبة من دولة الصين، ومن اصل 10,000 عائلة استفادت 6700 عائلة. لدينا بعض المشاكل في موضوع الأوراق الثبوتية لمن غادروا منازلهم من دونها، ونحن نعمل على الرقم 1714 لمعالجة المظالم، يوم الاثنين الماضي كان هناك 4000 حالة واستطعنا معالجة 2700 ملف حتى اليوم، والكل سيأخد مستحقاته كاملة لأنه حق لهم، ونأمل ان نتوصل خلال هذا الأسبوع لمعالجة كل المظالم". واوضح ان "هناك تحويل مالي إضافي من برنامج "الغذاء العالمي" بدأ في هذه اللحظات إلى كل الجنوب من المستفيدين من برنامج الأسر الأكثر فقرا وعددهم 9950، وهي عبارة عن 25 دولار للعائلة 20 دولار لخمسة فقط أولاد من الأسرة".
واشار حجار إلى ان "البرنامج المتعلق بالأشخاص ذوي الحاجات الخاصة"، شاكرا "منظمة اليونيسف وILO للاستجابة السريعة، لانهم منذ اللحظة الأولى على بدء العدوان الكبير اتصلوا بنا واضعين انفسهم بالتصرف، وأول نقطة وصلنا اليها هي ان المستفيدين في كل لبنان من الفئة العمرية بين 15 و30 عاما وهم 12,624 شخصا، بدأوا الان بتلقي رسائل هاتفية لقبض مبلغ الأربعين دولار. النقطة الثانية وبدعم من اليونيسف و ILO اتخذ قرار بوضع مبلغ نصف مليون دولار لمحافظات بعلبك الهرمل، بعبدا الضاحية الجنوبية، ومناطق الجنوب وكل من هو بين عمر 15و 30 عاما ولديه إعاقة سيصل اليه مبلغا اضافيا هو 100 دولار، وبذلك يصبح المبلغ الإجمالي للهبة 1,200,000 دولار".
واردف: "طبعا، سيقال لماذا هذه الفئة العمرية فقط؟ وأقول ان الكل مستحق، من ترك بيته او استضاف احدهم، لكن في الاستجابة الاولى لدينا Data لهذه الفئة العمرية، وفي الاستجابة الثانية السريعة نتداول - لقد وضعت الاموال في التصرف - في كيف نستطيع جمع المعلومات لكل من غادر منزله وأصبح في ايواء، إما في مراكز تابعة للدولة او عند أشخاص. نحن بصدد دراسة آلية وخلال أيام ستصدر النتيجة لتغطية، ليس فقط الفئة العمرية من 15 حتى 30 انما ايضا من هم من عمر صفر للناضجين. كما نعمل مع ILO على برنامج لتحريك الطاقة الإيجابية لدى الأشخاص المتواجدين في مراكز الاستضافة كي يتحولوا من متلقين إلى مساهمين. وسيتم العمل في منطقة او منطقتين على أن يعمم البرنامج لاحقا".
ولفت إلى ان "منظمة اليونيسف استجابة منذ اليوم الاول بحالة سريعة وكل هذا بالتنسيق مع DRM"، وقال: "نعمل كوزارة ضمن مظلة DRM، ومنذ وقوع هذه المصيبة الكبيرة على لبنان ونحن نعمل كفريق واحد، ليس هذا الوقت للانتقاد او التنظير، اللحظة هي للعمل وتخطيط وتنسيق وادراة مميزة لأنه لدينا مستويات عدة، لدينا النازحين السوريين والعاملين الأجانب، واللبنانيون الذين نزحوا، ومن أراد منهم البقاء في قراهم، وحاليا اصبح المضيفين وكل من يعمل في مجال الإغاثة اصبحوا بحاجة الى دعم. فمنذ اليوم الأول حركت اليونيسف آلية مساعدات بدأت من الجنوب إلى الشمال، لذلك لا يقول احد إننا نساعد منطقة دون اخرى، انما نعمل بطريقة تصاعدية بدأناها في صيدا وانتقلنا إلى بيروت، واليوم سننتقل إلى منطقة جبيل والبترون".
وشكر حجار الاتحاد الأوروبي "الذي يمول مشروع مع Italian cooperation لوزارة الشؤون"، وقال: "لدينا 60 مركز من الخدمات، وتم تحويل أموال بشكل سريع لدعم هذه المراكز كي تقوم بدورها وتدعم مراكز الإيواء. ويمكن القول ان الأمور بدأت بالحلحلة في 60 مركزا بدءا من الجنوب إلى كسروان والبقاع ومناطق الشمال".
وشدد على أن لبنان "يخضع اليوم لعملية تهجير ممنهج تخطى المليون، وأصبحت كل مراكز الإيواء وعددها 850 مكتظة بالسكان، ونحن بحاجة إلى خطة مميزة وإدارة مميزة والى مساعدة المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار من جهة ووجود بدائل للإيواء مثل الخيم في ظل عدم وجود امكان عامة متوافرة من جهة ثانية".
وعن النزوح السوري، قال: "انها مسؤولية كبيرة، ولبنان استضاف السوريين لمدة 11 سنة وكان المجتمع الدولي يساهم وساهم. واليوم لدينا اكتظاظ للبنانيين وعدم إمكانية ايجاد ايجارات للمنازل، وألاخوة السورييون موجودون في الساحات. تشاورت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتحدثنا عن حلول، وغدا لدينا اجتماع مع ممثل المفوضية العليا للاغاثة لان المسألة بحاجة إلى حالة طارئة لانه يمكن ان نتحول من حالة نزوح جديد إلى حالة وباء جديد، ليس السوريين هم يتسببون بالوباء، انما التواجد في الساحات لايام من دون استحمام او تبديل ملابس، وهذا سيتسبب بأمراض سارية ومعدية وممكن ان توصلنا للانتقال من حرب همجية مع إسرائيل إلى وباء يضرب لبنان".
وناشد حجار المجتمع الدولي والعربي "فهم خطورة الموقف. فلبنان لا يستطيع تحمل كل هذه القضايا"، وقال: "أناشدهم من اجل التداعي لعمل دؤوب والحوار المبني على الانفتاح والحلول السريعة لإيجاد حلول للنازحين السوريين وأوضاع النازحين اللبنانيين الذين لم نجد لهم حتى الساعة مكانا لإيوائهم".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الفئة العمریة من برنامج
إقرأ أيضاً:
اليوم، كلّ الجهات جنوب..
ليلى عماشا
مع الفجر قاموا، والموكب أعينٌ قرّحها الشوق إلى الأرض، وقلوب ترفع صور الشهداء ورايات العزّ وتتهيأ للعبور إلى الجنوب أو إلى السماء، وأرواح تقاتل..
مع الفجر أنهوا عدّ الأيام السّتين، وساروا قافلة حجيج إلى أرض تحتضن في كل حبّة من ترابها دم شهيد، وعرق مجاهد، ودمعة أمّ.. ساروا إلى الأرض التي تحبّهم ويحبّونها، وتعرفهم ويعرفونها، وتشتاقهم ويشتاقونها.. قل ساروا إلى حيث لم تزل على التراب آثار الجثامين في العراء.. تحتضنها بحنوّ نسمات عاملة، ريثما يعود الأهل ويلملمون الأثر في حضنِ دموعهم..
على صهوات اللهفة انطلقوا، والعزم من شيم العشاق.. حتى انسكبوا في ساعات الصبح إلى “قرى الحافة”، سيل حبّ لا توقفه “ميركاڤا” ولا يهاب الجند المدجّجين بالحقد وبالرّعب.. أهو الزمان يعيد مشهد العزّ نفسه مرّتين في الجنوب، حتى نرى أهله وهم يكتبون التحرير العظيم مرة في ٢٤ أيار/مايو ٢٠٠٠ ومرّة في صباح ٢٦ كانون الثاني/يناير ٢٠٢٥، أم شاء الله أن يُرسم مشهد النّصر بصورة لم يذهب إليها وهم؛ ففتح إليه باب العبور إلى جنّة في الأرض تُدعى عاملة، أو جنّات الخلد؟
بأيّ المفردات يُكتب يومٌ من أيام الله.. بأيّ الكلمات يُحاط مشهد العزّ المكلّل بالدم الأبيّ وبالعشق الزّلال.. ألا يا أهل كلّ الأرض انظروا جيّدًا ناحية “قرى الحافة” واشهدوا كيف صارت كلّ الجهات “جنوب”.. ألا يا أهل كلّ الأرض انظروا:
مع خيوط الضوء الأولى، في صباح الجنوب، انساب أهل الأرض كما الضوء ليحرّروا ترابهم من عتمة الإرهاب وظلمات الغطرسة المتوحّشة.. أتثني طلقات الغدر الضوء عن العبور إلى مسراه؟! هل يجد جند العدا سبيلًا إلى صدّ أرواح تسلّحت بالعزة وبالعشق وبالحقّ؟! أبدًا! بالصدور المدرّعة بالشوق وباللهفة -وهذي الضلوع درع المقاومة- وباللحم الحيّ المعتزّ بهويّته -وذاك التراب هوّيّة الأحرار- وبالأصوات المنادية على حبّ الشهداء وسيّد الشهداء، ولكلّ حرّ في هذا التراب قطرة من دم عزيز..
مشى الأحبّة.. لا وجهة لهم إلا النصر، ولا منتهى لدربهم إلّا في دار الحريّة..
على وقع صوت سيد شهداء الأمّة “أيّها الأحبّة، ستعودون إلى الديار.. هاماتكم مرفوعة.. أعزّاء”..
على وقع لهفات عوائل الشهداء للوصول حيث ارتقت حبّات عيونهم “أنا أم شهيد، إبني شهيد بعدو موجود بالأرض.. مش رح فل لحتى استعيد ابني..”
على وقع الدموع المكوّنة من ماء الفرحة وملح الفقد، والناطقة بـــــ”هذه أرضنا”
على وقع الخطوات الشجاعة، وهي تتقدّم من فوق السواتر الترابية لتحرّر ما انتهك العدوّ من الطرقات ومن البيوت..
على وقع الدم النبيل، وهو يتقدّم إلى “ضيعته”، إلى شهادته، إلى السماء..
على وقع عطر الشهادة المنبعث من بين الركام فواحًّا، يشير إلى العائدين أن هنا احتدم الموت وكنّا أسياد النّزال..
على وقع العزّة المكتوبة بالدم وبالدموع وبالبذل المعظّم..
على وقع الهوى الجنوبيّ المطهّر، حرّر أهل الأرض أرضهم.. وحرّروا العقل الذي أسرته الهزيمة في براثنها فشكّك بالنّصر أو حاول.. كتبوا النّصر، لا.. بل رسموه لوحة سماوية مضيئة.. ترجموه إلى كلّ اللغات.. سطّروه بكل حواسهم من بعد أن صنعه الله بأيديهم.. كما رمى بأيدي أبنائهم وإخوانهم وأصدقائهم..
ألا يا أهل كلّ الأرض، قولوا لمن توهّم في لحظة أنّ المقاومة “جسم” تلتفّ حوله الناس أو تُفض من حوله، أنَ ما شوهد اليوم في الجنوب هو المقاومة.. وقولوا لمن ظنّ أنّ المقاومة تُبعد عن الأرض بقرار أو بإرهاب دوليين، أن الأرض جسمُ المقاومة، وأهلها الروح!