مُذَكَّرَات مُغْتَرِبٍ في دُوَلِ الخَلِيجِ العَرَبي (٢٧)
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
ظَلَلنَا في حضرةِ السِّت الوَالدة سبعةَ أشهُرٍ تَرعَى الأولادَ ونَنعَمُ بِبِرِّها . كانتْ تنزلُ من الطابقِ الأولِ صُحبةِ أحمد كلِّ صباح ليلحَقَ بَِبَصّ الرَّوضةِ ، ثم تنزلُ مرةً أخرى عند الظُّهر قبل عودةِ البَص تَحمِلُ طاولةً صغيرةً مستديرةً لِتَجلسَ عليها عند نهايةِ المَمَر الذي يُطلُّ على الشارعِ الرئيسي حتى تطْمئنَ على وصُولهِ وتَرتفِعُ به إلى الشقة .
يا إلهي ! ما العملُ وأنا بينَ نارَين ! ؟ لا ليْستْ " نارَ البُعدِ والغُربة " ! وإنما نارُ البَحثِ عن وظيفةٍ ثم نارُ البحثِ عن المرأةِ الزوجةِ الصَّالِحة ! وما أشَّقَّ البَحثين وأصعبَ الخَيارَات !
شرعتُ في التَّقدِيم للوظَائفِ وتوزيعِ السِّيرة الذَّاتِية على بعضِ الشَّركات ومراكزِ التَّدريب في المنطقة الشرقية عُموماً . وشرعَ عَقلي الباطِن وذاكرةُ العلاقاتِ العاطِفيةِ في نبشِ الماضي القرِيبِ والبعيد . لم يطُلْ انتِظاري فيما يتعلقُ بالوَظيفة ، فقد اتَّصَلَ علي مسئولُ التَّوظيف في شركةِ الحُقيط بالخُبر وهي شركةٌ كانتْ تعملُ بِتوظيفِ ELT مُعلِّمي اللغة الإنجليزية من الباطِن sub contract لكلٍّ من مراكزِ التَّدريب في أرامكو والشركة السعودية للكهرباء SCECO . وبعد المُقابلةِ interview والتَّفاهُم على الرَّاتِب الشَّهري والمزايا الأُخرى تمَّ الاتفاقُ على بَركةِ الله ، وكانتْ قِسمَتي وحَظِّي للعملِ مع SCECO بمركزِ التَّدرِيب الرئيسي بالدمام والذي كان يقعُ غربَ الطَّريق السَّريع الذي يربطُ الظَّهران بالجبيل . وكان الاتفاقُ على بدايةِ الدَّوامِ يَتطابقُ مع بدايةِ العامِ الدراسي القادِم لكلِّ المَدارِس . يعني السَّفَر قائِم وله طعمٌ خاص إذا ما تمَّ نُقصانُ ! ولا يَتِمُّ ذلك إلا بإطفاءِ النَّارِ الأخرَى . ولمْ أعُدْ أخشَى النِّيرانَ بعدما خُضتُ بعضَ نيرانِ الهَوى والجَوى ونيرانِ حَوادثِ الزَّمان ، فلقد :
شَحَنَتني بالحَراراتِ الشُّموسْ
وشَوتْني كالقرَابِين على نارِ المَجُوسْ
لفَحَتني فأنا منها كَعُودِ الأبَنُوسْ
أو كما قالَ شاعِرُنا المُتَفرِّد صلاح أحمد إبراهيم .
ظللتُ أنبشُ في الذَّاكِرة أياماً عَدِيدةً وصَفَفتُ من شريطِ الذِّكرياتِ عدداً من الفاتِناتِ والصَّبايا الدَّارِساتِ خِريجاتِ الجًامعاتِ ثَيِّباتٍ وأبكارا . استبعدتُ صغيراتِ السِّن قليلاتِ الخِبرة في الحياةِ من القائمة لأنَّ المسألةَ ليستْ حُبَّاً فقط وإنَّما " تربية عيال " ، ولجأتُ إلى ال short listing
أو ما يُعرفُ بالقائمةِ المُختَصرة
ثم فضَّلتُ الثَّيِّبَ على البِكر . ولما وصلتُ لتلك القَناعةِ ، لمْ يَبقَ عندي إلا ستَ الحٌسنِ والجَمال التي كانتْ تُعرفُ ب " السَّمحَة " وسَط صُويحِباتِها وزَميلاتِها في كلية التربية جامعة الخرطوم . وقد سَبَقتُها في الكُليةِ بدُفعتين وكانَ بيننا تقاربٌ ومودةٌ وقرابةٌ . لكنني تَخَرَّجتُ وسافرتُ إلي السعودية ولما رجعتُ في إحدى إجازاتي وجدتُ أنها قد تَخَرَّجَتْ ، تزوجَتْ ثم أنْجَبتْ طفلَتَها الوَحِيدةَ ولم يَدُمْ زواجُها بعد ذلك فَطُلِّقَتْ .
محمد عمر الشريف عبد الوهاب
m.omeralshrif114@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يثير الجدل في حفل تنصيب ترامب.. كيف كانت تحيته؟
أثار إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير ومؤسس شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي بعد تحيته في حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تذكر بشكل غير مباشر التحية النازية الشهيرة.
وفي حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أقيم في "كابيتال وان أرينا" في واشنطن، قام بحركة يده بطريقة غير تقليدية أمام الحشود، فقد صعد ماسك إلى المسرح وسط هتافات مدوية، وفي بداية حديثه قال: "لم يكن هذا انتصارًا عاديًا، لقد كان مفترق طرق على مسار الحضارة الإنسانية"، وأضاف: "هذا الأمر مهم حقًا، شكراً لكم على تحقيق ذلك".
وقام ماسك بحركة غير عادية أثناء حديثه، حيث ضرب بيده اليمنى على قلبه، بينما كانت أصابعه متفرقة. بعدها، مد ذراعه اليمنى إلى الخارج بزاوية لأعلى، ووضع كفه إلى الأسفل مع عقد أصابعه معًا. وبعد هذه الحركة، استدار ماسك وأشار بنفس الطريقة للحشد الذي كان يقف خلفه.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وختم ماسك كلماته قائلاً: "قلبي معكم. بفضلكم أصبح مستقبل الحضارة مضمونا".
وسرعان ما أثار هذا التصرف جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل العديد من المستخدمين عما إذا كانت حركة ماسك تذكر بالتحية النازية الشهيرة. البعض اعتبر أن هذه الحركة قد تكون إشارات غير لائقة مرتبطة بالأيديولوجيات المتطرفة، في حين دافع آخرون عن ماسك، مؤكدين أن الحركة كانت مجرد تعبير عن سعادته وفرحته، ولا علاقة لها بأي رمزية سياسية.
وعلى الرغم من الجدل الذي أثارته الحركة، نشر بعض مستخدمي منصة "إكس" - التي يمتلكها ماسك - تغريدات تدافع عن تصرفه، مشيرين إلى أنه كان يعبّر عن حماسه بشكل غير تقليدي. وانتقدوا من أشاروا إلى خلاف ذلك، معتبرين أن الأمر قد فُسّر بشكل مبالغ فيه.
My talk today at the Presidential Parade
pic.twitter.com/qCAxYQb7LN — Elon Musk (@elonmusk) January 21, 2025
يذكر أن ماسك قد أبدى دعمه سابقًا لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، المعروف بتوجهاته المناهضة للهجرة والمعادية للإسلام، والذي تصفه أجهزة الأمن الألمانية بأنه يميني متطرف. وقد أثار هذا الدعم مزيدًا من التساؤلات حول توجهات ماسك السياسية، خاصة بعد أن نشر بثًا مع زعيمة الحزب على منصته الخاصة هذا الشهر