لجريدة عمان:
2025-03-11@05:45:16 GMT

دعوة للهروب والنسيان

تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT

لأن الحياة تتشكل من مجموعة أحداث ومواقف نود الاحتفاظ ببعضها والبعض الآخر نسعى للتهرب منه بل ومحوه من الذاكرة متكئين على حيلة (النسيان) العتيقة.. تتواصل مفاجآت هذه الحياة ونستمر نحن في محاولاتنا لتجاوز ما علِق بأذهاننا من خيبات الماضي وقد ننجح في ذلك، وقد لا يُكتب لنا النجاح؛ نظرًا للثقلِ الذي ما زال يُلقيه على كاهلنا.

ورغم يقيننا بأن تعقب الماضي لا يعني أكثر من إرهاق ذهني وعبثي لا طائل من ورائه لكننا نظل مُتعلقين به نبحث في قعرهِ بدأب عن كل ما يُفسد صفاء لحظتنا، ويوقد داخل نفوسنا جذوة الأكدار والتعاسة.. نستمر في ذلك حتى يدركنا الموت!!.

عما نبحث؟ ولماذا نبحث ؟ لا نملك أي إجابة لهذا نواصل لعبة الإنهاك لأرواحنا حتى نفقد حلاوة اللحظة ومتعتها مع إيماننا المُطلق بأن المستقبل محجوب عنا وأنه يدخل في دائرة الغيب.

إنَّ تعلق الإنسان برواسب الماضي واحتفاظه بكل ما هو آسنٌ ودارسٌ ومُحبط في حياته وعدم قدرته على تخطي ما يجب تخطيه والذي لم يكن هو بأي حال من الأحوال ضالعًا في تأسيس كثير من قواعده ، جدير بإحالته إلى شخص مأزوم غير قادر على التصالح مع نفسه ومع الحياة.

نتعلق تعلقًا غير مفهوم بكل ما هو سيئ وقاتم من صنيعة الماضي، نُفتش بين الرُكام عن أي منغص يُفسد يومنا، نأتي على سيرة أشخاص لا نحتفظ لهم داخلنا بقليل ودِ، نفرد مساحات واسعة من التفكير للقباحات التي مررنا بها ذات سنين خالية مضت.

نتناسى عن سبق إصرار أن الحياة قصيرة جدًا لن نعيشها إلا مرة واحدة، نتجاهل أن الماضي ما هو إلا مرحلة ولّت إلى غير رجعة لا تستحق سوى النسيان والطمس والاستفادة من تجاربها الحسنة والسيئة.

من يكون المسؤول الفلاني الذي «كان» لا يروقك وتمقت جبره وسوء خُلقه حتى يكدر حاضرك الذي تعيشه وأنت بعيد عنه ؟ من فرعون هذا الذي يستحق كل هذا العناء وهو لا يملك أي حيلة تضمن عدم أُفول شمسه وفقدان منصبه وانهيار صحته وتزلزل مكانته ؟

أي تذكر تنشده في شخص أحسنت إليه ولم يتردد في اغتنام الفرصة الأولى للإساءة إليك؟ ماذا يُشكل أي شخص قريبا كان أم بعيدا إذا انسحب من حياتك وقرر أخذ مسار آخر ليحبسك في دائرة فارغة من مرارة الفقد وعذاباته؟

عن أي رجل أعمى ما زلت تبحث عنه داخلك أضاع سنوات طويلة وهو يتحرى حقيقة نفسه ؟ عن أي مُخلصِ بسط يديه لمن يحب معولًا على صفاء سريرته وماضٍ غاب ضوؤه ولم يجن في يديه سوى الريح؟ من ذا الذي يستحق كل هذا العناء؟

النسيان.. وحده النسيان والتجاهل هو الطريق المؤدي إليك.. أنت الذي تستحق حياة أجمل متخففًا من ذكريات ماض محبط لم تصنعه بيدك.. من أشخاص لا يستحقون معرفتك.. من تاريخ بائد سلة المهملات مكانه.. فقط قل إنني أرغب في أن أكون سعيدًا وستكون.

آخر نقطة..

بينما كان الجميع ميممًا وجههُ شطر بوابة السعادة كنت أنتَ تبحث بين الأنقاض عن كل ما هو أسحمُ وقاتم.. يا لك من شقي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دعوة إسرائيلية لتبادل الأراضي مع الفلسطينيين بدلاً من تهجيرهم

قال مؤلف كتاب "الرحلة إلى إسرائيل الأخرى" والمدير العام السابق للمجلس الصهيوني، موشيه بن آتار، إنّه: "رغم الترويج الإسرائيلي غير المسبوق لخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بتهجير الفلسطينيين من غزة، لكن أوساطا إسرائيلية وازنة اعتبرتها خطوة وهمية وشرّيرة في الأساس".

وتابع بن آتار، في مقال نشر على موقع "زمن إسرائيل" أنّ: "أوساطا إسرائيلية  اتّهمت ترامب بتعطيل العملية الدبلوماسية، ولعل صدور ردود الفعل السلبية في العالم العربي، دليل على ذلك، على اعتبار أن التخلي عن الأرض هو التخلي عن الشرف في الثقافة العربية، وليس وصفة جيدة للحل، وفي نظر الفلسطينيين فإنه نكبة ثانية وخيانة للقضية الوطنية".

وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "فكرة طرحت سابقاً في المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، وتطرح ترتيبا لتبادل الأراضي بينهما مع مصر، من شأنها أن تؤدي لاختراق مستقبلي"، فيما زعم أن المشكل لدى الفلسطينيين في كلمة "ترانسفير" مُقترحا ما وصفه بـ"خطوة سياسية تتضمن عنصر التبادل الإقليمي".

وأردف بن آتار، الذي يشغل أيضا مدير معهد الأبحاث والتعليم بمؤسسة كاتسنلسون، وكان مساعدا مقربا لعدة وزراء ومستشارا لرئيس الاحتلال، بأنّ: "الجغرافي البروفيسور يهوشوع بن أرييه طرح اقتراحا بهذا الروح قبل عقود من الزمن، ويستحق هذا المخطط الآن فحصا جديدا".

واسترسل: "مقترحا تبادلا للأراضي من خلال مضاعفة مساحة قطاع غزة باتجاه ساحل البحر المتوسط وشمال سيناء، في الأراضي التي ستخليها مصر بالاتفاق، بما من شأنه توسيع مساحة القطاع، وإعادة توطين مخيمات اللاجئين المدمّرة، وبناء بنية تحتية واسعة النطاق تغير وجه المنطقة". 

وأشار إلى أنّ: "هذا المسار ينبغي أن يكون بموافقة مصرية، باستئجار مساحة 300 كم2، ستة أضعاف مساحة تل أبيب، تكون المنطقة منزوعة السلاح تحت رقابة دولية صارمة، كجزء من تحرّك لصياغة اتفاق إقليمي مع السعودية، وهو ما يهم الاحتلال والولايات المتحدة، بحيث تتعاون معه السلطة الفلسطينية، وتخرج حماس من الصورة".


وأكّد أنه: "لا يمكن للأردن أن يكون الحلّ لقضية غزة، لأن تدفّق 300 ألف فلسطيني لأراضيه كافياً لتعريض وجوده للخطر في المستقبل، وخلق حركة مقاومة، وتهديد النظام، لأن 60% من مواطنيها فلسطينيون، وينبغي للاحتلال والولايات المتحدة، المهتمتان بالاستقرار الطويل الأمد للملك عبد الله، تجنّب هذا الاتجاه".

في المقابل، يرى الكاتب أنّ: "الأراضي التي ستُخليها مصر ستخلق ديناميكية جديدة للحياة، وستحصل على مساعدات دولية وعربية ضخمة، لأن التنازل بنظرهم ليس كبيراً، بل قد يؤتي ثماره، وهذه فكرة لها سابقة في المنطقة، لأن عام 1965 شهد توقيع اتفاقية تبادل الأراضي بين الأردن والسعودية".

"في إطارها نقلت الأخيرة للأولى شريطاً ساحلياً بطول 17 كم من العقبة، مقابل نقل الأردن للسعودية مساحات في منطقة صحراوية، بما سمح للأردن بإنشاء مدينة سياحية وميناء، مما شكّل مرساة مهمة لاقتصاده" بحسب المقال نفسه.

وأوضح أنه: "في المنطقة التي ستخليها مصر يمكن إقامة منطقة صناعية كبيرة، ومنطقة صيد وسياحة ساحلية وزراعة، والتغلب على الكثافة السكانية لغزة بإعادة توطينها، وفي المقابل يُخلي الاحتلال مناطق في النقب الغربي كجزء من تبادل الأراضي، وضمّ الكتل الاستيطانية: معاليه أدوميم وغوش عتصيون والقدس المحتلة، وبالتالي التقدم على طريق الانفصال عن الفلسطينيين، وتقليل الصراع معهم".

وأبرز أنّ: "المناطق التي سينقلها الاحتلال إلى مصر في منطقة نيتسانا وصحراء فاران والنقب الغربي فيمكن أن تكون مقابل مناطق تخليها مصر في الشريط الساحلي لصالح الفلسطينيين، وهذه حركة دائرية، تستفيد منها جميع الأطراف، ولأن تبادل الأراضي ليس أمرا جديدا، ففي الماضي عرض الاحتلال على الفلسطينيين مناطق في النقب الغربي، مقابل موافقة الفلسطينيين على التنازل عن أراض بالضفة الغربية، وجرت المفاوضات بشأن حجم الأراضي التي سيتنازل عنها كل جانب". 

وزعم أنّ: "العودة لهذا المخطط من شأنها أن تساعد في التغلب على العقبات، ولا حدود للخيال الجامح الذي قد يتولّد على طريق التسوية بهذا الاتجاه، بل قد تحظى الخطة المقترحة بقبول توافقي من الدول العربية "المعتدلة"، الرّاغبة بتمهيد الطريق أمام تسوية إقليمية، خاصة السعودية الساعية لتسوية مع الاحتلال، لكنها تحتاج لمبرّر يمكن تفسيره في الجامعة العربية".


وأوضح أنّ: "فكرة ترامب قد تسقط عن طاولة المفاوضات بسبب المعارضة التامة من العالم العربي، فيما سيزداد الضغط من أجل التسوية بعد الحرب، ولن يتمكن المجتمع الدولي من الجلوس مكتوف الأيدي، وسيواجه الاحتلال وضعا سيجبره على اتخاذ مبادرة جديدة". 

وختم بالقول: "قد تكون فكرة غزة أولا مسارا منطقيا للتسوية، فترامب يدرك أن المسار السعودي يجب أن يكون سريعا، لأن ما لم يتم في بداية ولايته يصعب تنفيذه لاحقا، ويمكن أن تؤدي المعارضة الحازمة في العالم العربي لخطته بشأن الهجرة لخلق اتجاه جديد في شكل خطة لتبادل الأراضي".

واستطرد: "لكنّ التركيبة الحالية للحكومة لن تسمح لها بالمضيّ قدما، لذلك، من الضروري تشكيل حكومة إسرائيلية بتركيبة مختلفة في أقرب وقت ممكن، والذهاب للانتخابات هو المسار المفضل".

مقالات مشابهة

  • لأول مرة دعوة على السحور بين صوت العرب وإذاعة الرياض
  • الأمطار تعيد الحياة إلى منتجع رأس الماء بشفشاون
  • دعوة جديدة من الدفاع للمتقدمين في الدورة التأهيلية 89
  • صيب السماء يعرقل الحياة في بغداد (صور)
  • بوراص: دعوة السفارة الهولندية لنا على الإفطار كان فرصة لتبادل الأفكار
  • للصائم دعوة لا ترد
  • زيارة ترامب إلى بريطانيا قد تخلق أزمة دستورية في بريطانيا
  • دعوة إسرائيلية لتبادل الأراضي مع الفلسطينيين بدلاً من تهجيرهم
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو مستعد لدفن المتجزين للهروب من المحاكمة
  • بعد دعوة أوجلان.. رسالة لـ«حزب الديمقراطية والمساواة» في تركيا