سودانايل:
2025-02-22@11:34:22 GMT

صفقة القرن القادمة بين اسرائيل وحماس

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

راجت في وسائل الإعلام أخبار غير مؤكدة تتحدث عن مبادرة تقترح (انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج «حماس» عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، حيث ستحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية. ولفت إلى أن هذا المقترح لاقى استحساناً لدى الأطراف المعنية بوقف الحرب، التي تقترب من نهاية عامها الأول، في مساعٍ لإنجاز صفقة التبادل بين الطرفين، مبيناً أن إسرائيل وافقت على المقترح وتم نقله إلى الحركة على يد وسيط خليجي بدعم دولة عربية.

وبحسب المصدر، فإن الجيش السوداني وافق على استضافة جميع قادة «حماس» ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم إبان حكم الرئيس المعزول عمر البشير).
هذا المقترح يحمل رائحة مصرية، ويبدو أن فيه مخرجا منطقياً بالنسبة لجميع الأطراف المتورطة في هذه الحرب، والتي لا اعتقد أن أيا من الطرفين المتحاربين سيكسب منّ إستمرارها. ولم تم تنفيذ هذه الخطة فان نتنياهو سيخرج منتصراً وسيقول بأنه قد حقق مبتغاه، بإزالة خطر حماس الذي يتهدد بلاده، وسيحقق انتصارا على معارضيه داخل اسرائيل من الذين اختلفوا معه حول أهداف هذه الحرب، وضررها وتقليصها لاحتمالات الوصول لصفقة تحرر الرهائن، وهذا ملف ساخن جداً في اسرائيل، ويهدد طموحات نتنياهو السياسية وفرصه في الانتخابات المقبلة. ومن ناحية حماس، فإن هذا المقترح سيكتب لها عمراً جديداً، أفضل كثيراً من احتمالية القضاء الكامل عليها واجتثاثها من على ظهر الأرض، وقد فقدت بالفعل حتى الآن أكثر من نصف مسلحيها، وشل النصف الثاني.
وبالنسبة للإدارة الأميركية، وحكومات الدول الغربية المتحالفة مع اسرائيل، فإن هذا المقترح سيرفع عن كاهلها حرجاً عظيماً ويخلصها من صداع الادانات الدولية ضد مواقفها من تأييد اسرائيل، التي تمارس التصفية العنصرية ضد عشرات الآلاف من سكان غزة. وبالنسبة للدول العربية، وخاصة بعض أهم دول الخليج، التي كانت قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من عقد اتفاقات السلام والتعاون مع اسرائيل، فإن ايقاف هذه الحرب سيعيدها إلى تحقيق رغبتها ومصالحها التي بتتها على وقف العداء وعقد اتفاقيات السلام مع إسرائيل ،
وبالنسبة للبرهان والجيش السوداني، فإن هذا الاتفاق سيكتب لهم عمرا جديداً، حيث ستصبح كل الأطراف المذكورة أعلاه مدينة له، وهذا سيضمن له البقاء في السلطة، بدعم اقتصادي كبير من كل المستفيدين، ولنفس السبب ستكون مصر، مقدمة المقترح، في تقديري، هي المستفيد الأكبر من هذه الصفقة. فهي تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، وسيصبح المستفيدين من الصفقة أكثر استعدادا لمعاونتها ودعمها ومكافأتها على حلها للأزمة.
وفي تقديري أن مصر ستستفيد أكثر من توسيع نفوذها وتقوية قبضتها على زمام الأمور في السودان. ففيما يبدو لي أن مصر قد دخلت مؤخراً بقوة ومساهمة عسكرية أكبر لدعم موقف البرهان وجيشه في الحرب الطاحنة الدائرة، بعد أن كان الجيش قد أوشك أن ينتهي مهزوماً من قوات الدعم السريع، حيث تراجعت قواته وتوالى انسحابها من معظم الولايات والقواعد العسكرية في مختلف أرجاء البلاد، ويبدو أن انتصارات الجيش خلال هذا الأسبوع وتقدمه في عدة جبهات من الخرطوم بحري وأم درمان والخرطوم، قد حدثت نتيجة لتدخل مصري بالطائرات التي قصفت عديد المواقع، بدقة وكثافة لم تعرف عن الجيش السوداني منذ بداية هذه الحرب.
مصر تخشى من مخاطر انتصار الدعم السريع، لأنها تراه مهدداً حقيقياً لأمنها، ومعوقا لمشروعها الذي تخطط له في السودان، ويتلخص في تسليم السلطة لحكومة عسكر/مدنية، تكون خاضعة لنفوذها، مثلما كانت حكومة البشير، كأن يكون على رأسها رجل مثّل البرهان، ولا بأس أن يكون معه حمدوك المقبول دولياً، كرئيس مدني للوزراء، وتكون مهمة هذه الحكومة الأساسية هي تنظيف الجيش وأجهزة الأمن والدفاع من الكيزان، عدو نظام السيسي الأكبر والأخطر، على غرار ما فعلت حكومة السيسي في مصر، والتي تحتجز في سجونها ستين ألفاً من الاخوان المسلمين، بدأت حملة تطهيرهم مباشرة بعد مواجهتهم في رابعة.

bederelddin@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذا المقترح هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

زيلينسكي يرفض صفقة ترامب: لا يمكن بيع أوكرانيا

بعد انتقاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تصاعدت حدة الخلاف بين الطرفين، حيث أوضح زيلينسكي موقفه من طلب ترامب الذي اقترح فيه صفقة للحصول على المعادن الأوكرانية النادرة مقابل الدعم الأمريكي في الحرب.

الرد على طلب ترامب بشأن المعادن الأوكرانية 

رفض زيلينسكي الصفقة التي طالب بها ترامب بشأن الحصول على المعادن الأوكرانية النادرة مقابل الدعم الأمريكي في الحرب، حيث أكد أنها «غير جاهزة».

وواصل الدفاع عن سيادة أوكرانيا، مؤكداً أنه لا يمكن «بيع أوكرانيا» عبر اتفاقيات مشكوك فيها، خصوصاً تلك التي لا تقدم ضمانات أمنية واضحة، كما شدد على أهمية التركيز على الحماية الأمنية بدلاً من العروض الاقتصادية المضللة، بحسب وكالة «أسوشيتد برس».

أوكرانيا أقوي بدون أمريكا

وفيما يتعلق بقدرات أوكرانيا، أكد زيلينسكي أن أوكرانيا أصبحت «أقوى بكثير مما كانت عليه في بداية الحرب»، مشيراً إلى أن بلاده أصبحت أكثر اكتفاءً ذاتياً حيث تنتج 30% من احتياجاتها، كما أشار إلى أن أوكرانيا قادرة على إدارة أنظمة الدفاع الجوي دون الحاجة إلى قوات أمريكية.

وفي حديثه عن ضمانات الأمن، شدد زيلينسكي على أن «الناتو هو أقوى ضمان» لأوكرانيا، مبرزاً أهمية التحالف العسكري في توفير الأمن لبلاده، كما أشار إلى ضرورة استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا، وخاصة في حال خفض المساعدات الأمريكية، وأكد أنه يتطلع إلى التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتأمين تمويل الجيش الأوكراني وتزويده بالأسلحة المتقدمة مثل أنظمة الدفاع الجوي.

الخلاف بين زيلينسكي وترامب

عقب لقاء وزير خارجية روسيا وأمريكا وكبار المسؤولين الأمريكيين والروس في المملكة العربية السعودية لمناقشة إنهاء الحرب، قال زيلينسكي أن ذلك اللقاء تم خلف ظهر أوكرانيا، وأوضح أنه لم يتم دعوة كييف إلى الاجتماع، وأنها كانت «مفاجأة».

وردًا على ذلك، قال ترامب إنه «يشعر بخيبة أمل» من شكاوى زيلينسكي بشأن عدم دعوته إلى اجتماع السعودية، وانتقد ترامب تباطؤ الجانب الأوكراني في إجراء المحادثات، قائلًا: «كان لديهم مقعد على الطاولة لمدة ثلاث سنوات»، مضيفًا أن الحكومة الأوكرانية كان بإمكانها تسوية صراعها مع روسيا، لكن القيادة الغير ماهرة هي السبب في توسع الحرب.

مقالات مشابهة

  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • الجيش الإسرائيلي: إحدى الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لأي رهينة
  • محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
  • الجيش السوداني يكمل صفقة تمليك طائرات مقاتلة “السيادة الجوية”
  • الإعمار: مقترح لشمول 21 فئة بمشروع المدن الجديدة
  • ضربة قوية تهدد طموح فليك مع برشلونة
  • صدمة لفريق بيراميدز قبل مواجهة طلائع الجيش
  • زيلينسكي يرفض صفقة ترامب: لا يمكن بيع أوكرانيا
  • السبت المقبل.. تفاصيل أكبر مرحلة في صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية و”اسرائيل”