رحلة صمود طه مصطفى.. تفوق في «STEM» والتحق بالصيدلة متحديا السرطان (صور)
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"من رحم المعاناة يولد الأمل".. هذا ما يمكن أن توصف به رحلة صمود ومثابرة الطالب "طه مصطفي صابر" ابن محافظة الأقصر المتعافي من مرض سرطان الدم بمستشفى شفاء الأورمان لعلاج سرطان الأطفال والأورام بالمجان، بعد أن تفوق في الثانوية العامة والتحق بكلية الصيدلة، حيث تعافى من المرض أثناء دراسته ويواصل تفوقه في دراسته الجامعية، ليصبح بطلا من ابطال «شفاء الأورمان»، ليتم تكريمه ليكون قدوة للمرضى الذين يتلقون العلاج داخل أقسام المستشفى المختلفة.
بداية أكد "طه" أنه اكتشف إصابته بمرض سرطان الدم أثناء دراسته الثانوية العامة بمدرسة المتفوقين STEM بالأقصر، بعد إجراء العديد من الفحوصات ولكن هذا لم يمنعه أو يعيقه كثيراً بل أصبح دافعاً له للتفوق، وأثناء دراسته توجه إلى مستشفى علاج الأورام بالأقصر، حيث تم فتح ملف له وبدأ علاجه بالمستشفى من سرطان الدم، وفي نفس الوقت واصل تفوقه في دراسته حتى التحق بكلية الصيدلة، وهو الآن يقوم بفحوصات دورية لتجنب عودة المرض.
فيما قالت والدة الطالب "طه مصطفى" أن ابنها اجتاز هذه المرحلة العصيبة بالإرادة والعزيمة اللتين تصنعان المعجزات، مؤكدة أن "طه" كان معروفًا بتفوقه الدراسي، وحتى إصابته بالمرض اللعين لم تمنعه من تحقيق النجاح، وبالرغم من الاهتمام بالمذاكرة يمثل تحديًا كبيرًا لمريض السرطان بسبب أعراض المرض وجلسات العلاج المكثفة، ولكنه بإرادته الصلبة تفوق في الشهادة الثانوية وتغلب على كل هذه الصعوبات.
وأضافت والدة "طه" أن الدعم النفسي لمريض السرطان أمر بالغ الأهمية، مشيرة إلى أنها كانت تقوم بدعم "طه" عن طريق تشجيعه بالكلام التحفيزي، كما كانت جميع العائلة وأصدقائه ومعلمينه معه دائمًا بالدعم النفسي والتحفيز حين تم انتهاء الجلسات الذي كان يتلقاها، موجهة الشكر لكافة القائمين على المستشفى لتقديمهم خدمة مميزة خلال فترة العلاج، ولكل من قاموا بالدعم النفسي لنجلها والوقوف بجانبهم في هذه الفترة.
نصائح من والدة طهووجهت والدة "طه" في نهاية حديثها نصائح لمن يمر بتجربة مشابهة قائلة: "أن المرض لا ينتهي بالموت دائما فالمبثابرة والعزيمة يمكن التغلب عليه، ولكن يجب أن يكون هناك دعم كبير للمريض بالكلام الإيجابي، ويجب على أولياء الأمور أن تتحلى بالقوة والصبر أمام المشاهد التي قد يروها في رحلة علاج هذا المرض، كما يجب عليهم أن يتظاهروا بالتماسك أمامه حتى لو كانت حالتهم عكس ذلك، وكذلك إبعاد جميع الأخبار السيئة عنه، ودمجهم في المجتمع وإشعارهم بأنهم بالعزيمة والإرادة سيستطيعون التغلب على ذلك المرض".
ومن جانبهم، كرم مجلس إدارة الأورمان ومؤسسة شفاء الأورمان الطالب "طه مصطفى صابر" الذى يواصل تفوقه في دراسته بكلية الصيدلة، وذلك استمرارا للدور الاجتماعى لمستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان، وحرصها على دعم المتفوقين من المرضى والمتعافين من المرض، حيث تقدمت مستشفي شفاء الاورمان بالاقصر بالتهنئة إلى ابنها البطل "طه مصطفي صابر" لتفوقه وتمنت له إدارة المستشفى استمرار التوفيق ليكون قدوة للأطفال المرضى بالمستشفى على مواصلة دراستهم والتفوق فيها.
وقدم الدكتور هاني حسين، مدير مستشفيات شفاء الأورمان، التهنئة للطالب على التفوق بكلية الصيدلة والمتعافى من المرض بعد تلقيه العلاج داخل مستشفى شفاء الاورمان لعلاج الاورام بالمجان، مؤكدا على دعم كافة العاملين بالمستشفى لجميع الطلاب من محاربي السرطان وتوفير كافة سبل الراحة لتحقيق أحلامهم وأهدافهم.
كما أعرب محمود فؤاد الرئيس التنفيذى، للمؤسسة، عن سعادته بتفوق الطالب طه في كلية الصيدلة، مؤكدا حرص المستشفى على دعم أبنائها طوال رحلتهم العلاجية وكذلك المتعافين من المرض وتوفير سبل الدعم اللازمة لتحقيق التفوق العلمي.
الطالب طه مصطفى (1) الطالب طه مصطفى (2) الطالب طه مصطفى (3) الطالب طه مصطفى (4)المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: مرض سرطان الدم كلية الصيدلة طه مصطفى علاج سرطان الأطفال تفوق في الثانوية العامة محافظة الأقصر شفاء الأورمان بکلیة الصیدلة من المرض
إقرأ أيضاً:
غزة.. صمود يتحدّى الحصار والمعاناة
في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، تعيش غزة أوضاعا إنسانية هي الأكثر قسوة منذ عقود، إذ تتشابك أزمات الحرب مع قسوة الشتاء لتزيد من معاناة السكان الذين يواجهون أبشع صور الحصار والتدمير.
الدمار الذي طال المنازل والبنية التحتية حوّل المدينة إلى مشهد مأساوي، إذ أصبحت النسبة الكبرى من المساكن غير صالحة للسكن، بينما تعاني البنية التحتية من انهيار شبه كامل، مما يدفع الآلاف من العائلات إلى النزوح.
النازحون، الذين فقدوا منازلهم، يعيشون في خيام بدائية مصنوعة من القماش وقطع النايلون، أو في مدارس مكتظّة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. هذه الملاجئ المؤقتة تعاني من غياب الكهرباء والمياه، ونقص حادّ في الغذاء والأدوية، مما يجعل الظروف أكثر قسوة مع دخول الشتاء. في ظل هذا الوضع، تصبح أبسط الاحتياجات مثل التدفئة أو مياه الشرب النظيفة ترفا بعيد المنال.
انقطاع الكهرباء المستمر يزيد من قتامة المشهد، إذ يعتمد السكان على وسائل بدائية لتدفئة أطفالهم، كحرق الحطب أو المواد البلاستيكية، على الرغم من مخاطرها الصحية. كما أن تدمير شبكات الصرف الصحي أدى إلى انتشار المياه الراكدة والطين، مما ساهم في تفشي الأمراض بين الأطفال وكبار السّن، الذين يدفعون الثمن الأكبر في هذه الظروف القاسية.
ورغم هذه المحنة، يواصل سكان غزة تقديم دروس في الصمود والتحدي. المبادرات المحلية والجمعيات الخيرية تعمل على توزيع الملابس الشتوية والبطانيات والمواد الغذائية، في محاولة لتخفيف وطأة المعاناة، إلا أن هذه الجهود تظل محدودة مقارنة بحجم الكارثة.
على الصعيد الدولي، تبدو المواقف مترددة وغير فعالة، إذ تتوالى المناشدات الحقوقية من دون أي خطوات عملية لإنهاء الحصار أو وقف العدوان. الاحتلال الإسرائيلي مستمرّ في سياساته العدوانية، متجاهلا القوانين الدولية، في حين يتحمل سكان غزة وحدهم أعباء هذه الحرب الوحشية.
غزة، التي اعتادت مواجهة الموت والدمار، تثبت مجدّدا أنها عصيّة على الانكسار. مع كل شتاء يعصف بها، ينهض أهلُها بإصرار من تحت الركام، متحدين الحصار والجوع والبرد، ومتمسكين بحقهم في الحياة والحرية. إن صمودهم اليوم يعكس إرادة شعب لا يعرف الاستسلام، ويؤكد أن الاحتلال مهما طال لن يكسر عزيمتهم.
في كل يوم يمر، تظل غزة شاهدا على معاناة إنسانية وقضية سياسية تستدعي تحركا دوليا فوريا لإنهاء الحصار وضمان حق الفلسطينيين في حياة كريمة. ومع ذلك، يبقى الأمل قائما بأن غزة ستنهض من تحت الركام لتعيد بناء حياتها وتواصل مسيرتها نحو الحرية والاستقلال.
الشروق الجزائرية