ماذا بعد تعليق نظام الأسد ضريبة 100 دولار على عودة السوريين؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
علّقت الحكومة السورية ولمدة أسبوع واحد العمل بقرار تصريف 100 دولار إلى الليرة السورية -وفق سعر الصرف الرسمي (13600 ليرة لكل دولار)-عند دخول المواطنين عبر المنافذ الحدودية، أي بنقصان 1100 ليرة عن السعر الفعلي 14700 في السوق السوداء للدولار الواحد.
وجاء قرار التعليق يوم الأحد الماضي 29 سبتمبر/أيلول بعد ساعاتٍ من تصريح رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي أنه سيوجه الأمن العام اللبناني لمتابعة الموضوع مع وزارة الداخلية السورية.
وجاء هذا التصريح إثر سؤالٍ طُرح على ميقاتي عن دور قرار التصريف في تعطيل عودة النازحين "من غير اللبنانيين" إلى بلادهم، وذلك في أعقاب موجة نزوحٍ كبيرة لسوريين ولبنانيين من الجنوب اللبناني والضاحية الجنوبية بفعل الاعتداءات الإسرائيلية وتهديدات الإخلاء المتكررة.
جدل حول القرار منذ صدورهمنذ بدء العمل به في أغسطس/آب 2020، لاقى قرار الحكومة السورية بإلزام السوريين تصريف 100 دولار إلى الليرة السورية عند دخول البلاد كثيرًا من الانتقادات، وبرزت نداءاتٌ لإلغائه، لكن القرار بقي نافذًا دون التفات لهذه المُطالبات، ومثل عقبة أخرى على طريق العودة إلى سوريا.
ووفقًا لما نشره الحقوقي السوري عارف الشعّال عبر صفحته على موقع فيسبوك فإن القرار يحتوي على مخالفات بالجملة، "فمن مستلزمات احترام المادة 38 من الدستور التي تحظر منع المواطن من العودة لوطنه، عدم وضع عراقيل إدارية بوجه هذه العودة، كافتراض أنه يملك مبلغ 100 دولار وإلزامه بصرفه بالسعر الجمركي الرسمي!. ناهيك عن أن هكذا قرار يعتبر اعتداء على حق ملكية مال منقول بإكراه المالك على استعماله والتصرف فيه خلافا لإرادته، فضلا عن أن هكذا قرار يعدُّ من قبيل فرض رسم غير مباشر لا يجوز فرضه إلا بقانون".
بينما دافع وزير المالية حينها مأمون حمدان عن مشروعية القرار بالاستناد إلى المرسوم التشريعي رقم 20 لعام 2017 الذي يسمح للمجلس بالإشراف على تنظيم وإدارة نظم النقد والائتمان والتأمين والمحافظة على أموال الدولة.
وصرّح النائب أحمد مرعي إبان تلك الفترة لإذاعة ميلودي إف إم أنه بصدد مساءلة الحكومة التي أصدرت القرار قبل انعقاد الدورة الأولى لمجلس الشعب.
حملات ضد القرارتجددت الحملات الإلكترونية التي تطالب بتعليق القرار حتى نهاية الحرب، لتخفيف العبء على العائلات السورية المستجيرة بالوطن، ووفقًا للتقديرات فإن عموم السوريين النازحين في لبنان، خاصةً في جنوبه، ممن يعملون بالمياومة، بمتوسط دخل شهري يقارب 250 دولارا، ولا يتجاوز 300 دولار في أحسن الأحوال.
وحسب ما تداوله ناشطون فإن كلفة مواصلات الفرد الواحد للخروج من المناطق المهدّدة بالقصف إلى الحدود السورية يصل لهذه المبالغ.
وكانت الحكومة السورية قد استجابت جزئيا لحملات سابقة وأعفت الطلاب من القرار، كما أعفت الفقراء ممن لا يملكون المبلغ، بعد دراسة كل حالة من قبل وزير الداخلية، والتأكد من وضعهم المادي، فيما لم يصدر أي تصريحٍ أو استجابة عن الحملة الحالية، مع تأكيد عضوة المكتب التنفيذي للنقل في ريف دمشق "آلاء الشيخ" لإذاعة شام إف إم يوم الخميس الفائت "على أن عملية التصريف ضمن البروتوكول القانوني المتّبع، بينما العمل قائم على تسريع الإجراء".
وانتشرت خلال الأيام الماضية صورٌ للزحام الكثيف على الحدود بانتظار توفّر السيولة بالليرة السورية لإكمال دخول العائدين، وقد بلغ الانتظار على طابور الصرف حوالي 3 ساعات بحسب المتداول، قبل أن تتم زيادة كوادر الموظفين لتسريع الإجراء.
ويستثني القرار سائقي السيارات العامة وأصحاب الشاحنات وطواقم الطيران ومن هم دون 18 سنة، ولا يأتي على ذكر المرضى أو العجائز أو ذوي الإعاقة.
وقرّر مجلس الحكومة في أبريل/نيسان 2021 أن الفئات الستّ المعفية من التصريف تشمل إضافة لما سبق الموفدين إلى الخارج، والمهجّرين بفعل "الإرهاب".
ونهاية شهر أغسطس/آب بدأ المصرف التجاري السوري بتسليم السوريين العائدين عبر المطار إيصالاتٍ قابلة للصرف عوضا عن المبلغ، علما أن المصارف السورية تشهد ازدحامًا شديدا منذ أشهر، نظرًا لتدني سقف السحب اليومي إلى 5 ملايين ليرة (340 دولارا بحسب السوق السوداء)، وتوجيه المواطنين منذ منتصف الشهر السادس لهذا العام لفتح حسابات بنكية، بانتظار تحويل دعم الخبز والمحروقات إلى مبلغ يضاف دوريا إلى أرصدتهم، مما ينقل الازدحام على الحدود إلى طابور المصارف.
وبدأ القرار التجريبي في مطار دمشق، على أن يعمم على جميع المنافذ البرية والجويّة في وقتٍ لاحق، وقد لاقت الخطوة سخطا واسعا، مما أدّى للتراجع جزئيا عنه، فمنح القادمون حق الاختيار بين استلام المبلغ أو إيداعه في حساب لدى المصرف التجاري أو إيصال بقيمته.
ويعد الإيصال قابلا للتجيير، أي منحه لشخص آخر، مما يفسح مجالا للتكسب من قبل العاملين على المنافذ الحدودية، بمنح العائدين قيمة أقل مقابل الشيك وتوفير عناء الانتظار في المصرف.
استفادة النظام السوريوسط هذه التعقيدات طالبت بعض الأصوات على وسائل التواصل الاجتماعي باستيفاء رسم يساوي 10 دولارات، بدل متاهة الصرف وفقا للسعر الرسمي، واستلام أموالٍ من الفئات الصغيرة التي تشكو من التلف والاهتراء.
الجدير بالذكر أن خسارة المواطن نتيجة الفارق النسبي بين السعر الفعلي وسعر الصرف على الحدود عند بداية القرار وصلت إلى 32%، قبل أن يتم تعديله لتقلّ خسارة المواطن إلى 9% منذ أبريل/نيسان عام 2023.
ووفقًا لحصيلة الشهر الأول من تنفيذ القرار فقد استفاد النظام السوري من حوالي 620 ألف دولار خسرهم 14210 مواطنين سوريين قدموا إلى البلاد في أغسطس/آب عام 2020.
بينما ناهزت حصيلته في الأيام الثلاث الأولى لموجة النزوح الحالية من 65 ألف سوري – عبروا الحدود حتى ليل السبت 28 سبتمبر/أيلول الماضي- بحسب مصدر في إدارة الهجرة والجوزات لجريدة الوطن السورية- إلى 486 ألف دولار، باعتبار خسارة العائد الواحد 110 آلاف ليرة (7.48 دولارات).
تعليق مؤقتأتى تعليق القرار لمدّة أسبوع بعد 5 أيام من اشتداد موجة النزوح نحو سوريا، بوساطة من دولة مجاورة، وبينما أُزيلت عقبة من طريق العودة، لوقتٍ محدود، بدأت معالم العوائق الأخرى تظهر على المشهد، يتجلّى أبرزها في تسجيل الأطفال المولودين خلال فترة إقامة النازحين السوريين في لبنان، ممن هم خارج القيود المدنية في سوريا.
وبدأت حملات على وسائل التواصل الاجتماعي تُطالب بمنح تطمينات للراغبين بالعودة، مثل منحهم تأجيلًا للخدمة العسكرية لمدّة عام بالنسبة للمطلوبين لخدمة العلم، وتوفير خيار التسوية للمطلوبين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
352 مليون دولار متطلبات اللاجئين السوريين في الاردن
#سواليف
كشفت #المفوضية_السامية_لشؤون_اللاجئين في #الأردن أنّه وخلال الشهر الأول من العام الحالي، قدم المانحون تمويلا للمفوضية بنحو 43 مليون دولار، وذلك لدعم عملياتها في المملكة خلال العام الحالي، فيما قدرت متطلباتها بنحو 352.1 مليون دولار.
وأكدت في تقرير حديث لها حول عملياتها في المملكة، أنّه وبعد سقوط نظام بشار الأسد في سورية، أعرب العديد من #اللاجئين في الأردن عن اهتمامهم بالعودة إلى ديارهم، والبعض على استعداد للعودة على الفور، وربما يحتاج آخرون إلى مزيد من الوقت لاتخاذ القرار، بحسب الغد.
وفي الوقت الذي لا تشجع فيه المفوضية على العودة على نطاق واسع إلى سورية، فإنها على استعداد لدعم اللاجئين الذين يختارون العودة طواعية.
وتقدم المفوضية المشورة بشأن العودة الطوعية، واستجابة لطلب اللاجئين، قامت بتوسيع نطاق المساعدة في مجال النقل للعودة، وفي الوقت نفسه، تشير الملاحظات الواردة من اللاجئين إلى أن العديد منهم لن يعودوا في عام 2025.
وتعمل المفوضية مع الشركاء في الاستجابة للاجئين للحفاظ على المساعدة المقدمة للاجئين في الأردن، مثل خدمات الحماية لأولئك المعرضين لخطر العنف أو الإخلاء، والمساعدة النقدية لتغطية الاحتياجات الأساسية للفئات الأكثر ضعفًا، ومبادرات المشاركة المجتمعية وسبل العيش لتعزيز الاعتماد على الذات لدى اللاجئين، وغيرها من الأنشطة التي تهدف إلى دعم اللاجئين والأردن كدولة مضيفة.
وذكرت المفوضية أنّ في كانون الثاني (يناير) عاد 20 ألف لاجئ سوري مسجلون لدى المفوضية إلى سورية من الأردن، وبلغ العدد الإجمالي للاجئين المسجلين لدى المفوضية الذين عادوا إلى سورية بين سقوط حكومة الأسد في كانون الأول (ديسمبر) 2024 ونهاية كانون الثاني 2025 نحو 25.5 ألف فرد، وتمثل النساء والفتيات نحو 44 % من العدد الإجمالي، مقارنة بنحو 56 % من الرجال والفتيان.
وكانت المفوضية نظمت في كانون الثاني، واستجابة لطلبات اللاجئين، رحلات النقل من عمان ومخيم الأزرق، بما في ذلك قافلة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة، لنحو 260 لاجئًا أعربوا عن اهتمامهم بالعودة إلى سورية.
وخلال الشهر الماضي، كانون الثاني، وزعت المفوضية مساعدات نقدية بحوالي 3.2 مليون دولار، لتلبية الاحتياجات الأساسية، استفادت منها 20 ألف أسرة في المجتمعات المحلية.
وتلقى حوالي 1180 لاجئًا من مخيمي الأزرق والزعتري تدخلات صحية طارئة أو حيوية لإنقاذ الوظائف في المرافق الصحية العامة التابعة لها.
كما قدمت المفوضية وشركاؤها المشورة والدعم (المساعدات النقدية، والمشورة القانونية، والدعم النفسي والاجتماعي) لأكثر من 400 لاجئ واجهوا مخاطر الحماية، بمن في ذلك اللاجئون الذين تعرضوا للعنف، والأطفال المنفصلون عن أسرهم أو المرسلون للعمل، واللاجئون المعرضون لخطر الإخلاء وما إلى ذلك.
وحول الإدماج الاقتصادي للاجئين السوريين، كانت المفوضية أشارت إلى أنّه تمّ استصدار54.587 ألف تصريح عمل للاجئين خلال العام الماضي 2024.
وأشارت إلى أنّه تمّ إصدار 28.470 ألف تصريح عمل للسوريين في مخيم الزعتري، وحوالي 4.5 آلاف تصريح في مخيم الأزرق منذ 2016 حتى نهاية 2024.
وبحسب المفوضية، فإن الأردن يستضيف 611.4 ألف لاجئ سوري، من بينهم 287.8 ألف سوري (47.1 %) في سن العمل.