القبة الحديدية الإسرائيلية فعّالة لكن مُكلفة جداً
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
للمرّة الثانية، أثبت نظام "القبة الحديدية" المُضاد للصواريخ الذي طوّرته إسرائيل بمُساعدة أمريكية، قدرته غير العادية على اعتراض الهجمات من إيران، لكنّ التساؤلات تثور حول تكلفته الباهظة حيث سعر الصاروخ الاعتراضي الذي تُطلقه القبة، أغلى بنحو 100 مرّة من ثمن الصاروخ العادي.
وتُعدّ القبة الحديدية، التي بدأت العمل منذ عام 2011، لكن بشكل أقل كفاءة حينها، خط الدفاع الأوّل لإسرائيل ضدّ الصواريخ.
Israël : un « Dôme de fer » efficace mais coûteux
Le système antimissile développé avec l’aide américaine a eu plusieurs fois l'occasion de montrer son extraordinaire aptitude à intercepter les attaques venues de l'Iran.
➡️ https://t.co/lyVqsvW87G
Par @guerricp pic.twitter.com/OF2gx1AvdM
وتمّ تطوير نظام القبة الحديدية الإسرائيلي ضدّ الصواريخ والقذائف في العقد الأول من القرن الـ 21، وتمّ تحسينه في السنوات الأخيرة إلى حدّ كبير بعد بدايات صعبة، وتزعم تل أبيب فعاليته بنسبة 95% في حماية المناطق المأهولة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى (حتى 70 كيلومتر). وقد تمّ اعتراض نحو 6 آلاف صاروخ خلال 13 عاماً. كما باتت القبة الحديدية قادرة على اعتراض الطائرات المسلحة بدون طيار.
وتتمثّل آلية نظام "القبة الحديدية" في أنّه عندما يكتشف الرادار صاروخاً أو قذيفة، فإنّه يتحقق من أن المسار يهدد منطقة مأهولة ثم يأمر البطارية بإطلاق أحد صواريخها الاعتراضية الـ 20. ومن السهل جداً للنظام القيام بالمناورة، حيث يُمكن وضع الصاروخ الاعتراضي بدقة في مسار القذيفة المُراد تدميرها، وفي بعض الأحيان يستطيع القيام بانعطافات حادة في السماء.
Dôme de fer, système Arrow, laser Iron Beam… Comment Israël se protège https://t.co/nRBy3ZNN2i
— Le Point (@LePoint) October 2, 2024 التكلفة، ثغرة أمنية!ولكنّ هذا النظام الفعّال، الذي يتسم بسهولة الاستخدام والموثوقية، والذي تمّ تطويره بشكل مشترك من قبل شركتي رافائيل (إسرائيل) ورايثيون (الولايات المتحدة)، يُخفي ثغرة أمنية تتمثّل في التكلفة الباهظة.
وتعكس وقائع الحرب تكاليف مالية مريرة، ولكنّها لا تقلّ أهمية بالنسبة لمُستقبل الصراع العسكري. وإذا ما استمرّ إطلاق الصواريخ بالمئات على إسرائيل، فلن يكون ذلك فقط على أمل أن يتمكن عدد قليل منها من تجاوز الدفاعات ونظام القبة الحديدية، بل السبب أيضاً هو أنّ إسرائيل تُنفق عشرات الآلاف من الدولارات مقابل كل صاروخ يتم اعتراضه.
وبالإضافة إلى تكاليف تطوير القبة الحديدية (وهو رقم أبقت عليه إسرائيل سراً رغم المُساهمة الأمريكية)، يتعيّن على إسرائيل أن تتحمل تكلفة الذخائر. ويكلف صاروخ "تامير" الاعتراضي حوالي 50 ألف دولار مقارنة ببضع مئات من الدولارات لصاروخ "محلي الصنع" من قبل حماس بمواد بسيطة. بينما يتردّد كذلك أنّ إطلاق صاروخ "أرو" واحد لاعتراض وتدمير صاروخ باليستي يُكلّف 3.5 مليون دولار.
#Breaking: The Iron Beam system exhibited effective threat detection in the Gaza war. The Israel defense establishment is expediting the operational readiness of the Israeli-developed "Iron Beam" laser interception system. Anticipating operational tests within weeks.… pic.twitter.com/OY61Q2vOPm
— Open Source Intel (@Osint613) January 1, 2024 حرب غير مُتكافئة مالياً!وحول ذلك يرى الكاتب الصحفي غيريك بونسيت، الخبير في التكنولوجيا والأسلحة، أنّ هذه الحرب غير مُتكافئة على الصعيد المالي، حيث يتم اعتراض المقذوفات الرخيصة وسهلة الصنع بواسطة أسلحة باهظة الثمن وعالية التقنية، ويُمكن مُقارنة ذلك بحرب الاستنزاف. ومن خلال إطلاق الصواريخ البسيطة، تضمن حركة حماس على سبيل المثال استنزاف الموارد المالية للجيش الإسرائيلي.
ولكن من المؤكد أن إسرائيل تستثمر أموالاً ضخمة لحماية سكانها، على الرغم من أنّ كلّ صاروخ يتم اعتراضه يمثل ضربة قوية لمالية تل أبيب. وبإضافة التكاليف الضخمة جداً للتطوير والتحسين الدائم للنظام على المدى الطويل إلى أسعار الذخيرة، فإنّ المليارات سوف تتبخر بعيداً.
Dôme de fer : voici combien coûte chaque interception de missile ennemi https://t.co/k91lozWTDS
— CNEWS (@CNEWS) October 2, 2024 سلاح الليزر، نظام بديلوفي مواجهة الاستنزاف المالي، يعمل المصنعون الأمريكيون على نظام اعتراض صاروخي بشعاع الليزر، والمُشتق من مشروع تخلّى عنه الإسرائيليون في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21. وقد أثبت النموذج الأولي الجديد لشركة "نورثروب جرومان" نفسه خلال الاختبارات التي أجريت منذ عام 2018، حيث لن تكلف كل طلقة واحدة لإسقاط صاروخ سوى 1000 دولار، إلا أنّ الحكومة الإسرائيلية لم تُباشر بعد إجراءات الاستحواذ والتأسيس، وبالتالي لن يتم نشرها قبل عدّة أعوام فيما إذا تمّ ذلك أصلاً، حسب خبراء أسلحة وتكنولوجيا.
ولكنّ التساؤلات تتزايد، حول ما إذا من الممكن أن يُعتبر شعاع الليزر هو مستقبل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والذي من شأنه أن يُكمل القبة الحديدية من خلال تدمير الطائرات بدون طيار والصواريخ، من أجل تجنب تأثير التشبّع. وبشكل ملموس، سيتم توجيه شعاع الليزر لعدة ثوان نحو المقذوف الصاروخية القادمة من أجل جعلها تنفجر.
Dôme de Fer, Fronde de David, système Arrow… Comment Israël se protège des attaques aériennes
➡️ https://t.co/VAmamMfFvQ pic.twitter.com/vGATvfNELP
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية لإسرائيل حزب الله إيران إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله إسرائيل القبة الحدیدیة
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في اعتراض صاروخ الحوثيين
كشف الخبير العسكري بقوات أنصار الله (الحوثيين) العقيد مجيب شمسان عن خصائص صاروخ "فلسطين 2" الذي أطلقه الحوثيون على إسرائيل، وتسبب في سقوط جرحى وحالة من الهلع.
وقال إن صاروخ "فلسطين 2"، الذي جرى تطويره خلال الحرب الإسرائيلية على غزة، تصل سرعته النهائية إلى 16 ماخا، وهذا ما يجعل كل المنظومات الاعتراضية في المنطقة عاجزة عن التصدي له.
وأُصيب إسرائيليون جراء سقوط صاروخ أُطلق من اليمن على منطقة يافا قرب تل أبيب، فجر اليوم السبت، حيث دوت صافرات الإنذار في مناطق عدة بإسرائيل. وقالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية إن الجيش يحقق في سبب الفشل باعتراض الصاروخ اليمني الذي انفجر في تل أبيب وخلف 30 مصابا.
وأشار شمسان إلى أن أحدث المنظومات "ثاد"، التي قال إن الأميركيين أحضروها لحماية إسرائيل، تصل أقصى سرعة لصدها إلى 9 ماخات، وبالتالي لا يمكن لأي منظومة قائمة اليوم أن تعترض صاروخا تصل سرعته إلى 16 ماخا.
وأكد أن المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية قد فشلت في اعتراض الصاروخ اليمني، وهو صاروخ فرط صوتي لا داخل الغلاف الجوي ولا خارجه.
وأضاف شمسان -في مقابلة مع الجزيرة- أن "تطور القدرات الصاروخية لليمن يعني امتلاكه معادلات القوة الكفيلة بقلب الموازين في المنطقة".
إعلان
وعن توقيت استخدام صاروخ "فلسطين 2″، قال شمسان إنه تم تطوير هذا النوع من الصواريخ خلال مرحلة العدوان على قطاع غزة واليمن، أي أن العملية تمت في ظل فترة قياسية زمنية، وكشف أنهم يعملون على تطوير هذه القدرات إلى أعلى مستوى ممكن، على مستوى المدى والقدرة التدميرية والدقة.
وأكد أن الحديث عن تطوير صاروخ "فلسطين 2" بدأ منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وكان قد سبقه الحديث عن صاروخ "حاطم" الفرط صوتي المخصص لضرب أهداف بحرية.
وكانت جماعة الحوثيين كشفت عن الصاروخ مطلع يونيو/حزيران 2024، وقالت إنه ينتمي إلى صنف الصواريخ الباليستية الفرط صوتية، وهو صاروخ أرض أرض، متطور وموجه بدقة.
ومن جهة أخرى، حذر الخبير العسكري اليمني إسرائيل بأن عمليات الحوثيين "ستتصاعد على مستوى وتيرة زمنية متقاربة جدا، وستتصاعد حجم القوة النارية والضربات المركزة نحو أهداف حساسة، وقد تستهدف منشآت نفطية وغازية واقتصادية".
فشل وإحراجوفي السياق نفسه، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية محمود يزبك أن الجيش الإسرائيلي والإعلام الإسرائيلي أيضا لم يستطيعا إخفاء حقيقة ما حصل، مشيرا إلى أن الصاروخ اليمني سبب إحراجا كبيرا للمنظومتين العسكرية والسياسية في إسرائيل.
وقال إن المنظومات العسكرية الإسرائيلية لم تستطع حتى كشف الصاروخ اليمني عند دخوله الأجواء الإسرائيلية، ما يدل على فشل حقيقي للمنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
وعن تأثير هجمات الحوثيين على قضية التوصل إلى صفقة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، أوضح يزبك أن الجبهة اليمنية هي جبهة إسناد لقطاع غزة، ولو تم إيقاف الحرب في غزة فستتوقف هجمات الحوثيين، لكنه شكك في وجود نية لدى إسرائيل بوقف الحرب.
ويُذكر أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية كشفت في وقت سابق أن الحوثيين أطلقوا أكثر من 200 صاروخ وأكثر من 170 مسيّرة متفجرة على إسرائيل منذ بداية الحرب.
إعلان