سودانايل:
2024-10-03@12:20:52 GMT

هذا العالم بائس

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

هذا العالم يعجُّ بالظلم حتى لتكاد تلمسه بيدك على الجدران والأبنية وتستنشقه مع أنفاسك!
هذا البؤس تستشعره وحدك، فيلُفّك الخزي وتحتويك الهزيمة!
نزوح ومقتلة وجوع، لجوء ومهانة لك ولغيرك ممن تحب، مهانة تصلك حتى ولو كنت في كامل الحرص على كرامتك، مهانة أن تكون حبيس الظنون باستحقار من حولك لك، أو استحقارك لواقعهم، وشناعة الأحداث من حولك، وقدرتك الضئيلة على التأثير فيها.


تتحسس رأس ولدك البريئ، ويدك تجوس عليه خوفاً من غدرٍ ما، أو خوفاً عليك، من أن يراك كسيراً في لحظة مهينة، حيث قد تأخذك الأقدار نحو ما يكسرك.
وحضن لابنتك الحانية، تعتصر معه كل ما فقدته من سنوات عمرك بين يدي السراب، وفرقاً من أن يصير عليها ما صار عليك، فأنت مثل من تاه في الصحراء، حيث قد لا تموت من الظمأ، بل من فقدان الأمل وابتعاد أسباب الحياة الحقة عن ناظريك، وابنتك مثل حبيبات الرمل المتشوِّقة لسحابة تسير في السماء، والسحابة متشوِّقة كذلك لملامسة هذه الحبيبات، وليس بيدكما، حبيبات الرمل والسحابة، تحديد مكان الهطول ولا زمانه، لكنه الأمل، هو ما يصنع هذا التناظر، وهو ما يجعل حضنك لابنتك وكأنه توسّل لتحقق ذلك الأمل، فما بينك وبينها، كما هو ما بين حبيبات الرمل والسحابة.
نظرة على والدتك، تعيدك لأيام بعيدة، حين كانت هناك، تغسل ملابسك وغيرك، على طست من الألمونيوم، أو تعد الطعام وهي تجلس شامخة باعتداد، على موقد مصنوع من بقايا صفيح، والنار تلفح وجهها المتعرِّق، بهجة بوجودك وإخوتك حولها، لتسأل في شكل إجابة: تتغدوا؟!
وهناك على مقربة في الحوش الوسيع، أمام زير نظيف عتيق حيموري، مثل جبين والدك وهو عائد من نهار عمل شاق، يقبع كلبك الذي ينتظر ما تجود به بقايا المائدة!
تلك هي حياة أغلب أهل السودان، قلوب منذ نشوءها تعشق ما عاشته، لا ما تنتظر أن تعيشه، وفي المثل الدارج، الحاري ولا المتعشي؛ يتجلى ذلك الشعور، حيث أن الحاري ينظر للمستقبل بحذاقة، كمن خبره، جرَّبه، ويلعب بمهارة المقامر المحترف على توقعه، يريد فقط أن يتكرر؛ والمتعشي، يعيش على ماضٍ قريب، امتلأت معدته منه، أو قل، ما عاد يؤمِّل في أي مستقبل إلا بعد عشاء هنيئ، والتبقى بعد ذلك تبقى يا زول، والحساب قدّام.
#خميس_مفتّحين  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية اليمني: «مسام» يزرع الأمل حيثما أراد المعتدي صناعة الموت

المناطق_أحمد حماد

أكد وزير الداخلية اليمني اللواء الركن إبراهيم علي حيدان أن مشروع «مسام» لنزع الألغام- اليمن يمثل طوق نجاة لليمنيين، مشيرًا إلى أن الجهود الجبارة التي يبذلها العاملون في «مسام»، سواء من الخبراء الدوليين أو الأعضاء اليمنيين، تجسد تضحيات نبيلة تُعيد الحياة إلى المناطق الملوثة بالألغام.

وأكد الوزير حيدان خلال زيارته أمس الاثنين للمقر الرئيسي لمشروع «مسام» في محافظة مأرب أن “ضحايا الألغام ليسوا مجرد أرقام، بل هم من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء”، مشيرا الى أن مشروع «مسام» يسهم بشكل مباشر في إعادة الأمن والاستقرار في جميع المناطق المتضررة بالألغام .

أخبار قد تهمك القصيبي يؤكد أهمية تنسيق منظومة نزع الألغام في اليمن 25 سبتمبر 2024 - 9:46 مساءً مركز الملك سلمان للإغاثة ينتزع 755 لغماً عبر مشروع “مسام” في اليمن خلال أسبوع 30 يونيو 2024 - 10:13 مساءً

وأعرب عن امتنانه شكره وامتنانه للمملكة العربية السعودية على دعمها السخي لمشروع «مسام»، والذي وصفه بالمشروع الإنساني الكبير الذي أعاد الأمل إلى اليمنيين في العيش بأمان بعيدا عن خطر الألغام ونتائجها المأساوية .

وأضاف أن العاملين في «مسام» لا يقلّون شجاعة عن المقاتلين، حيث يبذلون أرواحهم في سبيل إنقاذ حياة المدنيين من خطر الألغام التي تُهدد حياتهم بشكل يومي.

وتطرق الوزير اليمني إلى تضحيات شهداء «مسام» الذين فقدوا حياتهم أثناء تنفيذ مهامهم الإنسانية، مؤكدًا أن المشروع يمثل رمزًا للأمل والصمود في وجه الموت المدفون تحت الأرض.

 

وخلال الزيارة، استمع الوزير حيدان إلى إيجاز شامل من مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد الركن أمين العقيلي، وفريق خبراء «مسام» حول الإنجازات التي حققها المشروع منذ انطلاقه، كما اطلع على طبيعة عمل الفرق الهندسية المنتشرة في المناطق الملوثة بالألغام، بالإضافة إلى استعراض أنواع الألغام التي تم التعامل معها والجهود المستمرة لتطهير الأراضي وإعادة الحياة إلى المناطق المتضررة.

وفي ختام زيارته، أثنى وزير الداخلية اليمني على جميع العاملين في مشروع «مسام»، مؤكدًا أن ما يقدمه المشروع يًعد أنموذجاً رائعاً للعمل الإنساني، الذي يهدف إلى حماية الأبرياء واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن.

رافق الوزير حيدان خلال الزيارة وكيل أول وزارة الداخلية اليمنية للواء الركن محمد سالم بن عبود.

مقالات مشابهة

  • "بلازما الأمل".. جامعة بنها تستضيف ندوة توعوية بمشروع قومي حيوي
  • جرتق النيل ومحكات القيود ٣
  • «مسبار الأمل» يوفر 5.4 تيرابايت بيانات عن المريخ
  • قنابل بدل الهدايا.. معهد الأيتام بغزة لم يسلم من العدوان الإسرائيلي (صور)
  • عاجل | مراسل الجزيرة: جرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف معهد الأمل الذي يؤوي نازحين غرب مدينة غزة
  • مصرع عامل سقط أثناء تركيب تكييف بالطابق الثالث بمحطة الرمل بالإسكندرية
  • أسعار الدواجن في مصر: الأمل يعود مع تراجع الأسعار
  • وزير الداخلية اليمني: «مسام» يزرع الأمل حيثما أراد المعتدي صناعة الموت
  • مبادرة أردنية بتركيب 30 طرفاً صناعياً في قطاع غزة