إلى أي مدى نجحت رهانات حزب الله؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
حين دخل "حزب الله" الحرب في غزة وفتح جبهة جنوب لبنان "لإسناد" حركة "حماس" كان رهانه الضغط على العدوّ الإسرائيليّ لوقف إطلاق النار في فلسطين وتبادل الأسرى بالمحتجزين. لكن بعد حوالي سنة من المعارك، خرجت إسرائيل عن كافة الخطوط الحمر وقامت باغتيال قيادات الصفّ الأوّل في "محور المقاومة" أكان في الضاحية الجنوبيّة أو في فلسطين أو في إيران، وزادت من وتيرة قصفها بشكل غير مسبوق مرتكبة المجازر بحقّ المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين على حدٍّ سواء، من دون أيّ رادع أو احترام لقواعد الاشتباك.
فتل أبيب تجاوزت "قواعد الاشتباك" التي ظنّت "المقاومة" أنّ إسرائيل لا يُمكن أنّ تخرج عنها. فخلال الفترة الأخيرة، عمد الجيش الإسرائيلي إلى توسيع رقعة قصفه وقام بتهجير سكان الضاحية الجنوبية بعدما أرهب وقتل المدنيين هناك، وقد وصل الجنون ببنيامين نتنياهو إلى المُخاطرة باغتيال السيّد حسن نصرالله، من دون الاكتراث بتوسّع الحرب إلى لبنان وبالتحذيرات الدوليّة له. إلاّ أن اعتبار أنّ "إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت" وأنه لا يُمكنها أنّ تُغامر في لبنان لأنّ قدرات "حزب الله" كبيرة وازدادت جدّاً منذ العام 2006 لم يتطابق مع الواقع الميداني، خصوصًا بعد اغتيال الأمين العام لـ "الحزب" وتدمير الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع في غضون أيّام قليلة، وهذا ما اعتبره البعض فشلاً في التقدير من قبل "المقاومة" التي استخفت بإمكانات العدوّ الذي بات يُريد إبعاد عناصر "الرضوان" بالقوّة إلى شمال الليطاني عبر الغزو البريّ المحدود، كما القضاء على ترسانة "الحزب" عند الحدود مع فلسطين المحتلة. إلا أن التصدي اليومي لمحاولات الخرق الإسرائيلية على الحدود الجنوبية قد أحبط مخطط الاجتياح البري حتى الآن. وقد يكون تفجير أجهزة "البيجر" والاتصال أيضاً من أبرز العوامل التي أدّت إلى خيبة في أوساط "حزب الله"، لأنّ العدوّ نجح في أنّ يفرض معادلة استخباراتية جديدة. إلاّ انّه خلافاً لكلّ التوقّعات الإسرائيليّة والغربيّة، فإنّ "حزب الله" واجه التصعيد والإجرام الإسرائيليّ بقصف المستوطنات بعدد كبيرٍ من الصواريخ، وهو القادر لوجستيًا على إطلاق حوالي 3000 صاروخ على المستعمرات وعلى تل أبيب يوميّاً، لكنه في الواقع يتبع استراتيجية مغايرة لما يتوقعه العدو. وتجدر الإشارة إلى أنّ "حزب الله" دخل في معركة إستخباراتيّة ضدّ الجيش الإسرائيليّ عبر تصويره مواقع مهمّة جدّاً داخل حيفا والجولان وغيرها من المدن الإسرائيليّة، غير أنّه لا يزال يُعوّل على عدم خروج الأمور عن السيطرة وعدم المُخاطرة، بينما العدوّ بدأ عمليّة بريّة غير ناجحة وغير موفقة في لبنان.
وفي هذا السياق أيضاً، فإنّ "الحزب" ربما قد أخطأ في بعض الأحيان باعتباره أنّه يتفوّق على إسرائيل عسكريّاً، وأشار إلى أنّ العدوّ لا يُمكنه فتح جبهة في لبنان في ظلّ استمرار الحرب في غزة، لكن ما ثَبُتَ أنّ تل أبيب لا تزال قادرة على مُواجهة "حماس" في غزة، وزيادة قصفها للمناطق اللبنانيّة وبشنّ غزو بريّ، كما عبور بعض آلاف الكيلومترات لضرب أهداف الحوثيين في اليمن، ردّاً على استهداف تل أبيب بصواريخ بالستيّة.
وقد يرى الكثيرون أنّ رهان "حزب الله" على عدم بقائه وحيداً في ساحة القتال، وهو صاحب شعار ـ"وحدة الساحات" أثبت فعاليته عندما قصف الحوثيّون في اليمن والفصائل العراقيّة إسرائيل بالوتيرة عينها، من دون أنّ ندخل في مدى تأثير هذا القصف على قدرات اسرائيل العسكريّة أو الضغط عليها لإنهاء عدوانها على لبنان وفلسطين. وكذلك جاء الرد الإيراني ليدحض كل الشائعات بأن إيران قد تخّلت عن "الحزب".
وأكّد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم خلال إطلالته الأخيرة، أنّ "المقاومة" لا تزال تُشدّد على "إسناد غزة" وعلى استعداد المقاتلين لأيّ عمليّة بريّة إسرائيليّة، في تأكيدٍ أنّ "الحزب" لا يزال مُتمسكاً برهاناته السابقة. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
المقاومة اللبنانية تنشر تفاصيل كمين ضد الجيش الإسرائيلي
أعلنت "المقاومة الإسلامية" في لبنان أبرز التطورات حول معركة "أولي البأس" التي تخوضها ضد الجيش الإسرائيلي المتوغل في مناطق جنوب لبنان، إضافة إلى قصف المستوطنات ومواقع عسكرية داخل "إسرائيل".
اقرأ ايضاًمقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك داخل لبنانوقالت المقاومة في بيان نقلته وكالة الأنباء الوطنية "اللبنانية" للإعلام إن عناصرها "تواصل التصدي للعدوان الإسرائيلي على لبنان، ويُكبّدون جيش العدوّ خسائر فادحة في عدّته وعديده من ضباط وجنود على امتداد محاور المُواجهة، عند الحافّة الأماميّة وصولًا إلى أماكن تواجده في عمق فلسطين المُحتلّة".
وأشارت إلى أن عملية حيفا حققت أهدافها، ووصلت صواريخ المُقاومة إلى القواعد العسكرية الخمسة التي أُعلن عنها، وأدخلت العمليّة أكثر من 300,000 مستوطن إلى الملاجئ.
وتابعت: "بعد تراجع العمليّات الجويّة والبريّة لجيش العدو الإسرائيلي في المنطقة الحدوديّة بنسبة 40 % بسبب عدم قدرة وحدات جيش العدو على التثبيت داخل الأراضي اللبنانيّة، سارع العدو إلى إعلان المرحلة الثانية من العمليّة البريّة في جنوب لبنان"، مؤكدة أن عملياتها خلال المرحلة الأولى هي التي "أجبرت العدو على الانسحاب إلى ما وراء الحدود في بعض الأماكن، وسلبتهم القدرة على التثبيت في معظم البلدات الحدودية".
بموازاة ذلك، قال البيان إن العمليات المعلن عنها التي ينفذها عناصر المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي "بلغت في مجملها منذ بدء العمليّة البريّة وحتى تاريخ إصدار هذا البيان أكثر من 350 عمليّة على الأراضي اللبنانيّة، وأكثر من 600 عمليّة نارية، وأكدت لضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي أن ما لحق بالكتيبة 51 لواء غولاني عند أطراف مثلث عيناثا – مارون الراس – عيترون، ليس إلّا البداية.
وفيما يتعلق بالمواجهات البرية، أردف البيان، أن "قوات العدو عمدت إلى التقدّم باتجاه بلدة شمع في القطاع الغربي بهدف السيطرة عليها في إطار الضغط على بلدات النسق الثاني من الجبهة لتقليص رمايات المُقاومة الصاروخيّة على مدينة نهاريا ومنطقة حيفا المُحتلّة".
كمين مثلث عيناتا مارون الراس
وعن الكمين الذي وقعت فيه قوات الجيش الإسرائيلي عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون، أعلنت غرفة عمليّات المُقاومة الإسلاميّة أنها رصدت "قوّة من الكتيبة 51 لواء غولاني التابع للفرقة 36 تتسلل عند ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 13-11-2024 من المنطقة الحدوديّة بين بلدتي عيترون ومارون الراس، باتجاه الأطراف الجنوبيّة الشرقيّة لمدينة بنت جبيل، بهدف تنفيذ مهام استطلاعيّة عند مثلث عيناتا – مارون الراس – عيترون".
وتابعت في البيان ذاته أنه "وبالرغم من الحملات الجويّة الكثيفة التي كان ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي على المنطقة، وقعت القوّة في كمين محكم لمجموعة من مجاهدي المُقاومة".
"ووصلت القوّة المعادية إلى منطقة الكمين عند الساعة 09:50 صباحًا، حيث كانت مجموعة من مجاهدينا تتموضع في منزل مُتضرر بفعل العدوان، وفي المنطقة المحيطة به"، وقالت إنه "وفور اقتراب القوّة الإسرائيلية من نقطة المقتل فتح مجاهدونا النار عليها من مختلف الاتجاهات بالأسلحة الرشاشة ما أجبر القوّة على الانتشار في المكان".
"ودخلت مجموعة من القوّة المعادية إلى منزل في المنطقة للاحتماء به إلا أنه "بعد استقرار القوّة في المنزل، استهدف عناصر المقاومة المنزل بشكل مُركّز بعددٍ من قذائف الـ "RBG" المضادة للأفراد والدروع ما أدّى إلى تدمير أجزاء من المنزل على القوّة التي احتمت بداخله.
بالتزامن مع انهيار المنزل، ووسط حالة الذعر التي أصابت باقي القوّة الإسرائيلية المُنتشرة في محيطه، فتح عناصر المقاومة النار من أسلحتهم الرشاشة على من تبقى من القوّة في محيط المكان، في اشتباكات استمرت لأكثر من 3 ساعات، وجرت عمليّة إخلاء الإصابات تحت غطاء دخاني وناري كثيف.
وقالت إن "جيش العدو الإسرائيلي اعترف بمقتل ضابط و5 جنود من الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني بالإضافة إلى سقوط 4 جرحى".
وقالت إنه "بعد سلسلة العمليّات الصاروخيّة المركّزة والاشتباكات المُباشرة التي خاضها مجاهدونا مع القوّات المُتقدمة باتجاه مدينة الخيام من الجهتين الشرقيّة والجنوبيّة. وبفعل الخسائر الكبيرة التي مُني بها جيش العدو، وتحت ضربات المجاهدين، انسحب جيش العدو للمّرة الثانيّة، بشكل جزئي من النقاط التي تقدّم إليها".
خسائر
وختمت بيانها بقولها " بلغت حصيلة الخسائر التي تكبّدها جيش العدو الإسرائيلي منذ إعلانه عن بدء "المرحلة الثانيّة" من العمليّة البريّة في جنوب لبنان في 12-11-2024 وفق ما رصده مُجاهدو المُقاومة الإسلاميّة أكثر من 18 قتيلا و32 جريحًا (إصابات بعضهم حرجة)، بالإضافة إلى تدمير 5 دبابات ميركافا وجرافة عسكريّة، لتصبح الحصيلة التراكميّة لخسائر العدوّ الإسرائيلي منذ 01-10-2024 وحتى تاريخ إصدار هذا البيان على الشكل الآتي:
- مقتل أكثر من 110 وجرح أكثر من 1,050 من ضباط وجنود جيش العدوّ.
- تدمير 48 دبابة ميركافا، و9 جرّافات عسكريّة، وآليّتي هامر، ومُدرّعتين، وناقلتي جند.
- إسقاط 6 مُسيّرات من طراز "هرمز 450"، ومُسيّرَتين من طراز "هرمز 900"، ومُحلّقة "كوادكوبتر".
مع الإشارة إلى أنّ هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدوّ الإسرائيلي في القواعد والمواقع والثكنات العسكريّة والمُستوطنات والمُدن المُحتلّة".
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند المقاومة اللبنانية تنشر تفاصيل كمين ضد الجيش الإسرائيلي الملكة رانيا تمازح طالبًا بطريقتها الخاصة عبر إنستغرام: "انت انجح والكنافة عليّ الملكة رانيا تزور جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك داخل لبنان الحوثيون يستهدفون بالصواريخ سفينة في البحر الأحمر Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter