اعتبرت باحثة أميركية أن اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، الجمعة الماضي، يمثل لحظة فارقة في الشرق الأوسط، ذلك لأن في عهده أصبح حزبه الحليف الأقرب لإيران وقوة الردع الحاسمة والركيزة الأساسية في ”محور المقاومة“ الذي تتبناه طهران.

ووصفت داليا داسا كاي، في مركز بيركل للعلاقات الدولية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، مقتل نصر الله بأنه ضربة قاسية وصادمة ليس فقط لحزب الله بل لتحالف القوات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة.

أما بالنسبة لإسرائيل فقد كان مقتله "منطقيا، إن لم يكن جريئا"، وتدرجا في خطط التصعيد، وتجلى ذلك في اجتياحها البري المزعوم للبنان مما أطلق العنان لهجوم واسع النطاق على حزب الله.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غضب بجنوب أفريقيا بعد اتهام مزارعين بقتل امرأتين ورميهما طعاما للخنازيرlist 2 of 2لاكروا: ما الخطايا السبع التي طلبت الكنيسة المغفرة منها؟end of list

وذكرت في مقالها بمجلة "فورين أفيرز" الأميركية أن إسرائيل لطالما أظهرت -منذ هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضدها في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 203- استعدادها لتحمل مخاطر أكبر في حربها ضد داعمي حماس الإقليميين، بما في ذلك إيران وحزب الله.

وأشارت إلى أن العديد من الإسرائيليين يرون أن العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل هجوم حماس العام الماضي لن يكون مقبولا، لافتة إلى أن الدرس الرئيسي المستفاد من الهجمات هو أن إسرائيل لم تعد قادرة على تحمل مجرد إدارة واحتواء التهديدات على حدودها، "فهي بحاجة إلى انتصارات عسكرية حاسمة بغض النظر عن التكاليف".

وأعربت عن اعتقادها أن من غير المرجح -في ظل التصعيد الراهن- أن تنجح الجهود الأميركية والدولية في حث الأطراف المتحاربة على التوصل إلى تسوية دبلوماسية للحرب في لبنان أو غزة، حتى وإن كانت الدعوات لوقف إطلاق النار أصبحت أكثر إلحاحاً في مواجهة المواجهة المباشرة الجديدة بين إسرائيل وإيران.

لكنها لا تعتقد أن إسرائيل تسعى في الوقت الراهن إلى مخرج دبلوماسي، بل تبحث عن انتصار كامل.

واعتبرت داليا في مقالها أن نصر الله كان عدوا لدودا، وقد ابتهج الإسرائيليون، وكثيرون غيرهم في المنطقة، بزواله. وأضافت أن العديد من الإسرائيليين يؤيدون القضاء على حزب الله "الذي أصابه الوهن" في لبنان، وحتى قادة المعارضة يدعمون العمليات البرية الإسرائيلية الجارية حاليا.

لكنها عادت لتقول إنه بمجرد أن تخبو هذه الحماسة، حتى يبدأ الإسرائيليون في سؤال قادتهم عن المعنى الحقيقي للنصر.

فإذا كان النصر يعني -وفق الباحثة الأميركية- التصعيد والنجاحات العسكرية التكتيكية ضد حزب الله وإيران، فإن إسرائيل تكون قد نجحت بالفعل. لكن انتصارا من هذا القبيل "سريع الزوال"، لأنه ينطوي على تكاليف ونتائج لا يمكن التنبؤ بها، ويبدو أنه غير منفصل عن أي زخم جدي نحو السلام مع الفلسطينيين، "الذين يشكلون التحدي الوجودي الأكثر خطورة لإسرائيل".

وتتوقع الباحثة أنه لن يكون هناك "يوما تالياً" فعليا أفضل في غزة أو بقية المنطقة. فالحديث في واشنطن عن الاستفادة من مقتل نصر الله وضعف إيران من أجل ”إعادة تشكيل“ الشرق الأوسط "يعيدنا إلى المعتقدات المضللة" التي دفعت الولايات المتحدة إلى غزو العراق في عام 2003، والتي كان لها تأثير كارثي.

وترى أنه من دون تغيير في الحكومة الإسرائيلية الحالية، فإن إسرائيل وجيرانها قد يتجهون نحو يوم مختلف تماما يتميز بإعادة الاحتلال الإسرائيلي لغزة وربما حتى لجنوب لبنان، بالإضافة إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، إن لم يكن ضمها. وهذه وصفة ليست للنصر بل للحرب الدائمة، على حد تعبيرها.

وتمضي إلى أن الكثيرين تشبثوا بوهم إمكانية احتواء الصراع على جبهة إسرائيل الشمالية، لأن أي طرف لا يريد حرباً واسعة النطاق.

وأبرزت أن القتال مسمر في غزة، وأن كلا من إسرائيل وحزب الله تجاوزا الخطوط الحمراء بهجمات وصلت إلى عمق الأراضي الإسرائيلية واللبنانية وعرضت المدنيين للخطر.

وترى داليا كاي أن هناك دائما احتمالان لاندلاع حرب شاملة بإحدى طريقتين. الأول هو حدوث سوء تقدير؛ أي أن يؤدي هجوم أحد الطرفين إلى خسائر غير متوقعة وإجبار الطرف الآخر على الدخول في حرب غير مرغوب فيها.

والاحتمال الآخر أن تندلع حرب واسعة النطاق نتيجة تغيير في الحسابات الاستراتيجية؛ أي أن ترى إحدى القوتين المعنيتين أن شن حرب أفضل من تجنبها.

غير أنه من المرجح -بحسب المقال- أن تقاوم الولايات المتحدة توسيع نطاق الحرب، بعد تلويح الميليشيات العراقية المتحالفة مع إيران باستهداف أميركيين إذا تدخلت واشنطن.

على أن الكاتبة ترى أن إسرائيل ربما تفضل العودة إلى تكتيكات حرب الظل التي تعتمد على العمليات الاستخباراتية والاغتيالات داخل الدول. ومع ذلك، فإن المناخ التصعيدي الحالي ونتائج الحرب التي لا يمكن التنبؤ بها في كثير من الأحيان تعني أنه لا يمكن استبعاد أي شيء.

وخلصت داليا كاي في ختام مقالها إلى أنه ليس من الضروري أن يؤمن المرء بـ ”شرق أوسط جديد“ حيث تكون إسرائيل مقبولة بالكامل، وتتاجر وتتفاعل مع جيرانها، لكي يدرك أن هناك مسارا مختلفا وواقعيا يتعين المضي قدما فيه، مشيرة إلى أنه ليس مسار الاحتلال الدائم والحرب الأبدية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات أن إسرائیل نصر الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

عاجل.. أنصار الله تقصف قاعدة"نفاتيم" الجوية الإسرائيلية بصاروخ باليستي

أعلنت جماعة "أنصار الله" في اليمن، اليوم السبت، "قصف قاعدة نفاتيم الجوية الإسرائيلية في منطقة النقب بصاروخ باليستي فرط صوتي".

تشكيل منتخب اليمن المتوقع لمواجهة البحرين بكأس الخليج الأمم المتحدة تتهم إسرائيل باستخدام سلاح التجويع ضد سكان غزة (فيديو)


وبحسب"سبوتنيك"، قال العميد يحيي سريع، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة لأنصار الله، إن الصاروخ الفرط صوتي، من طراز "فلسطين 2"، مؤكدا أن استمرار العمليات على إسرائيل حتى وقف العدوان على قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق اليوم، تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق بأنحاء البلاد بعد سقوط قذيفة أطلقت من اليمن.
وفي بيان لاحق، أوضح الجيش أنه "بعد سماع صفارات الإنذار قبل قليل في مناطق القدس والبحر الميت، اعترض سلاح الجو الإسرائيلي صاروخًا أطلق من اليمن قبل أن يخترق الأراضي الإسرائيلية، تم تفعيل صفارات الإنذار وفقًا للبروتوكول".
وفي وقت سابق، قصفت مقاتلات إسرائيلية مطار صنعاء الدولي وقاعدة الدليمي الجوية شمال صنعاء، كما قصفت محطة كهرباء جنوب العاصمة اليمنية ومنشآت في محافظة الحديدة غربي البلاد. وأسفرت الغارات عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 40 آخرين.
وكرد عن ذلك، أطلقت "أنصار الله" (الحوثيين) صاروخا فرط صوتي على مطار بن غوريون في تل أبيب، وطائرات مسيرة على أهداف في تل أبيب، إضافة إلى مهاجمتها سفينة كانت تبحر في اتجاه ميناء إسرائيل في بحر العرب.
ويأتي القصف الجوي عشية إعلان "أنصار الله"، مهاجمة مطار بن غوريون في منطقة تل أبيب وسط إسرائيل بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع (فلسطين 2)، وشن هجوم بطائرة مُسيرة على هدف وصفته الجماعة بـ "الحيوي" في المنطقة ذاتها، واستهداف سفينة تجارية في البحر العربي شرق جزيرة سقطرى اليمنية بعدد من الطائرات المُسيرة.

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يعلنون قصف قاعدة نفاتيم الإسرائيلية في النقب / فيديو
  • عاجل.. أنصار الله تقصف قاعدة"نفاتيم" الجوية الإسرائيلية بصاروخ باليستي
  • يونيفيل: بلدة الخيام الوحيدة التي أخلتها إسرائيل وانتشر فيها الجيش اللبناني
  • خبير عسكري: حزب الله لم يرد على الخروقات الإسرائيلية
  • خبير: حزب الله لم يرد على الخروقات الإسرائيلية
  • باحثة: تكلفة إعادة إعمار لبنان بعد الحرب تصل إلى 10 مليار يورو
  • دعاء الامتحان الصعب والنجاح: الأدعية التي تساعد الطلاب على التوفيق
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته
  • حزب الله اللبناني يُدين الهجمات الإسرائيلية على اليمن
  • إسرائيل تقتل 5 صحافيين في غزة في قصف سيارتكم التي تحمل رمز الصحافة