بقلم / عمر الحويج

بتاريخ 29 / يوليو / 2023م في معرض كتاباتي في التحذير من الحرب اللعينه التي يقودها طرفاها فصيلا الإسلام السياسي "القصر والمنشية " ، وهم أصل الحكاية أو قل أصل البداية والنهاية ، وقد تفرقا بعدها شيعاً ومذاهباً وقبائلاً وضغايناً ومَّصّالِحاً" للإستئثار بالسلطة المتنازع عليها أيهما يفوز بها ، وخطورتها على شعب السودان إذا تواصلت .

واياً كان المنتصر ، فلينتظر الشعب المجازر والإبادات الجماعية ، وقد شهدنا ، حين كان الجنجوكوز يعيش وهم المنتصر يظن ، في إجتياحاته لبوابات المدن الحضر ، وشعاب الريف المحتضر ، رأيناه ماذا فعل ؟؟ ، وما نوع الجرائم المرتكبة ، ولاداعي لتعدادها فهي تعيش وتمشى بيننا حية بجرمها وبشاعتها ، عنفها وفظاعتها ، وما زالت تحصد الأرواح والممتلكات وأسلحة يمارس بها ، عنفه وحقده ، حتى على أجساد الحرائر .
والآن وفي انتصار مصنوع (وليست ثورة ديسمبر المصنوعة ياعبد الماجد عبد الحميد) في بعض أحياء بحري المحدودة ، ظهر الإسلامويون بوجههم الداعشي القبيح ، الذي ظل يعبئهم ويجهزهم بالتحريض المتواصل ، ذلك الناطق الفعلي ، المخفي وجهه ، المطلق عنانه ، لعلي كرتي ذلك المدعو الإنصرافي ومن خلفه جماعته اللايفاتية وخلفهم جميعاً تنظيم الإسلاموكوز ، ونفذوا دون التزام ديني أو أخلاقي ، انما لبسوه ديناً وأخلاقاً بل طبقوه وكان داعشياً . وبدأ حصد أرواح الشباب "المتعاون" هكذا تهمتهم التي صاغها لهم الإنصرافيكوز ، هكذا أخذوا الشباب ، بعضهم جرجروه ، من بيته ومن طرف شارعه ، ومن حارته ومن وسط تكافله ، حين خدمته الآخرين وحتى من هو في مسجده ، إلى رصاصهم المعبأ جاهزاً للإطلاق الأعمى ، دون فرز ، ودون قانون ودون حتى مُهلَّة التشهد ، الموجه إلى صدور الأبرياء ، ويتوعدون بالصوت والصورة أهل السودان ، بأن هذه التهمة "متعاون) " ستنتقل بشرورها ، مع كل انتصار يحققونه ، او يحلمون به في الخيال ، ينتقلون به ، من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى زقاق ، ومن بيت إلى بيت ، وحتى من بناية إلى بناية يحتلونها ، الى أشكال من احتفالات الموت والقتل برقصاتها الهستيرية ، يتبعها التهليل والتكبير ، يعرفون كيف ينوعونه ويخترعون طرقه المتشفيه ذلك القتل ، وسيكون اشكالاً والواناً ، حسب الوصف الذي سيوصفون به ضحيتهم أياً كان ، من شباب المقاومة كان ، ديسمبرياً كان ، قحاطياً كان ، جذرياً كان ، أو مواطناً مشتبهاً فيه كائن من كان ، لا مع هذا ولا مع ذاك ، وسنرى المقاطع المصورة لقطع وجز الرؤوس وتشريح الأحياء ، قبل تحويلهم إلى جثامين ، وأكل أكبادهم ، وما سهل منها مضغه ، كل ذلك سيتم ، وينشر وينتشر في لايفاتهم أمام أعيننا لنراه ، ونتعظ كما يريدون ، وأن نكون صامتين ، إن كنا طلقاء بفعل الصدفة والقدر .
***
وإلى المقال المبكر لرؤيتنا لحربهم اللعينة ومعذرة لطوله .
أتى عنوان المقال في ذلك التاريخ . 29 / يوليو / 2023م
[أوقفوا الحرب وإلا الإبادة الجماعية في شوارع الخرطوم لمن يدعي النصر من الطرفين] .

حديثي هذا ربما يكون إفتراضياً وقناعتي الفكرية والوطنية والتحليلية المتفائلة دائماً ، تتكئ على إنتصار الشعب في النهاية ، على كل قوى الشر التي تحيط به إحاطة السوار بالمعصم ، وبعد كل هذه التجارب التي مرت بها بلادنا ، منذ ما بعد ثورة أكتوبر 1964 رُزِّئ السودان بقوى الشر هذه ، متمثلة في تنظيم الأخوان المسلمين (الحمد لله قبل الاستقلال لم يكونوا في الساحة ، فقط قلة من الطلاب وبعض الأفراد النخبوية ، محتكين ومتحكرين وسط ( شيخهم حسن البناء ، في دروس غسل العقول والأمخاخ وإلا ماكنا نلنا استقلالنا حتى الآن .
إلى أن فتح لهم الله بظهورهم الحقيقي بمسمى جبهة الميثاق الإسلامي في ثورة أكتوبر ١٩٦٤م ، وهذه الفترة رافقتها مرحلةالتجديد في غسيل العقول والأمخاخ ، عند ظهور شيخهم الثاني سيد قطب وكتابه "جاهلية القرن العشرين" وغيرها من كتب الحاكمية لله الظلامية ، فأكتسحتهم وزادتهم إظلاماً ، وكستهم عنفاً عدوانياً أعمى .
فأنتقلوا لمرحلة الجبهة الإسلامية القومية ، حيث التمكين الإقتصادي غير المشروع ، بعد المصالحة النميرية ، وقوانين سبتمبر ( التي لاتسوى الحبر الذي كتبت به ) 1985- 1989 ،ثم الإنقلاب المشؤوم في ٨٩ ، حيث بدأ التطبيق العملي . لدروس غسيل المخ التي تلقوها من شيوخهم السابقين والجدد ، وأصبحت ثورة الإنقاذ ( كما أسموها!!) حتى المفاصلة ، حيث بعدها كان المؤتمر الوطني ، والمؤتمر الشعبي ، وللأسف في كل هذه المراحل منذ ما بعد الأستقلال . كانوا يجرجرون خلفهم وورائهم ، حواضن ، أو بالأحرى سواتر يختبئون خلفها ، استغلوها حتى تاريخ إنقلابهم واستلامهم للسلطة كاملة غير منقوصة ، ورموا خلفهم هذه الحواضن ، وفتحوا لهم سجونهم وبيوت أشباحهم ، وحتى لم يمنعهم دين أو أخلاق أو إنسانية ، لوضع أي إعتبار لمراعاة مصاهرتهم من أسر حلفائهم المخطط لها من جانبهم ، بقصد عمدي لمصلحة التنظيم .
كانوا يبتزون الشعب ، عن طريق تدينه الصوفي المتسامح ، الذي استثمرته الطائفية هي نفسها ، كحاضنة مشبوهة لها ، لهذا التدين المتأصل في االنفوس الذي كانت تستغله إنتخابياً ، للوصول إلى السلطة ، ومن المؤسف أن قيادات الطبقة الوسطى ، الموكول لها قيادة الشعب وطبقتها ، في طريق الإستنارة والوعي والتقدم ، كانت تابعاً ذليلاً ، لهذه الطائفية ، ومن داخل هذا التحالف نجح الأخوان المسلمين ، أن يكونوا القيادة الفعلية له ، بل القاطرة التي تجر عربات هذا التحالف خلفها ، دون ممانعة أو إعتراض من الآخرين الذين إتبعوهم مغمضي الأعين ، فنتج عنه تلك النخبة التي سارت عليها مقولة النخبة التي أدمنت الفشل، وهي التي قادت السودان منذ إستقلاله عام 56 ( نخرج قليلاً من اصل المقال لنقول لهؤلاء الذين يدعون الآن إلى هدم دولة 56 كنا نحاربها لتعديلها واصلاحها لاهدمها كما ينادون الآن وهم حينهاا كانوا هم سندها وحماتها .. فلا تتبجحوا بعنصريتكم .. ياهؤلاء .)
نواصل لنقول إمتدت بهم التاريخ حتى إستلاممهم للسلطة كاملة غير منقوصة عام 89 ، وحينها أكلوا ثيرانهم الأبيض منها والأسود من جميع مسالخ حواضنهم السابقة ، طائفية وطبقة وسطى بقياداتها ، المهزومة بفعلها وتقاعسها ، وإن كان سبقهم للمحرقة ، عدوهم الأول اليسار بكل طوائفه ، وفي مقدمتهم قطعاً الشيوعيين ، الذي كان بوجوده لهم وجود .
وحينها إستغنوا عن التستر خلف الآخرين في تدينهم كوسيلة لإبتزازهم بالدين ، وإنما إستدعوا الدين نفسه ، وحملوه معهم قسراً وقهراً ، كوسيلة إبتزاز للشعب لتثبيت سلطتهم ، وفعلوا ما فعلوا في شعب السودان بهذا الإستغلال للدين في سياستهم التي مكنتهم من ثلاثينيتهم ، التي أول ما أساءت للدين نفسه .
وحتى لا أذهب بعيداً عن موضوعي الأساسي ، وإن كانت هذه الفذلكة ضرورية ، لأدخل بها في حديثي الموجه في الأساس ، للذين يؤيدون هذه الحرب اللعينة وبالذات من غير مشعليها من اسلاميّ الطرفين ، الجيش بتوجهه الكامل الإسلاموي ، الذي لن يرضى بغير عودته الكاملة لسلطته البائدة ، والدعم السريع الجنجويدي ، بتوجه مستشاريته الإسلاموية ، التي نجح جناح فيها ، من تحويل خدعتها الأولى ، من الدفاع عن الديمقراطية والحكم المدني ، بعد أن “قنع من خير فيها” بعد إكتشاف الشعب والخارج أنها أكذوبة لتمرير الأجندة الخفية ، وهي إن أمكن الهدم الكامل ، لدولة السودان القديمة دولة 56 دون إلتفات لكيف تحكم ومن يحكم ، كما هي مشغولية الحركة السياسية ، وإنما بالنفاذ عبر هذا الهدم المعني والمعنوي ، إلى تكوين نواة دولة (الأفروإسلاموية) مع دول الساحل الإفريقي بعد أن تصبح دولتهم العنصرية في دارفور ، رأس الحربة لهذه الدولة الموسعة الموحدة بأطرافها الموزعة والمشتتة -كما يتصورون مستقبلاً ، وهم كما صنفتهم من قبل ، الطرفان قد خرجا من صلب ومنبت واحد ، إختلفا فقط في إحتكار السلطة ، كجناحين من الإسلاميين ، وهم من يقودون الجيش "إسلامويو القصر" ، ومن يقود الجنجويد وهم "إسلامويو المنشية" ، وإن شُكَّت كوشتينتهم ، فاختلط بينهم ، الحابل بالنابل والشائب بالعائب ، وأخت نسيبة في الواقع والكوتشنة بالولد السائب ، وكله تمام ، لإخفاء الأثر والنوايا الخبيثة كعهدهم بالتمام .
ولكي أدخل مباشرة في موضوعي ، فالخير كل الخير ، يا جماعة الخير ، في وقف هذه الحرب الخبيثة ، وأن تنتهي بالتفاوض ، لا بمنتصر ومهزوم ، وبكل الطرق الممكنة ، لايقاف عجلة سيل الموت المنهر تحسباً ، أولاً بالضغط الشعبي ، بوحدة القوى التي صنعت ثورة ديسمبر المجيدة ، بشرط أن يتوقف مركزي الحرية والتغيير ، بتغريده خارج السرب ، التي لا زالت تمارسه حتى الآن ، رغم الحرب ولا أدري ، ألم يستوعبوا عواقبها بعد ..٠ أم ماذا ؟ وهي العواقب الماثلة والقادم أفظع فيما أتصوره ، مع الضغط الدولي والإقليمي ، حتى لو بجراحة تدخل عسكري عن طريق مجلس الأمن الدولي ، فعدو عاقل خير عدو جاهل ، لانها أخف ضرراً من إبادة جماعية ينويها الطرف المنتصر في الحرب ، يجب النجاح في وقف الحرب .. وإلا .
إذا انتصر ، أحد الطرفين ، على الآخر ، ولا أحتاج أن ينط لي أحد من الطرفين . ليقول الجيش هو المنتصر ، والآخر جنجويدي ليقول لي نحن نحتل 90% من مدن العاصمة المثلثة ، ومع يقيني ، أن هذه الحرب العبثية ، سوف تتوقف بفعل طبيعة عبثيتها ، لكن لنذهب إلى ماذا سيحدث عند إنتصار أحدهما على الًآخر ، أقول لكم ما سنلاقى ربما ليس افتراضاً :
تذكرون ليلة 22 يوليو 1971م عند فشل إنقلاب هاشم العطا . ( أعدت ذكراها بقصة قصيرة قبل إسبوع ، نشرتها في هذا الموقع وأخريات ) وكان عنوان تقديمها لكم ( عائد عائد يانميري) وكان هذا هتاف الناس الفرحى بعودته ، ولكن في الطرف الآخر ، آخرون من الناس الحزانى لعودته ، ومعهم كثيرون من هم ليسوا فرحى وغير حزانى ايضاً راحوا تحت الرجلين ، قضوا شهوراً في السجون ، (يحضرني ذكر الشاعر صاحب الأغنية الشهيرة ، ياضابط السجن ، من وحي مظلوميته ، التي تغنى بها الراحل عبدالرحمن عبدالله ، وكل ذنب الشاعر المظلوم تشابه إسمه مع مطلوب آخر ، وذاك الذي حملوه مع “رأس النيفة” لعشائه وأسرته ، حين سأله زملائه الجدد في المعتقل ، ولم يكن يعرف سبباً غير الذي حدثهم به) .
فقد كانت ليلة 22 يوليو ، إبادة جماعية وإن كانت ليست مباشرة بما سيأتي الظلاميون ، فقط أعقبتها ، إعدامات لقادة الإنقلاب وقادة مدنيين لم يحملوا سلاحاً غير فكرهم في الرأس ، الذي ازالوه لهم عقاباً لتطاوله عليهم ، أما غير ذلك فقد أخذت الإبادة الجماعية شكلها المعقول ، حيث لم تتوطت ثقافة الإبادة بعد ، وأكتفت بأخذ المواطنين من بيوتهم وشوارعهم وأزقتهم لتدخلهم السجون وتواصلت المطاردة أياماً وشهوراً بل وسنين عدداً ، وفي حادثة أخرى شبيهة ، تذكرون أيضاً (عائد عائد يانميري) بعد هزيمة المرتزقة كما أسموهم يومها ، وهم لم يكونوا إلا الجبهة الوطنية ، من أحزاب الأمة والإتحاديين والأخوان المسلمين ذات نفسهم الحاليين ، وأيضاً فتحت السجون هذه المرة وكانت الأكثرية نصيب المشاركين فعلياً ، إلا أن آخرون لا دخل لهم غير سحنتهم ولسانهم ، فضاعوا كذلك تحت الرجلين ، جئت بسيرتها ، في قصة قصيرة لي على لسان أب يقول عن إبنه المقتول حين سألوه عن سبب مقتله ، ( إبني لم يقتله سلاحه ، إبني قتله لسانه) .
لماذا أحكي بهذا التطويل الممل لأنه كان ضرورياً للمقارنة والتحذير مع التنبيه للقسوة التي يتميز بها النازيوإسلامويين ، فما أسميتها إبادة جماعية فقد كانت محدودة ومقصورة بالنسبة للمواطنين ، فلم تتعدى السجن دون تعذيب أو بيوت أشباح أو إغتصاب ، أما ماسيحدث من هؤلاء النازيوإسلامويون ، غداً عندما ينتصر الجيش ، وتسمعون نداء “عائد عائد يابرهان” فليستعد كل من لم يؤيد الجيش الكيزاني وبإسم الوطنية ، ولو بحسن نية ، فهو إرتكب جريمة الخيانة العظمى وعقوبتها الإعدام ، ولأن لا وقت لديهم للمحاكمات "تذكرون إعدام ضباط رمضان "والقوائم جاهزة لديهم يتصدرها قحاتة وجذريين ومن والاهم ، ولن تتوقف عندهم ، إنما ستتواصل ممتدة لكل من ساهم في إسقاط حكمهم ، من قوى ثورة ديسمبر العظيمة ، ولن ينجو منهم أحد ، حتى الأطفال الذين حملوا الأعلام وجاءوا برفقة ذويهم ، أما الأخطر الذي جعلني أطلق تصوري هذا ، لأن هذه المرة ، ليس الإرسال إلى السجون والإحالة للصالح العام ، وإنما ” التنفيذ الفوري ذبحاً من الوريد إلى الوريد .. وأين؟ حيث التنفيذ عاجلاً وليس آجلاً ، داخل البيوت وفي شوارع العاصمة المثلثة ، طولاً وعرضاً ، وأُسِّرَّكم أمراً ، أن المدعو الإنصرافي المخفي نفسه ، وهل يُخفي الشر في سماهو !! ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره الأمريكي إذا كان موقع إنطلاقه بطائرة خاصة ، وبخدماته الذي قدمها للتنظيم ، قادر على إمتطائها، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليرسل بها إلى الله ، عدداً لايستهان به من قتلاه بيديه الإثنتين مباشرة ، كما يردد في لايفاته بشكل غير مباشر ، وهو يأمر الجيش الكيزاني بالخطط العسكرية التي يتم تنفيذها فوراً دون إبطاء أو مراجعة .
أما إذا كان النداء في الشوارع “عائد عائد ياحميدتي” وكان الإنتصار لصالحه فالقوائم جاهزة ممتلئة باسماء الفلول المحصورة قوائمهم لديهم ، ومن خلفهم الذين صدقوا أنه سيأتي لهم بالديمقراطية والحكم المدني ، بما فيهم جموع الديسمبريين والذين لم يصدقوا ، فكلهم في الموت سواء ، فهم يريدون دولة الأفروإسلاموية ، فيما يعني كل من يمشي على قدميه مصيره أيضاً كالسابقين لهم ، وهم اللاحقين الذين علموهم السحر "أمسح أكسح قشوا ما تجيبو حي أكلو ني" ، وأُسِّر لكم أمراً ، الآخر عبد النعم الربيع ، ستجدونه وقد إنتقل من مقره اللندني . بطائرة خاصة ، وهو قادر قدرة صديقه اللدود ، ومعه أحدث أداة للقتل السهل الممتنع ، ليعطي كل من يلقاه أمامه ، طلقة في رأسه ، كما قال عند إغتيال والي غرب دارفور خميس أبكر .
ليس هذا سيناريو من الخيال ، ولكنه نابع من عمق تجارب بلادنا المنكوب بالقتل الجماعي المجاني ، فتمنوا معي أن تتوقف هذه الحرب العبثية ، بالتفاوض ولا ضير ان يظل طرفاها المجرمان في الصورة مؤقتاً ، والشعب قادر على تغيير وإزالة هذه الصورة . بثورته التي ستزداد قوة ومنعة وصلابة وتصميماً بعد الحرب ، وبعد تحطيم إطار هذه الصورة المؤقتة ، بمحوها من جذورها ، وسينفذ شعاراته ، ولكن هذه المرة ، عنوة "وبسلميته" إقتداراً ، لتصبح سارية المفعول فوراً دون مماحكة أو تأجيل ، ثم يعقبها العقاب القانوني في محاكمنا الداخلية ، بعد إصلاح إعوجاجها ، أو محكمة العدل الدولية أيهما أنسب وأصلح ، وشعاراته المعلومة هي:
الجيش جيش الشعب ، لا جيش الكيزان
والعسكر للثكنات
والجنجويد ينحل .
ولا مفر فالإبادة الجماعية من أمامكم ، والنازيوإسلامويون من الطرفين خلفكم .
إذن ناضلوا من أجل وقف الحرب .. و تنادوا بأعلى أصوأتكم لا للحرب .

omeralhiwaig441@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب عائد عائد

إقرأ أيضاً:

مقتل النور: عندما تخلى العالم عن السودان للإبادة الجماعية لمدة عامين كاملين

نعت لجان مقاومة شمال دارفور زميلتهم وبطلتنا، الدكتورة هنادي النور، التي أسلمت روحها لباريها بعد أن اخترقت رصاصات ميليشيا قوات الدعم السريع جسدها الغض، عند اقتحامهم مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بُعد 15 كيلومترًا من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. كانت هنادي، ابنة أوائل العشرينات، قد تخرجت حديثًا من كلية الطب قبيل اندلاع الحرب، لكنها اختارت البقاء في معية النازحين في زمزم، واختارت أن تصمد وتخدم، بدلاً من البحث عن سُبل الخلاص الفردي. اختارت هنادي أن تكون (جميلة بوحيرد السودان) لتعمل بين أهلنا الذين افترشوا مضارب النزوح في المخيم، تُطبب الجرحى، وتُداوي المرضى، وتذود بجسدها الغض عمن طحنتهم آلة الحرب، وتدفع ما استطاعت من عمرها فداءً لأبناء وبنات شعبنا الذين هجّرتهم جحافل الدعم السريع، وشرّدتهم من ديارهم.

رحلت هنادي عن عالمنا قبل يومين من دخول حرب السودان الملعونة إلى عامها الثالث، عندما اجتاحت جحافل ميليشيا قوات الدعم السريع مخيم زمزم للنازحين في يوم 13 أبريل 2025. صمد مخيم زمزم لأكثر من عام، في وجه الحصار الوحشي الذي فرضته ميليشيا قوات الدعم السريع، ولاحقًا انضم إليها حلفاؤها في تحالف تأسيس على الفاشر ومخيمات النازحين المحيطة به، ومن ضمنها زمزم وأبو شوك. أدى ذلك الحصار الخانق إلى مأساة إنسانية غير مسبوقة. تم إعلان المجاعة من المستوى الخامس (المستوى الكارثي) في مخيم زمزم في أغسطس 2024، وأفادت تقارير المنظمات الدولية، ومن بينها أطباء بلا حدود، أن طفلًا واحدًا على الأقل يقضي نحبه جراء الجوع والمرض كل ساعتين نتيجة لنقص الغذاء والدواء.

بعد الخسائر المتتالية التي أصابت ميليشيا قوات الدعم السريع، ونجاح الجيش السوداني في تحرير العاصمة الخرطوم، كثّفت الميليشيا وحلفاؤها هجماتهم على الفاشر وزمزم وأبو شوك وبقية المناطق التي ظلّت صامدة خارج سيطرتها. أدى ذلك إلى إعلان منظمة “أطباء بلا حدود” تعليق جميع أنشطتها في مخيم زمزم في 24 فبراير 2025، بسبب تصاعد العنف والهجمات المتكررة، حفاظًا على سلامة طواقمها. وبعد يومين، في 26 فبراير 2025، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق أعماله في مخيم زمزم، نتيجة لتدهور الوضع الأمني وتصاعد القتال، وقام بإجلاء الموظفين من أجل سلامتهم. لم يبق من عمال الإغاثة الإنسانية في زمزم – والذي يأوي حوالي مليون نازح من المدنيين الذين هجّرتهم الحرب – غير منظمة ريليف إنترناشيونال Relief International وثلة من المؤمنين بشعبهم وبقدسية الحياة مثل هنادي ورفاقها.

لكن لم يسلم أحدهم من بطش آلة العنف الهمجية التي أطلقتها ميليشيا الدعم السريع وحلفاؤها. أعلنت ريليف إنترناشيونال أن الميليشيا قتلت تسعة من كوادر العناية الطبية بعد الاجتياح الدموي، في العيادة الأخيرة في المخيم، والتي كانت تديرها المنظمة، ثم أعلنت جمعية الأطباء السودانيين الأمريكيين عن مقتل الأستاذ أحمد محمد صالح سيدنا، والذي كان يدير مركز الأطفال الذي ترعاه الجمعية في المخيم، على يد جحافل التتر الجنجويدية التي اجتاحت المخيم. لم تكن هنادي وحدها إذن، بل كان الموت بكل عنفوانه الوحشي يحصد بمنجله الدموي رُسل الحياة والإنسانية. أو كما قالت نقابة أطباء السودان في نعيها لهنادي: “يد الغدر المتوحشة لم تفرّق بين من يقتل ومن ينقذ، فاغتالت النور”.

أعادت الصور والفيديوهات التي تسربت من الهجوم ذكريات ما حدث في الإقليم في أوائل الألفية. مشاهد جنود الدعم السريع على ظهور جيادهم وهم يطاردون النازحين الذين يحاولون الفرار من هذا الجحيم، مشاهد حرق المخيم وشهادات القتل والاستهداف الإثني، كلها تكررت لتقول للعالم بأقسى طريقة ممكنة إن تفاحة الدعم السريع وحلفاءها لم تسقط بعيدًا عن شجرة الجنجويد.

مع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، يتجلى عجز العالم أمام المأساة في أبهى صوره: تواطؤ تزينه لغة دبلوماسية متخشبة، ومجاملات جوفاء لا تقوى على ملامسة الحقيقة المروعة لهذه الحرب – الحقيقة التي تقول إننا نشاهد واحدة من أفظع الكوارث الإنسانية التي صنعها الإنسان في القرن الحادي والعشرين، لا بفعل الكوارث الطبيعية، بل بإرادة القتل والعنف والفناء.

تحوّل شعار “إيقاف الحرب” إلى لافتة باهتة يرفعها بعض الساسة الذين يتوسلون شرعية من الخارج الدولي على ركام الوطن. راية مهترئة يحملها من يسعون لتجميل وجه الفاشية، والبحث عن معادلات لتقاسم السلطة عبر إضفاء الشرعية على آلة الاستبداد والنهب والاغتصاب والقتل الجماعي، فقط لأنهم يتطلعون إلى نصيب من سلطة عرجاء، أو خدمةً لمصالح إقليمية ودولية لا ترى في السودان سوى رقعة نفوذ وأداة صراع.

في ذروة هذا النزيف، عقدت بريطانيا مؤتمرًا وزاريًا لمناقشة الأزمة السودانية في يوم الذكرى الثانية لانفجارها – مؤتمر بدا كعرض مسرحي ناقص، غاب عنه السودانيون أنفسهم: لا حضور رسمي يمثل الدولة، ولا صوت شعبي يعكس صرخة الشعب الموجوع. لم تكترث الحكومة البريطانية للآلاف من أبناء وبنات السودان الذين احتشدوا غاضبين أمام مقر المؤتمر في لندن، رافعين أصواتهم بالرفض والاحتجاج. احتجوا على حضور دول ما تزال – حتى اللحظة – تموّل وتسند حملة الإرهاب الدموي التي تشنها ميليشيا الدعم السريع على أهلهم العزّل في بلادهم، حملة تغرق المدن والقرى في الدم والرماد، بينما العالم يختبئ خلف التجاهل المتغطرس عن مواجهة الحقيقة.

ويتزامن كل ذلك مع استمرار التجريدة المتوحشة للهجمات التي تشنها – في نفس الأيام – قوات الدعم السريع على الفاشر والمخيمات المحيطة بها، بين القصف المتواصل على المناطق المدنية، ومنع الإغاثة الإنسانية والغذاء والدواء من الوصول إلى أكثر من مليونين من المواطنين المدنيين المحاصرين لقرابة العام.

ولكن أمام إشراقة ثغرِ هنادي الوضّاء، يقف الوجودُ كلّه متواضعًا ليسائله ضميرَهُ المستتر…
ما الطغيان؟
إن لم يكن أن يرسل أميرٌ من أمراء الخراب، جحافل بطشه وسلاحه المسنون، لتغتال شابة أو زهرة يانعة لم تعرف من الدنيا إلا نشوة الفرح حين تضمّد جراح طفلٍ نازف، أو تزرع الدفء في قلب أمّ مكلومة، وتخفف عن ذويها وجع التشريد ومرارة النزوح.
وما التدليس؟
إن لم يكن أن يصطف نفرٌ من المتأنقين، أرباب الكلام المنمّق وربطات العنق الحريرية ومرتدي السترات المبطّنة كضمائرهم، ليداروا نزيف جراح أوطانهم خلف حذلقة السياسة، ويغزلوا للمجرمين أقمشة من التعقيد تستر عورات جرمهم، هربًا من مواجهة الشمس الساطعة للحقيقة.

وما التواطؤ والخيانة؟
إن لم تكن أن يُغلق البعض أعينهم عن رؤية دموع الأمهات، ويصمّوا آذانهم عن صراخ الأطفال، بينما يبيعون صمتهم الجبان وكلماتهم الكاذبة للجلاد بثمن بخسٍ من مكاسب السياسة أو وهم السلطة أو دراهم يهوذا؟
وما الاستبسال والشهادة؟

إن لم تكن أن تُزهَر مثل هذه الأرواح الباسلة على عتبة الصدق، في وجه رصاص الظلم، لتهزّ عروش الجبابرة الطغاة وتصدح بالنشيد، أن الحق لا يُهزم، وإن قُتل عشّاقه؟
وأما الوطنية، والإقدام، والشجاعة،

فما عادت اليوم رايات تُرفع في خطب البلاغة، ولا أناشيد تُردَّد في دهاليز الساسة، بل صارت وجهًا واحدًا لا يُشبهه أي وجه، واسمًا واحدًا لا يخطئه القلب: اسم هنادي ورسمها، هي ورفاقها الراحلين. هي رايتها وعنوانها في كل أرضٍ تنبت فيها الكرامة من دم الشهداء، هي سيرة من لا يتراجعون، ولا يساومون، ويهبون الحياة لمعنى الوطن، ثم يرحلون عنه… واقفين.

أمجد فريد الطيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • البابا الذي كسر التقاليد: دفن فرنسيس خارج أسوار الفاتيكان ( كامل التفاصيل)
  • مدير المستشفيات الميدانية للجزيرة نت: غزة تواجه كارثة الوفاة الجماعية للجرحى
  • مقتل النور: عندما تخلى العالم عن السودان للإبادة الجماعية لمدة عامين كاملين
  • عبد الساتر في قداس عيد الفصح: مدعوون إلى أن لا نصمت أو نبرر الإبادات الجماعية والتجويع
  • مسيرة حاشدة بإسطنبول للتنديد بالإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو بغزة
  • ‏الأردن يرحب بالتوافق الذي توصّلت إليه واشنطن وطهران خلال الجولة الثانية من المباحثات التي عُقِدَت في العاصمة الإيطالية روما
  • علماء اليمن يؤكدون:الفتاوى التي تعطل الجهاد أمام مجازر الإبادة الجماعية في غزة خطيئة كبرى وذنب عظيم لا تبرأ ذمة من أصدروها إلا بالتراجع عنها
  • قلق أممي من الضربات الأمريكية التي دمرت ميناء رأس عيسى النفطي باليمن
  • “التعاون الإسلامي” تدين الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بغزة
  • "التعاون الإسلامي" تدين استمرار الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في غزة