الجزيرة:
2024-12-22@05:19:58 GMT

أوساط إسرائيلية: نتنياهو يورطنا بحرب غير محسوبة

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

أوساط إسرائيلية: نتنياهو يورطنا بحرب غير محسوبة

القدس المحتلة– أعاد مشهد الاشتباك بين مقاتلي حزب الله وقوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، الذي أسفر عن مقتل 8 جنود وضباط وإصابة 35 آخرين، إلى الذاكرة الجماعية الإسرائيلية حرب لبنان الأولى، التي ورطت تل أبيب لعقود في "الوحل اللبناني".

وفتح مقتل الجنود والضباط باب النقاش على مصراعيه بالساحة الإسرائيلية عن تداعيات التوغل البري، وتساءلت أوساط عديدة عما إذا كانت "المكاسب العسكرية" التي حققها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قد تورط إسرائيل في حرب برية غير محسوبة النتائج في لبنان.

وبرأي محللين إسرائيليين، فإنه لولا حالة الهزيمة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والنازحين داخل إسرائيل، وحاجة السياسيين والعسكريين لاستعادة مكانتهم بعد الفشل والإخفاق بمنع "طوفان الأقصى"، لم تقدم إسرائيل على اغتيال نصر الله أو تشن عملية عسكرية في لبنان.

صورة نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وقال إنها من عمليات لقواته بجنوب لبنان (الصحافة الإسرائيلية) إهمال وغطرسة

رغم ما توصف بـ"الإنجازات التكتيكية" و"المكاسب" من العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان للأسبوع الثاني، تعتقد مراسلة الشؤون السياسية والدبلوماسية بالموقع الإلكتروني "زمان يسرائيل"، تال شنايدر، أنه دون تحقيق إنجازات ونتائج في غزة، فإن الجمهور الإسرائيلي لن يغفر لنتنياهو.

وأوضحت شنايدر أن على قادة الأجهزة الأمنية وقيادة الحكومة الاعتذار لمواطني إسرائيل عن "الإهمال والغطرسة والإستراتيجية العسكرية السياسية غير الكافية" تجاه غزة وحركة حماس، "وبالطبع الاعتذار أيضا للمختطفين الذين لم يتم إعادتهم بعد".

وبعد اغتيال نصر الله، من الممكن أن يحصل نتنياهو وكذلك كبار قادة قوى الأمن، وفق شنايدر، على دعم وثقة متجددة من الجمهور الإسرائيلي، "لكن الدعم للعملية العسكرية في لبنان قد ينتهي قريبا عندما ندفع ثمنا باهظا من حياة الجنود والضباط".

وتعتقد مراسلة الشؤون السياسية أن المؤشرات بإسرائيل تظهر أن الجمهور لن يشعر بالفرح والامتنان إلا عندما يرى المحتجزين الإسرائيليين في غزة "يعودون إلى ديارهم". وقالت "تحدث نتنياهو عن ذلك في الأمم المتحدة، لكن تصريحاته لا تدعمها أفعاله على الأرض".

نشوة وعار

الطرح ذاته قدّمه الباحث في "مركز بيغن-السادات للدراسات الإستراتيجية" في جامعة بار إيلان، البروفيسور أودي ليبيل، الذي انتقد حالة النشوة التي عاشتها إسرائيل في أعقاب ما وصفها بـ"الإنجازات التكتيكية" بلبنان، مضيفا أن إقصاء نصر الله عن المشهد "يخفي خلفه 3 عقود من العار لإسرائيل".

وقال ليبيل، في تقدير موقف للمركز، "حقق طيارونا إنجازا مبهرا في بيروت، لكن هذه لحظة فارقة للمفهوم الأمني الفاشل الذي شكل حياة الإسرائيليين حتى الآن. لسنوات نجح نصر الله وحزبه في تثبيط عزيمة إسرائيل وإيصالها إلى الهزيمة الكاملة التي بلغت ذروتها في عهد نتنياهو، ليس هناك سبب للاحتفال بهذه المرحلة، بل للحساب الذاتي العميق".

واستذكر ليبيل الانتكاسة التي مُنيت بها إسرائيل في لبنان على أيدي حزب الله، قائلا "في عهد نصر الله انسحب الجيش الإسرائيلي من الحزام الأمني، وأهمل بشكل مخزٍ جيش لبنان الجنوبي، وأخفق بالحفاظ على أمن الإسرائيليين في الشمال".

وحذر الباحث الإسرائيلي من تداعيات التوغل البري في لبنان، قائلا إن الجيش الإسرائيلي يغامر بالمناورة في "الوحل اللبناني"، حيث لا يمكن معرفة تداعيات هذه الحرب البرية، مثلما هو الواقع على جبهة غزة، حيث لم تحسم المعركة ولم تحقق أهدافها المعلنة، والأهم أن هناك عشرات المحتجزين الإسرائيليين لا يزالون بالأسر لدى حركة حماس.

تدريبات للواء غولاني في منطقة الجولان السوري المحتل تحاكي توغلا بريا بجنوب لبنان (الصحافة الإسرائيلية) عواقب أكثر خطورة

وتحت عنوان "كيف تعلمنا أن ننسى.. في الطريق إلى وحل لبناني آخر؟"، كتب بوعز تامير، مقالا بالموقع الإلكتروني "والا"، تناول فيه تورط إسرائيل في حروب لبنان على مدار عقود. وقال "بعد مرور 42 عاما على حرب لبنان الأولى بالعام 1982، توشك إسرائيل على الوقوع في الفخ نفسه مرة أخرى".

لكن الساحة القتالية هذه المرة، كما يرى تامير، "أكثر تعقيدا، وقد تكون العواقب أكثر خطورة. والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالعقيدة الأمنية الإسرائيلية التي ورطت إسرائيل في لبنان منذ عام تقريبا لا تزال موجودة، ولا يبدو أن أحدا سواء على المستوى السياسي أو العسكري قد تعلم الدرس واستخلص العبر".

ويذكر تامير أنه في حرب لبنان الأولى، وعد أرييل شارون بحل "المشكلة الفلسطينية"، وتغيير ميزان القوى بالشرق الأوسط، "لكن ماذا حقق؟ وحل عميق في لبنان وتأسيس حزب الله، وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، لقد خرج مئات آلاف الإسرائيليين للاحتجاج، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ 18 عاما أخرى في لبنان. وبالعام 2024، إسرائيل لا تزال تتخبط ولا يوجد حل في الأفق".

الوزير يوآف غالانت يتفقد قوات الاحتياط التي استقدمت للحدود الشمالية مع لبنان (الصحافة الإسرائيلية) انتصار وهزيمة

من وجهة نظر الكاتب الإسرائيلي نير كيبنيس، فإن التصعيد على جبهة لبنان، الذي ينذر بمواجهة شاملة مع حزب الله بعد اغتيال الكثير من قياداته العسكرية، لا يمكن فهمه إلا من خلال نهج نتنياهو الذي اعتمده طوال الأشهر الأخيرة بالحرب على غزة، وهو المراوغة والمماطلة في إنجاز صفقة تبادل وطي ملف المحتجزين.

وأشار كيبنيس، وهو مقدم برامج إخبارية في "راديو تل أبيب"، إلى أن إسرائيل التي كانت بالأسابيع الأخيرة تتوغل في غزة، بحثا عن المحتجزين داخل الأنفاق، تحرف أنظار العالم ومواطنيها على وجه الخصوص باتجاه لبنان، وما وصفه نتنياهو بـ"الإنجازات العسكرية" جاء من أجل عدم دفع المزيد من الأثمان في غزة.

وأوضح أن إسرائيل وبعد مرور عام تقريبا على حملتها العسكرية في قطاع غزة، التي يشارك فيها "أقوى جيش في الشرق الأوسط"، ورغم "النجاحات" التي حققها، فهي غير قادرة على تدمير حركة حماس التي تحارب بأسلحة تقليدية وترسانة عسكرية صغيرة.

ويرى كيبنيس أن كل إنجاز عسكري لحظي، كما أن كل انتصار مؤقت، مضيفا "من يسارع ليستريح على أمجاد نصره المجيد، سيصب الواقع دلوا من الماء البارد على وجهه، أي أنه كما استبدل وسم الفشل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، بالشعور بالنشوة والانتصار بالأيام الأخيرة، فقد تدور العجلة مرة أخرى وتتكرر الهزيمة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجیش الإسرائیلی إسرائیل فی نصر الله حزب الله فی لبنان فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصادر عسكرية: سلاح الجو الإسرائيلي يستعد منذ أسابيع لتنفيذ هجوم ضد الحوثيين في اليمن

أفلدت ‏وسائل إعلام إسرائيلية نقلًا عن مصادر عسكرية، بأن سلاح الجو الإسرائيلي يستعد منذ أسابيع لتنفيذ هجوم ضد الحوثيين في اليمن.

وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.

وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.

هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • ‏الحوثيون يهددون إسرائيل باستهداف مقراتها الحيوية
  • ‏الجيش الإسرائيلي يعلن اعتقال شخصين جنوبي سوريا
  • ‏وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش الإسرائيلي يبدأ التحقيق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ الذي أطلق من اليمن
  • لماذا لا يردّ حزب الله على الخروقات الإسرائيليّة؟
  • نتنياهو يعلق على الهجوم الإسرائيلي في اليمن .. تفاصيل
  • ‏نتنياهو: بعد حماس وحزب الله ونظام الأسد في سوريا يكاد يكون الحوثيون هم الذراع الأخير المتبقي لمحور الشر الإيراني
  • عاجل| نتنياهو: الحوثيون يتعلمون بطريقة صعبة أن من يهاجم إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا
  • ‏إيران: الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومنشآت للطاقة في اليمن "انتهاك صارخ للقانون الدولي"
  • مصادر عسكرية: سلاح الجو الإسرائيلي يستعد منذ أسابيع لتنفيذ هجوم ضد الحوثيين في اليمن