الرئيس الإيراني: أي خطأ يرتكبه الكيان الصهيوني سيلحقه رداً أكثر قسوة وتدميرا
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
الثورة نت/
شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال استقباله وفد رفعياً من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في الدوحة، على أنه إذا ارتكب كيان العدو الصهيوني أدنى خطأ فإنه سيتلقى رداً أكثر قسوة وتدميرا.
ونقلت وكالة تسنيم الدولية للأنباء اليوم الخميس، عن بزشكيان خلال اللقاء، قوله: إن استشهاد اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس كان أحد أكثر أحداث حياته إيلاما.
وأضاف: “إن الشهيد هنية كان ضيفاً مُشاركاً في مراسم أدائي اليمين الدستورية، لكني وبعد ساعات سمعت نبأ اغتياله الغادر الأمر الذي كان مؤلما كثيرا بالنسبة لي.”
وأكد أن الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني اليوم في غزة ولبنان تدمي قلب كل إنسان.. موضحاً أن هذا الألم مُضاعف بالنسبة لنا الذين نعتبر الشعب الفلسطيني المظلوم أخوة لنا في الدين.
وانتقد الرئيس الإيراني بشدة السلوك الماكر لأمريكا والدول الغربية في دعم الكيان الصهيوني تحت مسمى الديمقراطية والزعم بالدفاع عن حقوق الإنسان.. قائلاً: إن هذه الدول التي تتغنى باستمرار بحقوق الانسان والكرامة الانسانية، أثبتت في ظل دعمها لهذا الكيان المجرم أنها غريبة وبعيدة جداً عن هذه المفاهيم، وأن أرواح الناس لا سيما النساء والأطفال لا قيمة لها لديهم وأن كل مزاعمهم زائفة.
وأشار بزشكيان إلى الوعود الكاذبة التي كانت تطلقها الدول الغربية وتدعو فيها إيران لضبط النفس وعدم الرد على اغتيال الشهيد هنية لقاء إقرار وقف إطلاق النار ووقف قتل الأبرياء في غزة.. مؤكداً أن استمرار جرائم الكيان الصهيوني أدى إلى رد حازم وقاطع من جانب القوات المسلحة للجمهورية الاسلامية الايرانية وأن هذا الكيان وفي حالة ارتكابه أدنى خطأ آخر، فإنه سيتلقى بالتأكيد رداً أقوى وأقسى بكثير.
ورأى الرئيس الإيراني أن عدم وحدة وانسجام الأمة الإسلامية هو وراء تهور وطيش الكيان الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم ضد المسلمين المظلومين في فلسطين ولبنان.. مضيفاً: إن ما أوصلنا إلى هذه الحالة هو الخلاف بين البلدان الإسلامية ولو كان المسلمون متحدين لما كان الكيان الصهيوني يجرؤ على ارتكاب هذه الجرائم.
كما أكد بزشيكان أن ما نصبو إليه أكان في داخل بلدنا أو بين الدول الجارة والاسلامية هو ترسيخ العلاقات الأخوية والوئام من أجل عزة وشموخ الأمة الإسلامية.
بدوره أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس محمد اسماعيل درويش في اللقاء، أن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ومحور المقاومة لا سيما حماس، هي علاقات متينة ورصينة.
وقال في جانب آخر: إن أساس مشروع تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني قائم على إغلاق الملف الفلسطيني والقضاء التام على حقوق الفلسطينيين لكن هذا المشروع هُزم بفضل تيقظ جبهة المقاومة.
كما تحدث خالد مشعل عضو المكتب السياسي لحماس.. مؤكداً أن عملية القوات المسلحة الايرانية التي تبعث على الفخر، كان لها انجازات كبيرة وربما أهمها هو ترميم وإحياء الردع لدى جبهة المقاومة.
وقال مشعل: إننا على يقين بأن دماء زعماء وقيادات جبهة المقاومة ستوجهنا نحو النصر النهائي، مشدداً على أن هذه الحرب الهمجية بحاجة إلى توحيد الجهود ودعم المقاومة الفلسطينية، معرباً عن أمله في أن نصلي يوما معا في القدس الشريف
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الرئیس الإیرانی الکیان الصهیونی
إقرأ أيضاً:
مشهد بيروت العالمي …أكثر من مجرد تشييع
محور المقاومة ينال تفويضاً إسلامياً ودعماً دولياً لاستعادة فلسطين بالقوة المقاومة الإسلامية اللبنانية وبيئتها تتلقى أكبر إسناد إسلامي ومواساة دولية منذ خمسينيات القرن الماضي
الثورة / إبراهيم الوادعي
نحو مائة بلد شاركت جنسياته في تشييع الشهيدين القائدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين أميني عام حزب الله واللذين استشهدا في سبتمبر، وأكثر من مليون مشيع من تلك البلدان ملأوا منطقة ملعب كميل شمعون والشوارع المحيطة به في العاصمة اللبنانية بيروت رايات المقاومة الفلسطينية والعربية وأعلام عشرات الدول رفرفت فوق رؤوس المشاركين وحملها مواطنو تلك الدول .
الحشد المليوني وغير المسبوق في مراسم التشييع منذ وفاة الإمام الخميني، مثل استفتاء جديدا على خيار المقاومة ضد الطغيان العالمي من قبل الشعوب المستضعفة، واستفتاء دولياً على دعم الحركات الشعبية والمقاومة في مواجهة الحركة الصهيونية العالمية ورأس حربتها إسرائيل.
وعلى مستوى المنطقة، أكد التشييع المهيب والذي شارك فيه عشرات الآلاف من مواطني الأمة الإسلامية ومن دول عربية وإسلامية دخلت أنظمتها في تطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي، دعما لخيار المقاومة المسلحة ضد العدو الإسرائيلي، ونصرة للشعب الفلسطيني، واستفتاء على كون الحلول في المنطقة ليست سياسية بقدر ماهي عسكرية تقتضي اقتلاع الغدة السرطانية برمتها، وليس خيار حل الدولتين، كما تروج له دول أوروبية .
وهو تحد في جانب منه لخطة الرئيس الأمريكي ترامب والذي يرغب برؤية الفلسطينيين خارج أرضهم تماما، ويدعم نقلهم إلى دول أخرى أو دول الجوار.
على مستوى لبنان فقد أدرك حزب الله بعد المعركة الأخيرة ضد العدو الصهيوني انه ليس وحيدا في الميدان على مستوى المنطقة، وأن له سندا عربيا ودوليا هي الشعوب وأنظمة وحركات حرة، قادرة على الحضور متى لزم الأمر في مواجهة المعركة السياسية التي افتتحها العدو بعد توقف جهده العسكري نتيجة صلابة الحزب ورجاله في الميدان جنوب لبنان، رغم ما أصابهم من استشهاد القادة في عمليات وجرائم غير مسبوقة منذ تفجيرات البيجر في سبتمبر 2014م
وادرك مناوؤوا الحزب ممن تمكنوا في لحظة من الإمساك بلبنان ومفاصل اتفاق الطائف في رئاستي الجمهورية والحكومة أن يقدموا إنجازا للأمريكي الذي ومن على عتبة القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا أعلن انتصار إسرائيل، وهزيمة طرف لبنان، ولم يتحرك احد منهم لعتابه، بينما تحرك هذا الطرف ومنع وصول الطائرات الإيرانية إلى مطار بيروت .
وعلى مستوى الحزب فقد أعطى هذا المشهد الحاشد قوة داعمة للمقاومة الإسلامية، ودافعا معنويا كبيرا تحتاجه وهي تعمل على ترميم نفسها واستعادة قوتها، وفق مسار جديد قد يجعل من حزب الله اشد قوة مما مضى، فالضربة التي لا تكسر المقاومة تقويها، هكذا وثق التاريخ المقاوم خاصة بالنسبة إلى المقاومات التي أخذت بالنهج الإسلامي.
فلم تنكسر حماس منذ نشأتها رغم كل ما أصابها وعلى مدى مراحل المواجهة والنضال ضد العدو الإسرائيلي، ولم تنكسر الجهاد الإسلامي رغم اغتيال مؤسسها في وقت مبكر الدكتور احمد الشقاقي، ولم ينكسر حزب الله حين اغتال العدو الإسرائيلي أمينه العام الأول السيد عباس الموسوي، ولم ينكر الحشد الشعبي باغتيال قائده ومؤسسه أبو مهدي المهندس، ولم تنكسر “أنصار الله” بمقتل مؤسسها شهيد القرآن وست حروب شنت عليها بدعم سعودي ورعاية ودفع أمريكي.
ولبيئة حزب الله والمقاومة، تعدى مشهد الحضور المهيب والمتنوع من كل الدول جانب المواساة إلى المساندة الذي تحتاجه في مثل هذه الظروف الصعب، وهي لم تتحصل عليه منذ 1948م، وهي كانت تحتاج مثل هذه المواساة وهذا المشهد لتستعيد ثقتها بالله ونفسها ومقاومتها التي تعمل لترميم نفسها، وتواجه بعزم أكبر حرب الداخل الصهيوني أن جاز التعبير، فظلم ذوي القربى اشد مضاضة.
منذ الثامن من أكتوبر 2025م، جرى استهداف بيئة حزب الله والمقاومة بشكل متدرج منذ الثامن أكتوبر وقرار الإسناد الذي اتخذه حزب الله والسيد نصر الله لإسناد المقاومة الفلسطينية والمستضعفين في غزة، واستهدفت بشكل لئيم منذ استشهاد السيد نصر الله وفي لحظة افتقدت سندها المتمثل في حضور السيد نصر الله بكاريزمية والتي فاضت عن حجم لبنان لترتبط بها شعوب وحركات حرة في المنقطة والعالم، حتى وصل البعض بأولئك داخل لبنان إلى الدعوة لنقل الشيعة إلى الدول التي ينتمون إليها سياسيا.
وهي بيئة تواجه اليوم أيضا مماطلة لبنانية رسمية في إطلاق جهود إعادة الإعمار، وتدعم السلطة اللبنانية في ذلك خيارات ليست لبنانية بل إقليمية وغربية بالدرجة الأولى.
كان رد الرئيس اللبناني باردا على عرض قدمه محمد باقر قاليباف باستعداد الجمهورية الإسلامية في ايران لمساعدة لبنان في جهود الإعمار، وفضل الذهاب إلى جزئية السيادة التي تظهر أمام ايران المساندة لفلسطين ودول المنطقة وتغيب أمام الأمريكي إلى درجة التماهي، وهي من تسعى لاقتلاع شعب من أرضه وتريد من أنظمة الدول أن تكون أحذية عند الإسرائيلي، أما بالنسبة للبنان فلا تجهل السلطات اللبنانية حديث الدوائر الإسرائيلية عن حدود للكيان تمتد إلى نهر الأولى، ورغم ذلك ترفض المقاومة المسلحة كخيار لاستعادة الأرض رغم ما أثبتته من قوة للبنان منذ العام 2000م.
وكان لافتا وذا دلالة مقتل عالم آثار إسرائيلي في منطقة بجنوب لبنان اعترف العدو بأنه دخل للبحث عن آثار دولة إسرائيل، وهي ترفض اليوم وهي بيئة شريفة مجاهدة تستحق أن تدعم عربيا وإسلاميا بما قدمته صباح انتهاء مهلة الستين يوما من زحف بشري استطاع تحرير العشرات من القرى اللبنانية المحتلة على الحدود، وكانت على الوعد بعد انتهاء مهلة التمديد الثانية التي مضت بها السلطة اللبنانية مع الأمريكي في الـ18 فبراير لاستكمال تحرير ما تبقى من القرى الحدودية، وقدمت في التحركين الدم شهداء وجرحى من نساء وأطفال، وأثبتت أنها مصنع للمقاومة بلا مراء.
صمد العائدون من القرى فوق مبانيهم المدمرة، وبقوا في قراهم رغم قسوة الشتاء ليوسلوا رسالة واحدة انهم إلى جانب مقاومتهم حاضرون مقاتلون، وان لبنان شعبا لن يكون حتما إلا في الضفة العربية الإسلامية المناهضة للكيان والمشروع الصهيوني.
هذه البيئة وجدت بالأمس في التشييع المهيب ما تستحق من التكريم العربي والإسلامي الشعبي بدرجة كبيرة، وفي مشهد الحضور من القوى اللبنانية الشريفة ما يغني عن سواها من ارتموا تحت أقدام الأمريكي.
وعشية التشييع كان لافتا أن هذه البيئة استعادت نبرتها العالية، وهي ترى الاندفاعة الإسلامية والدولية إلى العاصمة بيروت والى الضاحية الأبية للمواساة والتوديع.
إن مشهد تشييع السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، قد تجاوز بدلالاته لبنان وحزب الله إلى كونه استفتاء على خيار المقاومة في الشعوب الإسلامية وضد خيار التطبيع، وما بعد مشهد بيروت أمس الأحد وقد امتلأت شوارعها بالمودعين من أصقاع العالم وانصهر في مسارات التشييع كل أحرار العالم والأمة الإسلامية يودعون شهيد الأمة والإنسانية لن يكون ما بعد كما قبله، فالجميع سيعود وفي القلب بيعة وعهد ورابط.
تحليق الطيران الإسرائيلي فوق الحشود كان إدراكا لهذه القيمة وتعبيراً عن مدى القلق الذي يحمله هذا المشهد وستلده المنطقة ولبنان وفلسطين، وهيهات لمن قطع آلاف الكيلومترات أن يخاف، وهيهات لبيئة رأت العالم يحتضنها أن تهاب بعد اليوم، وهي من وقفت نساؤها بوجه فوهات الدبابات في الجنوب، وعجزت عن فعل ذلك جيوش عربة وفرق مدرعات.