بقلم / عمر الحويج

بتاريخ 29 / يوليو / 2023م في معرض كتاباتي في التحذير من الحرب اللعينه التي يقودها طرفاها فصيلا الإسلام السياسي "القصر والمنشية " ، وهم أصل الحكاية أو قل أصل البداية والنهاية ، وقد تفرقا بعدها شيعاً ومذاهباً وقبائلاً وضغايناً ومَّصّالِحاً" للإستئثار بالسلطة المتنازع عليها أيهما يفوز بها ، وخطورتها على شعب السودان إذا تواصلت .

واياً كان المنتصر ، فلينتظر الشعب المجازر والإبادات الجماعية ، وقد شهدنا ، حين كان الجنجوكوز يعيش وهم المنتصر يظن ، في إجتياحاته لبوابات المدن الحضر ، وشعاب الريف المحتضر ، رأيناه ماذا فعل ؟؟ ، وما نوع الجرائم المرتكبة ، ولاداعي لتعدادها فهي تعيش وتمشى بيننا حية بجرمها وبشاعتها ، عنفها وفظاعتها ، وما زالت تحصد الأرواح والممتلكات وأسلحة يمارس بها ، عنفه وحقده ، حتى على أجساد الحرائر .
والآن وفي انتصار مصنوع (وليست ثورة ديسمبر المصنوعة ياعبد الماجد عبد الحميد) في بعض أحياء بحري المحدودة ، ظهر الإسلامويون بوجههم الداعشي القبيح ، الذي ظل يعبئهم ويجهزهم بالتحريض المتواصل ، ذلك الناطق الفعلي ، المخفي وجهه ، المطلق عنانه ، لعلي كرتي ذلك المدعو الإنصرافي ومن خلفه جماعته اللايفاتية وخلفهم جميعاً تنظيم الإسلاموكوز ، ونفذوا دون التزام ديني أو أخلاقي ، انما لبسوه ديناً وأخلاقاً بل طبقوه وكان داعشياً . وبدأ حصد أرواح الشباب "المتعاون" هكذا تهمتهم التي صاغها لهم الإنصرافيكوز ، هكذا أخذوا الشباب ، بعضهم جرجروه ، من بيته ومن طرف شارعه ، ومن حارته ومن وسط تكافله ، حين خدمته الآخرين وحتى من هو في مسجده ، إلى رصاصهم المعبأ جاهزاً للإطلاق الأعمى ، دون فرز ، ودون قانون ودون حتى مُهلَّة التشهد ، الموجه إلى صدور الأبرياء ، ويتوعدون بالصوت والصورة أهل السودان ، بأن هذه التهمة "متعاون) " ستنتقل بشرورها ، مع كل انتصار يحققونه ، او يحلمون به في الخيال ، ينتقلون به ، من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق ، ومن بيت إلى بيت ، وحتى من بناية إلى بناية يحتلونها ، الى أشكال من احتفالات الموت والقتل برقصاتها الهستيرية ، يتبعها التهليل والتكبير ، يعرفون كيف ينوعونه ويخترعون طرقه المتشفيه ذلك القتل ، وسيكون اشكالاً والواناً ، حسب الوصف الذي سيوصفون به ضحيتهم أياً كان ، من شباب المقاومة كان ، ديسمبرياً كان ، قحاطياً كان ، جذرياً كان ، أو مواطناً مشتبهاً فيه كائن من كان ، لا مع هذا ولا مع ذاك ، وسنرى المقاطع المصورة لقطع وجز الرؤوس وتشريح الأحياء ، قبل تحويلهم إلى جثامين ، وأكل أكبادهم ، وما سهل منها مضغه ، كل ذلك سيتم ، وينشر وينتشر في لايفاتهم أمام أعيننا لنراه ، ونتعظ كما يريدون ، وأن نكون صامتين ، إن كنا طلقاء بفعل الصدفة والقدر .
***
وإلى المقال المبكر لرؤيتنا لحربهم اللعينة ومعذرة لطوله .
أتى عنوان المقال في ذلك التاريخ . 29 / يوليو / 2023م
[أوقفوا الحرب وإلا الإبادة الجماعية في شوارع الخرطوم لمن يدعي النصر من الطرفين] .

حديثي هذا ربما يكون إفتراضياً وقناعتي الفكرية والوطنية والتحليلية المتفائلة دائماً ، تتكئ على إنتصار الشعب في النهاية ، على كل قوى الشر التي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ، وبعد كل هذه التجارب التي مرت بها بلادنا ، منذ ما بعد ثورة أكتوبر 1964 رُزِّئ السودان بقوى الشر هذه ، متمثلة في تنظيم الأخوان المسلمين (الحمد لله قبل الاستقلال لم يكونوا في الساحة ، فقط قلة من الطلاب وبعض الأفراد النخبوية ، محتكين ومتحكرين وسط ( شيخهم حسن البناء ، في دروس غسل العقول والأمخاخ وإلا ماكنا نلنا استقلالنا حتى الآن .
إلى أن فتح لهم الله بظهورهم الحقيقي بمسمى جبهة الميثاق الإسلامي في ثورة أكتوبر ١٩٦٤م ، وهذه الفترة رافقتها مرحلةالتجديد في غسيل العقول والأمخاخ ، عند ظهور شيخهم الثاني سيد قطب وكتابه "جاهلية القرن العشرين" وغيرها من كتب الحاكمية لله الظلامية ، فأكتسحتهم وزادتهم إظلاماً ، وكستهم عنفاً عدوانياً أعمى .
فأنتقلوا لمرحلة الجبهة الإسلامية القومية ، حيث التمكين الإقتصادي غير المشروع ، بعد المصالحة النميرية ، وقوانين سبتمبر ( التي لاتسوى الحبر الذي كتبت به ) 1985- 1989 ،ثم الإنقلاب المشؤوم في ٨٩ ، حيث بدأ التطبيق العملي . لدروس غسيل المخ التي تلقوها من شيوخهم السابقين والجدد ، وأصبحت ثورة الإنقاذ ( كما أسموها!!) حتى المفاصلة ، حيث بعدها كان المؤتمر الوطني ، والمؤتمر الشعبي ، وللأسف في كل هذه المراحل منذ ما بعد الأستقلال . كانوا يجرجرون خلفهم وورائهم ، حواضن ، أو بالأحرى سواتر يختبئون خلفها ، استغلوها حتى تاريخ إنقلابهم واستلامهم للسلطة كاملة غير منقوصة ، ورموا خلفهم هذه الحواضن ، وفتحوا لهم سجونهم وبيوت أشباحهم ، وحتى لم يمنعهم دين أو أخلاق أو إنسانية ، لوضع أي إعتبار لمراعاة مصاهرتهم من أسر حلفائهم المخطط لها من جانبهم ، بقصد عمدي لمصلحة التنظيم .
كانوا يبتزون الشعب ، عن طريق تدينه الصوفي المتسامح ، الذي استثمرته الطائفية هي نفسها ، كحاضنة مشبوهة لها ، لهذا التدين المتأصل في االنفوس الذي كانت تستغله إنتخابياً ، للوصول إلى السلطة ، ومن المؤسف أن قيادات الطبقة الوسطى ، الموكول لها قيادة الشعب وطبقتها ، في طريق الإستنارة والوعي والتقدم ، كانت تابعاً ذليلاً ، لهذه الطائفية ، ومن داخل هذا التحالف نجح الأخوان المسلمين ، أن يكونوا القيادة الفعلية له ، بل القاطرة التي تجر عربات هذا التحالف خلفها ، دون ممانعة أو إعتراض من الآخرين الذين إتبعوهم مغمضي الأعين ، فنتج عنه تلك النخبة التي سارت عليها مقولة النخبة التي أدمنت الفشل، وهي التي قادت السودان منذ إستقلاله عام 56 ( نخرج قليلاً من اصل المقال لنقول لهؤلاء الذين يدعون الآن إلى هدم دولة 56 كنا نحاربها لتعديلها واصلاحها لاهدمها كما ينادون الآن وهم حينهاا كانوا هم سندها وحماتها .. فلا تتبجحوا بعنصريتكم .. ياهؤلاء .)
نواصل لنقول إمتدت بهم التاريخ حتى إستلاممهم للسلطة كاملة غير منقوصة عام 89 ، وحينها أكلوا ثيرانهم الأبيض منها والأسود من جميع مسالخ حواضنهم السابقة ، طائفية وطبقة وسطى بقياداتها ، المهزومة بفعلها وتقاعسها ، وإن كان سبقهم للمحرقة ، عدوهم الأول اليسار بكل طوائفه ، وفي مقدمتهم قطعاً الشيوعيين ، الذي كان بوجوده لهم وجود .
وحينها إستغنوا عن التستر خلف الآخرين في تدينهم كوسيلة لإبتزازهم بالدين ، وإنما إستدعوا الدين نفسه ، وحملوه معهم قسراً وقهراً ، كوسيلة إبتزاز للشعب لتثبيت سلطتهم ، وفعلوا ما فعلوا في شعب السودان بهذا الإستغلال للدين في سياستهم التي مكنتهم من ثلاثينيتهم ، التي أول ما أساءت للدين نفسه .
وحتى لا أذهب بعيداً عن موضوعي الأساسي ، وإن كانت هذه الفذلكة ضرورية ، لأدخل بها في حديثي الموجه في الأساس ، للذين يؤيدون هذه الحرب اللعينة وبالذات من غير مشعليها من اسلاميّ الطرفين ، الجيش بتوجهه الكامل الإسلاموي ، الذي لن يرضى بغير عودته الكاملة لسلطته البائدة ، والدعم السريع الجنجويدي ، بتوجه مستشاريته الإسلاموية ، التي نجح جناح فيها ، من تحويل خدعتها الأولى ، من الدفاع عن الديمقراطية والحكم المدني ، بعد أن “قنع من خير فيها” بعد إكتشاف الشعب والخارج أنها أكذوبة لتمرير الأجندة الخفية ، وهي إن أمكن الهدم الكامل ، لدولة السودان القديمة دولة 56 دون إلتفات لكيف تحكم ومن يحكم ، كما هي مشغولية الحركة السياسية ، وإنما بالنفاذ عبر هذا الهدم المعني والمعنوي ، إلى تكوين نواة دولة (الأفروإسلاموية) مع دول الساحل الإفريقي بعد أن تصبح دولتهم العنصرية في دارفور ، رأس الحربة لهذه الدولة الموسعة الموحدة بأطرافها الموزعة والمشتتة -كما يتصورون مستقبلاً ، وهم كما صنفتهم من قبل ، الطرفان قد خرجا من صلب ومنبت واحد ، إختلفا فقط في إحتكار السلطة ، كجناحين من الإسلاميين ، وهم من يقودون الجيش "إسلامويو القصر" ، ومن يقود الجنجويد وهم "إسلامويو المنشية" ، وإن شُكَّت كوشتينتهم ، فاختلط بينهم ، الحابل بالنابل والشائب بالعائب ، وأخت نسيبة في الواقع والكوتشنة بالولد السائب ، وكله تمام ، لإخفاء الأثر والنوايا الخبيثة كعهدهم بالتمام .
ولكي أدخل مباشرة في موضوعي ، فالخير كل الخير ، يا جماعة الخير ، في وقف هذه الحرب الخبيثة ، وأن تنتهي بالتفاوض ، لا بمنتصر ومهزوم ، وبكل الطرق الممكنة ، لايقاف عجلة سيل الموت المنهر تحسباً ، أولاً بالضغط الشعبي ، بوحدة القوى التي صنعت ثورة ديسمبر المجيدة ، بشرط أن يتوقف مركزي الحرية والتغيير ، بتغريده خارج السرب ، التي لا زالت تمارسه حتى الآن ، رغم الحرب ولا أدري ، ألم يستوعبوا عواقبها بعد ..٠ أم ماذا ؟ وهي العواقب الماثلة والقادم أفظع فيما أتصوره ، مع الضغط الدولي والإقليمي ، حتى لو بجراحة تدخل عسكري عن طريق مجلس الأمن الدولي ، فعدو عاقل خير عدو جاهل ، لانها أخف ضرراً من إبادة جماعية ينويها الطرف المنتصر في الحرب ، يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا .
إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر ، ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين . ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة ، ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن لنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الًآخر ، أقول لكم ما سنلاقى ربما ليس افتراضاً :
تذكرون ليلة 22 يوليو 1971م عند فشل إنقلاب هاشم العطا . ( أعدت ذكراها بقصة قصيرة قبل إسبوع ، نشرتها في هذا الموقع وأخريات ) وكان عنوان تقديمها لكم ( عائد عائد يانميري) وكان هذا هتاف الناس الفرحى بعودته ، ولكن في الطرف الآخر ، آخرون من الناس الحزانى لعودته ، ومعهم كثيرون من هم ليسوا فرحى وغير حزانى ايضاً راحوا تحت الرجلين ، قضوا شهوراً في السجون ، (يحضرني ذكر الشاعر صاحب الأغنية الشهيرة ، ياضابط السجن ، من وحي مظلوميته ، التي تغنى بها الراحل عبدالرحمن عبدالله ، وكل ذنب الشاعر المظلوم تشابه إسمه مع مطلوب آخر ، وذاك الذي حملوه مع “رأس النيفة” لعشائه وأسرته ، حين سأله زملائه الجدد في المعتقل ، ولم يكن يعرف سبباً غير الذي حدثهم به) .
فقد كانت ليلة 22 يوليو ، إبادة جماعية وإن كانت ليست مباشرة بما سيأتي الظلاميون ، فقط أعقبتها ، إعدامات لقادة الإنقلاب وقادة مدنيين لم يحملوا سلاحاً غير فكرهم في الرأس ، الذي ازالوه لهم عقاباً لتطاوله عليهم ، أما غير ذلك فقد أخذت الإبادة الجماعية شكلها المعقول ، حيث لم تتوطت ثقافة الإبادة بعد ، وأكتفت بأخذ المواطنين من بيوتهم وشوارعهم وأزقتهم لتدخلهم السجون وتواصلت المطاردة أياماً وشهوراً بل وسنين عدداً ، وفي حادثة أخرى شبيهة ، تذكرون أيضاً (عائد عائد يانميري) بعد هزيمة المرتزقة كما أسموهم يومها ، وهم لم يكونوا إلا الجبهة الوطنية ، من أحزاب الأمة والإتحاديين والأخوان المسلمين ذات نفسهم الحاليين ، وأيضاً فتحت السجون هذه المرة وكانت الأكثرية نصيب المشاركين فعلياً ، إلا أن آخرون لا دخل لهم غير سحنتهم ولسانهم ، فضاعوا كذلك تحت الرجلين ، جئت بسيرتها ، في قصة قصيرة لي على لسان أب يقول عن إبنه المقتول حين سألوه عن سبب مقتله ، ( إبني لم يقتله سلاحه ، إبني قتله لسانه) .
لماذا أحكي بهذا التطويل الممل لأنه كان ضرورياً للمقارنة والتحذير مع التنبيه للقسوة التي يتميز بها النازيوإسلامويين ، فما أسميتها إبادة جماعية فقد كانت محدودة ومقصورة بالنسبة للمواطنين ، فلم تتعدى السجن دون تعذيب أو بيوت أشباح أو إغتصاب ، أما ماسيحدث من هؤلاء النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش ، وتسمعون نداء “عائد عائد يابرهان” فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية ، ولو بحسن نية ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات "تذكرون إعدام ضباط رمضان "والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها قحاتة وجذريين ومن والاهم ، ولن تتوقف عندهم ، إنما ستتواصل ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما ” التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين؟ حيث التنفيذ عاجلاً وليس آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع العاصمة المثلثة ، طولاً وعرضاً ، وأُسِّرَّكم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي إذا كان موقع إنطلاقه بطائرة خاصة ، وبخدماته الذي قدمها للتنظيم ، قادر على إمتطائها، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة .
أما إذا كان النداء في الشوارع “عائد عائد ياحميدتي” وكان الإنتصار لصالحه فالقوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، بما فيهم جموع الديسمبريين والذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروإسلاموية ، فيما يعني كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقين الذين علموهم السحر "أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني" ، وأُسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، وهو قادر قدرة صديقه اللدود ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوب بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، بمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة "وبسلميته" إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي:
الجيش جيش الشعب ، لا جيش الكيزان
والعسكر للثكنات
والجنجويد ينحل .
ولا مفر فالإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلامويون من الطرفين خلفكم .
إذن ناضلوا من أجل وقف الحرب .. و تنادوا بأعلى أصوأتكم لا للحرب .

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب عائد عائد

إقرأ أيضاً:

الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها

أن القراءة الصحيحة للواقع و متغيراته، و بعيدا عن الميول العاطفية و تدخلاتها في القراءة، إلي جانب معرفة قدرات القوى المؤثرة في هذا الواقع، و دورها في إدارة الأزمة، و معرفة قدراتها التكتيكية، قياسا مع قدرات القوى الأخرى، هو الذي يقود إلي النتائج الأقرب إلي الصواب من غيرها.. أن القوى السياسية و حتى الموالين لها يحاولون أن يبنوا توقعاتهم على دور الأخر في العملية السياسية، و ليس على الشعارات التي يرفعونها، و يعجزون عن كيفية إنزالها على الواقع.. و ذلك يعود إلي؛ أن القوى الفاعلة التي تملك مشروعا سياسيا و مؤمنه به، و تريد أنجازه يصبح الشعار نتاج للمشروع الذي تقدمه و يعبر عنه عن الهدف منه.. و الخطأ الذي وقعت فيه القوى السياسية التي قبضت على مفاصل السلطة بعد سقوط نظام الإنقاذ، أنها ترفع الشعار ثم بعد ذلك تحاول أن تبني عليه مشروعها السياسي. و هذا يدل على قصور مفاهيي للعملية السياسية، و أيضا عدم النضج السياسي..
القضية الأخرى أيضا: أن أي تغيير في الواقع سوف يؤثر في نتائج أي مشروع إذا لم تعاد مراجعته لكي يتكيف مع المتغرات الجديدة، و بدون نقع في فخ التنظير الذي ربما لا يفهم، تعالوا نقيس على تجربة الحكم منذ انقلاب الجبهة الإسلامية القومية في 30 يونيو 1989م، أن القوى السياسية المعارضة كونت تحالفها " التجمع الوطني الديمقراطي" لمنازلة النظام سياسا و عسكريا. الذي حدث أن الصراع الذي حدث داخل السلطة " الحركة الإسلامية" أدى إلي انقسام طولي في قيادة و قاعدة النظام " المفاصلة 1999" المتغيير حدث في النظام، ماذا حصل بعد ذلك؟ أن القيادات في النظام بحثت عن تحالفات من خارج الحركة الإسلامية لكي تحدث ضعفا في تحالف المعارضة، فتحت حوارا مع الحزب الاتحادي " زين العابدين الهندي" الذي أصبح شريكا في النظام ثم حزب الأمة مجموعات " مسار و الصادق الهادي و غيرهم".. إلي جانب قيادات الحركة الشعبية " ريك مشار و لام أكول" و بالفعل استطاعت أن تغير المعادلة السياسية، ثم فتح حوارا فيما بعد مع مجموعة حركة تحرير السودان و العدل و المساواة و استطاعت أن تحدث فيهم انشقاقات، أيضا بهدف إضعافها و خلق صراعا داخلها، كل ذلك يحدث تغييرا في المعادلة السياسية، ثم أقنعت مبارك الفاضل و التجاني السيسي و هي قيادات في حزب الأمة.. أضعفت المعارضة تماما حتى تمت تفاقية "نيفاشا" 2005م و شاركت كل القوى في الإنقاذ هذه المتغيرات لابد أن تحدث متغيرات في قيادة العمل السياسي..
بعد الثورة و سقوط الإنقاذ في 11 إبريل 2019م: ظهرت قيادات جديدة على الساحة السياسية، و فرضت نفسها على الواقع بحكم المتغيرات التي حدثت في الساحة السياسية، حتى القيادي على محمود حسنين و صديق يوسف و الصادق المهدي لم يجد حديثهم طريقا لآذان القوى الجديدة، و هذا كان متغيرا كبيرا في الواقع السياسي، القيادات الجديدة التي برزت كانت تجربتهم السياسية حديثة الميلاد، و إدارة الأزمة كانت تحتاج إلي عناصر ذات تجارب واسعة لكي تتغلب على التحديات، و لكن التجربة أكدت أن هؤلاء لم يقرأوا الساحة قراءة صحيحة و لم يتعرفوا على متغيراتها، و لم يكونوا على وعي بالتحديات التي سوف تواجه النظام الجديد..
أن أية عملية تغيير سوف تواجه بتحدي من قبل القوى المحافظة و القوى التي ارتبطت مصالحها بالنظام القديم، و لابد من معرفة الأدوات المطلوبة لعملية نجاح التغيير، إلي جانب المحافظة على القوى الشعبية المؤيدة، كل ذلك لم يحدث..! .. حتى القوى الداعمة للنظام الجديد من المثقفين و آهل الرأي الأغلبية منهم ساروا وراء الشعارات و العواطف، و لم يستطيعوا أن يمارسوا النقد بهدف التصحيح، لذلك أصبحوا هم أنفسهم أزمة جديدة على الواقع السياسي.. و البعض الأخر ابتعد لأنهم لم يجدوا آذان صاغية..
كان هناك فارقا كبيرا بين القوى الجديدة ذات التجربة الحديثة، و بين المعارضين الذين أكتسبوا تجربة كبيرة من خلال وجودهم ثلاثين عاما في السلطة.. الفارق يتبين في عملية كيفية إدارة الصراع، و كيفية استخدام التكتيك لكي يصب في المجرى العام للإستراتيجية التي تتبناها، غياب الرؤية تشكل أكبر عقبة في مسيرة العمل السياسي لأنها تجعل صاحبها مرهون في عمله على الأحداث حيث يصبح هو يعلق عليها و لايصنعها، فالذي يصنع الحدث هو الذي يتحكم في مسار العمل السياسي، لذلك عندما يصيح الكل " الكيزان و الفلول وراء الفشل و عدم الانجاز" هذا يعني هم الذين يتحكمون في مسار العملية السياسية، و هم الذين يصنعون المادة التي يفكر فيها الآخرين..
أن الحرب قد وقعت و أثرت على قطاع كبير من المواطنين.. و هذا يعد متغييرا ليس بالساهل معرفة إفرازاته المستقبلية، إذا كانت النخب السياسية محصورة في طريقة تفكير واحدة، أن تجد تبريرات إلي أخطائها، و ماتزال تعتقد أن الأحداث تسيرها جهة واحدة، سوف تصبح غير مدركة للمتغيرات التي سوف تحدث في الساحة السياسية مستقبلا.. أن الحرب سوف تفرز متغيرات سياسية كبيرة، و أيضا سوف تبرز منها قيادات جديدة و هذه القياات سوف تكون مدعومة بقطاع واسع من المجتمع و خاصة الشباب الذين يحملون السلاح و يقتلون مع الجيش، و الذي يقدم روحه رخيصة من أجل الوطن لن يكون متساهلا في مستقبلا في العملية السياسية.. و هذا الواقع محكومة أيضا بدرجة الوعي التي يكسبها هؤلاء الشباب بحملهم للبندقية، و معرفة في الأدب السياسي اليساري أن البندقية تعد من أعلى درجات الوعي السياسي.. أن الحرب بالضرورة متغيرا كبيرا له شروطه، لأنها لا تقف فقط في حدود هزيمة الجانب الأخر فقط بل عدم السماح له بأي ممارسة يمكن أن تقود مستقبلا للحرب، و هي المسألة التي تحاج للوعي... نسأل الله حسن البصيرة...

zainsalih@hotmail.com

   

مقالات مشابهة

  • 13 كاتبا فلسطينيا يقدمون شهاداتهم عن عام الإبادة الجماعية
  • و أنت عائد إلى بيتك فكر في تلك المدينة الصامدة التي غيرت مجرى الحرب
  • الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها
  • وحدة خطاب (تقدم) و (مليشيا الدعم السريع) : اكذوبة إعدامات خارج القانون فى الحلفايا
  • "لا تسوية بدون غزة"
  • تصريح صحفي من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”حول قتل مدنيين خارج القانون في الحلفايا
  • اللقاء الذي غير كل شيء.. بريهان تصطدم بحقيقة أكرم في الحلقة 12 من برغم القانون
  • طلاب الدفعة (26 طب) مارسوا نفس الفوضي التي كانت تحدث في الخرطوم فتم طردهم الى السودان
  • الوزير صباغ: استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات