الدلافين تتواصل مع بعضها عبر التبسّم مثل البشر
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
تشتهر الدلافين بأنها حيوانات مرحة، تلاعب البشر وتبدو سعيدة على الدوام، لكن الطريقة التي تتواصل بها الدلافين وغيرها من الثدييات البحرية الأخرى مع بعضها بعضا ظلت لغزا يحاول العلماء فك شفرته.
وفي دراسة جديدة نشرت في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في مجلة "آي ساينس" وجد فريق من الباحثين أن "الدلافين قارورية الأنف" تستخدم تعبير الوجه "الفم المفتوح" -المشابه للابتسامة- للتواصل أثناء اللعب الاجتماعي.
تمتلك الدلافين والحيتان آذانا، لكنها لا تمتلك آذانا خارجية بارزة مثل آذاننا لتوجيه الصوت، حيث تحتاج إلى أن تكون انسيابية لتتمكن من الحياة في الماء، ولا تكون قنوات آذانها مفتوحة للخارج، وبدلا من ذلك، تسمع الأصوات عموما من خلال هياكل خاصة في عظام الفك.
وتستخدم الدلافين دائما تعبير الوجه عندما تكون في مجال رؤية زميلها في اللعب، وعندما يرى رفاق اللعب "ابتسامة"، يستجيبون بالمثل بنسبة 33% من الوقت، بحسب الدراسة.
كشفت الدراسة عن وجود سمات وجه فريدة لدى الدلافين التي يميزها أنف قاروري وفم مفتوح وقدرة مذهلة على فهم تعبيرات وجوه الدلافين الأخرى والرد عليها.
وقد أوضح المؤلف المشارك في الدراسة "ليفيو فافارو" أستاذ علوم الحياة في جامعة تورينو في إيطاليا في تصريحات لـ"الجزيرة نت" أن هذه الدلافين "تظهر إشارات الفم المفتوح والمحاكاة السريعة بشكل متكرر عبر شجرة عائلة الثدييات، مما يشير إلى أن الاتصال البصري لعب دورا حاسما في تشكيل التفاعلات الاجتماعية المعقدة، ليس فقط لدى الدلافين، ولكن في العديد من الأنواع بمرور الوقت"
ويمكن أن يشمل لعب الدلافين الألعاب البهلوانية، وركوب الأمواج، واللعب بالأشياء، والمطاردة، والقتال، ومن المهم ألا يتم تفسير هذه الأنشطة بشكل خاطئ على أنها عدوان. وتستخدم الثدييات الأخرى تعبيرات الوجه للتواصل بالمرح، ولكن لم يتم البحث فيما إذا كانت الثدييات البحرية تستخدم أيضا تعبيرات الوجه للإشارة إلى وقت اللعب.
ويلفت فافارو الانتباه إلى احتمالية أن تكون إشارة الفم المفتوح قد تطورت من فعل العض، ويضيف أن "الفم المفتوح بشكل مريح، الذي يمكن ملاحظته في الحيوانات آكلة اللحوم، ووجوه اللعب لدى القرود، وحتى الضحك البشري، هو علامة عالمية على المرح، مما يساعد الحيوانات على الإشارة إلى المرح وتجنب الصراع".
لم يسجل الباحثون الإشارات الصوتية للدلافين أثناء اللعب، ويقولون إن الدراسات المستقبلية يجب أن تحقق في الدور المحتمل للأصوات والإشارات اللمسية أثناء التفاعلات المرحة.
ويقول فافارو "لقد طورت الدلافين أحد أكثر الأنظمة الصوتية تعقيدا في عالم الحيوان، ولكن الصوت يمكن أن يعرضها أيضا للخطر، إذ يمكن أن ترصده الحيوانات المفترسة أو المتنصتين الآخرين. لكن، عندما تلعب الدلافين معا، يساعدها مزيج من الصفير والإشارات البصرية على التعاون وتحقيق الأهداف، وهي إستراتيجية مفيدة بشكل خاص أثناء اللعب الاجتماعي عندما تكون أقل حذرا من الحيوانات المفترسة".
وللتحقق من فرضية التواصل البصري لدى الدلافين، راقب الباحثون الدلافين قارورية الأنف الأسيرة أثناء لعبها في أزواج وأثناء لعبها بحرية مع مدربيها من البشر، وأظهروا أن الدلافين تستخدم تعبير الفم المفتوح بشكل متكرر عند اللعب مع الدلافين الأخرى، ولكن لا يبدو أنها تستخدمه عند اللعب مع البشر أو عندما تلعب بمفردها، واستنتجوا أن هذه الطريقة هي الوسيلة التي تتواصل بها الدلافين معا.
وفي حين تم تسجيل حدث واحد فقط لفتح الفم في أثناء اللعب الانفرادي، سجل الباحثون إجمالي 1288 حدثا لفتح الفم في أثناء جلسات اللعب الاجتماعية، و92% من هذه الأحداث حدثت أثناء جلسات اللعب بين الدلافين.
وبحسب الدراسة، كانت الدلافين أيضا أكثر عرضة لافتراض تعبير الفم المفتوح عندما كانت وجوههم في مجال رؤية زميلهم في اللعب، بحيث كانت 89% من تعبيرات الفم المفتوح المسجلة صدرت في هذا السياق، وعندما تم إدراك هذه "الابتسامة"، ابتسم زميل اللعب في المقابل بنسبة 33% من الوقت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أثناء اللعب
إقرأ أيضاً:
“غوغل” تطور نموذج ذكاء اصطناعي لفك شفرة “لغة” الدلافين
#سواليف
طورت شركة ” #غوغل ” نموذجا جديدا للذكاء الاصطناعي يهدف إلى #فك_شفرة ” #لغة ” #الدلافين، في خطوة تكنولوجية غير مسبوقة تمكن من التواصل بين البشر وهذه الكائنات الذكية.
ويأتي هذا المشروع الطموح كثمرة تعاون بين مختبر “غوغل” للأبحاث “ديب مايند” و”مشروع الدلافين البرية” (WDP)، وهي منظمة تدرس دلافين المحيط الأطلسي المرقطة وسلوكياتها، والتي أمضت سنوات في جمع وتسجيل أصوات وسلوكيات الدلافين في بيئتها الطبيعية.
Meet DolphinGemma, an AI helping us dive deeper into the world of dolphin communication. ???? pic.twitter.com/2wYiSSXMnn
مقالات ذات صلة تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19 ..هذا ما سيحدث 2025/04/16 — Google DeepMind (@GoogleDeepMind) April 14, 2025ويعتمد النظام الجديد على تقنيات مشابهة لتلك المستخدمة في نماذج #الذكاء_الاصطناعي اللغوية مثل ChatGPT، حيث يتم تحليل أنماط الأصوات التي تصدرها الدلافين من صفارات ونداءات، وفهم العلاقات بينها للتوصل إلى معانيها المحتملة.
وما يميز نموذج الذكاء الاصطناعي المسمى DolphinGemma، هو قدرته على العمل بكفاءة على الهواتف الذكية، حيث سيتم استخدام هواتف “بكسل 9” في تجارب ميدانية لتحليل الأصوات في الوقت الحقيقي وحتى توليد ردود صوتية مخصصة.
وتستند هذه الجهود إلى سنوات من الأبحاث التي أثبتت الذكاء الاستثنائي للدلافين، والتي تتمتع بقدرات معرفية متقدمة مثل التعرف على الذات في المرايا، واستخدام “أسماء” خاصة للتعارف، وغيرها. لكن المشروع لا يخلو من التحديات، فإلى جانب الصعوبات التقنية في تفسير لغة غير بشرية، هناك تساؤلات أخلاقية حول حدود هذا النوع من التواصل بين أنواع الكائنات الحية.
ويأمل العلماء أن يساهم هذا الابتكار ليس فقط في فهم أفضل لعالم الدلافين، ولكن أيضا في حمايتها من التهديدات البيئية.
DolphinGemma is a foundational AI model trained to learn the structure of dolphin vocalizations and generate novel dolphin-like sound sequences. ???? pic.twitter.com/y8e7MHSK2V
— Google AI Developers (@googleaidevs) April 14, 2025