سودانايل:
2024-10-03@12:22:21 GMT

غاضبون مِن مَن؟ وحامد جامد من “ياتو ناحية”

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

كيان “غاضبون بلا حدود” من الاجسام التي تشكلت بعد الثورة ، وهم مجموعة من شباب لجان المقاومة ادخلوا العنف على المواكب ، وتبنوا مواقف متطرفة من القوى السياسية لدرجة اطلاق ” البمبان” على ندواتها، والاعتداء بالضرب على سياسيين اثناء مشاركتهم في المظاهرات، تزامن ذلك مع ارتفاع نبرة المزايدات والتخوين في صفوف قوى الثورة واشاعة مناخ الكراهية ضد الاحزاب السياسية ، ورغم ان كثيرا من شباب لجان المقاومة انتقدوا العنف في ممارسات ” غاضبون” انطلاقا من ان الثورة سلمية ، الا ان ممارسات هذه المجموعة لم تجد ما تستحقه من ادانة ورفض يرقى لمستوى التخريب الذي تسببت فيه للمناخ السياسي وللمقاومة السلمية التي ميزت ثورة ديسمبر المجيدة، وذلك لوجود تواطؤ خفي ومعلن معها من بعض قوى الثورة التي كانت تتبنى خيار “التغيير الجذري” في مقابل ما يسمى بالهبوط الناعم او التسوية السياسية، وفكرة التغيير الجذري – الذي كانت” غاضبون” في صدارة المزايدين به- هي رفض اي تسوية مع المكون العسكري والاطاحة به اسوة بالبشير ، وتصنيف كل دعاة التسوية مع العسكر كخونة للثورة وبائعين لدماء الشهداء.

وهذا معناه ان لهذه المجموعة موقفا رادكاليا ضد الجيش والد عم السريع، وبالضرورة ضد الكيزان ومليشياتهم اذ ان الثورة اندلعت ضدهم، والعسكر وكتائب الظل الكيزانية هي التي سفكت الدم الذي يستنكرون بيعه، ولكن هل هذه هي الحقيقة؟
بعد الحرب انضمت مجموعة من كيان ” غاضبون” للقتال ليس فقط في صفوف الجيش بل في صفوف كتيبة البراء بن مالك! ومجموعة اخرى منهم انضمت للقتال في صفوف الد عم ، وقد انتشرت مقاطع فيديو على السوشيال ميديا يظهر فيها ” غاضبون” يجوبون الشوارع مع الدعامة على ظهر تاتشر!!
وهنا يحق لنا ان نسأل: هؤلاء الشباب غاضبون من من؟ قتالهم في صفوف الجيش والدعم السريع يدل على عدم غضبهم من العسكر! وقتالهم في صفوف البراء بن مالك يدل على عدم غضبهم من الكيزان! معنى ذلك انهم غاضبون فقط من ” الحرية والتغيير” ومن الاحزاب السياسية باستثناء ” المؤتمر الوطني” الذي يقاتلون الان في صفوف مليشياته رغم ان الثورة اندلعت ضده في الاساس!
هذا يؤكد ما ظللنا نؤكده قبل الانقلاب و الحرب من ان الاختراقات الامنية للجان المقاومة والاجسام الثورية كبيرة وخطيرة لدرجة ان الاجهزة الامنية المعادية للثورة صنعت لافتات لا حصر لها ، واجسام غريبة ومريبة ، كما سعت لترميز شخصيات مشبوهة، وكل ذلك هدفه تقسيم قوى الثورة والانحراف بها عن معركتها الاستراتيجية مع الثورة المضادة الى معارك ضد بعضها البعض لتجريد الثورة من اهم سلاح لنجاحها وهو الوحدة والعمل المشترك من اجل الهدف الاستراتيجي وقبول التعددية والاختلاف في وسائل تحقيقه في مناخ ديمقراطي.
برز اتجاه قوي بعد الثورة لأسطرة لجان المقاومة! والادعاء بانها قدس اقداس الثورة، ومكان الطهر والنقاء الثوري الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! فهي الصواب المطلق الذي لا تجوز مساءلته! وتأسيسا على ذلك ذهب البعض الى ان كل السلطة بعد الثورة يجب تسليمها للجان المقاومة بدون تفكير في اطار التغيير الجذري!
وتخصص اخرون في العزف على وتر ان لجان المقاومة متفوقة تفوقا حاسما على الاحزاب السياسية مما يؤهلها لان تكون البديل لقيادة البلاد.
كل هذه الادعاءات غير مسنودة باي منطق سياسي محترم ، مجرد رومانسيات سياسية مهما حسنت نوايا اصحابها سرعان ما ستنكشف هشاشتها ويمد لها الواقع لسانه!
لجان المقاومة قادم جديد الى الساحة السياسية يستحق الاحترام، وحسن الاستقبال، بل ويستحق الدعم والمؤازرة في اطار التعاون والعمل المشترك في خدمة اهداف الثورة، ولكن لا يجوز تضخيمها وتحويلها الى اسطورة تتعلق بها الاحلام دونما نظرة موضوعية لحجمها الطبيعي ومقدراتها الواقعية لا المتخيلة!
الد اعداء الثورة هم الذين حولوا لجان المقاومة الى كرباج لجلد وتأديب الاحزاب السياسية عبر إغرائها بانها تمتلك العصمة الثورية والافضلية المطلقة! في حين ان اهم شرط للتطور هو الانفتاح على النقد وعلى تراكم التجارب السياسية والاستفادة من تجاربها الايجابية والسلبية ، اما اذا برزت حاجة لتأسيس احزاب جديدة برؤى وبرامج مختلفة جذريا عن ما هو موجود ، فان الاستجابة الموضوعية لذلك هي تكوين احزاب جديدة بمبادرة من شباب لجان المقاومة ولكن وفق الاسس المتعارف عليها ، ولا يجوز تحويل لجان المقاومة بهيكلها الافقي وسيولتها التنظيمية الى حزب له ميثاق سياسي وبرامج تفصيلية! فهذا خلل منهجي بائن! اذ ان دائرة اشتغال لجان المقاومة اساسا متمايزة عن دائرة اشتغال الاحزاب، ويجب ان لا يفكر احدهما في انه بديل للاخر ، فهذه اللجان بطبيعة تكوينها ليست احزابا ، بل جماعات ضغط سياسي في اتجاه تحقيق اهداف الثورة العامة ومقاومة الردة عنها ، ولكي تنجح في ذلك يجب ان تتوسع كمظلة جامعة للشارع الثوري العابر للانتماءات الفكرية والسياسية والجهوية والاثنية، فشرط نجاحها هو القدرة على الحشد وتبعا لذلك القدرة على الضغط! وبالتالي كلما ابتعدت عن التفاصيل كان ذلك اجدى وانفع!
اكبر مؤامرة على لجان المقاومة بدأت بحكاية كتابة المواثيق التي كانت عبارة عن برامج تفصيلية من النوع الذي يشبه برامج الاحزاب السياسية! ومنذ ان غرقت لجان المقاومة في ” معركة ذات المواثيق” اصابها داء الانقسام وتأثرت فاعليتها سلبا في الشارع اذ تراجعت المواكب وانحسر الحراك الفعلي في الشارع وضعفت اللجان بكثرة الانقسامات، وهذا هو هدف من ادخل فكرة المواثيق عليها، وكم كان حاذقا الدكتور الباقر العفيف عندما تساءل مستنكرا ” من هو الشيطان الذي وسوس للجان المقاومة بفكرة المواثيق” ؟
هذه الحرب كشفت وستظل تكشف كل اختراقات الاجهزة الامنية والعسكرية الكيزانية لقوى الثورة ابتداء من الاحزاب السياسية وحكومة الفترة الانتقالية ، مرورا بالتكوينات النقابية ومنظمات المجتمع المدني ومجال الاعلام وصولا الى لجان المقاومة.
الاختراقات بدأت من ساحة اعتصام القيادة العامة! اتذكرون شيخ مهران الذي تم تسويقه كرجل دين معتدل وانتهى به المقام الان بلبوسيا تكفيريا!
اتذكرون حامد الجامد الذي تم تسويقه كنموذج لشرفاء القوات المسلحة المنحازين للثوار والمخالفين لاوامر قادتهم من اجل حمايتهم؟
حامد الجامد ظهر في فيديوهات رابطا على رأسه عصابة صفراء ضمن صفوف كتيبة البراء بن مالك في الحلفايا ولم يحمي العزل الذين تمت تصفيتهم على يد كتيبته الجديدة!
هذه الحرب هي حرب وجودية للكيزان ولذلك استنفروا لها كل غواصاتهم وايقظوا لها كل خلاياهم النائمة! وحشدوا لها كل فاتياتهم المختبئة خلف الاقنعة الصفراء والحمراء والمزركشة.
وكل يوم سينكشف ملعوب جديد!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاحزاب السیاسیة لجان المقاومة فی صفوف

إقرأ أيضاً:

ما الذي قاله أبو عبيدة عن الهجوم الإيراني على “إسرائيل”؟

الجديد برس:

أشاد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بالقصف الصاروخي الذي شنته إيران على “إسرائيل” مساء الثلاثاء.

وقال أبو عبيدة: “نبارك الرد الإيراني الذي طال كامل جغرافيا فلسطين المحتلة ووجه ضربةً قوية للاحتلال المجرم الذي ظن أن عربدته في المنطقة وعدوانه على شعوبها يمكن أن يمر دون عقاب”.

وأضاف: “هذا يوم استثنائي في تاريخ الصراع تقاطعت فيه نيران مقاومي الأمة في سماء فلسطين، وتعرضت فيه (تل أبيب) لضربات المجاهدين من اليمن ولبنان وفلسطين وإيران وهذه دعوة لكل أحرار الأمة بأن يجعلوا لهم سهماً في تحرير فلسطين”.

هذا وأعلن الحرس الثوري الإيراني، مساء الثلاثاء، أنه نفذ هجوماً كبيراً ضد “إسرائيل” بوابل من الصواريخ، وذلك رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” الفلسطينية إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، وقائد فيلق القدس الإيراني بلبنان عباس نيلفروشان.

وقال الحرس الثوري في بيان: “رداً على اغتيال إسماعيل هنية والسيد حسن نصر الله والشهيد نيلفوروشان، استهدفنا قلب الأراضي الفلسطينية المحتلة”.

ولفت إلى أن أي رد عسكري إسرائيلي على هذه العملية سيواجه بهجمات أكثر تدميراً وأقوى. وشدد الحرس الثوري الإيراني على أن هذه هي الموجة الأولى من الهجمات على الأراضي المحتلة.

وذكر الحرس الثوري الإيراني بأن العملية تأتي بعد مرحلة من ضبط النفس بعد اغتيال إسماعيل هنية، وتأتي في سياق حقنا بالرد.

وجاءت العملية بعد تصعيد الجرائم الإسرائيلية، بدعم أمريكي، في قتل الشعبين الفلسطيني واللبناني، كما أضاف البيان، الذي شدد على أن العملية حظيت بتأييد من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ودعم من الجيش الإيراني.

وتوعد الحرس الثوري الاحتلال الإسرائيلي بأنه سيواجه هجمات عنيفة، إذا رد على العملية الإيرانية، التي استهدفت 3 قواعد عسكرية إسرائيلية، بحسب ما أعلن.

والقواعد التي استهدفها الهجوم هي: قاعدة “نيفاتيم”، التي تضم طائرات “أف 35″، قاعدة “حتسريم”، التي تضم طائرات “أف 15″، وهي الطائرات التي استخدمت في اغتيال حسن نصر الله، إضافةً إلى قاعدة “تل نوف”، الواقعة قرب “تل أبيب”.

بدوره، ذكر التلفزيون الرسمي الإيراني أن الحرس الثوري “استخدم في هجومه صواريخ فرط صوتية، من طراز فتاح”.

كما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة: “إذا تجرأت إسرائيل على الرد أو ارتكبت المزيد من الأعمال الخبيثة سيكون هناك رد مدمر”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول إيراني كبير قوله إن المرشد الأعلى علي خامنئي أصدر الأمر بإطلاق الصواريخ على “إسرائيل”.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن إيران أطلقت وابلاً من الصواريخ تجاه “إسرائيل”. وسادت حالة من الاستنفار الأمني والهلع في “إسرائيل” مع بدء إطلاق الصواريخ. ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء الكيان.

مقالات مشابهة

  • غاضبون مِن مَن؟ وحامد جامد من «ياتو ناحية»
  • 480 بالمائة زيادة بمشاكل “الاسرائيليين” النفسية بعد الهجوم الايراني!
  • إيران ترد.. و “إسرائيل”تدخل الملجأ!
  • ما الذي قاله أبو عبيدة عن الهجوم الإيراني على “إسرائيل”؟
  • الدويري: هذه مميزات صاروخ “فتاح 1” الإيراني الذي ضرب إسرائيل
  • لجان المقاومة في فلسطين: نبارك الرد الإيراني الصاعق الذي استهدف عمق الكيان الصهيوني
  • ماندي: “مواجهة ريال مدريد ستكون مثيرة”
  • “المنفي” يبحث مع “سولير” تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا
  • “الكوني” و”اللافي” يبحثان مع المبعوث الفرنسي المستجدات السياسية والملفات المشتركة