قالت الكاتبة سماح أبو بكر عزت الروائية وسفيرة شئون الطفل بالمبادرة الرئاسية حياة كريمة، إنّها تعتبر نفسها حتى الآن هاوية، وأنّها ألفت العديد من الكتب للأطفال باللغات الأجنبية، للوصول لأبناء المصريين بالخارج، لتعزيز الهوية الوطنية لديهم، مشيرة إلى أهمية هذه الفئة العمرية، لإنها ستكبر على ما نشئوا عليه.

وأوضحت سماح أبو بكر عزت في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنها تهتم بالكتابة للطفل لارتباطها بتلك الفئة العمرية منذ صغرها، مشيرة إلى أنها تعتبر الكتابة للطفل من أهم أنواع الكتابات، وموضحة أن العديد من الكُتاب يبدأون بالكتابة للطفل، ثم يتجهوا للكتابة للكبار على حساب الطفل، مستنكرةً ذلك.

وأكّدت سماح أبو بكر عزت، أنها تحرص عند كتابتها للأطفال الوصول لمستوى تفكيرهم، حتى تستطيع اقناعهم بموضوع الكتاب، مؤكدة أن الوصول للطفل يعد شيئا صعبا للغاية، حتى أن بعض الكُتاب الأجانب لديهم مقولة «لن تسطيع الكتابة للطفل حتى تنضج»، مشيرةً إلى أهمية الطفل في حياتها شخصيًا، وأكدت أن الطفل أثر فيها بشكل كبير.

الاستثمار في شخصية الإنسان

وأشارت سماح أبو بكر عزت إلى أهمية الاستثمار في شخصية الإنسان، مشيدة بدور مؤسسة حياة كريمة والمبادرات التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتنمية شخصية الإنسان المصري، مؤكدة أن أهم استثمار هو الاستثمار في البشر، مبينة أن الكتابة للطفل تعد من أهم أنواع الكتابة، وتحتاج إلى كاتب مثقف ومدرك جيدًا لشخصية الطفل.

جاء ذلك خلال ندوة استضافتها فيها كلية الإعلام وفنون الإتصال بجامعة 6 أكتوبر، بحضور الدكتورة دينا فاروق أبو زيد، عميدة الكلية، وعدد من أعضاء هيئة التدريس، للتناقش مع طلاب جامعة 6 أكتوبر في عدة موضوعات تهم الطلاب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سماح أبو بكر الأطفال كلية الإعلام الإعلام سماح أبو بکر عزت الکتابة للطفل

إقرأ أيضاً:

عن سؤال الكتابة

 

نمير بن سالم آل سعيد

 

أما عن سؤال الكتابة؛ فهي صعبة جدًا ومُرهقة ذهنيًا على المدى البعيد، لما تتطلبه من ثقافة غزيرة مُستمرة لإنتاج الأفكار، والقدرة على التعبير عنها بطريقة جيِّدة، والتحديات الكثيرة التي تُواجه الكاتب وتصرفه بعيدًا عن الكتابة.

وكثيرٌ من الكتاب بدأوا وما لبثوا أن توقفوا، ولم يستمروا، إلّا قليلًا، فتلاشوا في طي النسيان. حاولوا مُقاومة موت الكاتب فيهم، ولم يستطيعوا؛ لانعدام الهدف وفتور الشغف واضمحلال الاهتمام وافتقار الموهبة ونضوب المَعين الثقافي، ومجاراة المُلهيات والمُسلِّيات الدنيوية التي تحمل الإنسان إلى مآلات الراحة والاستمتاع. وكذلك لِمَا للكتابة من مطبات تُوقِع الكاتب في شباكها؛ لتخرج ذاته للعلن بوضوحه وصراحته والتي قد لا ترضي البعض.

يقول الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: "الرجال صناديق مُغلقة، مفاتيحها الكلام". ويقول الفيلسوف اليوناني سقراط "تحدث كي أراك".

والكلمة قد تُحرِّض ضد سلامة دولة، أو قد تُثير سخط مؤسسة، أو تُغضب قبيلة أو أتباع مذهب، وقد تُؤجج البغضاء وتبُث الشقاق والفتن بين أفراد المُجتمع، وقد تضر بالوضع الاقتصادي أو الأمن أو الاستقرار العام. لذا.. هناك من خسروا حياتهم بسبب الكلمة، وهناك من فقد حريته بسبب الكلمة، وهناك من تعرَّض للتهميش بسبب الكلمة، وهناك من آثروا المنفى وأصبحوا لاجئين في دول أخرى بسبب الكلمة؛ لاعتقادهم أن حقوقهم سُلبت في دولهم، ولا حلَّ إلّا المطالبة من خارج بلدانهم، أو ربما لأسباب أخرى مُعلنة أو خفية.

لكن يبقى من يحسبون للكلمة ألف حساب، إذا كتبوا، فلا يستطيعون الاندفاع والتهور في كتاباتهم، ويبقون مصدر نفع لبلدانهم لا مصدر أذى، ومعول بناء لا معول هدم؛ حفاظًا على المصلحة العامة.

والكلمة مسؤولية كبيرة، لمن يُدرك أهميتها وتأثيراتها، وهي وسيلة من وسائل الاتصال بين الأفراد ومجتمعهم، وكذلك هي أداة مُهمة من أدوات التعلُّم؛ إذ عن طريق الكتابة والقراءة يواصل الإنسان الإبحار والتقدم في العلم والمعرفة. وتبرز أهمية الكتابة أيضًا في تدوين المعرفة لتنتقل من جيل إلى جيل؛ فالنتاج المعرفي وصل عن طريق الكتابة، ونقدمه عن طريق الكتابة، والكتابة مستوى عالٍ من الرقي الثقافي، وكلما وُجدت الكتابة النافعة، دلَّ ذلك على ثقافة الشعب وحضارته وتاريخه المُتجذِّر.

وازدادت أهمية الكتابة إعلاميًا لسهولة إعادة نشرها، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها المنصة الأشهر "واتساب"؛ فانطلقت الكلمة من محبسها المحدود بضوابط وسائل الإعلام، إلى الفضاء المفتوح عبر منصات إلكترونية عملاقة، مثل منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، كما إنها نجحت في استقطاب عدد هائل من المتابعين ومعرفة ردود أفعالهم المُباشرة. ومن مميزات هذه الوسائل، أنها تتمتع بأعلى سقف للحرية، ولا يستطيع أحد التدخل في المحتوى المنشور عبرها. وتحظى الكتابات في الفضاء الإلكتروني باهتمام أوسع إذا كان الموضوع المطروح ضمن الاهتمام الشعبي، وصاحبها اسم معروف مُتحقَّق؛ لأنَّ اسم الكاتب يحدد أهمية الموضوع، خاصة إذا رسّخ اسمه ثقافيًا وأثبت ذاته في مجال الممارسة الثقافية المستمرة، وهذا ما نراه مُتحققًا من حولنا.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سماح أبو بكر: فترة طفولتي أثرت فيا وشجعتني على الكتابة للوصول إلى الطفل
  • الكاتبة سماح أبو بكر أول ضيوف ندوات التوعية الثقافية لطلاب الإعلام
  • غدًا.. عرض ومناقشة الفيلم المكسيكي "راديكال "بمكتبة مصر الجديدة للطفل
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. خالة العروس
  • عاجل |ولي العهد: إيمانًا من المملكة بأهمية الاستثمار في الإنسان بهذا القطاع الحيوي والواعد، أطلقنا في العام 2020م مبادرتين عالميتين؛ الأولى تعنى بحماية الطفل في الفضاء السيبراني، والثانية بتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني، تحت إشراف مؤسسة المنتدى الدو
  • للأطفال والكبار.. تفاصيل فعاليات الأعلى للثقافة احتفالا بانتصارات أكتوبر
  • عن سؤال الكتابة
  • مذكرة تفاهم بين الوطني لشؤون الأسرة وإنقاذ الطفل-الأردن
  • الكاتب يوسف القعيد في ضيافة قنوات CBC غدًا