رغم أنف إسرائيل.. صحيفة عبرية تكشف عن تفهمات سرية بين واشنطن وطهران
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم السبت، عن تفهمات سرية يتم تنفيذها في هذه الأيام بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن هذه ليست اتفاقية أو صفقة رسمية ، لكنها تفاهمات بدون اتفاقية موقعة بين إيران والولايات المتحدة ، والتي تعطي كل من البلدين ما يريده الطرف الآخر دون أن يلتزم أي منهما رسميًا وعلنيًا بالوفاء بالجزء الخاص بهما من الصفقة.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل هي "الضحية" في هذه التفهمات، مشيرة إلى أن تل أبيب حاولت منع تلك لكنها لم تتمكن من ذلك.
وأضافت الصحيفة أن هذه التفهمات ستوقف تهافت إيران في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى وكمية تسمح لها بامتلاك أسلحة نووية في وقت قصير ، مقابل تنازلات ومزايا اقتصادية ستمنحها لها الولايات المتحدة لتيسيرها اقتصادياً.
وأوضحت الصحيفة أن اتفاق التفاهم غير المكتوب هذا أيضًا يضم جوانب أخرى تشمل ضبط شحنات الأسلحة الإيرانية إلى روسيا، وكبح الحملة التخريبية التي تشنها إيران ضد ناقلات النفط التي تبحر في الخليج العربي ، ومنع إلحاق الأذى بالعسكريين الأمريكيين في العراق ودول أخرى في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاتفاقية، التي لم يصرح بها أي من الطرفين علناً ، تمنح الولايات المتحدة أولا وقبل كل شيء الاستقرار في الشرق الأوسط، مما يمكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الآن من التوقف عن الخوف من اندلاع حرب في الشرق الأوسط نتيجة بدء إيران بتخصيب اليورانيوم مستوى 90٪.
ووفقا للصحيفة فأنه "إذا حدثت هذه الخطوة أو كانت متوقعة في المستقبل، فقد تؤدي إلى هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية في إيران - وهو ما يمكن ، بحسب واشنطن ، جر الولايات المتحدة إليه باعتباره نتيجة حرب شاملة ستندلع في الشرق الأوسط".
وتابعت "في الوقت الذي تدور فيه حرب في أوكرانيا ، تتمنى الولايات المتحدة وحلف الناتو ألا يكون هناك صراع نشط في العالم يجب أن يشاركوا فيه".
كما تتلقى الولايات المتحدة ميزة أخرى، من هذه التفهمات وهي بحسب الصحيفة "تجديد مكانتها كقوة رائدة في الشرق الأوسط ، وهذا هو رد واشنطن على موطئ قدم الصين الذي تطوره كجزء من المنافسة العالمية بين القوى".
وقالت الصحيفة إن المثير للاهتمام أن التفاهمات بين الولايات المتحدة وإيران ، والتي بدأ تنفيذ بعضها بالفعل ، ولدت نتيجة لمفاوضات فاشلة جرت سراً تحت رعاية عمان وقطر بين البلدين.
وأضافت " على أي حال ، الإيرانيون مستعدون لإطلاق سراح المواطنين الإيرانيين الأمريكيين الخمسة الذين اعتقلوهم ، لكنهم لن يسمحوا لهم بمغادرة طهران حتى تفرج الولايات المتحدة عن الستة مليارات دولار المجمدة في كوريا الجنوبية".
ورجحت الصحيفة أن هناك وسطاء ، معظمهم من العرب ، يتنقلون بين طهران وواشنطن ويتأكدون من تنسيق تنفيذ الإجراءات ، وإبلاغ كل جانب عندما يكون الطرف الآخر مستعدًا للقيام بخطوة مضادة، مشيرة إلى تسريبات لـصحيفة "وول ستريت جورنال" التي تفيد بأن إيران أبطأت معدل تخصيب اليورانيوم ، بل وبدأت في تخفيف كميات اليورانيوم التي خصبتها إلى مستوى 60٪.
في المقابل، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة تتغاضى بالفعل عن تصدير النفط الإيراني إلى الصين وروسيا، وأن إيران أبطأت وخفضت كميات وأنواع الأسلحة التي ترسلها إلى روسيا حتى يتمكن من استخدامها في أوكرانيا.
لماذا تنزعج اسرائيل؟
قالت الصحيفة أن التفاهمات المتبادلة التي تترجم إلى أفعال على الأرض التي يفعلها الإيرانيون والأمريكيون تجاه بعضهم البعض تثير القلق في إسرائيل.
وأضافت"من الواضح أن الولايات المتحدة ستذوب مبالغ كبيرة إضافية من الأموال لإيران - الأمر الذي سيسمح للحرس الثوري بتمويل فروعه ، وخاصة الميليشيات العراقية وحزب الله في لبنان ، ليس فقط لتحسين الوضع الاقتصادي للشعب الإيراني ، ولكن أيضًا لإعطاء زخم لطموحات طهران في الهيمنة في الشرق الأوسط".
وتابعت: "إن مجرد وجود مذكرة التفاهم غير المكتوبة مع إيران يحد من حرية إسرائيل في التصرف في البلاد. يتعلق هذا بشكل أساسي بالمناطق التي يتولى الموساد مسؤوليتها ، والتي تهدف إلى تعطيل البرنامج النووي الإيراني ، وما لا يقل خطورة ، برنامج الأسلحة المتطورة الذي تعمل الصناعة الإيرانية على تطويره بقوة ، كماً ونوعاً ، مما يثير القلق. عندما تقوم الولايات المتحدة وإيران بإيماءات إيجابية تجاه بعضهما البعض ، يجب على إسرائيل أن تحرص على عدم إلقاء اللوم عليها في واشنطن نتيجة أنشطتها في إيران كمشجع للحرب".
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من التبادل الاستخباري الحميم القائم بين الولايات المتحدة إسرائيل ، إلا أن واشنطن لا تخبر تل أبيب دائمًا بالحقيقة الكاملة أو يؤكدون ما توصلت إليه المخابرات الإسرائيلية فيما يتعلق ببرنامج الأسلحة النووية والصاروخية الإيراني، خشية أن تستخدم الحكومة الإسرائيلية الحالية معلومات تدين إيران لمهاجمتها.
ولفتت "بشكل عام ، لا تثق إدارة بايدن في الحكومة الإسرائيلية الحالية، وهذا أيضًا هو السبب في أن إسرائيل فقدت تمامًا في الأشهر الأخيرة قدرتها على التأثير على تحركات واشنطن".
وأكدت الصحيفة أن التفاهمات التي يتم التوصل إليها حاليا بين إيران والولايات المتحدة تم التوصل إليها خلال الحكومة الإسرائيلية الحالية وليس خلال فترة تغيير الحكومة التي سبقتها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد صرح بأن أى اتفاق مكتوب أو غير مكتوب بين إيران والولايات المتحدة لن يقيدوا يدي إسرائيل، مما يعني أن الجيش الإسرائيلي سيهاجم إيران إذا تجاوز الإيرانيون الخط الأحمر من وجهة نظر إسرائيل وليس من وجهة نظر واشنطن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل تخصيب اليورانيوم اسلحة نووية الشرق الاوسط الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
مفاوضات سرية بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا... وكييف خارج الحسابات
نشرت صحيفة "إل باييس" الاسبانية، تقريراً، حول بدء الولايات المتحدة وروسيا لمحادثات دبلوماسية بشأن مستقبل النزاع في أوكرانيا، في خطوة تستبعد كييف والاتحاد الأوروبي من مسار التفاوض.
وأوضحت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أنّ: "وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، عقدا اجتماعاً، اليوم الثلاثاء، في السعودية، تمهيداً لقمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والتي قال ترامب إنه يتوقع انعقادها: قريباً جداً".
وقالت الصحيفة إنّ: "ترامب كان قد وعد بإنهاء الحرب في أوكرانيا "من اليوم الأول" لولايته الثانية، وهو تعهد لم يتحقق، لكنه بدأ تحركات دبلوماسية تعكس رغبته في إعادة رسم مسار الصراع".
وأضافت: "تأتي هذه المحادثات عقب مكالمة هاتفية أجراها ترامب مع بوتين الأسبوع الماضي، ما يشير إلى انفتاح واشنطن على تسوية محتملة دون إشراك أوكرانيا أو حلفائها الأوروبيين".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "الوفد الأمريكي في السعودية يضم شخصيات بارزة، من بينها المبعوث الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، مايك والتز. في المقابل، يترأس الوفد الروسي وزير الخارجية، سيرغي لافروف، ويضم الدبلوماسي المخضرم، يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين وأحد أبرز مهندسي السياسة الخارجية الروسية".
"أثار غياب ممثلي كييف وبروكسل عن هذه المحادثات قلقاً متزايداً في الأوساط الأوروبية والأوكرانية، خاصة بعد أن لعبت الولايات المتحدة دور الداعم الرئيسي لكييف خلال سنوات الحرب" بحسب الصحيفة نفسها.
وأردفت: "تخشى أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون أن يمنح ترامب تنازلات لموسكو قد تكون على حساب مصالحهم الإستراتيجية، في وقت تقترب فيه الذكرى الثالثة للغزو الروسي".
ماكرون يدعو لاجتماع طارئ وزيلينسكي يرفض أي اتفاق دون أوكرانيا
أفادت الصحيفة بأن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعا الإثنين إلى اجتماع أوروبي طارئ في باريس بهدف تنسيق الموقف المشترك حول مفاوضات السلام في أوكرانيا وتعزيز السياسات الدفاعية، وسط تصاعد المخاوف من استبعاد كييف.
من جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال زيارته لأبوظبي، رفض بلاده لأي تسوية دون مشاركتها المباشرة، مضيفاً: "لن نقبل أو نعترف بأي اتفاق يتم إبرامه دون أوكرانيا".
أول لقاء دبلوماسي بين واشنطن وموسكو منذ أشهر
ذكرت الصحيفة أن هذا الموقف يأتي قبل اجتماع دبلوماسي مرتقب، اليوم الثلاثاء، في الرياض، حيث تلتقي الوفود الأمريكية والروسية، لأول مرة، بعد فترة من الجمود في العلاقات. ويسعى الطرفان لاستكشاف إمكانية إنهاء النزاع، في وقت يُستبعد فيه ممثلو أوكرانيا والاتحاد الأوروبي من المحادثات.
وبيّنت الصحيفة أنه: "في محاولة لاحتواء التوقعات، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، بأن: عملية السلام لن تُحسم في اجتماع واحد"، مؤكداً في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" أن "الحرب في أوكرانيا معقّدة وطويلة ودموية ومكلفة"، وأنه: لا يمكن إنهاؤها بسهولة".
وأضاف: "هناك أطراف أخرى معنية، مثل الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات، وأوكرانيا التي تقاتل على أرضها. لذلك، لن يكون هذا الاجتماع حلاً نهائياً، لكنه خطوة نحو الأمام. الرئيس ترامب أوضح رغبته في إنهاء الحرب، وسنستغل أي فرصة لدفع هذا المسار إلى الأمام".
موسكو ترى المفاوضات جزءًا من إعادة ترتيب النظام العالمي
بحسب الصحيفة فقد أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن الهدف من اجتماع الرياض هو "تقييم جدية الجانب الروسي بشأن إنهاء النزاع ومعرفة ما إذا كان بالإمكان بدء مفاوضات أكثر تفصيلاً"، مضيفة أن "الجميع يريد معرفة ما إذا كان هناك مجال لتحقيق تقدم حقيقي".
أما موسكو، فقد أوضحت أن الحوار مع واشنطن يتجاوز الملف الأوكراني ليشمل ترتيبات أوسع للعلاقات الدولية. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن "اللقاء سيركز أولاً على إعادة بناء العلاقات الروسية-الأمريكية، كما سيتناول التحضير لمفاوضات حول أوكرانيا وتمهيد الطريق لاجتماع محتمل بين بوتين وترامب"، مشيراً إلى أن القمة المرتقبة بين الزعيمين قد تُعقد أيضاً في السعودية قريباً.
أوروبا خارج المفاوضات وروسيا تتمسك بمكاسبها الإقليمية
لفتت الصحيفة إلى أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، رفض بشكل قاطع مشاركة الاتحاد الأوروبي في أي مفاوضات بشأن مستقبل أوكرانيا، معتبراً أن دوره غير ضروري.
وقال لافروف، عقب لقائه نظيره الصربي، ماركو دوريتش، في بلغراد، الاثنين: "لا أرى سببًا لوجودهم على طاولة المفاوضات. إذا كانوا يهدفون إلى الترويج لفكرة تجميد الصراع بينما يخططون سراً لمواصلة الحرب، فما الجدوى من إشراكهم؟".
إلى ذلك، جاءت تصريحات لافروف رداً على الرئيس الفنلندي، ألكسندر ستوب، الذي شدد خلال مؤتمر ميونيخ للأمن على أن "المرحلة الأولى من التفاوض هي ما قبل التفاوض، وتتطلب تعزيز القدرات العسكرية الأوكرانية وزيادة الضغوط على روسيا عبر العقوبات".
وبينت الصحيفة أنه في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن مشاركة أوكرانيا والدول الأوروبية في المفاوضات أمر لا مفر منه للوصول إلى تسوية فعلية.
وقال روبيو، الأحد الماضي: "إذا دخلنا مرحلة التفاوض الجاد، فإن أوكرانيا يجب أن تكون طرفاً رئيسياً، لأنها الدولة التي تعرضت للغزو. كما أن الأوروبيين يجب أن يكون لهم دور، لأنهم فرضوا عقوبات على روسيا وكانوا جزءاً من هذا النزاع. لكننا لم نصل إلى تلك المرحلة بعد".
موسكو تتذرع بفشل اتفاقيات مينسك وتهاجم الموقف الأوروبي
لطالما بررت موسكو غزوها لأوكرانيا بفشل اتفاقيات مينسك، الموقعة عام 2015، والتي كانت تهدف إلى إنهاء الحرب بين كييف والانفصاليين المدعومين من روسيا في إقليم دونباس. وتتهم روسيا ألمانيا وفرنسا، الضامنتين للاتفاق، بعدم الضغط على الحكومة الأوكرانية لتنفيذ التزاماتها، خصوصاً فيما يتعلق بمنح الحكم الذاتي لمقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
غير الكرملين يتجاهل أن الاتفاق نصّ أيضاً على إعادة السيطرة على الحدود إلى كييف وانسحاب القوات والمعدات العسكرية الروسية من المنطقة، وهي بنود لم تلتزم بها موسكو.
لافروف يرفض التنازلات الإقليمية رغم إشارات ترامب
ذكرت الصحيفة أنه: "فيما ترفض موسكو أي هدنة قد تسمح لكييف بإعادة تسليح نفسها، رحب لافروف بتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي ألمح فيها إلى احتمال قبول أوكرانيا بالتخلي عن جزء من أراضيها في إطار تسوية مستقبلية".
وقال لافروف: "بدأنا نسمع في واشنطن حديثاً عن التنازلات الإقليمية في الملف الأوكراني"، لكنه أكد أن "أي انسحاب روسي من الأراضي التي ضمتها موسكو غير مطروح على الإطلاق".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إنه: "على الرغم من الاستعدادات لعقد محادثات في الرياض، فقد أشار يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين وعضو الوفد الروسي، إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي تسوية محتملة.
واستطردت بالنقل عن وكالة "ريا نوفوستي" قوله: "نتعامل مع اجتماع الرياض بجدية، لكن الولايات المتحدة لم تعين حتى الآن مفاوضاً رسمياً للتعامل مع الملف الأوكراني"، في إشارة إلى أن موسكو لا تزال بانتظار خطوات أكثر وضوحاً من واشنطن.