لماذا تعامل النظام السوري بشكل باهت مع التصعيد الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
أثيرت تساؤلات كبيرة عن تعاطي النظام السوري مع تصاعد التوتر في فلسطين ولبنان، بما لا يتناسب مع كون سوريا دولة طوق محيطة بإسرائيل وأحد أركان محور المقاومة، كما أن الموقف السوري لا يتناسب مع الهجمات الإسرائيلية على أهداف عدة في دمشق وغيرها.
وكعنوان بارز لهذا الموقف، بقي الهدوء مسيطرا على الجبهات السورية مع الجولان على مدى عام كامل باستثناء هجمات صاروخية محدودة للغاية، كما ظهر تعاطي النظام باهتا حتى عبر وسائل إعلامه الرسمية مع عملية طوفان الأقصى، واكتفى بالحديث عن عدوان إسرائيلي على القطاع.
وربما لم يكن هذا الموقف مستغربا تجاه مع ما يحدث في قطاع غزة، نظرا لطبيعة علاقة النظام السوري مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي ساءت بعد الثورة السورية ضد النظام.
ولكن اللافت في الأمر، أنه لا يوجد تغير ملموس في موقف النظام -خاصة على الصعيد الميداني- بعد مرور عدة أسابيع على الهجمات الإسرائيلية على حزب الله اللبناني -الداعم الأبرز للأسد على مدى السنوات الماضية- وبرغم أن الهجمات تطورت إلى محاولة إسرائيل للتوغل البري في لبنان.
ترك مسافة مع محور إيرانأتت عملية طوفان الأقصى والحرب بين محور المقاومة وإسرائيل، في وقت يركز فيه النظام السوري على إنهاء عزلته السياسية والاقتصادية، حيث استعاد مقعده في الجامعة العربية منذ مايو/أيار 2023، كما شهد سبتمبر/أيلول الماضي تطورا مهما تمثل بافتتاح السعودية سفارتها في دمشق.
وبالتوازي مع مسار الأسد مع العرب، ومفاوضاته لتطوير العلاقات مع تركيا، ظهرت مؤشرات على رغبة النظام السوري بترك مسافة بينه وبين المحور الإيراني، حيث تجنب الأسد المشاركة في تشييع رئيس إيران إبراهيم رئيسي الذي قضى بتحطم مروحيته في مايو/أيار من العام الجاري.
واللافت أن رئيس الوزراء هو الذي قاد الوفد السوري الذي شارك في التشييع مع غياب وزير الخارجية أيضا، وبرر السفير السوري في طهران شفيق ديوب غياب الأسد بوجود "ظرف طارئ" حال بينه وبين حضور التشييع رغم تمنيه بالمشاركة، وتأجل تقديمه للعزاء إلى بعد أسبوعين كاملين حيث زار طهران نهاية الشهر ذاته.
وبعد لقاء الأسد مع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، نشر الأخير تصريحات له على حسابه في تطبيق إكس أكد فيها وجود ما وصفه "محاولات لإخراج سوريا من المعادلات الإقليمية بأساليب مختلفة، منها الوعود التي لم يفوا بها"، في إشارة على ما يبدو إلى إغراء النظام السوري برفع العقوبات عنه، وإنهاء عزلته الدولية.
كما أكد خامنئي أن مواجهة هذه الخطط تكون من خلال "عودة إيران وسوريا إلى العمل على زيادة التعاون وتنظيمه"، حيث أعطت هذه التصريحات انطباعا على عدم رضا طهران عن مواقف النظام السوري.
وقبل حادثة مقتل رئيسي بأسابيع قليلة، كشفت صحيفة إزفيستيا الروسية عن وجود اتصالات بين دمشق وواشنطن، وهذا ما أوضحه بشار الأسد بنفسه خلال مقابلة تلفزيونية له مع قناة أبخازيا الأولى، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاتصالات تتم في وقت ظهر فيه شرخ بعلاقة الأسد مع طهران.
خامنئي (يمين) استقبل الأسد الذي وصل طهران لتقديم العزاء في وفاة رئيسي وعبد اللهيان (الصحافة السورية) الدور الروسيبعد عدة أشهر من اندلاع المواجهات في غزة، تزايدت التحذيرات الروسية من امتداد الصراع إلى سوريا، حيث رفضت وزارة الخارجية الروسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 "توسيع رقعة الصراع تجاه سوريا وغيرها من دول المنطقة".
وحرصا من موسكو على عدم وقوع خروقات على الجبهة السورية، نشرت عدة نقاط للشرطة العسكرية الروسية قبالة هضبة الجولان، حيث أعلن "مركز المصالحة الروسي في سوريا" في أبريل/نيسان من العام الحالي نشر مخافر إضافية للشرطة العسكرية الروسية على خط "برافو" الفاصل بين الجيشين السوري والإسرائيلي.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، اتهم تقرير صادر عن صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية روسيا والنظام السوري بتسريب مواقع قادة الحرس الثوري لإسرائيل، في ظل تصاعد الضربات على المواقع الإيرانية، والتي تطورت إلى عملية غير مسبوقة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، استهدفت البحوث العلمية في مصياف بريف حماة، الخاضع لإشراف خبراء من الحرس الثوري.
مركز الجزيرة للدراسات أشار إلى الدور الروسي في عدم تفعيل الجبهة السورية ضد إسرائيل (الأوروبية)وأشار مركز الجزيرة للدراسات في ورقة تحليلية نشرها في يونيو/حزيران 2024 إلى الدور الروسي في عدم تفعيل الجبهة السورية ضد إسرائيل، وأكدت الورقة أن التنسيق الروسي الإسرائيلي لم يتوقف خلال مرحلة طوفان الأقصى وما بعدها، والهدف هو ضبط جبهة الجولان ومنعها من الانزلاق لمواجهة مفتوحة تؤثر على مكاسب روسيا في سوريا، ولحفظ جهود موسكو الرامية لإبعاد تل أبيب عن دعم أوكرانيا.
وسلط التحليل الصادر عن المركز الأنظار على التزامن بين نشر روسيا لنقاط مراقبة في الجنوب السوري قرب الجولان بداية شهر أبريل/نيسان 2024، والغارات الإسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق، التي تم تنفيذها في اليوم ذاته الذي أعلنت فيه وزارة الدفاع الروسية عن نشر النقاط الإضافية.
وبعد زيارة الرئيس السوري إلى روسيا أواخر يوليو/تموز الماضي، تسربت معلومات من معارضين سوريين -مقيمين في موسكو وعلى اتصال مع الخارجية الروسية- تفيد بمطالبة فلاديمير بوتين للأسد بعدم إقحام سوريا في التصعيد، وترك مسافة بينه وبين إيران، لأن الغرب وإسرائيل متجهون للتصعيد ضدها.
معارضون سوريون: بوتين (يمين) طالب الأسد بعدم إقحام سوريا في التصعيد وترك مسافة بينه وبين إيران (شترستوك) الحسابات الاقتصادية للنظام السوريفي 25 سبتمبر/أيلول الماضي ترأس بشار الأسد اجتماعا وزاريا، تحدث في غالبيته عن الأوضاع الاقتصادية والإدارية في البلاد، والمشاكل التي تعتريها، كما أشار إلى خيبة الأمل بسبب أن التطبيع السياسي مع بعض الدول لم يثمر حتى الآن مكاسب سياسية.
وبدا لافتا أن الأسد تحدث بشكل عابر وعلى هامش الاجتماع عن التصعيد الإسرائيلي في جنوب لبنان، مؤكدا ضرورة تقديم "المساعدات للبنانيين".
وأعلنت وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري في يونيو/حزيران من العام الجاري عن خطتها من أجل تسريح المجندين ضمن الخدمة الإلزامية على 3 مراحل، حيث أكد المدير العام للإدارة العامة في وزارة الدفاع اللواء أحمد سليمان أن الخطة ستسفر عن تسريح عشرات الآلاف حتى نهاية عام 2024، مع الإشارة إلى تخفيف الشروط المتعلقة بدفع البدلات النقدية.
ووصولا إلى مفهوم جديد للخدمة الإلزامية بحيث يتم الاعتماد على المتطوعين -الأمر الذي فهم منه الرغبة في تقليص النفقات وتوسيع الواردات من البدلات النقدية خاصة من فئة المغتربين- بمعزل عن التصعيد الكبير المستمر في المنطقة.
تحذيرات إسرائيلية للأسدمن جهة ثانية، نقلت وكالة "فرانس برس" الفرنسية عن مصدر دبلوماسي غربي تأكيدات بأن الأسد تلقى تهديدات من إسرائيل، تحذره من استهداف نظامه في حال سمح باستخدام سوريا ضد المصالح الإسرائيلية.
وأيضا، نقلت وكالة رويترز هي الأخرى في مطلع العام الحالي عن ضابط في المخابرات السورية معلومات تؤكد تلقي الأسد تهديدات إسرائيلية بقطع شريان الحياة عنه إذا دعم حركة حماس.
ووفق مصادر دبلوماسية عربية، فإن التهديدات الإسرائيلية التي وصلت إلى الأسد، تم نقلها عن طريق بعض الدول العربية التي لديها علاقات مع تل أبيب، حيث أجرى مسؤولون عرب زيارات مكثفة إلى دمشق مطلع العام الجاري لتبادل الرسائل بين دمشق وتل أبيب.
وليست هذه المرة الأولى التي تتوعد فيها تل أبيب الأسد، فقد هدد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز في مايو/أيار 2018 بـ"إنهاء الأسد ونظامه" إن استمر بالسماح للإيرانيين بالعمل من الأراضي السورية، مشيرا إلى أنهم لن يسمحوا له بالجلوس في قصره وبناء نظامه بهدوء، بينما تتحول سوريا إلى قاعدة إيرانية للهجمات على إسرائيل.
ويجدر الإشارة هنا إلى أن موقف النظام السوري لا يعني بالضرورة تحييد الجغرافية السورية عن المواجهة، وهذا ما أكدته الغارات الإسرائيلية على مطار الثعلة جنوب السويداء السورية، إلى جانب مطار إزرع في درعا بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
ويؤكد نشطاء من الجنوب السوري -من بينهم "تجمع أحرار حوران"- أن المطارين يتم استخدامهما من قبل الفصائل المدعومة من إيران، حيث تتحرك هذه الفصائل بحرية في سوريا وبأوامر القيادات التي تتبع لها وليس بتوجيهات النظام السوري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإسرائیلیة على النظام السوری بینه وبین
إقرأ أيضاً:
سولاف فواخرجي لـ الوفد: الفيلم السوري "سلمى" مرآة لمثابرة وقوة أهل سوريا (فيديو)
احتفل أبطال الفليم السوري سلمى"بعرضه خاص ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، والتى تقام بفعاليات الدورة الـ 45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مساء أمس بحضور الإعلامية بوسي شلبي.
وكشفت النجمة السورية سولاف فواخرجي في تصريحات خاصة لـ بوابة الوفد عن طبيعة تجسيد شخصية سلمى، مؤكده ان الشخصية تمثل طبيعة ومثابرة وقوة دولة سوريا.
وأضافت ان شخصية سلمى التي تجسدها، هي امرأة بسيطة تعيش ظروف مختلفة وترتبط كثيرًا بأبنها وأبن شقيقتها التي استشهدت أثناء القصف وتركت لها ابنها الصغير لتتولى رعايته برفقة ابنها وأن حبها بزواجها الذي فقد وتظل طوال احداث الفيلم تبحث عنه دون جدوى ولكنها لم تستلم وتقف بصمود وقوة تساند اهل قريتها وبلدها لآخر لحظة.
وأكملت أنها لم تتردد بالمساهمة في إنتاج الفيلم، قائلة: " احنا بنمثل في سوريا لكي يعلم العالم كله اننا نستطيع ان نحيي ويروا ما يحدث لنا على أرض الواقع ونخلد أنفسنا في سطور التاريخ بالفن، وأتنمى ان تعود سوريا عامره باهلها، احننا كفنانين لم نمثل في سوريا من أجل كسب المال بل لإيصال صوتنا وقوتنا لآخر نفس".
وقالت وأنا ساظل أشارك في الفن لتصل رسالتي للعالم لآخر لحظة بحياتي لانني أحيي بالفن.
واشارت ان كواليس تصوير فيلم سلمى كانت خفيفة على القلب وخاصة مليئة بالحب والتعاون والأخوه لاننا نعرف بعض تربطنا علاقة طبيه مع بعضنا البعض، لاننا كنا نحاول أن نخفف من الصعوبات الكثيرة التي تحصرنا بسبب الدمار الذي نعيشه الأن في سوريا، كما ان الفيلم يحتوى على مشاهد صعبة ومؤلمة جدًا من وحي الواقع مثل مشهد الزلال الذي فقد فيه العديد من أهل سوريا.
وأوضحت أن تغمرها السعادة بمشاركة فيلم سلمى وعرضه لأول مره للجمهور المصري خلال فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، قائلة: " فرحتي بـ سلمى مثل فرحة أى ممثل مصري في المشاركة في مهرجان عريق وعظيم مثل مهرجان القاهرة".
واختتمت ان اهتمامها بطبيعة الشخصية أهم بكثير من اهتمامها بمظهرها ووضع المكياج وتصفيف الشعر، قائلة: " أنا لو فكرت بجمال مظهري هيأثر على طبيعة الشخصية لم استطيع إيصال صدق أحساسي للجمهور".
فيلم "سلمى" للمخرج السورى جود سعيد، ينافس فى مسابقة آفاق السينما العربية بالمهرجان وتدور أحداثه حول "سلمى" تحاول أن تجد حلاً لمشاكلها بعد اختفاء زوجها، لتجد نفسها فى النهاية أمام خيارين: إمّا أن تتابع المواجهة حتى النهاية مع كلّ ما يحمله ذلك من تضحيةٍ أو أن تختار خلاصها الفردى مع عائلتها.
يشارك في بطولة الفيلم السوري سلمي سولاف فواخرجي والفنان السوري حسين عباس والفنان السوري غيث صقر والفنان السوري ورد وإخراج المخرج السوري جود سعيد.
الملكة رانيا العبدالله تتألق بأحدث صيحات موضة 2025 في خطاب العرش (صور) هبة مجدي مرآة لأحدث صيحات موضة 2025 في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي