سواليف:
2025-04-29@04:50:53 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. حتى في غيابك!

تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT

حتى في غيابك!

من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ .. 21 / 3 / 2017

تنظرين في عينيّ التائهتين طويلاً فأشفى منّي واهتدي الى سبيلي..حتى في غيابكِ لم تتركيني لحظة واحدة..كلما ضاقت بي الدنيا ونزفتُ قلقاً على الوسادة ،تدلّيت من بين عناقيد الحلم قطفاً من نور..تمسحين على شعري ،تجلسين على كرسيكِ أمامي وتؤنسيني بوجودك حتى تهدأ روحي المضطربة.

.

مقالات ذات صلة الاحتلال يغتال صاحب الصورة الأشهر في انتفاضة الأقصى 2024/10/03

أتعبتك في حياتك وفي رحيلك يا غالية فسامحيني..سامحيني لم أكن أعي قيمة صوت أقدامك البطيء على درجات غرفتي أثناء « التوجيهي» الا عندما عزّ الزائرون في غيابك..لم أكن أعي ماذا يعني أن تــُقرّبي عود الثقاب من عينيك الغائمتين لتريه ،فتشعلين النار تحت إبريق الشاي وتحضريه لي في مساءات الشتاء الطويلة الا عندما تجرّعت الوحدة الباردة!!…سامحيني لم أكن أعي ما معنى أن تصمتي وأنتِ تشاركيني السماع لإذاعة الشرق قبيل امتحان الانجليزي بليلة..كان صمتك يتمنى أن أغلق الراديو وأركزّ في كتابي جيّداً..لكنك خجلت أن تقوليها وأنا لم التقطها في حينها..

قلت لكِ في مقالٍ سابق ..أنتِ لم ترحلي لكنّك غيّرت مكان الإقامة فقط ، ما زالت غرفتك العسلية عامرة بأنفاسك ..نتحلّق كل مساء حول مكانك الفارغ ، نسهر نتكلم ،نصمت..لكننا لا نجرؤ على نسيانكِ..ما زال كل شيء يحترم اختيارك ويرفض غيابك..الروزنامة في مكانها ،نجددها كل عام ونحتفظ بــ»الجلدة»القديمة ، سخّانة قهوتك، فناجينك الثلاثة ، حرامك البٌنّي ما زال الحِرام الوحيد الذي يداري غفوتي المسائية أو يدفئني إذا ما تسللت إلىّ قشعريرة آذار ..صور الأحفاد المعلّقة على الخزانة وقرب الستارة ما زالت تبتسم لمكانك ..ولأنها من اختيارك؛ أحفاد البرواز لم يكبروا بعد..كرسيّك الأبيض ما زال شاغراً كعروش الملوك لا يعتليه أحد ..إصدارات كتبي التي كنتِ أهديكِ إياها ما زالت في «الساطرة» قرب مطحنة القهوة و»البنوّرة» وساعتك المتوقفة عند العاشرة..

ما زال رقم ملفّكِ الطبي مخزّنا على هاتفي، وما زلت أحتفظ بأرقام أطبائك المختصين أتصل بهم كل عيد فيذكروني ويذكرونك يا أمي، وما زال اسمك برغم كثرة الأسماء على رأس القائمة «أأأمي» كتبته بهذه الطريقة كي لا يسبقك بالترتيب أحد وكي لا تضيعي في زحمة الأسماء ،صحيح أن هاتفك «لا يمكن الاتصال به»..لكنك تتصلين بي كل ليلة وكل حلم ودون انقطاع او تشويش ..

ما زال كيس الدواء في نفس الزاوية ، وما زلت أحفظ أسماء أدويتك عن ظهر قلب وتدرّج الجرعات..أنت لم تغيبي لحظة عنا صدقيني ..أنت تقضين مناوبتك في الرحيل فقط..

سامحيني يمّه ، أن اختلف شكل الهدية ،أو قطعت أغاني الأم في الراديو وغيّرت الموجة ، أو حاولت الالتهاء بأي شيء عند سماع «إعلانات ست الحبايب» فلن استطيع أن أهديك ما يقترحون ..ولن تستطيع أن تلامس شفتاي جلد يديك الرقيق…سامحيني ان شغلت نفسي هذا المساء بأي شيء..فوقت «اللمّة « الليلية وتقديم الهدايا والتناوب في الجلوس على سريرك ورفع اليدين في الأدعية..كل هذا يرميني على حافة الحزن فسامحيني!…

هذا المساء وحسب توقيتي اليومي في زيارتك..سأطبع قبلة على رخام الضريح وأقول ..كل عام وأنتِ بألف ألف خير!..عندما تبقى أشياؤك أجراس ذكرى لنا..فأنت بخير..عندما لا تغيبين لحظة عنّا وعن الأولاد فأنت حتماً بخير..عندما تتوهّج غرفتك قنديلاً في عتمتنا فأنت بألف ألف خير..عندما أمسح العشب الطري عن جبهة قبرك فأنت بخير..عندما تفتحين باب الحلم كل ليلة وتضيئين زوايا الغياب فأنت بخير..عندما أزرع «زنبقة» في مفرق القبر وأرويها ماء وأدعية كل مساء حتى تتفتح أكفها كأكفّك فأنا بخير..

ظلّي قربي..حتى في غيابك ..فأنا نقطة من»حِبرك» انا زفرة من صبرك..أنا فاصلة في هامش الأيام ..وأنت «ترويسة» العمر!

#93يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

#سجين_الوطن

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الحرية لأحمد حسن الزعبي سجين الوطن أحمد حسن الزعبی ما زال

إقرأ أيضاً:

أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كلنا نعرف هذه الأبيات التي أنشدها الشاعر (مسكين الدارمي):
أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه
كساعٍ الى الهيجا بغير سلاحِ
وإِن ابن عم المرء فاعلم جناحُه
وَهَل ينهضُ البازي بغير جناح
ربما كانت هذه هي الصورة السائدة لرابطة الأخوة في القرون الماضية، لكننا اصبحنا نتعامل اليوم مع تصنيفات جديدة لروابط أسرية وعشائرية هشة توزعت على الفئات التالية:-

فئة تؤمن إلى حد بعيد بفكرة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، وهي الفئة المشمولة بالأبيات التي قالها الدارمي. . ⁠وفئة تنصر الاخ المظلوم ولا تنصر الأخ الظالم، وهي فئة قليلة متعقلة متمسكة بقواعد العدل والإنصاف. تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر. . ⁠وفئة ثالثة اختارت الدفاع عن الإخوان بالكلمات والاحتجاجات الصوتية وما إلى ذلك من المواقف التي تختفي فيها الأفعال وترتفع فيها وتيرة الأقوال. . ⁠وفئة رابعة اختارت الصمت المطبق، وكأن الأمر لا يعنيها ولا يخصها، فاكتفت بالوقوف موقف المتفرج، واحيانا تنظر إلى المشهد من ابعد المسافات. . ⁠وفئة خامسة ألغت روابط الأخوة، واختارت الوقوف مع الشامتين والساخرين والمستهزئين وسارت في ركاب حملاتهم المغرضة. . ⁠وفئة سادسة تضم جماعة تعمدوا الاساءة، واعلنوا الحرب ضد شقيقهم، فاختاروا التحريض ضده والانتقام منه، على الرغم من انه لم يكن سيئا معهم، بل كان من اقوى الداعمين لهم، وفي طليعة المدافعين عن حقوقهم، لكنهم خذلوه، وتنكروا له، واعلنوا عليه الحرب بكل الأسلحة الغادرة. .
فما أصعب الطعن في الظهر من الأخ وابن الاخ وابن الأخت. لا ريب ان هذا النوع من الطعن هو أقسى من غدر الزمان والأيام. وأن أبشع أشكال الخيانة هي عندما تأتيك من أناس لا تتوقع منهم شيئاً سوى السند والأمان. ولكن اشدها قسوة وبشاعة عندما تأتيك الطعنات من الأخ الخسيس والنذل والتافه الذي لا قيمة له بين الناس. .
كلمة اخيرة: تعلمت بعد خذلان موجع. أن لا أحد يحفظ سري كما كنتُ أرجو، وأن البوح باب للخذلان، مهما كانت العلاقة الاخوية عميقة. أخفيت كل ما يؤلمني، وصرت أبتسم بصمت. وأنا أحمل فوق قلبي آلاف الانكسارات. . د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • مستشفى الرستاق ينظم فعالية بعنوان "هل كليتك بخير؟"
  • أحمد حسن رمضان يكتب: نحن بخير .. إلى أن نلتقي
  • بعد نقله للمستشفى.. مصدر مقرب من أحمد عمر هاشم: اطمنوا الشيخ بخير
  • ما الذي كان ينوي النائب عوني الزعبي الحديث عنه ومنعه الصفدي؟
  • قناة الأمة
  • مكتبة الإسكندرية تحسم الجدل بشأن أرشيف جمال عبد الناصر
  • أَخاكَ أَخاكَ إِنَّ من لا أَخاً لَه
  • فؤاد عبدالواحد يتصدر تريند بـ "غيابك يوم" ويوقظ الحنين بألحان عزوف
  • فؤاد عبد الواحد يطرح أحدث أغانيه.. غيابك يوم
  • بالأحمر الناري.. مي عز الدين تخطف الأنظار في أحدث ظهور