مقاتلات إيرانية ترافق طائرة بزشكيان خشية ضربها وواشنطن تلزم نتنياهو برد قوي منضبط
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
عندما غادر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان متوجها إلى دولة قطر -صبيحة الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنه الحرس الثوري على إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي- كانت 3 مقاتلات تحيط بطائرته خشية تعرضها للاستهداف.
ورافقت هذه المقاتلات طائرة الرئيس لمسافة 1300 كيلومتر استغرقت ساعتين كاملتين وصولا إلى المياه الخليجية، وهو ما يعكس تعاملا جديا من إيران مع التهديدات الإسرائيلية، كما قال مراسل الجزيرة من طهران عمر هواش.
ووفقا لهواش، فإن المسؤولين الإيرانيين يتعاملون بجدية كبيرة من التهديدات الإسرائيلية، ويعدون العدة لصدها، لكنهم لا يتوقعون أن تقدم تل أبيب على ضرب المنشآت النووية التي يقولون إنها محصنة، ويصعب الوصول إليها.
ورغم أن رئيس هيئة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي قال إن كل الأشياء باتت متوقعة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن وزير الخارجية عباس عراقجي استبعد أن "تجرؤ إسرائيل على ضرب المنشآت النووية" التي قال إنها محصنة وموزعة على عدد من المدن.
استهداف القادةولا تستبعد إيران -بحسب هواش- أن تستهدف إسرائيل قادة عسكريين أو سياسيين أو أمنيين، لكنها في الوقت نفسه لا تتوقع أن تقدم تل أبيب على استهداف صلاة جمعة الغد التي سيؤمها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وسط طهران بحضور كافة قادة البلاد السياسيين والعسكريين والأمنيين وحشود من المواطنين المحافظين.
وقال هواش إن هذا التجمع يمثل في جزء منه تحديا إيرانيا واضحا لإسرائيل كونه يضم الدولة الإيرانية بمختلف قيادتها في مكان واحد.
وبشكل عملي، تتوقع إيران وقوع عمل تخريبي وقد أعلنت مساء الأربعاء تصفية 3 من أعضاء جيش العدل المصنف إرهابيا في طهران، والموجود على الحدود مع أفغانستان.
كما يتوقع الإيرانيون محاولة إسرائيل ضرب مرابض الطائرات المسيّرة ومخازن الصواريخ الباليستية، والتي يقول هواش إنه لن يكون ناجحا برأي المسؤولين نظرا لوقوعها في قلب الجبال الممتدة على طول السواحل الإيرانية.
وأفادت هيئة الأركان الإيرانية بأنها استهدفت قواعد عسكرية ومنشآت أمنية فقط، وأنها مستعدة لتدمير بنية إسرائيل التحتية في حال قيامها بأي رد.
كما ذكر هواش أن أحد المحللين الإستراتيجيين الذين كانوا يقولون إن إسرائيل لا تجرؤ على ضرب إيران بدأ الحديث عن إمكانية توجيه ضربات وضربات مضادة قد تمتد من أسبوع لـ3 أشهر. وقال مراسل الجزيرة إن هذا الأمر يمكن اعتباره تجهيزا للشارع الإيراني لفترة من الهجمات والهجمات المضادة.
واشنطن ستقرر هذه المرةوفي الولايات المتحدة، تتعامل إدارة جو بايدن بكثير من الجدية مع الرد الإسرائيلي المتوقع، الذي تريده منضبطا وفي الحدود التي تحددها واشنطن، كما يقول مراسل الجزيرة ناصر الحسيني.
وأفاد الحسيني بأن الإدارة الأميركية أصبحت واثقة من أن نتنياهو يحاول جرها لحرب مباشرة مع إيران، وأنهم وجهوا رسالة واضحة وجادة له بأنهم لن ينجروا لهذا الأمر.
وأضاف أن محادثات بايدن ونتنياهو تحولت إلى مشادات، كما تقول الصحف الأميركية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رضخ هذه المرة لما تريده أميركا على ما يبدو.
ويتخلص الرد الذي تريده الولايات المتحدة -بحسب الحسيني- في الابتعاد عن المنشآت النووية بحيث لا يدفع إيران إلى رد أقوى ينتهي بحرب شاملة، أو حتى لا تندفع نحو تصنيع قنبلة نووية وهو أمر يتعارض مع ما يريده الغرب.
كما ترفض الولايات المتحدة -وفق الحسيني- ضرب منشآت الطاقة، لأن هذا قد يحدث أزمة في أسعار النفط تتضرر منها حتى الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى مثل الصين.
وقال جو بايدن إنه لا يدعم هجوما على المواقع النووية الإيرانية، وإنه يناقش مع الإسرائيليين ما الذي ينوون القيام به، لأن لديهم الحق في الرد، لكن بشكل مناسب.
ويرى الحسيني أن هذه النقاشات الأميركية تريد تأطير رد منضبط يعيد لإسرائيل هيبتها ويمنحها بعض النشوة، ولا يجر المنطقة لحرب شاملة لا يريدها الديمقراطيون قبل شهر من انتخابات رئاسية صعبة.
رد قوي ومنضبطوتتلخص الخيارات المتاحة حاليا، والتي تتم دراستها بمعرفة القيادة المركزية الأميركية، في ضربة معقولة نسبيا تخفف غضب إسرائيل، ولا تدفع إيران للرد مجددا، وفق الحسيني، الذي قال إن الجميع "يدرك ضرورة وضع القوة الصاروخية الإيرانية في الحسبان، ومن ثم فإن الأمور تتجه نحو تعزيز العقوبات ورد يمنح الإسرائيليين بعض النشوة دون تلقيهم ضربة مدمرة من الإيرانيين".
وفي شكل هذا الرد، قال مراسل الجزيرة محمد المدهون من واشنطن إن الولايات المتحدة تراه حتميا وتريده قويا ومؤثرا ومحدودا في الوقت نفسه، موضحة أنها واثقة من قدرة تل أبيب على تنفيذ هذا الرد على النحو المطلوب.
وصرح المسؤولون الأميركيون بأن إسرائيل هي من ستقرر الرد، لكنهم يريدونه مضبوطا بكل هذه التحديات، وأنهم يحاولون حشد أكبر دعم دولي وسياسي لهذا الرد، بحسب المدهون.
وأفاد جو بايدن بأنه لا يدعم هجوما على المواقع النووية الإيرانية، وأنه يناقش مع الإسرائيليين ما الذي ينوون القيام به، لأن لديهم الحق في الرد لكن بشكل مناسب.
بدوره، قال الرئيس الإيراني إن إسرائيل ما كان لها أن تقوم بهذا الكم من الجرائم لولا ارتباطها بالغرب، وإنها ستتلقى ردا أقوى من هجوم الثلاثاء الماضي لو فكرت في ضرب إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة مراسل الجزیرة
إقرأ أيضاً: