لم يتوقع المجتمع الأمريكي أن تتسبب حشرة طفيلية صغيرة تنتقل بطرق مختلفة في إصابة المواطنين بأمراض نادرة وخطيرة، فبعد شفاء أول حالة أصيبت من لدغة حشرة الـ«قرادة» في ولاية كونيتيكت، أجرى العلماء مؤتمرا صحفيا في جامعة ييل للتحذير من الحشرة والمرض النادر الذي نقلته لها، إذ أصيبت مرأة بالغة من العمر 29 عاما، بداء الريكتسيا باركيري بعد أن علقت قرادة من ساحل الخليج الأمريكي في رقبتها، وفق موقع «ديلي ميل».

حشرة الـ قرادة تهدد الولايات المتحدة الأمريكية

حشرة القرادة وهي أحد أنواع العناكب الصغيرة التي تتغذى على الدم، بعدما لدغت السيدة الأمريكية نقلت لها بكتيريا ريكتسيوسيس ر. باركيري، التي سرعان ما ظهرت أعراضها الغريبة وتسببت في وجود قشرة داكنة في مكان اللدغة، وحمى، وصداع، وطفح جلدي، وآلام في العضلات، ويمكن أن تهدد الحياة إذا لم يجري علاجها مبكرا، لكن من حسن حظ السيدة جرى علاجها في بداية الأمر لكن الخبراء يحذرون الناس في شمال شرق البلاد وينصحوهم بتوخي الحذر من الطفيليات الغازية التي تنشر الأمراض في مناطق جديدة. 

الدكتور جودرز مولاي، الأستاذ المساعد في كلية الصحة العامة بجامعة ييل قال:«إن ارتفاع درجات الحرارة العالمية في شهور الصيف، والتغيرات البيئية، وزيادة التجارة والسفر عوامل أساسية مهمة تؤثر على معدل ومدى توسع نطاق القراد ومسببات الأمراض المرتبطة به، ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى استمرار توسع نطاق هذه الحشرة وتواجدها بوفرة، ما يزيد من أهميتها باعتبارها تهديدًا للإنسان والحيوانات الأليفة والحياة البرية».

أين تتواجد الحشرة الغريبة؟

وتتواجد حشرة القراد عادةً حول منطقة ساحل الخليج الأمريكي، والتي تشمل المناطق الساحلية على طول ساحل المحيط الأطلسي وخليج  المكسيك من تكساس إلى فلوريداـ لكن هذه الطفيليات الماصة للدماء انتقلت إلى الشمال بشكل أكبر في العقود الأخيرة، وانتشرت في ولايات وسط المحيط الأطلسي وأنشأت تجمعات لها من ديلاوير إلى ميريلاند، كما جرى الإبلاغ عن وجود أعداد إضافية من هذا النوع من القراد ذات معدلات إصابة أعلى في نيويورك ونيوجيرسي.

وتشير بلاغات السكان الأخيرة إلى أن حشرة القراد تتسلل في الوقت الحالي إلى نيو إنجلاند، ووصلت أعداد منها إلى رود آيلاند وكونيتيكت، وقراد ساحل الخليج هو الناقل الوحيد المعروف لبكتيريا R. parkeri في الولايات المتحدة. 

يمكن تمييز الحشرة بسهولة من خلال العلامات المزخرفة على أجسادهم الحمراء، وهناك علامات تميز الذكور مثل خطوط بيضاء نظيفة في تشكيل يشبه شبكة الإنترنت على كامل الجسم، أما الإناث البالغات  لديها علامات بيضاء زاهية على الدرع الموجود على ظهرها، وفي الحالات القصوى، يمكن أن تؤدي لدغة هذه الحشرة إلى مضاعفات مميتة مثل تلف الأعضاء، وخاصة إذا لم يتم علاجها بسرعة.

والحمى المبقعة ليست الأمراض الوحيدة التي ينقلها «القراد» التي انتشرت في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لكنه ايضًا ينشر داء البابيزيا، وداء الأنابلازما، وفيروس بوسان، والتهاب الدماغ الخيلي الشرقي هي بعض الأمراض التي أصابت أعدادا هائلة ​​من الناس في السنوات الأخيرة. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حشرة أمريكا مصاص الدماء

إقرأ أيضاً:

الناتو بدون أمريكا.. أزمة غير مسبوقة

على مدار 76 عاماً من تاريخه، واجه حلف شمال الأطلسي (الناتو) العديد من الأزمات، لكن لم تكن أي منها بقدر خطورة ما يواجهه اليوم، وفقاً لتقرير في مجلة "فورين أفيرز".

فمنذ عودته إلى منصبه، شكك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مبدأين أساسيين لالتزام التحالف بالدفاع المشترك: الاتفاق الجماعي على التهديدات التي تواجه أعضاء الناتو، وعدم قابليتها للتجزئة، بحسب التقرير.
في فبراير (شباط)، انحازت الولايات المتحدة إلى روسيا ضد بقية أعضاء الناتو عندما رفضت إدانة غزو روسيا لأوكرانيا في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ذلك كرر ترامب تصريحاته التي تشكك في مبدأ الدفاع الجماعي، معلناً أن الولايات المتحدة لن تدافع عن الحلفاء الذين "لا يدفعون"، رغم أن معظم دول الناتو زادت إنفاقها الدفاعي بشكل كبير منذ عام 2014.

احتمالية انسحاب أمريكا

نظراً لتقليل ترامب من أهمية التحالف والتزامه بالدفاع المشترك، لا يستبعد أن تسعى إدارته إلى الانسحاب من الناتو، بحسب التقرير.
ورغم أن الكونغرس الأمريكي أقر قانوناً في أواخر عام 2023 يمنع الرئيس من القيام بذلك دون موافقته، فإن هناك شكوكاً حول ما إذا كان بإمكان المحكمة العليا التدخل لمنع هذا القرار، حيث لطالما فضلت المحكمة ترك مسائل السياسة الخارجية للسلطة التنفيذية.
حتى لو لم تنسحب الولايات المتحدة رسمياً من الحلف، فقد أضر ترامب بالفعل بمصداقيته. تستند قوة المادة 5 من معاهدة الناتو - التي تنص على أن أي هجوم على أحد أعضاء الحلف يُعتبر هجوماً على الجميع - إلى الثقة المتبادلة بين الأعضاء.

#NATO Without America: How Europe Can Run an Alliance Designed for U.S. Control -- by Ivo H. Daalder https://t.co/ndpYHYlRyX via @ForeignAffairs

— Int'l Affairs Forum (@IA_Forum) March 28, 2025

تاريخياً، كانت الولايات المتحدة هي الضامن الرئيسي لهذه السياسة بفضل قوتها العسكرية الهائلة، ومع تهديدات ترامب وتصريحاته العدائية ضد بعض الدول الأعضاء، مثل كندا وغرينلاند، أصبحت هذه الثقة محل تساؤل.


هل يمكن للناتو البقاء بدون أمريكا؟

نظرياً، بحسب التقرير، نعم.. ففي حال انسحاب الولايات المتحدة، ستظل المعاهدة سارية على الأعضاء الآخرين البالغ عددهم 31 دولة. ولكن عملياً، سيكون من الصعب استبدال الدور الأمريكي في وقت قصير، لا سيما أن الولايات المتحدة لعبت تاريخياً الدور الأكبر في قيادة العمليات العسكرية للحلف.

لذا، سيكون من الضروري أن تبدأ الدول الأوروبية في الاستعداد لمرحلة ما بعد أمريكا من خلال زيادة التمويل العسكري، وشراء المزيد من الوقت، وضمان استمرار التعاون الأمريكي بأية وسيلة ممكنة.


الدور القيادي لأمريكا

ويختلف الناتو عن أي تحالف عسكري آخر، حيث يتمتع بهياكل قيادة سياسية وعسكرية مشتركة، وتخطيط دفاعي موحد، وتمويل جماعي.
رغم أن هذه المسؤوليات موزعة بين الأعضاء، إلا أن الولايات المتحدة لعبت دائماً الدور الرئيسي في قيادة الحلف.
ومنذ تأسيسه عام 1949، أصرّت واشنطن على أن تتكامل القدرات الدفاعية للدول الأعضاء ضمن هيكل تقوده الولايات المتحدة، ما منحها السيطرة على العمليات العسكرية الكبرى للحلف.

Can Europe defend itself without America? There's some urgency to that question. Shashank Joshi, our defence editor, explains why Donald Trump risks overturning the very basis of the NATO alliance’s mutual defence clause https://t.co/ODIM8Lfb46 ???? pic.twitter.com/vTdhDGk4gM

— The Economist (@TheEconomist) February 17, 2025

وخلال الحرب الباردة، عززت الولايات المتحدة نفوذها في الناتو من خلال توفير الحماية النووية لأوروبا، وإقامة أنظمة دفاع جوي متقدمة، فضلاً عن تقديم الدعم الاستخباراتي والتكنولوجي.
وبالمقابل، قَبِل معظم الحلفاء هذا الترتيب لأنه كان يضمن أمنهم ضد التهديدات السوفيتية. ومع ذلك، لم تكن جميع الدول مرتاحة لهذا الوضع، إذ سعت فرنسا بقيادة شارل ديغول في ستينيات القرن الماضي إلى الاستقلال عن واشنطن، مما دفعها إلى تطوير أسلحتها النووية والخروج من الهيكل العسكري للناتو عام 1966، رغم بقائها عضواً في الحلف.

مستقبل الناتو

بعد أن كانت الولايات المتحدة تضغط لعقود من أجل الحفاظ على موقعها القيادي في الناتو، يبدو أنها الآن ترغب في تقليص هذا الدور.
فقد صرّح وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث، في أول ظهور له أمام الحلف في فبراير (شباط)، بأن "الولايات المتحدة لم تعد تركز بشكل أساسي على أمن أوروبا"، داعياً الحلفاء الأوروبيين إلى تحمل مسؤولية أمن القارة بشكل أكبر. لكنه لم يوضح كيف يمكن لأوروبا أن تستلم قيادة منظمة بُنيت منذ عقود لضمان هيمنة أمريكا.

تحديات أمام أوروبا

وبحسب التقرير، يتطلب تحويل الناتو إلى تحالف أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة ثلاثة أمور رئيسية: المال، الوقت، والتعاون الأمريكي.

ويتوقع أن تزيد الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، حيث دعا الأمين العام الجديد للناتو، مارك روتي، إلى تخصيص أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع.

Economist/YouGov Poll, March 22-25
% of U.S. adult citizens who say the following is an ally or friendly | an enemy or unfriendly
Canada 71% | 14%
NATO 60% | 15%
Ukraine 60% | 16%
EU 58% | 15%
UN 58% | 20%
Mexico 55% | 27%
El Salvador 30% | 25%
Russia 11% | 70%
(Link in reply) pic.twitter.com/09OEiHOgPl

— YouGov America (@YouGovAmerica) March 26, 2025

ولكن، حتى لو تم تأمين التمويل، فإن الأمر سيستغرق سنوات لتطوير القدرات العسكرية الضرورية، وتدريب القوات، وشراء المعدات اللازمة.

بسبب هذه التحديات، تحتاج أوروبا إلى دعم الولايات المتحدة خلال عملية الانتقال.

ففي بعض المجالات، مثل الردع النووي، لا يمكن تعويض الدور الأمريكي بسهولة، ومع ذلك.. فإن أوروبا تبدو مدركة للخطر، حيث وافق القادة الأوروبيون في قمة الاتحاد الأوروبي في مارس (أذار) على تخصيص 150 مليار يورو لدعم الإنتاج الدفاعي، مع استثناء الإنفاق الدفاعي من القيود المالية المفروضة على ميزانيات الدول الأعضاء، مما قد يضيف 650 مليار يورو أخرى للإنفاق الدفاعي خلال العقد المقبل.

مقالات مشابهة

  • هل تنوي الذبح في العيد.. إرشادات مهمة لا يجب أن تغفل عنها
  • الناتو بدون أمريكا.. أزمة غير مسبوقة
  • “بلومبرغ”: الولايات المتحدة تعتمد على استيراد المعادن ومن الأفضل ألا تهدد الدول الصديقة
  • سرية وخطيرة.. العثور على وثائق عسكرية بريطانية في الشارع
  • أمريكا تتجّه نحو نقص «مادّة هامّة» بسبب سياستها.. ما هي؟
  • أسرع وأكثر دقة.. تقنية بالذكاء الاصطناعي لعلاج أمراض الجهاز الهضمي
  • خبراء يحذّرون من عواصف «مدمّرة وقاتلة» في أمريكا
  • زراعة حمص تنفذ حملة لمكافحة حشرة سوسة النخيل
  • أمريكا تحث جنوب السودان على إطلاق سراح ريك مشار
  • محاكمة نتنياهو ولجنة القضاة.. تعرّف على الأزمات التي تهدد بانهيار النظام القضائي الإسرائيلي