“اختيار المدينة قد يكون مرتبطًا بأسباب سياسية أو اجتماعية، مثل تعزيز وجود الجيش في المنطقة أو استغلال قربها من مناطق الصراع لتسهيل الاستجابة للأوضاع الأمنية، أو التعامل مع التوترات المتصاعدة في شرق السودان”

التغيير: كمبالا

كشفت تسريبات صحفية، عن بدء قيادة الجيش، في اتخاذ خطوات عملية لنقل العاصمة الإدارية المؤقتة من بورتسودان، حاضرة ولاية البحر الأحمر، إلى مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان.

ووفقًا لموقع “دارفور 24″، فإن الترتيبات الأولية تشمل نقل عدد من الوزارات مثل التربية والتعليم العام، والتعليم العالي، والنقل، والمعادن إلى عطبرة كمرحلة أولى، مع التخطيط لنقل كافة المقرات الحكومية تباعًا.

وأكد مصدر حكومي بولاية نهر النيل، وفقًا لما نشره الموقع، أن هناك أعمال صيانة وترميم جارية لمرافق تابعة لهيئة سكك حديد السودان وجامعة وادي النيل بمدينة عطبرة، وذلك استعدادًا لاستقبال الوزارات الاتحادية. كما أشار إلى استمرار توسعة وصيانة مدرج مطار عطبرة، بالإضافة إلى إنشاء صالات جديدة للمسافرين، ما يهدف إلى تجهيز المطار لاستقبال الرحلات المحلية والدولية.

المحلل السياسي وعضو الحزب الشيوعي، كمال كرار، صرح لـ”التغيير” بأن التكهنات حول نقل العاصمة المؤقتة إلى عطبرة قد تكون صحيحة، على الرغم من عدم صدور قرار رسمي بذلك.

وأوضح أن التوترات في شرق السودان، خاصة في ظل قرارات وزير المالية بشأن الموانئ والجمارك التي أثارت استياء السكان، قد تكون من الأسباب الرئيسية وراء هذا التحرك. كما أشار إلى وجود قوات الحركات المسلحة في المنطقة، التي يعتبرها أهالي الشرق مليشيات يجب إبعادها، مؤكدًا أن بقاء الحكومة في بورتسودان قد يؤدي إلى تصعيد الأوضاع هناك، حيث أن المنطقة قابلة للانفجار بسبب مشاكل الفقر، ونقص الكهرباء والمياه، واستغلال إيرادات الموانئ لتمويل الحرب.

وأفاد كرار أن بعض الأصوات في الشرق، مثل تصريحات شيبة ضرار، تعبر عن استياء شعبي واسع ضد وجود الحكومة الحالية في بورتسودان، خاصة بعد حادثة الهجوم على حفل التخريج العسكري في جبيت، مما يجعل المنطقة غير آمنة بالنسبة للحكومة. ويرى أن هذه التطورات قد تكون دافعًا لنقل العاصمة الإدارية إلى عطبرة.

في المقابل، أعرب المحامي عبد الوهاب العطا عن شكوكه حول جدوى نقل العاصمة إلى عطبرة، وقال: (الاخيرة) قد لا تكون المكان المثالي لنقل العاصمة نظرًا لحجمها الصغير وقلة المرافق القادرة على استيعاب المؤسسات الحكومية.

لكنه لم يستبعد في مقابلته مع “التغيير” أن اختيار المدينة قد يكون مرتبطًا بأسباب سياسية أو اجتماعية، مثل تعزيز وجود الجيش في المنطقة أو استغلال قربها من مناطق الصراع لتسهيل الاستجابة للأوضاع الأمنية، أو التعامل مع التوترات المتصاعدة في شرق السودان.

كما أشار إلى أن التحسينات الجارية في مطار عطبرة قد تكون جزءًا من هذا التوجه، إلى جانب استياء سكان شرق السودان من وجود الحكومة في بورتسودان.

من جهة أخرى، يرى الصحفي والناشط زهير عثمان حمد أن اختيار عطبرة يعود إلى رمزيتها التاريخية كمعقل للحركة العمالية والنضال السياسي في السودان، فضلاً عن كونها موطنًا للجيش وكثير من ضباطه.

واعتبر  في تحليل له منشور على منصات التواصل الاجتماعي، أن نقل المؤسسات الحكومية إلى عطبرة قد يكون محاولة من الجيش لتثبيت قبضته على السلطة وتجنب المواجهات المباشرة مع المعارضة في المناطق المدنية.

وأضاف أن نقل العاصمة بعيدًا عن الموانئ الرئيسية في بورتسودان يخفف من تأثير المجموعات المعارضة التي قد تتواجد في البحر الأحمر، لكنه أشار إلى أن هذه الخطوة قد تثير تساؤلات حول المركزية في الحكم، إذ أن السلطة قد تتركز في منطقة تحت سيطرة الجيش، مما قد يثير استياء مناطق أخرى تشعر بالتهميش.

 

الوسومالعاصمة الادارية بورتسودان عطبرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: العاصمة الادارية بورتسودان عطبرة

إقرأ أيضاً:

انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية

 

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، السيطرة على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار جنوب شرقي السودان، بعد معارك مع قوات الدعم السريع في المدينة.


بيان الجيش السوداني
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الثقافة والإعلام خالد علي الأعيسر، إن عودة مدينة سنجة “عادت بفضل الله وعزيمة الأبطال إلى حضن الوطن”، مؤكداً أن لحظة تطبيق العدالة والمحاسبة قادمة.

وأضاف: “العدالة والمحاسبة ستطال كل من ساهم في هذه الجرائم، وسيتم معاقبة المجرمين بما يتناسب مع أفعالهم”.

كما أشار إلى “الثقة التي يتمتع بها السودانيون في قواتهم المسلحة والمخابرات والقوات النظامية الأخرى”.

وأردف: “هذه الثقة ستظل ثابتة وراسخة رغم حجم الاستهدافات الداخلية والخارجية”.

وتقع ولاية سنار في جنوب شرق السودان، وتحدها من الشمال ولاية الجزيرة، ومن الشرق ولاية القضارف ومن الغرب ولاية النيل الأبيض ومن الجنوب ولاية النيل الأزرق، ولمدينتي سنار وسنجة أهمية استراتيجية كبيرة، لتحكمها في الطرق البرية الرابطة بين شرق البلاد وجنوبها وغربها.

مقالات مشابهة

  • خالد عباس: العاصمة الإدارية تنبض بالحياة.. والطلب على العقار في مصر "حقيقي"
  • خالد عباس: الطلب على العقار مستمر.. والعاصمة الإدارية أصبحت تنبض بالحياة
  • وظائف خالية بوزارة الصحة في العاصمة الإدارية.. اعرف الشروط والتخصصات
  • خالد عباس: العاصمة الإدارية أصبحت تنبض بالحياة.. والطلب على العقار في مصر "حقيقي"
  • برلماني: العاصمة الإدارية الجديدة بالوادي الجديد تحقق التنمية الشاملة بالصعيد
  • طلاب سوهاج يستكشفون المدينة الأولمبية في قلب العاصمة الإدارية
  • اجتماع تنسيقي بين العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية ووزارة الشباب والرياضة لاستضافة مارثون زايد الخيري للمرة الثانية
  • وزير الرياضة ورئيس "العاصمة الإدارية" يتابعان آخر استعدادات ماراثون زايد الخيري
  • دور كاميرون هدسون في الشأن السوداني: بين الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية
  • انتصار ساحق للجيش السوداني ينتهي بالسيطرة على مدينة استراتيجية