يشهد عشاق الفلك حول العالم فرصة نادرة وفريدة لمشاهدة المذنب تسوشينشان-أطلس الذي يضيء سماء الليل هذه الفترة، في مشهد ساحر يجذب الأنظار.


تم اكتشاف هذا الجسم السماوي في 9 يناير 2023 بواسطة مرصد الجبل الأرجواني في الصين، وكان يُعتقد في البداية أنه مجرد كويكب عادي، ولكن في 22 فبراير 2023، جاء التأكيد من برنامج "نظام الإنذار الأخير للتأثيرات الأرضية للكويكبات" (ATLAS) في جنوب إفريقيا، والذي كشف عن حقيقته كمذنب، وهو ما أثار اهتمام علماء الفلك حول العالم.



 

مع اقتراب المذنب من الشمس والأرض، تزايد سطوعه بشكل ملحوظ، ما أتاح لمراقبي السماء في مختلف المناطق فرصة مميزة لرؤية هذا الجسم السماوي الذي قد لا يعود للظهور مرة أخرى إلا بعد آلاف السنين. وبلغ المذنب أقرب نقطة له من الشمس في 27 سبتمبر 2024، حيث وصل إلى الحضيض الشمسي، على بعد 58.54 مليون كيلومتر تقريباً، وهو بُعد مشابه لبُعد كوكب عطارد عن الشمس.


أقرأ أيضاً.. حدث فلكي نادر: ظهور نجم جديد في السماء

 




خلال الأسابيع الأخيرة، تمكن مراقبو السماء في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية والمناطق الاستوائية من التقاط صور مذهلة للمذنب مع صعوده من شفق الصباح الباكر.

 

ومع مرور الوقت، تتزايد فرص رؤيته في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. بالنسبة لأولئك الذين يتواجدون في خطوط العرض الشمالية المتوسطة، من المتوقع أن تكون الفترة بين 27 سبتمبر و1 أكتوبر هي الأفضل لمحاولة رصد المذنب، حيث يمكن رؤيته قبل شروق الشمس بحوالي 45 دقيقة إلى ساعة، في الفترة ما بين الساعة 5:55 صباحًا و6:10 صباحًا.


 

لا يقتصر مشهد المذنب تسوشينشان-أطلس على مراقبي السماء من الأرض فقط، بل يمتد ليشمل رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية (ISS) الذين يحظون برؤية استثنائية لهذا الحدث من موقعهم في الفضاء. بفضل موقع المحطة المرتفع وغياب التلوث الضوئي والغلاف الجوي الكثيف، يتمتع رواد الفضاء بفرصة فريدة لرصد المذنب بوضوح لا يمكن تحقيقه من سطح الأرض.

أخبار ذات صلة حدث فلكي نادر: ظهور نجم جديد في السماء رائدا فضاء يصلان إلى محطة الفضاء الدولية

أقرأ أيضاً.. هل أسرت الأرض القمر؟ دراسة جديدة تكشف تفاصيل مذهلة





وقد تم التقاط صور رائعة للمذنب من الفضاء، تُظهر ذيله المتوهج ومروره عبر سماء الأرض بشكل مذهل. هذه الصور واللقطات من الفضاء تمنحنا منظورًا جديدًا ومختلفًا عن المذنب، وتجعل من هذا الحدث الفلكي تجربة مبهرة سواء كنا نراقبها من الأرض أو من الفضاء. كما أن رواد الفضاء قد أبدوا إعجابهم بهذا العرض الكوني النادر، مما أضاف بُعدًا جديدًا لإثارة هذا الحدث الفلكي الذي يشد اهتمام العلماء والهواة على حد سواء.


 

وينصح خبراء الفلك باستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة لتحسين جودة المشاهدة، إلا أن هناك احتمالًا بأن يكون المذنب مرئيًا للعين المجردة إذا كانت ذيله مضاءً بشكل كافٍ من ضوء الشمس. وتظل فرص رؤية المذنب قائمة حتى نهاية شهر أكتوبر، حيث يُتوقع أن يصل إلى أقرب نقطة له من الأرض في 13 أكتوبر 2024، على مسافة تقارب 56 مليون كيلومتر.

لذلك، فإن هذا الشهر يمثل فرصة نادرة لعشاق الفضاء للاستمتاع بمشاهدة هذا الجسم السماوي المذهل، الذي قد لا نراه مجددًا إلا بعد مرور 80,000 عام.

المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولية الأرض الفلك الكواكب الشمس عطارد السماء

إقرأ أيضاً:

«الفضاء المصرية»: الشراكات الدولية مفتاح تعزيز الاستدامة في تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد

أكد الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، أهمية الشراكات الدولية في تعزيز الاستدامة في تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد.

جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الأربعين للاستشعار عن بعد للبيئة (ISRSE-40)، والذي يُعقد في مركز فارنبورو الدولي للمعارض والمؤتمرات بالمملكة المتحدة في الفترة من 17 إلى 21 مارس الحالي بحضور نخبة من كبار الخبراء وصناع القرار في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد.

وخلال حلقة نقاشية رفيعة المستوى ضمن أجندة المؤتمر، تناول الدكتور صدقي الدور الاستراتيجي لتقنيات رصد الأرض في تحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى أهمية التعاون الدولي في تحقيق الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة «SDG 17»، والمتعلق بتعزيز الشراكات العالمية.

واستعرض رؤية مصر الطموحة في قطاع الفضاء، مسلطا الضوء على جهود الدولة في استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد لدعم خطط التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات البيئية والمناخية، وتطوير حلول مبتكرة لتحسين إدارة الموارد والاستجابة الفعالة للكوارث الطبيعية.

وشهدت الجلسة تفاعلًا واسعا من الحضور، حيث ناقش المشاركون آليات تعزيز الابتكار في مجالات الفضاء والاستشعار عن بعد، وأهمية تكامل الجهود الدولية لمواجهة القضايا العالمية الملحّة، مثل تغير المناخ وإدارة الموارد الطبيعية.

وتقام نسخة هذا العام من المؤتمر بالشراكة مع مؤسسات بريطانية بارزة، من بينها فارنبورو إنترناشونال، وسبيس ساوث سنترال، واللجنة الدولية للاستشعار عن بعد للبيئة (ICORSE)، حيث يمثل المؤتمر منصة عالمية مرموقة تجمع القيادات والخبراء في قطاع الفضاء منذ انطلاقه عام 1962، لمناقشة أحدث التطورات في رصد الأرض والاستشعار عن بعد، في إطار الجهود المستمرة لحماية كوكب الأرض وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

اقرأ أيضاًمذكرة تفاهم بين وكالة الفضاء المصرية وشركة تنمية للبترول لتعزيز التعاون

وكالة الفضاء المصرية تشارك في المنتدى العربي العالمي للتعاون الرقمي والتنمية

وكالة الفضاء المصرية تستضيف فريق عمل الدورة التدريبية للكوادر الأفريقية في نسختها الرابعة

مقالات مشابهة

  • الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية يشارك في المؤتمر الدولي الأربعين ISRSE-40
  • وزير الأوقاف: الفلك باب لفهم أسرار الكون.. والقرآن سبق إلى حقائق علمية
  • «الفضاء المصرية»: الشراكات الدولية مفتاح تعزيز الاستدامة في تقنيات الفضاء والاستشعار عن بعد
  • ناسا تنشر صورا مذهلة لكسوف شمسي ليس من الأرض
  • العلماء يكتشفون فائدة للتبغ تجعله منقذا للأرواح على الأرض وفي الفضاء
  • «الشارقة لعلوم الفضاء» تنظم حملة لرصد الكويكبات القريبة من الأرض
  • روسيا تطور قمرا صناعيا عالي الدقة لرصد الأرض
  • باحثة فلكية: الميكروبات مفتاح فهم الحياة خارج الأرض ودعم المهمات الفضائية
  • خسوف القمر الدموي.. هل هو من علامات الساعة؟
  • نجاح إطلاق القمر الراداري الإماراتي "اتحاد سات" إلى الفضاء