لوفيغارو: صعود التمويل الإسلامي في فرنسا
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
تناول تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية التطور السريع الذي يشهده قطاع التمويل الإسلامي في فرنسا وأوروبا، مشيرا إلى أن هذا القطاع الذي يعتمد على الشريعة الإسلامية يسجل نموا سنويا مضطردا رغم التحديات التي تواجهه.
ورغم أنه يمثل حاليا 1% فقط من التمويل العالمي، فإن التمويل الإسلامي يواصل توسعه بوتيرة سريعة.
وبحسب التقديرات الواردة في التقرير، تتراوح أصول التمويل الإسلامي العالمي بين 3.1 و3.6 تريليونان يورو مقارنة بحجم سوق العملات المشفرة البالغ 2.3 تريليون دولار.
ويعلق أنور حسونة، الخبير في التمويل الإسلامي والأستاذ في "باريس دوفين"، قائلا "هذا يمثل 35 ضعف الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، أو حتى الدين العام الفرنسي".
ويُضيف أن التمويل الإسلامي قد شهد نموا مذهلا بنسبة 603% بين عامي 2006 و2022، بمتوسط نمو سنوي يزيد على 10%.
إطار صارم ومحددويذكر التقرير أن التمويل الإسلامي يعتمد على 5 مبادئ رئيسية تستند إلى الشريعة الإسلامية:
منع الفوائد. حظر المضاربات. عدم الاستثمار في القطاعات المحظورة كالكحول والمقامرة والأسلحة. ضرورة ربط أي معاملة مالية بأصول حقيقية. تقاسم الأرباح والخسائر.هذه المبادئ، وفقا لأنور حسونة، تجعل من التمويل الإسلامي "تمويلا تحت القيود"، حيث يفرض تقاليد صارمة مستمدة من النصوص الدينية.
فرنسا.. إمكانيات كبيرة وتحدياترغم الإمكانيات الهائلة لسوق التمويل الإسلامي في فرنسا، يشير التقرير إلى أن البلاد ما زالت في مرحلة بناء هذا القطاع. وفي حين أن فرنسا تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، يقدّر أن حوالي مليون مسلم في فرنسا يبدون اهتماما بالتمويل الإسلامي، لكن فقط 100 ألف منهم يستخدمون المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة حاليا.
ويقول عز الدين غلام الله، الأستاذ والباحث في التمويل الإسلامي، "ما زال السوق الفرنسي أقل بكثير من إمكانياته الحقيقية"، ويرى أن التوسع في هذا القطاع يعتمد بشكل كبير على تحسين التنافسية من حيث الأسعار وجودة المنتجات المالية.
ويشير إلى أن جزءا كبيرا من المسلمين في فرنسا لا يستخدمون التمويل الإسلامي، بسبب الفارق الكبير في أسعار الفائدة مقارنة بالتمويل التقليدي.
التمويل الإسلامي عالمياوعلى المستوى العالمي، تعتبر الدول الإسلامية مثل قطر والسعودية وماليزيا من الداعمين الرئيسيين للتمويل الإسلامي، ويؤكد التقرير أن ماليزيا باتت تصدر أغلب ديونها على شكل صكوك إسلامية، في حين تقوم دول الخليج وتركيا بإصدار جزء كبير من ديونها بطريقة متوافقة مع الشريعة.
رغم أنه يمثل حاليا 1% فقط من التمويل العالمي، فإن التمويل الإسلامي يواصل توسعه بوتيرة سريعة (غيتي)ويقول حسونة "اليوم، ماليزيا لا تصدر إلا ديونا إسلامية تقريبا، وهو الحال نفسه في دول الخليج وتركيا".
وعلى الرغم من هذه النجاحات الإقليمية، يعتقد حسونة أن التمويل الإسلامي ما زال بعيدا عن أن يكون القوة المالية المهيمنة على الساحة العالمية.
وقال "في الوقت الحالي، لا يمكن أن يكون التمويل الإسلامي هو تمويل الغد، لكنه ربما يكون تمويل بعد غد".
ورغم هذه الإنجازات والنمو السريع، يرى الخبراء أن تأثير التمويل الإسلامي على الاقتصاد العالمي لا يزال محدودا، ويشير حسونة إلى أن الدول الإسلامية قوية إقليميا، لكنها لم تحقق تأثيرا كبيرا على الاقتصاد العالمي.
ومع ذلك، يعتقد الخبراء أن هذا قد يتغير في المستقبل إذا استمر التمويل الإسلامي في النمو بالوتيرة نفسها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التمویل الإسلامی فی فی فرنسا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجهاد الإسلامي تتهم واشنطن بإدارة حرب الإبادة في غزة
يمانيون../
عبرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الأربعاء، عن إدانتها لاستخدام أمريكا حق الفيتو في مجلس الأمن لعرقلة مشروع قرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان لها: “إن استخدام الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن ضد مشروع قرار لوقف إطلاق النار، يؤكد أنها تدير حرب الإبادة بحق شعبنا”.
واستخدمت الولايات المتحدة في وقت سابق اليوم، حق النقض “الفيتو” ضد قرار لمجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى وقف إطلاق النار في حرب العدو الصهيوني على قطاع غزة، وهو ما اعتبرته فصائل المقاومة الفلسطينية شراكة في حرب الإبادة ضد القطاع.
وكان مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة، الذي أيدته 14 دولة وعارضته الولايات المتحدة فقط، يطالب “بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار يجب أن تحترمه كل الأطراف”، و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن كل الرهائن”.
وأكد المشروع المطالبة بامتثال الأطراف للالتزامات الواقعة على كاهلها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بالأشخاص الذين تحتجزهم، وبتمكين السكان المدنيين في قطاع غزة من الحصول فوراً على الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة.
ودعا مشروع قرار وقف إطلاق النار، جميع الأطراف إلى الامتثال التام للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، لا سيما أحكامه المتعلقة بحماية المدنيين، خصوصا النساء والأطفال والأشخاص العاجزين عن القتال، وكذلك أحكامه المتعلقة بحماية الأعيان المدنية.