عندما غادر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان متوجها إلى دولة قطر -صبيحة الهجوم الصاروخي الواسع الذي شنه الحرس الثوري على إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي- كانت 3 مقاتلات تحيط بطائرته خشية تعرضها للاستهداف.

ورافقت هذه المقاتلات طائرة الرئيس لمسافة 1300 كيلومتر استغرقت ساعتين كاملتين وصولا إلى المياه الخليجية، وهو ما يعكس تعاملا جديا من إيران مع التهديدات الإسرائيلية، كما قال مراسل الجزيرة من طهران عمر هواش.

ووفقا لهواش، فإن المسؤولين الإيرانيين يتعاملون بجدية كبيرة من التهديدات الإسرائيلية، ويعدون العدة لصدها، لكنهم لا يتوقعون أن تقدم تل أبيب على ضرب المنشآت النووية التي يقولون إنها محصنة، ويصعب الوصول إليها.

ورغم أن رئيس هيئة الطاقة النووية الإيرانية محمد إسلامي قال إن كل الأشياء باتت متوقعة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن وزير الخارجية عباس عراقجي استبعد أن "تجرؤ إسرائيل على ضرب المنشآت النووية" التي قال إنها محصنة وموزعة على عدد من المدن.

استهداف القادة

ولا تستبعد إيران -بحسب هواش- أن تستهدف إسرائيل قادة عسكريين أو سياسيين أو أمنيين، لكنها في الوقت نفسه لا تتوقع أن تقدم تل أبيب على استهداف صلاة جمعة الغد التي سيؤمها المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وسط طهران بحضور كافة قادة البلاد السياسيين والعسكريين والأمنيين وحشود من المواطنين المحافظين.

وقال هواش إن هذا التجمع يمثل في جزء منه تحديا إيرانيا واضحا لإسرائيل كونه يضم الدولة الإيرانية بمختلف قيادتها في مكان واحد.

وبشكل عملي، تتوقع إيران وقوع عمل تخريبي وقد أعلنت مساء الأربعاء تصفية 3 من أعضاء جيش العدل المصنف إرهابيا في طهران، والموجود على الحدود مع أفغانستان.

كما يتوقع الإيرانيون محاولة إسرائيل ضرب مرابض الطائرات المسيّرة ومخازن الصواريخ الباليستية، والتي يقول هواش إنه لن يكون ناجحا برأي المسؤولين نظرا لوقوعها في قلب الجبال الممتدة على طول السواحل الإيرانية.

وأفادت هيئة الأركان الإيرانية بأنها استهدفت قواعد عسكرية ومنشآت أمنية فقط، وأنها مستعدة لتدمير بنية إسرائيل التحتية في حال قيامها بأي رد.

كما ذكر هواش أن أحد المحللين الإستراتيجيين الذين كانوا يقولون إن إسرائيل لا تجرؤ على ضرب إيران بدأ الحديث عن إمكانية توجيه ضربات وضربات مضادة قد تمتد من أسبوع لـ3 أشهر. وقال مراسل الجزيرة إن هذا الأمر يمكن اعتباره تجهيزا للشارع الإيراني لفترة من الهجمات والهجمات المضادة.

واشنطن ستقرر هذه المرة

وفي الولايات المتحدة، تتعامل إدارة جو بايدن بكثير من الجدية مع الرد الإسرائيلي المتوقع، الذي تريده منضبطا وفي الحدود التي تحددها واشنطن، كما يقول مراسل الجزيرة ناصر الحسيني.

وأفاد الحسيني بأن الإدارة الأميركية أصبحت واثقة من أن نتنياهو يحاول جرها لحرب مباشرة مع إيران، وأنهم وجهوا رسالة واضحة وجادة له بأنهم لن ينجروا لهذا الأمر.

وأضاف أن محادثات بايدن ونتنياهو تحولت إلى مشادات، كما تقول الصحف الأميركية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رضخ هذه المرة لما تريده أميركا على ما يبدو.

ويتخلص الرد الذي تريده الولايات المتحدة -بحسب الحسيني- في الابتعاد عن المنشآت النووية بحيث لا يدفع إيران إلى رد أقوى ينتهي بحرب شاملة، أو حتى لا تندفع نحو تصنيع قنبلة نووية وهو أمر يتعارض مع ما يريده الغرب.

كما ترفض الولايات المتحدة -وفق الحسيني- ضرب منشآت الطاقة، لأن هذا قد يحدث أزمة في أسعار النفط تتضرر منها حتى الولايات المتحدة ودول كبرى أخرى مثل الصين.

وقال جو بايدن إنه لا يدعم هجوما على المواقع النووية الإيرانية، وإنه يناقش مع الإسرائيليين ما الذي ينوون القيام به، لأن لديهم الحق في الرد، لكن بشكل مناسب.

ويرى الحسيني أن هذه النقاشات الأميركية تريد تأطير رد منضبط يعيد لإسرائيل هيبتها ويمنحها بعض النشوة، ولا يجر المنطقة لحرب شاملة لا يريدها الديمقراطيون قبل شهر من انتخابات رئاسية صعبة.

رد قوي ومنضبط

وتتلخص الخيارات المتاحة حاليا، والتي تتم دراستها بمعرفة القيادة المركزية الأميركية، في ضربة معقولة نسبيا تخفف غضب إسرائيل، ولا تدفع إيران للرد مجددا، وفق الحسيني، الذي قال إن الجميع "يدرك ضرورة وضع القوة الصاروخية الإيرانية في الحسبان، ومن ثم فإن الأمور تتجه نحو تعزيز العقوبات ورد يمنح الإسرائيليين بعض النشوة دون تلقيهم ضربة مدمرة من الإيرانيين".

وفي شكل هذا الرد، قال مراسل الجزيرة محمد المدهون من واشنطن إن الولايات المتحدة تراه حتميا وتريده قويا ومؤثرا ومحدودا في الوقت نفسه، موضحة أنها واثقة من قدرة تل أبيب على تنفيذ هذا الرد على النحو المطلوب.

وصرح المسؤولون الأميركيون بأن إسرائيل هي من ستقرر الرد، لكنهم يريدونه مضبوطا بكل هذه التحديات، وأنهم يحاولون حشد أكبر دعم دولي وسياسي لهذا الرد، بحسب المدهون.

وأفاد جو بايدن بأنه لا يدعم هجوما على المواقع النووية الإيرانية، وأنه يناقش مع الإسرائيليين ما الذي ينوون القيام به، لأن لديهم الحق في الرد لكن بشكل مناسب.

بدوره، قال الرئيس الإيراني إن إسرائيل ما كان لها أن تقوم بهذا الكم من الجرائم لولا ارتباطها بالغرب، وإنها ستتلقى ردا أقوى من هجوم الثلاثاء الماضي لو فكرت في ضرب إيران.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة مراسل الجزیرة

إقرأ أيضاً:

دفعتنا للرد..بزشكيان: سنرد بشكل أقسى إذا هاجمتنا إسرائيل

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، من العاصمة القطرية الأربعاء، إن بلاده "لا تتطلع" إلى الحرب، لكنه تعهد في الوقت نفسه برد "أقسى" إذا ردت إسرائيل على هجوم طهران على إسرائيل، الثلاثاء.

وفي زيارته الأولى إلى الدوحة، قال بزشكيان في مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني: "إذا أرادت إسرائيل الردّ فسنرد بشكل أقسى، هذا ما تلتزم به الجمهورية الإسلامية".
وشنت إيران الثلاثاء هجوماً صاروخياً على اسرائيل، قالت إنه انتقاماً لاغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في يوليو (تموز) في طهران، وأمين عام حزب الله حسن نصرالله، الأسبوع الماضي بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، وهما حليفا طهران البارزان.
وقال بزشكيان  إن إسرائيل "هي التي تجبرنا على الرد"، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده "لا تتطلع" إلى الحرب.

في مجلس الأمن..#أمريكا تحذر #إيران https://t.co/fo3lSPtwZ4

— 24.ae (@20fourMedia) October 2, 2024 وأضاف "نتطلع للسلام والهدوء. طلبوا منا التريث في الرد على اغتيال هنية في طهران لإعطاء فرصة للمفاوضات"، لكن "إسرائيل دفعتنا للرد بعد استهداف ضيفنا وتصعيد الوضع في لبنان، واستمرار الاعتداءات في غزة". واعتبر أن "زعزعة الأمن في المنطقة لا تصب في مصلحة الأوروبيين والولايات المتحدة".
من جهته، أكد أمير قطر أن "العدوان المستمر على لبنان يضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية، وهو ما حذرنا منه منذ بداية العدوان على غزة".

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يلمح إلى استخدام مقاتلات ”إف-35” في رد محتمل على إيران
  • دفعتنا للرد..بزشكيان: سنرد بشكل أقسى إذا هاجمتنا إسرائيل
  • رغم لاءات بايدن.. بزشكيان يحسم موقفه بمواجهة مخطط نتنياهو لضرب قلب محور المقاومة
  • بايدن يعارض قصف المواقع النووية الإيرانية
  • إيران تعلن انتهاء هجومها على إسرائيل.. وواشنطن وتل أبيب تتوعدان بالرد.. قلق دولى من استهداف المنشآت النووية
  • بايدن يوضح موقفه من إمكانية مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية
  • بتغريدة ومقاتلة إف 35.. نتنياهو يبعث برسالة إلى إيران
  • بتغريدة ومقاتلة إف 35 .. نتنياهو يبعث برسالة إلى إيران
  • الرئيس “بزشكيان” مخاطباً العدو الصهيوني: “هذا ليس سوى جانب من قوتنا.. لا تدخلوا في صراع مع إيران”